مقالات الشيخ محمد المسير
الأهواء وظلم النفس
إن
إتباع الهوى وتأليه الشهوات بحيث تكون متحكمة في سلوك الإنسان وأعماله يجعل الحياة
كلها ظلما وظلاما ويقلب موازين العدل إن حب الهوى وإيثار
الشهوات يدفع الإنسان إلى شهادة الزور وكتمان الحق ونصرة الظالم ...قال تعالى {يا
أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين
والأقربين ، إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ، فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا
وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا} إن حب الهوى وإيثار الشهوات
ينأى بالحكام عن الحق والعدل ويقذف بهم في مهاوى الاستبداد والطغيان قال تعالى {يا
داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن
سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب} إن
أصحاب الأهواء يرتكبون أسوأ الجرائم ويكذبون الحق ويغمزون الشرفاء ويستهزئون
بالمصلحين قال تعالى {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا
العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم} إن أسوأ
الجرائم الكفر بالله وعبادة غيره سبحانه وقتل الأنبياء وتكذيب المرسلين وما وقع ذلك
في دنيا النـاس إلا حبا للهـوى وإيثارا للشهوة وحفاظـا على الدنيا وتقليـدا أعمى،
لقد جعل القرآن عبادة الأصنام من هوى الأنفس فقال {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم
وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم
من ربهم الهدى} وعلل القرآن قتل اليهود للأنبياء وتكذيب المرسلين بالاستكبار وإتباع
الهوى فقال {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا
تقتلون}.
الدكتور محمد المسير
نشرت المقالة باللواء الإسلامي 22شوال 1418هـ الموافق 19 فبراير 1998م
http://www.almosayar.net/
|
|