شبهات حول القرآن الكريم
توهُّم عدم المطابقة بين
الحال وصاحبها
زعموا
أن القرآن الكريم خالف قاعدة المطابقة في النوع بين الحال وصاحبها، فجاء بحال على
صيغة التذكير، مع أن صاحب الحال مؤنث، واستشهدوا لذلك بقول الله تعالى:{وَأَرْسَلْنَا
السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا} الأنعام/6.
وقد جهل صاحب هذه الشبهة أن صيغة "مِفْعَال"
يستوي فيها المذكر والمؤنث؛ فالعرب تقول: ناقة مِمْغَار: إذا كان من عادتها أن
يحمرَّ لبنها من داء، وناقة مخراط: إذا كان من عادتها أن تُخْرِط، أي يَخرج لبنها
منعقدًا[1].
ووصفوا المرأة التي من عادتها أن لا تتزين بالحلي فقالوا: امرأة معطال، والمرأة
التي من عاداتها أن تضع الإناث وصفوها بقولهم: مئناث، والتي من عادتها أن تضع
الذكور وصفوها بقولهم: امرأة مذكار، والتي من عادتها أن تلد الحمقى بقولهم: امرأة
محماق[2].
*************************
[1]
المخصص 4/ 42، المزهر 2 / 215،
ديوان الأدب 1/ 311.
[2]
المخصص 4 / 42، المزهر 2 / 315،
الأمالي لأبي علي القالي 1 / 21، أدب الكاتب ص
255، الصاحبي ص 190
ـ 191.
|
|