شبهات حول القرآن الكريم
توهُّم عدم المطابقة بين
الفعل والفاعل
زعموا
أن القرآن خالف قاعدة المطابقة ـ في النوع ـ بين الفعل وفاعله، وساقوا الشواهد
التالية:
1) {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ
مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ}البقرة/275؛
حيث إن الفاعل مؤنث "موعظة"، والفعل مذكر "جاءه"،
والصواب ـ في زعمهم ـ أن يقال: جاءته.
وكذا قوله تعالى:{فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ
عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}
الأعراف/30؛ حيث إن الفاعل مؤنث "الضلالة"،
والفعل مذكر "حَقَّ"، والصواب ـ في زعمهم ـ أن يقال:
"حقت" كما في الآية الأخرى:{وَمِنْهُمْ
مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ}النحل/36.
وقوله تعالى:{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا
الصَّيْحَةُ} هود/67؛ حيث إن الفاعل مؤنث "الصيحة"،
والفعل مذكر "أخذ" والصواب ـ في زعمهم ـ أن يقال:
وأخذت، كما في الآية الأخرى:{وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا
الصَّيْحَةُ} هود/94.
وقد جَهل صاحب هذه الشبهة القاعدة اللغوية البسيطة التي تقول: إنه لا يجب
تأنيث الفعل مع الفاعل إلاَّ في حالتين:
الحالة الأولى: أن يكون الفاعل ضميرًا، مثل: هند قامت، أو الشمس طلعت.
الحالة الثانية: أن يكون الفاعل مؤنثًا "حقيقيًّا"
متصلاً بالفعل غير مفصول عنه، كما في: قامت هند، صاحت الدجاجة.
أمَّا إذا كان الفاعل غير ما سبق فأنت مخيَّرٌ بين التذكير والتأنيث، فيجوز أن
تقول: طلع الشمس، وطلعت الشمس.
ولك أن تقول: أَعيَى الرجَالَ النساءُ، وأعيَتْ الرجالَ النساءُ.
والفاعل في الشواهد الثلاثة التي جاءوا بها مؤنث مجازي "موعظة
ـ الضلالة ـ الصيحة"، ويجوز فيها الوجهان حتى وإن لم يُفْصَل بينها وبين
فعلها بفاصل.
|
|