تحرير المصطلحات
د. محمد عمارة
الاِجْتِهَادُ الاِجْتِهَادُ: استفراغ الفقيه الوُسْع لتحصيل ظن بحكم شرعي .. فالمجتهد هو الذي تكون لديه ملكة الاقتدار على استنباط الفروع من الأصول.. والمؤهلات التي تُمكن المجتهدَ من الاجْتِهَاد فى العلوم الشرعية – وكذلك في العلوم العقلية – كثيرة، تفاوت تعدادها لدى بعض العلماء .. لكن يجمعها سببان أو شرطان: أ- معرفة الأصول – كتابًا وسنةً .. ب- ومعرفة الاستنباط من الأصول، بالقياس.. هذا في الشرعيات، والحلال والحرام.. أما في العقليات – فالسببان هما: أ- معرفة الأوائل العقلية .. ب- ومعرفة وجه الاستنباط منها .. والاِجْتِهَادُ قد يكون فرض عين .. وقد يكون فرض كفاية .. وقد يكون مندوبًا .. وذلك وفق مقام الاِجْتِهَادُ والحاجة إليه والحكم الذى يستنبطه المجتهد بــ " الاِجْتِهَادُ " .. وتعلق هذا الحكم بذات المجتهد أو بالآخرين .. وميدانه: ما ليس معلومًا من الدين بالضرورة، مما اتفقت عليه الأمة من الشرع الجلي الذى ثبت بالنصوص قطعية الدلالة والثبوت.. لكن الذي حدث لـ " الاِجْتِهَادُ "، عبر مسيرتنا الحضارية، أن ميادين من إبداع العقل الإسلامي في الفكر الإسلامي فقد أصابها الجدب؛ فأصيبت ثمراتها بالذبول.. وجاء عصرنا الحديث، ولدينا ثراء وغنَى في " فقه العبادات " والشعائر الدينية، يصاحبه فقر شديد في " فقه المعاملات " و " الفكر السياسي " اللازم لمواكبة الواقع الجديد والمستحدثات من الأمور.. الأمر الذي يبرز حاجتنا الماسة إلى تنشيط الاِجْتِهَاد في "فقه الواقع " – السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي – ليتسنى لأصول شريعتنا الفروع التي تظلل وتحكم وتصبغ بالإسلام هذا الواقع الجديد.. وربما، مع تعقد الواقع الجديد .. وتشعب علوم الشريعة والحضارة إلى تخصصات كثيرة ودقيقة.. كانت الحاجة إلى " الاِجْتِهَاد الجَمَاعِي "، كشكل أنسب للعصر الذي نعيش فيه. المصدر: إزالة الشبهات عن معانى المصطلحات أ. د/ محمد عمارة
|
|