حقائق الإسلام
القيم الحضارية فى الإسلام ( أ )
الحضارة فى عموم
معناها تعنى: مجموع الجهد الإنسانى المؤدى إلى الرقى
والتقدم فى شتى مجالات الحياة
المادية والمعنوية. وتبدأ الحضارة حيث ينتهى القلق والاضطراب،
وتقوم الحضارة على
أسس ثابتة أهمها: العلم والنظام والأخلاق والحرية. وتنطلق الحضارة من الإنسان؛
فالإنسان هو صانع الحضارة.
الإنسان
والقيم:
والنبى صلى الله عليه وسلم صاحب أعظم إنجاز حضارى متجدد
على مر الزمان، وهذا الإنجاز يتمثل فى بناء الإنسان
بناءً إيمانيًّا يتم من خلاله
أعظم عملية إنقاذ للإنسان من كل مظاهر الضلال والفساد التى
تسيطر عليه، وبتخليص
الإنسان من الأوصاف الذميمة والاضطراب والقلق، واكتسابه لأوصاف
الخير والفلاح يتأهل
الإنسان لصنع الحضارة.
ويسجل القرآن الكريم هذه الحقيقة الغالية لرسول الله صلى
الله عليه وسلم حين يذكرنا بأن رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أكبر نعم الله
تعالى علينا، ومن ثمرة هذه النعمة هذا التحول العظيم للإنسان من
كل أوصاف الضلال
إلى أوصاف الإيمان والخير والهداية.
قال الله تعالى: ( لَقَدْ
مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ
أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
) آل عمران/ 164.
وبناء الإنسان على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم
يغفل جانبًا من جوانبه، بل اشتمل البناء على رعاية عقل
الإنسان وفكره، وقلبه
ومشاعره، وجسده وحاجاته.
إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُولُو
الْأَلْبَابِ
|
|