مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

مقالات الشيخ محمد المسير

أمة ولود

الأمة الإسلامية أمة ولود، تتكاثر عمارة للأرض، وعدة في سبيل الله، ولقد بدأت البشرية عهدها واتسع أفقها بالتكاثر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} النساء:1.
وتلك سنة ماضية في كل جيل؛ لتتواصل المسيرة البشرية، ولهذا أمر الله تعالى بابتغاء النسل فأباح المعاشرة الزوجية ليل الصيام، وقال: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} البقرة:187، وساق الإمام ابن كثير في تفسيره أن أبا هريرة وابن عباس وأنسا وشريح القاضي ومجاهدا وعكرمة وسعيد بن جبير وعطاء والربيع بن أنس والسدي وزيد بن أسلم والحكم بن عتبة ومقاتل بن حيان والحسن البصري والضحاك وقتادة وغيرهم قالوا في معنى وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ : يعني الولد، وفسرها آخرون بالجماع، وهو بلا شك سبيل للولد.
وقد امتن الله على عباده بالبنين والحفدة فقال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} النحل:72، وذكر الحفدة يوحي بإشارة بليغة إلى أن يحرص الرجل على أن يرى ولد ولده، بمعنى أنه يزوج ولده في حياته ويفرح به حين ينجب الحفيد، ويسعد بامتداد النسل في طاعة الله تعالى.
والحفيد هو من يخدم الرجل من ولده وولد ولده وأصهاره، فالنعمة حاصلة بهم جميعا حين يلتقون حول الرجل ويحفدونه أي يخدمونه. ولهذا بشر الله إبراهيم الخليل بولده وولد ولده إتماما للنعمة، فقال في حق امرأته سارة: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} هود:71، فإسحاق هو ابن إبراهيم، ويعقوب هو ابن إسحاق، فهو حفيد إبراهيم، فما أسعد الناس حين تمتد ذريتهم في ظلال الإيمان.
إن قلوب عباد الرحمن وألسنتهم تلهج بالدعاء إلى الله: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} الفرقان:74. إن التكاثر في غيبة الهدف الأسمى يستوي مع القلة، ولكن التكاثر من أجل نماء الحياة الطيبة ومواصلة العطاء الحضاري هو ما يحرص عليه الإسلام. والذين يتخوفون من التكاثر ستظل أسباب خوفهم قائمة في ظل القلة التي يطلبونها، فإن من لا يحسنون إعداد العدة، ولا يجيدون السعي والمكابدة، ولا يصنعون أقواتهم وأكسيتهم، لن يفلحوا سواء كانوا قلة أو كثرة.
ولا يشك عاقل أن الكثرة خير من القلة، وأن العنصر البشري مورد اقتصادي للأمة وأداة فعالة للدفاع عنها والذود عن حياضها. وإن أمة بلا رجال لا وجود لها. وإن رجالا بلا أمة يصنعون الحياة والحضارة ويقيمون المجتمعات. وعلى مدى التاريخ تعرضت الأمة الإسلامية لنكبات أهلكت الحرث والنسل، وقضت على الأخضر واليابس، وعصفت بشبابها ورجالها.
ففي حروب الردة، ومعارك الخلافة، والحروب القبلية، وهجمات التتار والصليبيين، وفي معارك التحرير من الاستعمار الأوربي.. ففي كل هذه الحروب ضحت الأمة الإسلامية بآلاف مؤلفة بل بملايين كما حدث في الجزائر بلد المليون شهيد. ومع ذلك خرجت الأمة الإسلامية من كل امتحان أصلب عودا وأقوى عدة، واستطاعت في فترة وجيزة إعادة التعمير والبناء، ومواصلة العطاء والتناسل.
بل إن أخشى ما تخشاه الهجمة الصهيونية المعاصرة هو التناسل الفلسطيني والتكاثر العربي في مواجهة العقم اليهودي. إن الأمة الإسلامية أمة الخلود؛ لأنها أمة ولود كتب الله لها البقاء إلى يوم القيامة، وعصمها من عذاب الاستئصال الذي حاق بالأمم السابقة، قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الأنفال:33.
