قاصمة إلحاديّة .. smile رمزتعبيري
يحتج الملاحدة بأزلية الكون = عدم وجود الخالق بقانون الأولللديناميكا الحرارية القائل : ( المادة لا تفنى و لا تُستحدث من عدم و لكن تتحولمن شكل إلى آخر ) ..
حسناً .. سلّمنا لكم هذا الزعم ، لكن نريد تفسيراً متماسكاًعقليّاً و علميّاً لمعنى اقتصار المادة على هذه الأشكال المرئيّة لنا طيلة هذه الملايينمن السنين التي خَلَت ؟ لدينا احتمالان لا ثالث لهما :
** إما أنّ انحصار المادة في هذه الأشكال عشوائي . و هذا باطل ،لأنّنا نقول : لماذا العشوائيّة لم تُنتج سوى هذه الأشكال و ليس أشكالا غيرها ؟ smile رمز تعبيري
** إما أنّ انحصار المادة في هذه الأشكال مقصود . و هذا منطقيعقليّاً و علميّاً ، و هذا يعني أنّ المادة وجود واع ، له علم و قدرة و حكمة . smile رمزتعبيري
//// الإحتمال الأول قلنا بأنّه منقوض عقليّاً و علميّاً .فعلميّاً لا فوضى في الوجود بل كل شيء مصصم تصميماً دقيقاً ، و عدم فهم العلم لبعضالمعطيات الكونيّة لا يعني أنها فوضى بل يعني أنّ آلياته عاجزة عن الفهم ، و ربماتتاح له الفرصة للفهم مستقبلاً . و عقليّاً يظل الإشكال قائماً : لماذا هذهالأشكال العشوائية فقط و ليس غيرها .
//// الإحتمال الثاني إذا قلنا بأنّ المادة تشكّلت في هذهالأشكال المشهودة لنا بعلم و حكمة و غاية ، فهذا باطل و وهم كبير . لأنّ المادةليست شيئاً له وجود وجود مستقل ، لأنّها عبارة عن أشكال مختلفة و متناقضة . و صفةالعلم و الحكمة و القدرة و الغاية تقتضي وجود موصوف له كيان مستقل و مفهوم . فالملحدهنا بين أمرين لا ثالث لهما :
** إما الإقرار بأنّ المادة لها وجود مستقل و كينونة خاصة عنهذه الأشكال المشهودة لنا ، و بالتّالي يعترف بأنّها تتصف بصفاته معيّنة ( العلم ،القدرة ، الحكمة ، الإرادة ، الحياة .. إلخ ) ، إذ أنّ القاعدة العقليّة تقول : كلموصوف له صفات ، بحيث لا يُعقل مطلقاً موجوداً بلا صفات . و هنا سيرجع الأمر بييناو بينه إلى مناقشة اللفظ فقط لأنّنا اتفقنا على اثبات موجود أول ، مستقل ، له وجودخاص بصفات معيّنة . smile رمز تعبيري
** إما أن يصر الملحد على قوله بأنّ المادة هي الفاعلة و في نفسالوقت يصر على أنّها هي هذه الأشكال المشهودة لنا و الثابتة ملايين السنين ،باختلافها و تناقضها ، و هذا يعني من جهة أنّه وقع في فخ الدَّور و التسلسلاللانهائي ، و هما خرافة وهميّة لا توجد قاعدة عقلية واحدة تساندهما ، و من جهةأخرى أنّه يؤمن بعقيدة ( الحلول و الاتحاد ) التي نادى بها بعض أسلافه من المتصوفةو الفلاسفة ، و هذا يعني أنّ زميلنا الملحد _ شاء أم أبى _ يؤمن بموجود مطلق ،مستقل عن وجودنا و وعينا ..
إذن لَهَج الملحد بالقانون الأول للديناميكا الحراريّة غباء وجهل ، لأنّ هذا القانون في تحليله الأخير كما اكتشفنا يُثبت سببيّة الوجود.