تقارير كتاب محمد المثل الأعلى
كتاب محمد المثل الأعلى للكاتب توماس كارليل تقرير رقم (2) لماذا انبهر كارليل بشخصية محمد صلى الله عليه وسلم ؟ يذكرها كارليل صريحة لبني قومه: "الحقيقة الكبرى، وهي أنه رجلٌ صادق، ونبيٌ مرسل". ويقول أيضًا: "كلا، ما محمد بالكاذب، ولا المُلَفِّق. وإنما هو قطعة من الحياة، قد تَفَطَّر عنها قلبُ الطبيعة، فإذا هي شهاب قد أضاء العالم أجمع. ذلك أمر الله، وذلك فضل الله، يؤتيه مَن يشاء، والله ذو الفضل العظيم"[1] . ويمكن أن نحدد أسباب إعجاب كارليل بشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يلي: 1. أمية محمد، وأنه لم يعلمه بشر، وإنما نشأ وعاش وحده في أحشاء الصحراء، فلم يعرف من العالم، ولا من علومه إلا ما تيسر له أن يُبصره بنفسه، أو يصل إلى سمعه، في ظلمات صحراء العرب. ولم يضره، ولم يُزْرِ به أنه لم يعرف علوم العالم، لا قديمها، ولا حديثها؛ لأنه كان بنفسه غنيًا عن كل ذلك. ولم يقتبس محمد من نور أي إنسان آخر، ولم يغترف من مناهل غيره. 2. صدق محمد وأمانته التي اتصف بها منذ حداثته. ووفاؤه النادر، وإخلاصه لعشرائه. واتصافه بالمروءة والشرف. 3. إيثاره للصمت، وبعده عن التكلف. فإذا نطق أتى بالحكمة البالغة، وفصل الخطاب. بعيدًا عن التلاعب بالأقوال، والقضايا المنطقية، والعبث بالحقائق. 4. كان رجلاً راسخٍَ المبدأ، صارمَ العزم، بعيدَ الهم، كريمًا برًا، رءوفا تقيًا، فاضلاً حرًا. رجلاً شديدَ الجدِّ مخلصًا،، عظيم النفس. وما كان بعابث قط، ولا شابَ شيئًا من قوله شائبة لعب ولهو. 5. كان سهل الجانب ، ليِّن الجانب ، جَمُّ البِشْر والطلاقة ، حميد العشرة ، حُلو الإيناس ، بل ربما مازحَ أصحابه ، وداعبَ أزواجه . 6. كان محمد جميلَ الوجه ، وضئ الطلعة ، حسن القامة ، زاهي اللون . له عينان سوداوان تتلألآن . تضئ وجهَه ابتسامةٌ مشرقة ، من فؤاد صادق . 7. كان ذكي اللب ، شهم الفؤاد ، ممتلئًا نارًا ونورًا ، رجلا عظيمًا بفطرته ، لم تثقفه مدرسة ، ولا هذبَّه معلم ، وهو غني عن ذلك . 8. كان حاد الطبع ، ناري المزاج ، ولكنه كان عادلا ، صادق النية ، مملوءًا رحمة وخيرًا وحنانًا وبرًّا. 9. تواضعه ، فلم يكن متكبرًا ، ولم يكن ذليلا ضرعًا . بل هو قائم في ثوبه المرقع ، كما أوجده الله ، وكما أراد . يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم ، وأكاسرة الفرس ، ويرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة ، وللحياة الآخرة . 10. كان زاهدًا متقشفًا في مسكنه ، ومأكله ، ومشربه ، وملبسه ، وسائر أموره وأحواله . وكان طعامه عادة الخبز والماء ، وربما تتابعت الشهور ولم توقد بداره نار . وكان يصلح نعله ، ويرفو ثوبه بيده . ولكل هذه الصفات وغيرها ، رمى كارليل أعداء محمـد ، والطاعنين عليه بأنهــم " الأفاكون ، الجهلة ، الكفار ، أصحاب الأضاليل والأباطيل " . وأعلن لبنى قومه دخيلة نفسه ، فقال : " وإني لأحب محمدًا ؛ لبراءة طبعه من الرياء والتصنع . ولقد كان ابن القفار هذا رجلا مستقل الرأي ، لا يُعَوِّل إلا على نفسه ، ولا يدَّعي ما ليس فيه " .
|