الرحمن الرحيم
الإسلام دين الرفق، وليس دين العنف، ودين الرحمة وليس دين النقمة، ودين اللين والرقة، وليس دين الغلظة والقسوة، أشهر أسماء الله عند المسلمين ( الرحمن الرحيم وليس المنتقم الجبار ) كما يروج أعداء الإسلام . واسم ( الجبار ) ...ذكر في القرآن مرة واحدة واسم ( الحمن الرحيم ) افتتحت به – كما نرى في المصحف – 113 سورة ، غير ما ذكر داخل السورة .
والمسلمون يبدأون أكلهم وشربهم وسائر أعمالهم بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) والمسلمون يرحمون الناس ليرحهم الرحمن، وبعبارة أخرى: يرحمون من في الأرض ليرحمهم من في السماء.
والعنف الذي وقع من بعض المسلمين يرجع في كثير منه إلى الغرب ومظالمه المستمرة على أمة الإسلام . ويكفي خلقه إسرائيل من العدم على أنقاض أهل فلسطين، ومساندته لها منذ قيامها إلى اليوم، وتشجيعها على الظلم والعدوان الدائم على أهل البلاد .
ومع هذا وجدنا العنف والإرهاب في كل بلاد الدنيا: في الشرق والغرب، في الشمال الجنوب، في اليابان في أمريكا، وفي إسرائيل نفسها، وفي بريطانيا وفي الهند، وفي غيرها من أقطار العالم .
ولم تتهم البروتستانتية بأنها صانعة الإرهاب في أمريكا، ولا الكاثوليكية بأنها صانعة الإرهاب في بريطانيا، ولا اليهودية بأنها صانعة الإرهاب في إسرائيل، ولا الهندوسية أو السيخية بأنها صانعة الإرهاب في الهند، فلماذا يتهم الإسلام وحده بأنه صانع العنف والإرهاب فيما قام به بعض المسلمين من حوادث ؟!
ربما يكون ذلك صحيحاً لو أقرهم المسلمون على ما فعلوه، ولكن العكس هو الصحيح، فالمسلمون عامة، وعلمائهم خاصة، أنكروا عليهم، ونددوا بما صنعوا وحملهوهم وزر ما عملوا . ولا تزر وازرة وزر أخرى .
د.القرضاوي - ابن القرية الكتاب