الصفحة الرئيسية
ميثاق الموقع
أخبار الموقع
قضايا الساعة
اسأل خبيراً
خريطة الموقع
من نحن
النازحين عن دار الإسلام
• بقلم : الشيخ محمد الغزالي • تاريخ : 01 - 02 - 2008 الانتماء إلى الإسلام فريضة محكمة لا يجوز أن يرجحه شيء مما تواضع الناس على تقديمه قديما أو حديثا.. والعرب عندما ينظرون إلى جنسهم أو أرضهم ويدحرجون ما وراء ذلك إلى الضياع أو إلى مرتبة أدنى فهم يخونون الله ورسوله وينسلخون عن مقومات شخصيتهم ومواد حضارتهم وأسباب بقائهم "ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين". وعندما يرفع العرب راية التوحيد ويدعون إلى الإسلام بحماس وذكاء فإن أقل ما يظفرون به مكانة مرموقة في الأرض عدا ما يدخره الله لهم يوم اللقاء.. وليست الدعوة المطلوبة عبئا يثقل الكواهل أو لغزا يتطلب النبوغ. لا شيء يطلب أكثر من الإخلاص لله والتنازل عن شهوات النفس... ثم الانطلاق في الطريق بعين مفتوحة وعقل مكتشف.. وهنا تكمن المشكلة فيما أرى! فالإسلام دين قوي تكمن قوته فيما يشتمل عليه من حقائق معقول لا يأباه فكر سليم جميل لا يصد عنه ذوق لطيف ..هنا تظهر المأساة !فإن نفرا كبيرا من الداعين إليه جهال به ومعادنهم النفسية والعقلية بالغة الرداءة فهم بدءا لا يجوز أن يقفوا في هذا الميدان كما لا يجوز أن يدخل الأعرج سباقا في سرعة الجري!!.. وقد تأملت في الطريقة التي يخدم اليهود بها قضاياهم فوجدت الفروق شاسعة.. هنا باطل يحتال الأذكياء المخلصون على إنجاحه. وهنا حق يخفق القاصرون الهابطون في الصمود به والدفع عنه! خذ هذا المثل في قضية فلسطين التي خاض اليهود معاركها مسلحين بدينهم وخاضها العرب مبتعدين عن الإسلام كارهين الانتماء إليه! وانظر كيف بدأ اليهود الكفاح لاستعادة أرض الأجداد أو أرض الميعاد كما يقولون: كتب الأستاذ درويش مصطفى الفار تحت عنوان الكيمياء والسياسة يقول: في الثاني من نوفمبر يطل علينا العام السابع والستون منذ أن صاغ أرثر جيمس بلفور[1930-1838] وزير خارجية بريطانيا العظمى وعده الغني عن التعريف وقدمه هديه باسم السياسة إلى علم الكيمياء في شخص اليهودي الروسي الصهيوني حاييم بن عيزر 1952 .الذي كان يعمل أستاذا للكيمياء العضوية في جامعة مانشستر – وايزمان 1874 بانجلترا وذلك مكافأة وتقديرا لعبقريته في اختراع طريقة سنة 1916 ،لصناعة سائل الأسيتون من دقيق الذرة"بضم الذال المعجمة وفتح الراء، "فأنقذ المجهود الحربي للحلفاء الذين كانوا حينذاك في حاجة ماسة لكميات كبيرة من ذلك السائل العجيب الذي يستخدمونه في إذابة النتروجلسرين وقطن البارود لصناعة مادة الكوردايت المفرقعة الدافعة التي يحشون بها الرصاص وقنابل المدافع... أبى وايزمان أن يقبل مكافأة مادية ليشتري له ضيعة أو يبني فيلا ينقرشها بأنواع الفسيفساء و الديكور لأن إيمانه بباطل قومه كان عنده بمثابة العقيدة التي يلتزم العالم الحق بالتضحية بكل الماديات في سبيل العمل لها وأصر على أن تكون مكافأته "مجرد" وعد من حكومة بريطانيا العظمى: لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين دون مساس "بحقوق" السكان الأصليين من غير اليهود... مجرد