مقالات العدد الثالث
أ. أسماء زغلول
سـر جاذبيـة الإسـلام
أسماء زغلول
حقيقة حَيَّة في
العقول والقلوب .. حقيقة راسخة رغم المِحَن والخطوب .. حقيقة العقيدة الإسلامية ..
حقيقة أنها العقيدة الشاملة الربّانية، العقيدة المُثلى للمجتمع والبشرية .. عقيدة
التوازن بين الروح والمادّة .. عقيدة العمل للدنيا والآخرة .. عقيدة تنظيم العلاقات
والروابط الاجتماعية بين الأفراد والجماعات والأمم. إنها العقيدة التي اجتذبت
ملايين البشر إليها رغم كل الإساءات والافتراءات عليها.
فمع كل هجوم يشنه الغرب على الإسلام يزداد شوق الغربيين للتعرف عليه. ومع كل
المحاولات الحاقدة لتشويه صورته وتنفير الغربيين من اعتناقه، إلا أن أفئدتهم راحت
تهوي إليه مُعلنةً كلمة التوحيد "لا إله إلا إله .. محمد
رسول الله". لا بُدَّ وأنهم اكتشفوا في هذا الدين سرًّا عجيبًا سكن نفوسهم
فجذبهم إليه، وملأ قلوبهم يقينًا بأنه ملاذ البشرية الوحيد فلجأوا إليه.
تُرى ما هذا السر العجيب؟! وما سر هذا الانتشار السريع؟!
تتحدث "إيفالا ماك ديمترا" العالمة الفرنسية المسلمة
عن ظاهرة اعتناق الإسلام فتقول:
"إن ظاهرة إعتناق الاسلام في الوقت الحالي أمر يستحق التسجيل وجذب انتباه العالم
الإسلامي والعربي، وخاصة أن الإسلام يُعَد محور بحث وجذب للعقول المستنيرة الباحثة
الدارسة ... إن التاريخ يسجل أن العلماء والباحثين والأساتذة كانوا في الماضي
ينجذبون إلى الإسلام ويعتنقونه. أما في الوقت الحالي فإن الإسلام يُعَد مصدر جذب
لكل الفئات فيعتنقونه، لأن الدعوة الاسلامية أصبحت ظاهرة وحقيقة واضحة في الوقت
الحالي."
وعن أسباب اعتناق الشباب الأوروبي للإسلام مضت تقول :
"إن اعتناق الشباب للإسلام في أوروبا يأتي نتيجة لتساؤلات مُلِحَّة في أذهانهم ولا
يجدون لها إجابات فيما يدور حولهم، وبالتحديد في الكنيسة."
ثم أضافت قائلة :
"إنه ربما يكون من أسباب اعتناق الشباب الأوروبي للإسلام هو الاقتناع بالإسلام كدين
ومعرفة، وخاصة أن الشباب في أوروبا يعيش حياة حُرَّة، وتم تدريبه وتربيته على الفهم
وإعمال الفكر، فهو لا يتقبل أمورًا يكون للنظم السياسية يد فيها، لما لها من تيارات
تثير غضب الشباب إلى جانب ما تمليه عليهم الكنيسة من أوامر ونواه لا يعتبرونها
منطقية على الإطلاق."
وتتفق معها العالِمَة الذريَّة "جونان التوت" فتقول:
"المسألة ليست انتقالاً من دين إلى دين آخر. ولا هي تحدٍ لمشاعر وطقوس توارثناها –
إنما هي الحرية المنشودة والفردوس المفقود الذي نشعر بأننا في أشد الحاجة إليه. نحن
الشباب في الغرب، نرفض واقع الدين الرومانسي، والواقع المادي للحياة. وحل هذه
المعادلة الصعبة هي أن نشعر بالإيمان بالله."
وتضيف قائلة: "بعض الشباب غرق في الرقص بحثاً عن الله، في الشيطان، في المخدرات،
وفي الهجرة إلى الديانات الشرقية القديمة وخاصة البوذية. وقليلون هم الذين أعطوا
لأنفسهم فرصة التأني والبحث والدراسة. وهؤلاء وجدوا في الدين الإسلامي حلاً
للمعادلة الصعبة."
