مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

التشكيك في الفوائد الطبية لعسل النحل(*)

مضمون الشبهة:

يشكِّك الطاعنون في الفوائد الطبية لعسل النحل، التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: )يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (69)((النحل)، ويرون أن القول بأن العسل فيه شفاء للعديد من الأمراض-مطلقًا- أشبه بالوصفات الشعبيَّة التي لا تليق بعصر العلم والتقدُّم، والعلاج بالهندسة الوراثية.

مؤكِّدين أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخطأ خطأً كبيرًا حينما وصف العسل للرجل الذي اشتكى له من استطلاق بطنه، والوارد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي يشتكي بطنه، فقال صلى الله عليه وسلم: اسْقِه عسلًا، ولما لم يفلح العسل الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم قال له بعد ثلاث مرات: صَدَقَ الله وكَذَبَ بطن أخيك»، ويتساءلون: كيف يُوصَف العسل لمن عنده إسهال، والأطباء يُجمعون على أن العسل من المسهلات؟!

وجها إبطال الشبهة:

1)  أكَّد العلم الحديث ما جاء به القرآن الكريم من فوائد عسل النحل الطبية، وذلك بعد تقدُّم العلم، ونَيْل عسل النحل حقَّه من الأبحاث العلمية العالمية؛ إذ تبيَّن لكل ذي بصرٍ ما يحتويه هذا العسل من مواد مهمَّة وضرورية لحماية جسم الإنسان ووقايته، وعلاجه من الأمراض، وذلك ثابت من خلال التجارب المقدَّمة من علماء الغرب.

2)  جاءت الدراسات العلمية الحديثة لتكون شاهدًا على صدق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن علاج العسل لاستطلاق البطن؛ ففي دراسة حول هذا الأمر بلغت نسبة نجاح العلاج بالعسل بين هؤلاء المرضى 83%، وتحسَّنت أحوالهم النفسية والـمَرَضية، واختفى الإسهال أو خفَّت حِدَّته، كما تلاشت الأعراض البطنية الأخرى.

التفصيل:

أولا. العلم الحديث يبيِّن فوائد عسل النحل العلاجيَّة في كثير من الأمراض:

في البداية نودُّ أن نشير إلى أن عصر العلم ذاته- الذي يتذرَّع به أصحاب هذه الشبهة- هو الذي أنصف العسل؛ لما فيه من فوائد جمَّة، واحتوائه على الكثير من العناصر المهمة التي يحتاجها جسم الإنسان.

يقول الدكتور حسان شمسي باشا- زميل الكليات الـمَلَكية للأطباء في لندن-: إن العسل لم ينل حقَّه من اهتمام الباحثين الغربيين خلال العقود الماضية مثلما نال خلال السنتين الماضيتين؛ فقد نُشِرَت عشرات الدراسات العلمية خلال العامين المنصَرِمَينِ، ولا يكاد يمرُّ أسبوع إلا وتجد دراسة علمية رَصِينة حول العسل نُشِرت في المجلات العالمية الموثَّقة([1]).

1)  الحقائق العلمية:

لا عجب في هذه الفوائد العديدة الناتجة من عسل النحل إذا ما عرفنا أهم محتوياته ومكوِّناته، وكذلك إذا ما اطلعنا على خصائصه.

محتويات عسل النحل ومكوناته:

يحتوي عسل النحل على عدد من المواد؛ كالسكريَّات والماء والفيتامينات والأملاح المعدنية وبعض المواد البروتينيَّة والخمائر والإنزيمات، إلى غير ذلك، وهذا تفصيل لهذه
المواد:

1.  السكريات:

يُعدُّ عسل النحل أهم مصدر للمواد السكرية، ونسبة السكر فيه كبيرة جدًّا، وعدد السكريات التي اكتُشِفَت في العسل تبلغ 25 نوعًا حتى الآن، وإنك لتعجب حقًّا عندما تعلم أن النسبة العُظمَى من سكر العسل- أكثر من 70%- إنما تتشكَّل من السكر الأحادي البسيط بنوعيه (الفراكتوز والجلوكوز).