وفي حديث رواه الترمذي: أنزل الله علي أمانين لأمتي: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة. إن الأمة الإسلامية يتواصل تكاثرها بإنجاب الرجال وخير الرجال، ففي كل زمان ومكان تنجب الحكام العادلين، والقادة العظام، والعلماء الأفذاذ، والدعاة المصلحين تحقيقا لقول الله تعالى {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} الأعراف:181.
وما ورد من أحاديث تحذر الأمة الإسلامية من تكالب الأعداء عليها رغم كثرتها فلا ينفي مشروعية طلب الكثرة، فالأحاديث تنعي البعد عن الدين والانحراف عن الحق وأن ذلك لا يغني عنه كثرة عدد ولا عدة. فالاغترار بالكثرة في غيبة الحق خذلان، والاغترار بها مع البعد عن الدين ذل وخسران، ولن ينصر الله نصرا عزيزا إلا المؤمنين الصادقين قليلا كانوا أو كثيرا.
قال تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} التوبة:25-26.
فإذا تحققت الكثرة المؤمنة العزيزة بالله المعتزة بالإسلام كان ذلك خيرا وأقوم قيلا. والذين يريدون أن يسلبوا الكثرة في التناسل اعتبارها بناء على بعض النصوص الشرعية لا يفهمون حكمة الشرع، ولا يعقلون نظام الوجود، ولا ينطلقون من فهم ذاتي لهم، بل يرددون شعارات وصفها لهم الأعداء.
ويمكن أن نواجههم بما يقطع دعواهم:
فإذا كانت الكثرة في زعمهم هما وغما وكربا، فإن المال قد يكون فتنة وشرا وفسادا، فهل نترك المال بناء على هذا الاحتمال؟! وهل نقول: علينا أن نكتفي بما قل من الاقتصاد وما تيسر من الموارد، وليس هناك داع للتنقيب في الأرض والبحث عن خيراتها؟! إن الاكتفاء بما قل من الموارد القومية يتساوى مع دعوى تحديد النسل، فإن كلا منهما عدوان على قوة اقتصادية هائلة، وتدمير لطاقات الأمة، إن الشاعر الجاهلي قال: ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة ..كفاني -ولم أطلب- قليل من المال.
إن الأمة الإسلامية مطالبة بعلو الهمة وعزة الهدف والسعي إلى معالي الأمور والنهوض الشامل في شتى جوانب الحياة الروحية والمادية معا، فإن الله تعالى وجه أمره الكريم لأمة الإسلام بضرورة بذل الجهد في اتجاهين متكاملين لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فقال جل شأنه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن:16، {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ} الأنفال:60.
ولا شك أننا نملك مقومات هذه النهضة الكبرى، فلدينا المنهج الإلهي الراشد، وقد منحنا الله خيرات لا حصر لها، نستطيع من خلال الوحدة الاقتصادية الإسلامية أن نواجه العولمة الظالمة.

                                                                                                                                     الأستاذ الدكتور محمد المسير

                                                                                                      رحمه الله
http://www.almosayar.net


   
   
:الاسم
:البريد الالكتروني

:التعليق

 

سلسلة الحوار الحق


برنامج شواهد الحق


برنامج أجوبة الإيمان


برنامج حقائق وشبهات


برنامج الرد الجميل


مناظرات أحمد ديدات


التوراة والإنجيل والقرآن


حقائق قرآنية


لماذا أسلمت


آيات القرآن ودلائل القدرة


صيحة تحذير


لماذا أسلموا


علماء مسلمون


محمد الرسالة والرسول


محمد المثل الأعلى


 
  
المتواجدون الآن
  10701
إجمالي عدد الزوار
  38400328

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع