كنوز الفكر
الغزالي
لأمحو القرآن
كان عمر المختار الأشيب الشجاع يركض بخيله في الصحراء المترامية مقاتلا الإيطاليين في طرابلس ومنزلا بهم ما استطاع من خسائر.. لكن ماذا تفعل الخيل المسومة مع الدبابات والطائرات؟! يقول شوقي: بطل البداوة لم يكن يغزو على ... تنكٍ ولم يك يركب الأجواء لكن أخو خيل حمى صهواتها وأدار من أعرافها الهَيجاء وأسر الإيطاليون الشيخ الباسل الناصع الجبين وشنقوه.. وهم يحسبون أنهم شنقوا الإسلام في شخصه.. ومات البطل المؤمن مخلفا وراءه كفاحا أسطوريا ترويه الرمال والواحات. ومخلفا وراءه أيضا أن الإيمان الحق- لكي ينتصر- يجب أن يستعين بالوسائل التي لا يزري بها نقص أوقصور.. لقد كان الحقد الديني يظاهر الجوع المادي لما هاجم الإيطاليون هذه القطعة من أرض الإسلام، كان جنودهم يرددون أناشيد حافلة بالمرارة والضغينة على الإسلام وأهله.. كان الجندي يقول: يا أماه أتمي صلاتك ولا تبكي، بل اضحكي وأملي.. ألا تعلمين أن إيطاليا تدعوني وأنا ذاهب إلى طرابلس فرحا ومسرورا. لأبذل دمي كي أسحق الأمة الملعونة.. لأحارب الإسلام. سأقاتل بكل قواي لأمحو القرآن.. الغزالي - كفاح دين
|
|