منهج التعريف بالإسلام
ملاحظات على أسئلتهم
أولاً:
1. إن صياغة الأسئلة تختلف باختلاف السائلين، فلكل
شخص ذوقه وأسلوبه، بالإضافة إلى سنة وجنسه ومستوى تعليمه وثقافته، ومدى معرفته
المسبقة عن الموضوع الذي يسأل عنه، وعن قصده من طرح السؤال. وهي أيضاً انعكاس، أو
تجلي لما هو موجود في اللاوعي في ذاكرة الغربيـين، من موروثات التجهيل المتعمد،
والأحكام النمطية المسبقة، لكل ما يمت إلى الإسلام بصلة.
وعموماً يمكن تقسيم السائلين، ومن سيحتك الداعية بهم، إلى
ثلاث فئات كما يلي:
الفئة الأولى:
تمثل النصارى العاديـين أو البريئين، الذين يبحثون عن المعرفة، وهم في الغالب إما
لا يعرفون شيئاً عن الإسلام، أو يعرفون النـزر اليسير عنه، ومعظم معلوماتهم استقوها
من مدارسهم، ومن وسائل الإعلام في بلادهم، أو ما لاحظوه أو سمعوه، أو شاهدوه، من
تصرفات العرب والمسلمين، ومعظمها معلومات مغلوطة أو سلبية، خصوصاً أن غالبية العرب
والمسلمين، متفننين في إعطاء صورة سلبية، عن أنفسهم وعن أمتهم وحضارتهم ودينهم.
ومعظم أسئلة هذه الفئة، نابعة من خلفيتهم الدينية، وهذا شيء طبيعي جداً، فعندما
يُذكر لهم القرآن على سبيل المثال، فإنهم ولأول وهله، يتصورون أو يفهمون أنه كتاب
مقارب (ولو من بعيد) لكتبهم المقدسة الموجودة عندهم حالياً.
وهذا فهم أو مقارنه غير صحيحة، فيجب الإنتباه لذلك، عندما تتحدث معهم في هذا
الموضوع. وهذه الفئة يجب أن تقابل بكل ترحاب وعطف ولطف، وأن تشجع على التقدم
بأسئلتها.
الفئة الثانية:
تمثل النصارى الذين يريدون أن يتقربوا إلى دينهم، وأن يدافعوا عنه، بالهجوم على
الإسلام والمسلمين، وهؤلاء يحملون كماً كبيراً من شبهات المسشرقين والمنصرين، وهم
في الغالب لا يعرفون دينهم على حقيقته (ويمكن اعتبارهم إذا أحسنا الظن بهم، بأنهم
مجتهدين). وهؤلاء أيضاً يجب معاملتهم برفق، والإجابة على أسئلتهم، وضرب الأمثلة من
دينهم وكتبهم المقدسة عندهم، وتاريخهم النصراني، لإظهار سوآتهم.
الفئة الثالثة:
وتمثل المنصرين والمستشرقين وتلاميذهم. وتتميز أسئلة وتعليقات هذه الفئة،
بالاستفزاز والوقاحة، وباتخاذها طابع الهجوم والتحدي. وهي بدون استثناء، معادية
للإسلام والمسلمين، وكلها ترديد للشبهات والأباطيل، التي شنها أعداء الإسلام، من
اليهود والنصارى ومن لف لفهم، منذ فجر الإسلام وإلى يومنا هذا. ومن الواضح أن
السائل من هذه الفئة، لا يبحث عن العلم، أو معرفة شيء يجهله، إنما قصده إثارة
الفتنة، وتحطيم معنويات الشخص الذي يوجه إليه الأسئلة، والتموية على الحاضرين أو
المستمعين، بأن دينهم (دين النصارى واليهود)، هو الحق، وأن دين الإسلام ونبيه على
باطل.
ومن أساليبهم أيضاً التشويش على المحاضر، أو الشخص الذي توجه إليه الأسئلة،
كمقاطعتة قبل أن يكمل كلامه، باعتراض أو سؤال فرعي، لكي يشتتوا اهتمامه وأفكاره،
ويقودوه إلى الصراخ والغضب، فيظهر أمامهم بأنه ضعيف، وليس عنده حجة.
|
|