منهج التعريف بالإسلام
المقدمة
أهمية التعريف بالإسلام لغير المسلمين:
1. إن التعريف بالإسلام لغير المسلمين، ليس نزهةً أو
ترفاً فكرياً، بل هو واجب بالغ الأهمية والخطورة، من جميع الجوانب الدينية والوطنية
والقومية. فهو دفاع إيجابي استراتيجي، بعيد الغور والمدى، ضد جميع الأخطار
الخارجية، التي تعرضت لها أمتنا العربية منذ أقدم العصور، وقبل بزوع شمس الإسلام
(باحتلال الأمم الأخرى مثل : الفرس واليونان والرومان، لأجزاء شاسعة من أراضيها).
واستمرار ذلك الخطر الداهم على أمتنا العربية والإسلامية إلى اليوم، وبوجوه متعددة،
منها الاحتلال المباشر للأرض والتسلط على مقدرات الأمة، أو الهجوم الخفي بطرق
خبيثة، كالتنصير، أو محاولة تغيـير الهوية الثفافية، والهجوم على الإسلام والعرب
والمسلمين، ديناً وتاريخاً وحضارةً وثقافة، ومحاولة تشوية صورتهم بين غير المسلمين،
وجعل العرب والمسلمين في موقف الدفاع الضعيف. مستغلين ضعف العرب والمسلمين، وتخلفهم
المادي والفكري والعلمي على جميع الأصعدة، الاجتماعية والاقتصادية (الزراعة
والتجارة والصناعة) والإدارية والسياسية والعسكرية.
2. إننا مطالبون بالدعوة إلى ديننا الحنيف، تنفيذاً
لأمر الله سبحانه وتعالى، القائل في محكم كتابه (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) سورة النحل آية 125. وقول رسولنا محمد صلى
الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك من حمر النعم. وفي رواية
أخرى : خير لك مما طلعت عليه الشمس) أو كما قال.
3. اعلم أن الحقيقة ذات قوة غلابة، وقد تُحجب لبعض
الوقت عن بعض الناس، ولكنها دائماً تظهر في النهاية، كما ينبلج الصبح بعد ظلمة ليلة
شتوية. واعلم أن الفطرة السليمة والعقل السليم، بإمكانها تميـيز الخير من الشر،
والنافع من الضار، والجميل من القبيح. وبواسطتهما يمكن للإنسان أن يصل إلى أسمى
مراتب العلم والمعرفة، والتعرف على عجائب صنع الله في الكون. فغذ بدعوتك الفطرة
السليمة، وخاطب العقل السليم فيمن تدعوهم، وتأكد أن الإسلام رسالة خالدة والعاقبة
له.
4. هذا الكتيب ثمرة لقراءات تاريخية ودينية وسياسية،
واسعة وواعية ومستمرة، تسندها خبرات وتجارب عملية مع الغربيـين، تربو على أربعة
عقود.
والله أسأل أن يكون عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وسبباً في إنارة الطريق، لهداية
أخوة لنا في الإنسانية، حرموا من نعمة معرفة الإسلام، ونبيه محمد صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم.
وأن يرحم والدي صالح على الشايع رحمة واسعة، وأن يجعل هذا العمل، حسنة جارية في
ميزان حسناته إلى يوم الدين، فالفضل بعد الله، يعود إليه، في غرس البذرة والدعم
العلمي والأدبي والمادي.
|
|