وعد... لأنه كان يعرف من إلمامه بأصول علم الكيمياء أن التفاعل بين المجموعات البشرية خلال التاريخ تحكمه قوانين ومعادلات وضوابط دقيقة كتلك : التي تحكم تفاعلات الذرات والجزيئات في علم الكيمياء.. وكان يدرك أن قوانين التفاعلات الكيماوية لا مجال فيها "للفهلوة" والارتجال والعنتريات والكذب وخداع النفس وأن الزمان الذي كان الكيماويون فيه يضيعون الوقت والمال والجد والسياسة للحصول على الإكسير الذي يحول الفلزات الحقيرة إلى ذهب زمن قد ولى وانقضى إلى غير رجعه...فكان مجرد الحصول على” وعد “بمثابة تفاعل كيماوي مدروس يمكن البدء منه وارتياده كافة المظان والسبل والأساليب والحيل والدسائس للوصول به إلى النتيجة المطلوبة والمخطط لها أصلا بعلم وإصرار... ولم تكن الحرب العالمية الأولى قد وضعت أوزارها بعد عندما طلب وايزمان ذلك الوعد من بريطانيا العظمى في شخص وزير خارجيتها بلفور ولم يك انتصار الحلفاء مقطوعا به مائة بالمائة ولذلك كان أمثال آخرون لوايزمان يسعون نفس المسعى لدى الألمان وحلفائهم دون أن يصطرع الفريقان من اليهود أو يقتتلا... وكان علم السياسة في دماغ الداهية بلفورقد ارتقى أيضا إلى مستوى قدرة الكيماوي العالم بأسرار التفاعلات فوافق شن طبقا كما يقول المثل عندنا "وما أكثر الأمثال عندنا والحكم" فوجد في الموافقة خيرا كثيرا لصناعة السياسة البريطانية فأصدر ذلك الوعد وهو متأكد من كيفيات مسيرة الأحداث به لقرن من الزمان... فهذا الوعد وعد بلفور الذي يعيش الوطن العربي والإسلامي اليوم أثاره وذيوله وشجونه من نسج عالم كيماوي خبير عرف معنى السياسة وكيف تؤكل الكتف وداهية سياسي شيطان ارتقى تفكيره إلى مستوى فهم المعادلات والقوانين البالغة التعقيد والعمق ...الخ هذا العالم اليهودي خدم ملته وعشيرته بما رأيت !لقد ذكر قومه ولم يذكر نفسه وخدم عقيدته ولم يخدم شهوته وتوسل بعبقريته العلمية ليجمع شتات أمته.. فماذا كان يحدث في الطرف الآخر؟ هناك عبيد جاه ينشدون الحكم على أنقاض دولة الخلافة !هناك طلاب علم لا دين لهم يريدون به جمع المال لأنفسهم وأولادهم وحسب !هناك طلاب دين تتصبب عرقا لتقنعهم أن الكيمياء علم جليل وأن الإمامة فيه من أخصر الطرق لخدمة الإسلام فإذا هم يهربون منك كي يتقعروا في بحث عن حرمة الذهب للنساء أو عن ضرورة قراءة الفاتحة وراء الإمام أو عن وجوب الوضوء على من لمس امرأة!! فإذا عدت به إلى الميدان الذي هرب منه اكتفى بأخذ إجازة علمية صحيحة أو مزورة ولم يعشق البحث والكشف والاستنتاج والاختراع !ثم تراه بعد ذلك في جلباب أبيض كأنما يستعد لحفل من أحفال "الزار" ثم يزعم بتبجح أن هذه هي السنة! إن العقل الأوربي من أقرب العقول إلى الإسلام وقد فقد ثقته فيما لديه من مواريث روحية أو مدنية بيد أنه ليس مغفلا حتى يفتح أقطار نفسه لأناس يعرضون عليه باسم الإسلام قضايا اجتماعية أو سياسية منكرة! إن الأوربيين بذلوا دماء غزيرة حتى ظفروا بالحريات التي ظفروا بها فهل يقبل أحدهم أن تعرض عليه عقيدة التوحيد مقرونة بنظام الحزب الواحد ورفض المعارضات السياسية ووضع قيود ثقيلة على مبدأ الشورى وسلطة الأمة؟؟ والمسلم الذي يعرض دينه بهذا اللون من الفكر أهو داعية لدينه حقا؟ أم جاهل كبير يريد أن ينقل للناس أمراضا عافاهم الله منها؟ إن هذا المتحدث الأحمق فتان عن الإسلام !ويشبه في الغباء من يعرض عقيدة التوحيد مقرونة بضرب النقاب على وجوه النساء !من يسمع منه؟ وكيف يريد فرض رأي من الآراء أو تقليد من التقاليد الشرقية باسم الإسلام؟ ما أكثر القمامات الفكرية بين شبابنا !لقيت جامعيا متدينا يقول :إن فلانا جمع نحو سبعين دليلا على أن النقاب من الإسلام ! فقلت له: وأنا انتهيت الآن من قراءة كتاب جمع نيفا وأربعين دليلا على أن الأرض ثابتة والشمس تدور حولها.. إنها فوضى مقصودة في ميدان العلم الديني ولابد من تطهير هذا الميدان على عجل حتى ينقذ المسلمون أنفسهم من هلاك محقق!! وتوجد الآن طوائف غفيرة تذهب إلى عواصم الغرب لتعرض الإسلام وأنا أشعر بغضاضة شديدة من الأسلوب الذي تحيا به هذه الجماعات والآثار التي تعقبها والكلمات التي تقولها ! ولا أنتظر ثمرة حلوة لهذا النشاط القاصر المرتجل! وقد نكون كسبنا -مائة ألف فرنسي أو مائة ألف انكليزي !فهل هذه الأرباح تغنى عن الملايين التي خسرناها في البلقان وشرق أوربا وجزر البحر المتوسط وجنوب آسيا وشرقها أو الأقطار والأجيال التي خسرها الإسلام بين الفلبين شرقا والأندلس غربا...؟ إن الغيبوبة التي احتوت الأمة الإسلامية منذ قرون لا تزال مستولية على أعصابها وأجهزتها العليا والدنيا !ولا تزال تلوث ينابيعها الثقافية وتدوخ حركاتها السياسية وتخدر كل ما يتصل بالدعوة والدعاة فلا دراسة ولا رصد ولا متابعة وكأن أمتنا نسيت أنها تحمل رسالة للناس أو كانت كذلك قديما.. التعاليم التي ندعو إليها هي الأركان المتفق عليها والنصوص المقطوع بها أما ما يحتمل عدة أفهام فلا دخل له في ميدان الدعوة !وإذا كان المسلمون أنفسهم في سعة أمام هذه الأفهام العديدة وإذا قالوا :لا يعترض بمجتهد على مجتهد آخر فكيف نلزم الأجانب بفقه خاص؟ إننا نضع العوائق عمدا أمام الإسلام حين نفرض على الراغبين فيه تقاليدنا في الحكم والاقتصاد والمجتمع والأسرة وأغلب هذه التقاليد ليس له سناد قائم بل أغلبه وليد عصور الانحراف والتخلف.. و من الممكن بعد اقتناع الراغبين في الإسلام من اعتناقه أن تترك لهم حرية الاختيار من الفروع التي لا حصر للخلاف فيها ولا ميزة لرأي على آخر.. إننا ندعو إلى الإسلام لا إلى الاقتداء بالمسلمين !ندعو إلى الكتاب والسنة لا إلى سيرة أمة ظلمت نفسها ولم تنصف تراثها. ذلك أن دين الله جدير بالإتباع أما مسالكنا نحن فجديرة بالنقد والبعد...! للمسلمين في الخارج آلام ومشكلات لا مساغ لتجاهلها.. ولست محاولا التماس الراحة لكل ما يعانيه إخوان العقيدة الذين تركوا أرض الإسلام واحتواهم مستقبل غامض.. فمن هؤلاء فارون من الطغيان السياسي وجدوا طمأنينتهم في أوربا أو أميركا إلى حين! ومن هؤلاء من تبعه الطغاة في مهجره وقضوا على حياته! ومن المهاجرين ناس تنازلوا عن "جنسياتهم" الأولى وحملوا جنسيات البلاد التي انتقلوا إليها وأكثرهم نسى دينه الموروث أو بقى عليه وهو زاهد فيه! ومن المهاجرين طلاب أرزاق لم ينقطعوا عن