كنوز الفكر
د. طلعت عفيفى
فضحتني ليتأسَ المسلم بسلف الأمة الصالح الذين دفعهم دينهم إلى نصرة الحق ولو كان على أنفسهم أو ذويهم. من هؤلاء شُرَيح القاضى، رضى الله عنه، الذى كانت بين ابنه وبين قوم خصومة، فحكى لأبيه ما كان، وقال له: انظر، فإن كان الحق لى خاصمتُهم، وإن لم يكن لى الحق لم أخاصمهم. فلما سمع منه قال له: انطلق فخاصمهم، فلما رُفعت القضية إلى القاضى شريح والده قضى عليه لصالحهم، فعاتبه الابن وقال له: لو لم أتقدم إليك بطلب النصح لم ألُمْك، فضحتنى، فقال شريح: والله يا بنى لأنت أحب إلى من ملء الأرض مثلهم، ولكن الله أعزُّ على منك. خشيت أن أخبرك أن القضاء عليك فتصالحهم على مال، فتذهب ببعض حقهم. د. طلعت عفيفى - منبر الإسلام
|
|