منهج التعريف بالإسلام
المبحث الثالث: أهمية التخصص في الدعوة تمهيد: إن عملية التعريف بالإسلام لغير المسلمين، تحتاج إلى مؤهلات شخصية وعلمية، تختلف اختلافاً بيناً، عن المؤهلات المطلوبة في عالم الدين، أو الفقية، أو إمام وخطيب المسجد، أو الداعية الذي يعمل في أوساط المسلمين. وإن انتقال هذا الأخير، للتعريف بالإسلام لغير المسلمين، بدون إعداد وتأهيل مسبق نظرياً وعملياً مضر بالدعوة.(سيأتي تفصيل ذلك في المبحث الرابع بند أولاً في الفقرات2و3و4) ففي مجال التعريف بالإسلام لغير المسلمين، لابد للمعرف أو الداعي، أن يتخصص في دين واحد أو دينين، بشرط أن يكونا متقاربين، كالنصرانية واليهودية على سبيل المثال. وليس ذلك فقط، بل عليه أيضاً أن يتخصص في التعامل مع مجموعة جنسية أو عرقية أو أمة من الأمم، تجمعها روابط تاريخية ودينية وثقافية مشتركة، فهذا أدعى لنجاحه في مهمته. إذ من السذاجة والغباء المحض، التعامل مع النصارى الغربيـين في مجال التعريف بالإسلام، بنفس المعلومات والأسلوب المستخدم مع النصارى الفلبينيـين، أو الهنود أو الإفريقيـين أو العرب مثلاً. وفي هذا المبحث، سأشير إشارة عابرة، إلى التوزيع النوعي والجغرافي للنصارى في العالم، ثم أخصص البحث عن النصارى الغربيـين، حيث سأستعرض نظرتهم إلى أنفسهم وإلى غيرهم، وخصوصاً إلى العرب والمسلمين. كما سأستعرض لمحة عن الإنسان الأمريكي العادي والغربيبن عموماً، ثم طبيعة النصارى الغربيـين، وثقافتهم الدينية. وعوامل تكون الصورة المشوَهة عندهم عن الإسلام والعرب والمسلمين.
|
|