دينهم ولا عن وطنهم ولكن استغرق أوقاتهم وأعصابهم طلب القوت لأنفسهم وأهليهم..! وفيهم من كان اسمه محمدا ولكن الكنديين أو غيرهم يبغضون هذا الاسم أشد البغض ويستحيل أن يفتحوا لحامله باب رزق فهو يتنازل عنه إلى اسم آخر كي يحيا على أي وجه! وفيهم طلاب علم انتسبوا إلى جامعات معروفة وكانوا من قبل غير متشبثين بالتعاليم الدينية فلما وجدوا التعصب المقابل اعتصموا بدينهم والتزموا حدوده! وفيهم من أمره فرط وشهواته جامحة وجد المجال هناك ميسورا لفنون اللذات فأخذ يركض فيه كأنه حيوان مسعور! وفيهم من انتقل إلى الخارج ببدنه وبقى روحه معلقا بمواطنه وشعائره فهو يحن إليها أبدا ولا يسليه عنها شيء. وفيهم من كان وثيق الصلات بالإسلام عارفا بعلل الأديان الأخرى فبدأ جريئا يأخذ ويرد ويهاجم ويدافع وقد يستطيع أن يجتذب آخرين إلى دينه بالجدال الحسن والاستعراض الجميل. وفيهم من بقى عزبا وفيهم من تزوج وفيهم من أنجب ونشأ أولاده على دينه وفيهم من فقد نفسه وزوجته وأولاده واستقر في القاع... الخ وما أغالط نفسي فأهون خسائر الإسلام في هذه الهجرات المتتابعة لقد خسر الكثير بلا ريب! فهل المسلمون في الوطن الأم أعني دار الإسلام الرحبة يعرفون شيئا عن هذا؟ وهل لديهم أجهزة ترصد وتسجل؟ كلا إنهم في رقاد عميق! ومن المقطوع به أن جماهير المسلمين المهاجرين وهم ألوف مؤلفة يمكن استبقاؤهم على دينهم بل يمكن جعلهم طلائع لنشره لو أرادت الأمة الإسلامية ذلك وعملت له... والحاجة ماسة إلى مدارس كثيرة لتعليم اللغة العربية وتنشئة الأجيال الجديدة مرتبطة بالإسلام وفية له ولا أدري لماذا فرطت الأمة في ذلك وهي تعرف خطورته؟ إننا بهذا العجز نعين على الارتداد عن الإسلام ونمهد طرقه!.. و رأيت في الخارج بعض أسر كبرت بناتها ومع التقاليد الغربية أصبح زواج هؤلاء المسلمات بشباب غير مسلم أمرا سائغا ! أو لا مناص منه. والنتائج معروفة تسود لها الوجوه! وقد أفتيت بأن من كان بقاؤه في الخارج سيهدد دينه أو دين أولاده يجب عليه أن يعود فورا إلى وطنه وإلا فعليه وزر الانسلاخ عن الدين والخروج من الإسلام.. ومن يبق في اليم وهو عاجز عن مقاومة التيار يعد منتحرا ويبوء بإثمه.. وقد صح قول رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين. وقال: "لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو" فمن أحس أنه سيفقد إيمانه في بلد ما لم يجز له أن يمكث فيه! بل عليه أن يرسم خطته بالتحول إلى بلد مسلم يأمن فيه على عقيدته ويطمئن فيه على زوجته وولده.! وقد يعود المسافر يوما وقد يرجع المهاجر النازح من بلده بعد ما تزول أسباب نزوحه.. لكننا نود لو تكونت مجتمعات إسلامية متكاملة تكون معابر للإسلام.
http://www.alghazaly.org/
سلسلة الحوار الحق
برنامج شواهد الحق
برنامج أجوبة الإيمان
برنامج حقائق وشبهات
برنامج الرد الجميل
مناظرات أحمد ديدات
التوراة والإنجيل والقرآن
حقائق قرآنية
لماذا أسلمت
آيات القرآن ودلائل القدرة
صيحة تحذير
لماذا أسلموا
علماء مسلمون
محمد الرسالة والرسول
محمد المثل الأعلى
الرئيسية
ميثاق موقع البيان
خريطة موقع البيان
اقتراحات وشكاوي