شبهات حول القرآن الكريم
توهُّم عدم المطابقة بين
النعت والمنعوت
زعموا
أن القرآن خالف قاعدة المطابقة في النوع بين النعت والمنعوت، فأورد النعت مؤنثًا
لمنعوت مذكر، واستشهدوا على ذلك بالآيتين التاليتين:
الأولى: قوله تعالى:{وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا}
ق/11؛ حيث إن المنعوت مؤنث "بلدة"،
ونعته مذكر "مَيْتًا".
لفظ "مَيْت"
مما يستوي فيه المذكر والمؤنث[1]؛
وذلك لأنه وصف على وزن من أوزان المصدر هو "فَعْل"[2]،
فلمَّا شابه المصدر أخذ حكمه في بقائه على لفظه للمذكر والمؤنث.
والآية الأخرى: قوله تعالى:{بِرِيحٍ صَرْصَرٍ}
الحاقة/ 6؛ حيث وصفت الريح وهي مؤنث بكلمة
"صَرْصَرٍ"،
وهي مذكرة، والصواب ـ في زعمهم ـ أن يقال: بِرِيحٍ صرصرة!.
وقد جهل صاحب هذه الشبهة أن لفظ "صرصر"
لا يوصَف به إلاَّ الريح[3]،
وإذن فلا ضرورة لتأنيثه بالتاء، شأنه شأن الأوصاف الخاصة بالمؤنث مثل: حامل، مرضع،
طامث.
وعلى ما تقدَّم لا يكون في القرآن مخالفة لقاعدة المطابقة في النوع بين النعت
والمنعوت.
***************************
[1]
اللسان (م و ت.).
[2]
البحر المحيط 6 / 505.
[3]
التحرير والتنوير، مجلد 11، جـ24، ص 259.
|
|