تحرير المصطلحات
د. محمد عمارة
دَوْلَةُ المُرَابِطينَ دولة سُنيَّة محافظة في مذهبها الديني، أقامت سلطاتها السياسية بالمغرب بعد أن نشأت في البداية كحركة دينية بدأها أحد الصالحين من قبيلة صنهاجة، الذي أقام "رباطًا" – مركز عبادة مسلح، تعد فيه حراسة الوطن قربة يُتَقرب بها إلى الله – في جزيرة تقع أسفل السنغال.. ثم انتشرت "الرباطات"، وتكوّن "للمُرَابِطِين" جيش من ألف مجاهد نشر الإسلام بين القبائل الزنجية، وفي (448 هـ/ 1056م) أسس أميرهم الأول أبو بكر بن عمر اللمتوني الصنهاجي (447 – 480 هـ/1056 – 1087م) هذه الدولة ذات الأصل البربري، والتي بسطت سلطانها على المغرب والأندلس، وحكمت من السنغال إلى نهر الأيبر – شمالى إسبانيا - ومن المحيط الأطلسي إلى الجزائر. وقواسس المرابطون مدينة مراكش، التي أصبحت حاضرة الدولة. ولما ضعف ملوك الطوائف. بالأندلس، وانتزع منهم الفونسو السادس، ملك قشتالة، طليطلة، استنجدوا بيوسف بن تاشفين، فعبر جيشه إلى الأندلس وانتصر على الفرنجة في معارك عدة من أشدها شهرة وحسمًا معركة الزلاقة (479 هـ/ 1086 م)، ولما تكشفت للأمير يوسف حالات الضعف والفوضى التي عليها ملوك الطوائف ألحق بلادهم بإمارته، ثم عاد إلى المغرب ليحكم البلاد كلها من هناك. ولقد نهض المُرَابِطُون بمهمة نشر الإسلام في أنحاء عدة من غربي إفريقيا؛ مثل: مملكة غانا القديمة، وغيرها، وكان تنظيمهم الديني المعتمد على "الرباطات" يلعب الدور الأول في هذا النشاط.. غير أن هذا التنظيم قد أدى إلى فرض سيطرة الفقهاء، من أتباع المذهب المالكي، على الحياة الفكرية في البلاد، فضاقت مجالات الفكر الفلسفي، حتى عدت كتب أبي حامد الغزالي (451 – 505 هـ/ 1059 – 1111 م) من الفكر المتحرر فأحرقت وحرم تدريسها.. ولقد آذن ذلك بانهيار الدولة، فورثتها دولة الموحدين عندما توفي الأمير المرابطي السادس إسحاق بن علي (541 هـ/ 1146 م) في العام الذى دخل فيه مراكش جيش الموحدين. المصدر: إزالة الشبهات عن معانى المصطلحات أ. د/ محمد عمارة
|
|