سحر البيان
شيرين هنائى
تحت راية الحب ولأصارحك يابُني، هذا جيل لا يخلو من تفاهة وفراغ ذهن. فمن بين الهدايا في الكون لا يختارون إلا شيئًا واحدًا عديم القيمة والتميز ألا وهو دمية الدب ذات الفراء. لا أعلم إلامَ ترمز أو علامَ تدلّ، أو كيف تشعر الفتاة بالتميز إذا أهُديث هدية لا تعبر عن أي شيء فيها كهذه؟! مجرد قالب آخر وضعوه للاحتفال بيوم الحب الذي بُحت أصوات العقلاء في التصريح بأنه مجرد يوم للاحتفال بالقديس فالنتاين الذي كان يشجع العلاقات غير المشروعة وهروب الفتيات مع الفتية أصدقائهن تحت راية الحب.. وهناك يوم مصري للحب في نوفمبر، لكنه جيل قد تم برمجة عقله كي يفكر بأسلوب العقل الواحد والأقدام الكثيرة، فلا عيد إلا العيد الغربي بطقوسه الباهتة. عقلهم غُذي على ثقافة المواعدة، والمدارس الثانوية المشتركة، وهانا مونتانا، وهاي سكول ميوزيكال، عقل يحرك ملايين السيقان في كافة البلدان في اتجاه واحد لا يمتّ إلى ثقافته ولا إلى عقله بصلة. أجد الفتية والفتيات كالمغيبين بعيون زجاجية تمسح الفتارين عن أي رمز غربي أو منحرف أو أجوف لشرائه دون تفكير في مغزى ذلك كله. إن الثقافة الغربية باهرة بحق ككل وكوحدة واحدة. ثقافة لابد من إدراك جمالها في بيئتها مع انتزاع ما ينافي الأخلاق منها. لكن كل ما نفعله نحن كمسؤولين عن جيل من الأطفال والمراهقين والشباب هو استيراد ثقافة مجوفة تبدو أنيقة براقة واعدة من الخارج بينما تحوي داخلها الخواء ذاته. من رواية ( صندوق الدمى ) لشيرين هنائى
|
|