وللمؤرخ البريطاني "توماس أرنولد" رأي في هذا الصدد
إذ يقول: "كان المثل الأعلى الذي يهدف إلى أخوة المؤمنين كافة في الإسلام، من
العوامل القوية التي جذبت الناس بقوة نحو هذه العقيدة."
أما "ماري أوليفر" فقد توصلت إلى استنتاج هام يتعلق بسحر وجاذبية الإسلام فتقول:
"بعد أن درست الأديان المختلفة في العالم توصلت إلى أن الإسلام هو الدين الوحيد
الذي يؤثر في أولئك الذين يؤمنون به وكذلك الذين لا يؤمنون به على حدّ سواء. فأعظم
فضيلة للإسلام أنه يأسر قلوب البشر بصورة تلقائية ومن أجل هذا تجد في الإسلام سحرًا
غريبًا وجاذبية عظيمة تجتذب إليها ذوي العقليات المتفتحة من غير المسلمين."
ويتحدث الفيلسوف الأمريكي "آرثر كين" عن سر آخر من
أسرار الجاذبية فيقول:
"إن الدين الإسلامي هو دين العقل والمنطق، وهو دين الحياة الدنيا والآخرة، وهو
أيضًا دين المادة والروح معًا."
أما "أندريه كارسون" ـ العضو المسلم في الكونجرس
الأمريكيّ الذي أُنْتُخِبَ نائبًا عن ولاية إنديانا عام 2008 والذي يُعَد ثاني مسلم
يتم انتخابه في التاريخ الأمريكي بعد النائب الديمقراطي "كيث
أليسون" عن مينيسوتا ـ فيكشف سر انجذابه للإسلام في تصريح لهيئة الإذاعة
البريطانية إذ يقول: "اعتنقت الإسلام عندما رأيت المسلمين في مجتمعي يكافحون تجار
المخدرات والجرائم والدعارة. لقد جذبني هذا النوع من الكفاح والنشاط في المجتمع،
ونحن بحاجة إلى هذا الالتزام اليوم ".
وفي خضم الحرب الدائرة حاليا في أوروبا حول حظر ارتداء النقاب نشرت صحيفة تايمز
البريطانية مؤخرًا تقريرًا عن اعتناق آلاف الشابات البريطانيات اللاتي يعشن في
المملكة المتحدة للإسلام. وتذكر إحداهن وهي "جوان بيلي"
المحامية من برادفورد (30 عاما) أن أكثر ما جذبها إلى الإسلام أنها رأت في المسلمات
التي التقت بهن في رحلتها إلى الإيمان عكس تلك الصورة النمطية عن الزوجات المسلمات
المقهورات، فلقد وجدت أن جميعهن طبيبات ومدرسات وأخصائيات نفسيات، وأكثر ما أذهلها
ما بدا عليهن من سكينة وطمأنينة وراحة بال. وهو الشعور نفسه الذي شعرت به بعد نطقها
الشهادتين إذ تقول: "على عكس ما يظن معظم الناس، إن الإسلام لا يضطهدني، بل يسمح لي
بأن أكون ذات الشخص الذي كنته، وأنا الآن مطمئنة البال أكثر من أي وقت، وممتنة لما
حصلت عليه".
ويُجْمِل الكاردينال بول باد ـ مسؤول المجلس الفاتيكاني للثقافة، وأحد مساعدي بابا
الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني ـ أسباب هذه الجاذبية الآسرة وهذه القوة
الباقية بإذن الله برغم الحملات العاتية في قوله:
"التحدي الذي يشكله الإسلام يَكْمُن في أنه دين، وثقافة، ومجتمع، وأسلوب حياة
وتفكير، وتصرف".
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّ الدِّينَ
عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ ويقول أيضًا جلَّ في علاه: ﴿فَأَقِمْ
وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللّهِ الّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْهَا لاَ
تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّهِ ذَلِكَ الدّينُ الْقَيّمُ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ
لاَ يَعْلَمُونَ﴾. الدين القيِّم لأنه الحق، والحقُّ حق لأن حُجته دامغة لا
سبيل إلى إنكارها.
رضينا بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولا
|
|