2.  الخمائر:

الخمائر مواد ضرورية للكائن الحي لا بقاء له بغيرها، وهي تقوم بدورٍ أساسيٍّ وبالغ الأهمية في إتمام العمليات الكيميائية الحيوية داخل الخلية في يُسْرٍ بالغٍ وفي درجة الجسم العادية، وقد تبيَّن أن العسل يحتوي على أعلى نسبة من الخمائر إذا قُورِن بجميع الأطعمة الأخرى.

3.  الفيتامينات:

الفيتامينات مواد أساسية لجسم الإنسان، وأي نقص فيها قد يؤدي إلى العديد من الأمراض التي قد تبلغ درجة الخطورة، ويشتمل عسل النحل على مجموعة تمثِّل أغلب وأهم الفيتامينات المعروفة؛ منها فيتامين (أ)، وهو ضروريٌّ للإبصار ولسلامة الجلد وصحته، وتجديد خلايا البشرة، كما أنه ضروري لسلامة الأغشية المخاطية ولعمليات التمثيل الغذائي داخل جسم الإنسان، وغير ذلك من الفوائد الكثيرة، وكذلك فيتامين (د)، وهو يعمل على سلامة الجسم في امتصاص عنصرَيِ الكالسيوم والفوسفور، ويؤدي نقصه إلى أمراض الكُساح عند الأطفال، ولِين العظام عند البالغين، وفيتامين (و)، وهو ضروري لتكوين الخلايا التناسلية والمحافظة على حيويتها ونشاطها، وللمحافظة على حيوية الجنين في أثناء فترة الحمل، وفيتامين (ك)، وهو ضروري لمنع النَّزف، وفيتامين (ب 1)، الذي يقوم بدورٍ مهمٍّ في عملية تمثيل المواد السكرية، وللمحافظة على سلامة الأعصاب، وقيام الجهاز العصبي بوظائفه، وفي انتظام عملية الهضم، وفيتامين (ب 2) يحمل الهيدروجين إلى الخلايا الحية في عمليات التَّأكْسُد، ويساعد الجسم على التخلُّص من الملح والماء بواسطة الكُلى، ويساعد على امتصاص الحديد، وفيتامين (ب 3)، وهو ضروري لتكوين مادة الأسيتيل كولين المهمَّة في قيام الجهاز العصبي بوظائفه، وكذلك فيتامين (ب 5)، وهو الشهير بالفيتامين المضاد لمرض البلاجرا، وفيتامين (ب6)، وهو ضروري في عمليات تمثيل المواد البروتينية، كما أنه يحافظ على التوازن والتبادل الغذائي داخل أنسجة الجسم، وكذلك حمض الفوليك الذي يساعد على تكوين كرات الدم الحمراء ونُضْجها، وعلى حسن أداء الجهاز الهضمي لوظائفه، وفيتامين (هـ)، وهو ضروري في عمليات التمثيل الغذائي، ويؤدي نقصه إلى جفاف الجلد والتهابه وتقشُّره، وفيتامين (ج)، الذي يساعد على تكوين مادة الكولاجين في العظام والأسنان والأوعية الدموية، ويساعد على امتصاص الحديد، وتكوين كرات الدم الحمراء ونضجها.

4.  الأملاح المعدنية:

تدخل الأملاح المعدنية في تركيب الجسم البشري، وتعمل بصفتها عناصر مهمة لبعض الأنسجة والعضلات وكريات الدم الحمراء والبيضاء.

5.  الإنزيمات:

وهي عبارة عن مواد بروتينية معقَّدة التركيب، يتم تكوينها بواسطة الكائنات الحية داخل الخلايا أو خارجها؛ لتقوم بالمساعدة في إتمام التفاعلات الحيوية المختلفة من هَدْم وبناء، وأهم هذه الإنزيمات: الأنفرتيز والأميليز والكاتليز والبروتينيز والببتيديز والجلوكوز أوكسيديز.

6.  مواد أخرى:

لا تقتصر محتويات عسل النحل على كل هذا الذي تقدَّم ذِكْره، بل إنه يحتوي أيضًا على الكثير من المواد الأخرى المهمة المعروفة؛ فتوجد في العسل مثلًا مجموعة كبيرة من الأحماض العضوية؛ مثل حمض الليمونيك واللبنيك والتفاحيك- الخليك- والأوكساليك والجلوكونيك واليروجلوتاميك.

