مقالات الشيخ محمد المسير
نقل الأعضاء
بعد
انتشار عمليات نقل الأعضاء، ماذا لو استخدم الإنسان العضو المنقول إليه في معصية
الله، هل يحاسب على ذلك الشخص المتبرع بالعضو؟ الجواب:
عمليات نقل الأعضاء من حي إلى حي إذا كان تبرعا محضا، وآخر الحلول، ولم يترتب عليها
ضرر بليغ للشخص المنقول منه، وأكد الأطباء منفعة ذلك للشخص المنقول إليه، كان النقل
جائزا شرعا، ويدخل ذلك في إطار قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"،
والعضو المتبرع به يصبح بعد نقله للمريض جزءا منه لا علاقة له بالشخص المتبرع، فإذا
أساء المريض استخدام العضو فإن مسئولية هذه الإساءة تقع على الشخص المستخدم؛ لأن
المعصية والطاعة ترتبطان بالعقل والفكر والإرادة، وهذه الأشياء من خصائص الشخص
الفاعل، فالعضو آلة يتوقف حكمها على من استخدمها ونؤكد
أن كرامة الإنسان ميتا ككرامته حيا، لكن عند الضرورة القصوى وعند تعذر العلاج وحيث
لا بديل فلا بد من تحقق الموت الشرعي وليس الموت الإكلينيكي
والموت الشرعي يعني توقف كل أجهزة الجسم، وبرودة البدن، وتجمد الدم، والسكون
التام لكافة الأعضاء؛ لأننا نرفض ما يسمى موت الشفقة، فالطبيب الذي يقدم على موت
الشفقة هو قاتل عمدا{ َجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} النساء:93.
والذي يموت موتا إكلينيكيا هو إنسان يحتضر ويعالج سكرات الموت، فلا يجوز بحال من
الأحوال الإجهاز عليه والاعتداء على بدنه وانتزاع أعضائه، فتلك جريمة نكراء، وقد
أمرنا بالإحسان إلى الذبيحة فلا تسلخ أثناء حركتها بعد الذبح، فكيف يفعل ذلك
بالإنسان الذي كرمه الله؟
الأستاذ الدكتور محمد المسير
رحمه الله
http://www.almosayar.net/
|
|