حقائق الإسلام
القرآن مصدر
للصحة النفسية
•
البناء الإيمانى للشخصية السوية:
يتناول القرآن الكريم جوانب الشخصية
الإنسانية: جسمه، وعقله، وروحه، وكل نشاطه وحركته فى هذا الكون.
وهذا التكامل في وصف الشخصية يمزج بين
طاقات الإنسان، ويجعل منه قوة فاعلة ويحفِّزه لأن يكون مؤثرًا، يرقى بنفسه وبعالمه،
وعلي سبيل المثال: نرى أن القرآن يذكِّر الإنسان بالقدرات والطاقات المتاحة بين
يديه ليحسن توظيفها، قال الله تعالى: ( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ
لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الجاثـية/13.
وفى المقابل يحذر القرآن الإنسان من
أن يتصف بالسلوك المتخاذل الذى يجعله ضعيفًا متخاذلاً أو منهارًا أمام رغباته
وشهواته، من ذلك قوله تعالى: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ
الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ
ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )
آل عمران/14.
ثم إن القرآن يحدد للإنسان معالم
الشخصية السوية بأنـها التى تتحرك فى حدود طاقاتـها وقدرتـها، قال تعالى:
( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا )
البقرة/286.
ويؤكد القرآن أن المسئولية تكون فى
حدود طاقة الإنسان وقدرته، قال الله تعالى: ( وَجَاهِدُوا
فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي
الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج/78. كما يصف القرآن الشخصية السوية بأنها تؤمن
بالقدر، تتقبل الأحداث بنفس راضية، وتتجنب الصراع النفسى، من ذلك قول الله تعالى:
( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي
أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى
اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحديد/22.
والتشكيل الإيمانى للشخصية يجعلها
تكتسب كل الصفات المحمودة التى وصف الله بـها المؤمنين فى القرآن من الإخلاص،
والصدق، واحترام الغير، والعفو، والعطاء، والأمانة، وكل القيم التى ترتقى بالإنسان
وتحقق له أمنًا نفسيًّا وقدرة على العطاء والحركة النافعة فى الكون.
تبارك الله ربنا، العليم بما خلق، قال
الله تعالى: ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ ) الملك/14.
وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
|