المبحث السادس: شبهات واتهامات المنصرين والمستشرقين من اليهود والنصارى،

 ضد الإسلام والمسلمين

سبق أن ذكرت (في الفقرة 1 من بند رابعاً صفحة 13 من المبحث الثالث) أن أعداء الإسلام، من المنصرين والمستشرقين ومن لف لفهم، دأبوا على مهاجمة الإسلام، وكيل الاتهامات له ولعقائده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتاريخه ورجاله، بكل وسيلة وأسلوب على مر القرون، ونشرها بين مواطنيهم من الغربيـين خاصة، وشعوب الأرض عامة. مستغلين فرصة خلو الساحتين الغربية والعالمية من الوجود العربي والإسلامي الواعي والمتعلم والفعال، ومن ضعف العرب والمسلمين وتخلفهم مادياً وفكرياً، وانهزامهم العسكري أمام الشرق والغرب.
قاصدين من ذلك، وضع غشاوه وتعتيم شديد على حقيقته، لينفروا شعوبهم ويخوفونهم من الاقتراب منه، حتى لا يعرفوا حقيقته فيعتنقوه. مستفيدين من جهل شعوبهم الغربية بحقيقة الإسلام. وفي نفس الوقت يؤثرون على عقيدة المسلمين وهزها، أو يضعوهم في موقف المتهم، المستميت في دفاعه المستمر، لا يخرج منه إلى الهجوم عليهم وعلى دينهم المحرف.
وقد تحولت تلك الإتهامات الجزافية، الطافحة بالكراهية والإزدراء والتكذيب، لكل ما يمت إلى الإسلام بصلة، وبأساليب شتى، منها المكشوف، ومنها المستـتر، الذي يدس السم بالدسم، على مر العصور، إلى أساطير صدقها الغربيون على اختلاف مستوياتهم العلمية، وهي مبنية على جرف هارٍ من الحقد والكراهية والتجهيل بالحقائق.
هذا وتتركز تلك الشبهات والإتهامات ضد الإسلام فيما يلي:
1. إنه دين وضعي (غير سماوي) ويمثل البيئة العربية الصحراوية التي انبثق منها ونشأ فيها.
2. محمد صلى الله عليه وسلم أخذ دينه المشوه، من اليهودية والنصرانية، وأنه سعى للكسب السياسي والقوة، وإرضاء شهواته الجنسية (يعيبون عليه، صلى الله عليه وسلم، تعدد زوجاته).
3. القرآن نسيج من الأباطيل، ومن عمل الشيطان (استغفر الله وأبرأ إليه مما قالوا).
4. محمد صلى الله عليه وسلم مدع رسالة، مارق على المسيحية واليهودية.
5. محمد صلى الله عليه وسلم عدو للمسيح.
6. دين يدعو لعبادة إله غريب انتقامي.
7. دين يؤيد أو ينشئ الإرهاب والإرهابيـين، وهو مرادف للعنف والهمجية، والتخلف والشهوانية.
8. المسلمون برابرة ووحوش.
9. دين جهالة وتخلف، لا يليق بالغربيـين المتحضرين، ولا يناسبهم.
10. يستعبد المرأة، ويسمح بتعدد الزوجات.
11. غير متسامح تجاه غير المسلمين.
12. دين يدعو للدنيا دون الآخرة.
13. معادي للديموقراطية.
14. دين حرب، انتشر بالسيف (تحريف لمعنى الجهاد).
15. الإسلام (في أحسن الحالات) دين محلي، للعرب البدو في الصحراء.
16. أجمل ما يصلون إليه، هو أن محمد صلى الله عليه وسلم رجل حكيم، أو رجل دولة، أو عبقري، جمع شتاب القبائل العربية الهمجية المتناحرة، ووجها لتقاتل الروم والفرس. أي جعلوه مثل أي عبقري آخر. وهذا الإعجاب أو المدح الظاهري، يحمل في ثناياه أخس النعوت لأي إنسان عادي، وهو الكذب، عندمالم يصدقوا أو يعترفوا أنه رسول يوحى إليه.
17. وهم في كل شبهاتهم واتهاماتهم تلك، يناقضون ما يدعونه من عقلانية وتسامح فكري.
18. من كل الأسباب السابقة، فقد أصبح السواد الأعظم من نصارى الغرب (يستوى في ذلك المتمسك بدينه، أو الذي هجره، أو عاداه) لا يعرف شيئاً عن حقيقة الإسلام، ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وعن العرب والمسلمين. وكل ما يعرفه عنهم، هو ما يقدم له في المنـزل، أو المدرسة، أو الكنيسة، أو في وسائل الإعلام الغربية المختلفة، من صور قبيحة ومشوهة عن الإسلام والعرب والمسلمين.
وفي الصفحات التالية، تجد أهم الأسئلة التي يوجهها المواطنون الغربيون العاديون، وغير العاديـين، إلى المسلمين عن الإسلام. وقد قسمت أولئك السائلين وأسئلتهم إلى ثلاث فئات.