شبهات حول القرآن الكريم
الفكر الاستشراقي والهجمة على القرآن
لعلَّ من الإنصاف
الذي أرساه القرآن أن نعلن أن المستشرقين ليسوا سواءً، فمنهم من وقف على الحق
وأنصفه، ومنهم من أساء واعتدى. وإن كنا نخص بالعرض هنا نماذج أساءت واعتدت، فإننا
سنعرض في مواضع أخرى من الكتاب نماذج مشرقة عرفت الحق وأنصفتْهُ حتى وإن لم تؤمن
به.
ومن الفكر الاستشراقي الذي أسهم في الهجمة على القرآن الكريم من خلال الدراسات
القرآنية هذه النماذج التي يظهر من عرضها حجم العداء للقرآن:
1) كتاب تيودور نولدكه: "تاريخ
القرآن" Geschichte des Qorans، وهو من أهمِّ
الكتب التي ألَّفها المستشرقون في تاريخ القرآن الكريم، وقد تأثر به وبنتائجه من
جاء بعده، وأصبح هذا الكتاب إنجيل المستشرقين في مرجعية الدراسات القرآنية[1].
2) كتاب جولدتسيهر بعنوان[2]:
Die Richtungen der Islamtschen Koranauslegnug
3) كتاب جون وانسبرو بعنوان:
Quranic studies: Sources and methods of scriptural
Interpretation.
دراسات قرآنية: مصادر الكتب المقدسة وطرق تفسيرها.
ويُعَدُّ هذا الكتاب من أخطر كتبه؛ حيث تأثر به جانب كبير ممن جاءوا بعده في البحث
القرآني أو التاريخ الإسلامي عامة.
ومزاعم وانسبرو التي أثارها في كتابه تهاوت أمام الدراسة العلمية التي قام بها
الباحث: سعد بن عبد الله بن عبد العزيز الرشيد التي تحمل عنوان "كتابات إسلامية من
مكة المكرمة"، حيث برهن الباحث على أن النقوش القرآنية التي وجدت مكتوبة على الصخور
بمكة المكرمة تثبت بشكل قطعي فساد نظرية وانسبرو النى تزعم أن القرآن الكريم لم
ينتج بمكة.
4) كتاب دون ريتشاردسون بعنوان:Secrets
of the Koran -2003: أسرارالقرآن.
والكتاب يخلط بين الدراسات القرآنية والسياسية.
5) كتاب نيل روبنسون بعنوان:
Discovering the qura'n: A contemporarg Approach to a
veiled text.اكتشاف القرآن: مقاربة معاصرة لنص محجب
6) كتاب كريستوف لوكسنبورج بعنوان:
Die syro-aramaische Lesart Des Koran , Ein Beitrag zur
Entschlusselung der Qur'an sprache.
قراءة سريانية ـ آرامية للقرآن: مساهمة في تحليل لغة القرآن.
وكريستوف هنا ـ في الأعمِّ الأغلب ـ اسم مستعار أو وهمي، وهى ظاهرة شاعت في السنوات
الأخيرة في الهجوم على القرآن والإسلام؛ وربما كان مردُّها إلى الخوف على المؤلف
الحقيقي من رد الفعل الإسلامى ضد المتطاولين على القرآن.
7) كتاب ابن وراق بعنوان:
Why I am not a muslim ? لماذا أنا لست مسلمًا ؟
ويقدم الكتاب نقدًا لاذعًا وقويًّا ضد الإسلام في منهجيَّة علمية في العرض دون
الصدق في المضمون.
وهذا غيض من فيض، أحببت أن أقف بك أخي القارئ ـ من خلال هذا العرض السريع ـ على حجم
الهجمة الشرسة على القرآن الكريم. ولا أجد وصفًا أصدق ولا أبلغ في التعبير عن هذه
الافتراءات من كلمة العلامة الأستاذ محمود محمد شاكر[3]:
"لم يكن غرض العدو أن يقارع ثقافة بثقافة، أو أن ينازل ضلالاً بهدى، أو أن يصارع
باطلاً بحق، أو أن يمحو أسباب ضعف بأسباب قوة، بل كان غرضه الأول والأخير أن يترك
في ميدان الثقافة في العالم الإسلامي جرحى وصرعى لا تقوم لهم قائمة، وينصب في
أرجائه عقولاً لا تدرك إلا ما يريد لها هو أن تعرف، فكانت جرائمه في تحطيم أعظم
ثقافة إنسانية عرفت إلى هذا اليوم، كجرائمه في تحطيم الدول وإعجازها مثلاً بمثل.
وقد كان ما أراد الله أن يكون، وظفر العدو منَّا بما كان يبغي ويريد".
****************************
[1]
ترجم الكتاب إلى العربية.
[2]
ترجم الكتاب إلى العربية بواسطة د. عبد الحليم النجار، تحت عنوان
"مذاهب التفسير الإسلامي".
[3]
في كلمة عن إعجاز القرآن ضمن مقدمة لكتاب مالك بن نبي "الظاهرة
القرآنية"، ترجمة أستاذنا الدكنور عبد الصبور شاهين،
ص21.
|
|