تحرير المصطلحات
د. محمد عمارة
الأَزَارِقَةُ
واحدة من أهم فرق
الخوارج، تنسب إلى زعيمها نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي الحروري (65 هـ/685م).
وهم – ككل الخوارج – يرون:
- الإمامة والخلافة فيمن تتوافر فيه شروطها، بصرف النظر عن جنسه وعن قبيلته.. فلا
يشترطون في الخليفة عروبة ولا قرشية..
- وطريق الإمام الشورى والاختيار والبيعة.. فيرفضون قول الشيعة: إنها بالنص
والتعيين من الله سبحانه وتعالى.
- ويتولون ويوالون أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب، كخلفاء راشدين.. وكذلك عثمان بن
عفان في السنوات الأولى من عهده.. ويبرأون منه في السنوات السبع الأخيرة من حكمه
ومثل ذلك موقفهم من الإمام على بن أبي طالب، يتولونه فيما قبل " التحكيم " بينه
وبين معاوية عقب موقعة صفين، ثم يبرأون منه بعد التحكيم..
- ويبرأون من الدولة الأموية، باعتبارها اغتصابًا للخلافة، ويرون في خلفائها
مرتكبين للذنوب الكبائر، ومصرين عليها.
- ويغالون في الحكم على مرتكب الكبائر، المصرِّ عليها، الذى يموت دون توبة منها،
فيقولون بكفره، وبخلوده في النار.. على حين قال البعض بإيمانه، والبعض بنفاقه،
والبعض بفسقه وبأنه في منزلة وسط بين منزلتي: الكفر، والإيمان، مع خلوده في النار.
والكفر عندهم منه ما هو " كفر شرك ".. ومنه ما هو " كفر نعمة "، أي: جحود لأنعم
الله.
- ويقولون بحرية الإنسان واختياره، رافضين " الجبر " الذي كان تبريرً للمتغيرات
التي أحدثها الأمويون في نظام الحكم الإسلامي..
- ويشددون على فريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وينطلقون منها إلى ما يمكن
تسميته نظرية " الثورة المستمرة " وتجريد السيف ضد ولاة الجور والضعف والفسق..
وكانت ثورة الأزَارِقَة – بالبصرة وما حولها – أهم أسباب إضعاف الدولة الأموية،
والتي أفضت إلى سقوطها في يد العباسيين بواسطة الجند الخراسانيين.
المصدر: إزالة
الشبهات عن معانى المصطلحات
أ. د/ محمد عمارة
|
|