حقائق الإسلام
القرآن يسمو بالمشاعر الإنسان مع القرآن فى رقى دائم، لأنه يسمو بالإنسان ومشاعره ليحلِّق به فى سماء مشاعر الحب والود، وجعل القرآن علاقات الإنسان بالآخرين علاقات طيبة ودودة، وأنت تجد فى القرآن أن أسمى العلاقات وأعلاها هى علاقة الفرد بربه، وهى تقوم على الحب، قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) المائدة/54. وكذلك جعل علاقة الإنسان بأخيه الإنسان تقوم على روح الأخوة والود، فأخبر عن علاقة الزوج بزوجته بقولـه تعالى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/21. وفى جانب البر بالآباء والأمهات نـهى عن كل ما يؤذى شعـور الوالدين فقال سبحانه وتعالى: ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) الإسراء/23. حتى هؤلاء الفقراء والمساكين قدم الله سبحانه وتعالى رعاية مشاعرهم واحترامهم على إعطائهم والإحسان إليهم بالصدقات، فقال تعالى: ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) البقرة/263. أيضا أرشد القرآن الكريم إلى إظهار الاهتمام بالإخوان فى المجالس المختلفة رعاية لمشاعرهم، فقال تعـالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) المجادلة/11. وأثنى الله فى القرآن على ود رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وبين أثر ذلك من امتلاك قلوبـهم بمشاعر الود، ويفهم هذا من قوله تعالى: ( بِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) آل عمران/159. وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
|
|