حقائق الإسلام
القرآن والمسئولية
الإعلامية
يصنع الإعلام نجوماً
مزيفين، وأبطالاً من ورق فى مجالات شتى، أخطرها فى مجال الدين، حيث تصبح
الشهرة هى أرقى المؤهلات العلمية وهى التميُّز، ويحس العقلاء والعلماء أن المسألة
هكذا لون من التزوير للحقائق، وخلط للأوراق، وإساءة إلى أصحاب المكانة العلمية
والكفاءة الحقيقية وامتهان لكرامتهم.
ويأتى القرآن الكريم ليحدد المسئولية الإعلامية التى تقوم على جناحين:
• الأول: نشر الفضائل والحث على الخيرات، وإلى ذلك يشير قوله تعالى: (إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ) العصر/3.
• والثانى: بث الوعى وتنميته عن طريق فضح الشرور والآثام وكشفها، كى يسلم
منها المجتمع، فدعانا إلى اجتناب الآثام، واتقاء الفتن، وذلك فى قوله تعالى: (وَاتَّقُوا
فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)
الأنفال/25.
أما التبارى والمنافسة والتقليد الأعمى الفاضح الذى يثير الغرائز، ويخدش
حياء المشاهد، ويهبط بالقيم إلى الانحطاط، فكل ذلك يهدم المجتمع ويحرمنا من نعمة
الأمن الأخلاقى التى أولاها القرآن الكريم أهمية بالغة فى المسئولية الإعلامية.
كما يركز القرآن الكريم فى المسئولية الإعلامية على الصدق والأمانة، فقد أمر الله
نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغ ما أنزل إليـه دون تدخل فى الرسالة الإلهية المكلف
بتبليغها، فقـال تعـالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
رِسَالَتَهُ) المائدة/67.
أما أن يتحول الحق باطلاً والباطل حقًّا، والجاهل عالـمًا، والمسىء مبدعاً،
والمنحرف المتطاول مفكرًا، وتوزع الألقاب بلا حساب؛ فإننا ندمر عقل الأمة ونخرِّبه.
وخير لنا أن نلتزم المسئولية الإعلامية كما حددها القرآن الكريم إذا أردنا الصلاح
لأحوالنا، وصدق الله العظيم فى قولـه الحق: (إِنَّ هَذَا
الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)
الإسراء/9.
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ
أُولُو الأَلْبَابِ
|
|