حقائق الإسلام
القيم الحضارية فى الإسلام ( ب )
فأما بناء الإنسان من ناحية عقله فكان
بتحريره من التقليد الأعمى والتبعية على غير هدى أو بينة. يشير القرآن الكريم إلى
هذه الحقيقة فى قول الله تعالى:( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ
اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ
آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ
) البقرة/ 170.
ويربِّى النبى صلى الله عليه وسلم فى الإنسان القوة العاقلة التى تحسن
الاختيار فى مجال الخير، الأفضل والأحسن والأرقى، وبـهذا تتقدم الحياة وتـرقى. وإلى
هذه الحقيقة يشير قول الله تعالى: ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ
الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) الزمر/ 18.
كما يربِّى النبى صلى الله عليه وسلم فى عقل الإنسان قوة البحث والمنهجية
العلمية التى تـربط بين الأسباب والنتائج وتفسر الظواهر الكونية تفسيرًا علميًّا،
ليجد الإنسان فى عظمة صنع الله وحكيم تدبيره دليلاً على عظمة الخالق فيزداد الإيمان
من جانب، ومن جانب آخر يصل الإنسان إلى سر الانتفاع بـهذه المخلوقات التى سخرها
الله لنا، والآيات التى تدعو الإنسان إلى التأمل والبحث كثيرة، من ذلك قول الله
تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )
آل عمران/ 190.
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ
أُولُو الْأَلْبَابِ
|