حقائق الإسلام
صنع الحضارة تكليف إسلامى ( أ ) آيات القرآن الكريم حددت مهمة الإنسان فى هذا الكون، وفَصَّلت الآيات فى ذلك تفصيلاً يوضح للإنسان دوره الذى كلَّفه الله به، فعلى سبيل الإجمال والعموم قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات/56. وفى هذا تحديد لعلاقة الإنسان بربه الذى خلقه فسوَّاه. أما عن علاقة الإنسان بالأرض التى يحيا عليها، فقد كشفت الآيات عن مهمة الإنسان فيها، قال تعالى: ( هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ) هود/ 61. وإعمار الأرض على هذا النحو يسير على جناحين فى الإسلام: • جانب أخلاقى إيمانى، كى يكون للإنسان المقدمة فى هذه الحضارة، لا أن تتقدم الأشياء على الإنسان الذى كرمه الله تعالى وخلقه فى أحسن تقويم. وأن لا يكون هناك إفساد وتخريب، بل تكون منجزات الحضارة لخير البشرية، فلا تهتز العدالة أمام القوة والطغيان. • والجانب الثانى من الحضارة هو الجانب الـمادى، الذى يكون فيه السيطرة على قوى الطبيعة ومواردها التى سخرها الله للإنسان، لذلك سلَّح الله الإنسان بالعلم كى يستطيع أن يقوم بمهمة إعمار الأرض. إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
|
|