منهج التعريف بالإسلام
المبحث السابع: فن الرد
على الأسئلة
1. افهم السؤال جيداً، وقصد السائل منه قبل الرد
عليه، وقد تجد الإجابة موجودة ضمن السؤال نفسه.
2. إذا لم تفهم السؤال، أو لم تكن متأكداً من فهمه،
فلا تتردد في الاستيضاح من السائل عن سؤاله، وعما يقصده بالضبط، قبل المباشرة
بالرد. وإذا كان السؤال بلغة أجنبية، لا تجيدها إجادة تامة، أو لا تتمكن من
مفرداتها أو تعبـيراتها جيداً، فاحذر من الإجابة على سؤال لم تفهمه جيداً، أو قد
تظن أنك فهمت نصف السؤال، وسترد بنصف جواب، ولو وصل الأمر بك إلى الاعتذار عن
الإجابة، والانتقال إلى سؤال آخر.
3. إذا وجه لك سؤال ولم تعرف الإجابة عليه، فقل
للسائل بكل وضوح، إنك لا تعرف الإجابة عليه، وإنك ستسأل من هو أعلم منك، أو سترجع
إلى المراجع للبحث عن الجواب، وعليك الوفاء بما التزمت به.
4. لا تقاطع السائل حتى يكمل سؤاله أو تعليقه، مهما
كانت الظروف.
5. ليكن ردك أو إجابتك، مركزة ومختصرة ووافية وواضحة،
بدون استطرد أو إسهاب، وعلى قدر السؤال بالضبط، ولا تدخل في مواضيع خارج السؤال.
6. هناك أسئلة، الإجابة عليها سهل ومباشر وقصير جداً.
مثل كم مرة يصلي المسلمون في اليوم ؟ والجواب خمس مرات، ولا تدخل في متى شرعت
الصلاة، أو أهميتها وأوقاتها، والنوافل . . . الخ، لأن السائل لم يسأل عن ذلك،
واترك بيان ذلك لسؤال آخر، أو مناسبة أخرى تختارها لهذا الموضوع.
7. لا تنفعل ولا ترفع صوتك، وحافظ على هدوئك، حتى
انتهاء الأسئلة والإجابة عليها، فإن هدوءك مهم جداً، ويعد جزءاً لا يتجزأ من عملية
إجابتك، وإقناع السائل أو المستمع بما تقول.
8. لا تجرح السائل أو المستمع في معتقداته، تحت أي
ظرف من الظروف، ولو حاول استفزازك، وذلك مداراة لغيره من المستمعين، لكي تضمهم إلى
جانبك ضده، أو تحيدهم.
9. كن دائم الابتسام، طلق المحيا، ولا تفقد ابتسامتك
ومعنوياتك وصبرك، تحت ضغط الأسئلة المتعنته أو الشبهات.
10. هناك أسئلة، تحتاج الإجابة عليها إلى معرفة أو
الإحاطة بعدة مواضيع، تاريخية واجتماعية وسياسية . . . الخ. فكلما كانت ثقافتك
واسعة في هذه المجالات، كلما سهلت عليك الإجابة، واستطعت أن تركزها بكلمات قليلة
ومقنعة.
11. ادرس كتبهم المقدسة عندهم (التي يعترفون بها)
ففيها معلومات كثيرة جداً ومهمة، تساعدك في ردودك على أسئلتهم. ولا تستشهد بالكتب
الخاصة بدينهم، والتي لا يعترفون بها، مثل إنجيل برنابا. إذ إن الحجة تكون قوية
ودامغة، عند الاستشهاد بنصوص من كتبهم المقدسة، التي يؤمنون بها ويعترفون بصحتها.
12. إذا كان معك أحد، وبدأ بالإجابة على السؤال، أو
بدأ بطرح موضوع ما، فاحذر من مقاطعته، تحت أي عذر أو حجة، وعندما ينتهي من كلامه،
يمكنك أن تضيف أو تصحح ما قال، بطريقة مهذبة، لأن المقاطعة قد تكون أسوأ من الغلط،
الذي اعترضت عليه.
13. احذر أن تأخذ دور المفتى، فهذا يخرج عن نطاق دورك
كداعية أو معرف بالإسلام.
14. الأسئلة العامة مزالق لمغالطات، لا يجاب عليها
بأجوبة عامة.
15. الأسئلة المتحدية أو التشكيكية، للفئتين الثانية
والثالثة المذكورة في المبحث الخامس، بإمكاننا تحويلها إلى أسئلة توجه إليهم، عن
دينهم النصراني وكيف تطور إلى أن وصل إلى أيديهم اليوم. وعن كتبهم المقدسة عندهم،
وعن تاريخهم الديني الكنسي فيما بينهم، وفيما بينهم وبين المسلمين في الأندلس
وغيرها من البلاد العربية والإسلامية، ومع غير المسلمين أثناء الاستعمار الغربي،
ومع الهنود الحمر، سكان الأمريكتين الأصليـين، وسكان استراليا وجنوب أفريقيا خاصة،
وكل أفريقيا بوجه عام.
16. كثير جداً من أسئلتهم، بإمكان المعرف أو الداعية
إذا شاء (وحسب مقتضيات الحال)، أن يجيب عنها من كتبهم التي يعترفون بصحتها وقداستها
(العهد القديم والعهد الجديد).
17. بالنسبة لأسئلة المنصرين والمستشرقين ومن لف
لفهم، يجب الرد عليهم بنفس أسلوبهم الفظ، أي الردود الهجومية، من واقع دينهم
وتاريخهم، وكتبهم المقدسة عندهم. وهم لن يستفيدوا من الردود أو الأجوبة، ولن يتعظوا
بها، ولكنها تفيد في رد كيدهم إلى نحورهم، ولكي لا يتأثر بمكرهم المستمعون.
والتعامل مع مثل هؤلاء، يحتاج إلى علم وخبرة واسعة، للرد عليهم بما يبهتهم.
ومن الأمثلة الممتازة في هذا المجال، ردود الشيخ العلامة رحمة الله بن خليل الهندي،
على القساوسة والمنصرين الأوروبيـين والأمريكيـين في الهند، وخصوصاً مناظرته للقسيس
الأمريكي المستشرق (G.G.Fander) في عام 1854م. أثناء الاحتلال البريطاني لها. والتي
جمعت في كتاب إظهار الحق. وكتب وأشرطة ومناظرات الداعية أحمد ديدات (من جنوب
أفريقيا)، وغيرهم في الماضي والحاضر.
|
|