الخصائص الغذائية الفريدة لعسل النحل:

وإضافة إلى ما سبق نجد أن عسل النحل يمتاز بعددٍ من الخصائص الغذائية المفيدة التي تميِّزه من غيره من الأغذية، ومن هذه الخصائص:

1.  العسل غذاء جاهز:

الأطعمة بصورة عامة تظلُّ في المعدة مدة غير قصيرة لتمتزج مع عُصارات المعدة، ثم تمرُّ إلى الأمعاء الدقيقة؛ حيث تضاف إليها عصارات أخرى، وتبقى بعض الوقت قبل أن يتيسَّر امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، وبعض الأطعمة –كالسليلوز- يحتاج لمسيرة أطول حتى يصل للأمعاء الغليظة ليصبح قسم منها فقط صالحًا للامتصاص، أما بالنسبة للعسل فإن 80% منه تقريبًا سكر أحادي؛ مثل الفركتوز والجلوكوز، وهما جاهزان تقريبًا للامتصاص والاستعمال في خلايا الجسم بمجرد ابتلاعها.

2.  غذاء يحتفظ بقيمته وسلامته:

معظم الأطعمة التي يمرُّ عليها وقت تتعرَّض للتبدُّل الذي قد ينقص من قيمتها أو يحوِّلها إلى مواد خطرة على الصحة، أما العسل الطبيعي فقد وُجد أنه لا يفسد مع مرور الزمن إذا حُفظ بطريقة سليمة، كما يبقى محتفظًا بفوائده الحيوية لفترة طويلة تمتد من 3: 5 سنوات، بالإضافة إلى أنه يمتلك خاصية مضادة للتعفُّن ونمو الأحياء الدقيقة، وعدم وجود أيِّ آثار ضارة أو جانبية من تناوله.

3.  غذاء مضاد للعفونة:

فقد ثبت أن العسل به خصائص مضادة للعفونة، وهي كافية لتؤثِّر على الجراثيم الـمُمْرِضة داخل الأمعاء، بحيث إذا استغنى الإنسان عن اللحوم والحليب واقتصر على العسل كغذاء نقصت الزمرة الجرثومية الـمُمْرِضة للأمعاء بنسبة عالية، كما أنه غذاء يريح الكبد والكليتين، وليس له فضلات تبقى دون أن يستفيد منها الجسم، وهو مليءٌ بالحيوية والطاقة، وله مكانته العالية في إنتاج القدرة والقوة داخل جسم الإنسان، كما أثبتت البحوث التي أُجرِيت في أمريكا وإنجلترا وروسيا والصين أن العسل شفاء لكثير من الأمراض([2]).

وها هم علماء الغرب يُجرون أبحاثًا علميَّةً في أَوْج عصر العلم والحداثة ليؤكِّدوا ما جاء به الإسلام منذ أكثر من 1400 سنة.

أبحاث علمية عالمية لدراسة فوائد عسل النحل الطبية:

·      بحث إنجليزي لإثبات فائدة العسل في التئام الجروح:

نُشِر في صحيفة إنجليزية في 6 مارس 1956م أن أحد كبار الجرَّاحين في مستشفى نورفولك الإنجليزي استخدم عسل النحل لتغطية آثار الجروح الناتجة عن العمليات الجراحية التي يجريها، بعد أن ثبت له أنه يساعد على سرعة التئام الجروح وإزالة آثارها، فلا تترك ندوبًا وتشوُّهات بعد العملية، كما تبيَّن له من هذه التجارب التي أجراها أن طبيعة العسل وما يحويه من مواد تساعد على نمو الأنسجة البشرية من جديد فتلتئم الجروح بطريقة مستوية.

·      بحث إيطالي لإثبات فاعلية العسل في أمراض الكبد والمرارة:

نصح داود الأنطاكي قديمًا في القرن السادس عشر باستعمال العسل لعلاج مرضى الصفراء وتسمُّم الكبد، وثبت في جامعة بولونيا بإيطاليا أن العسل له تأثير يقوِّي الكبد، كما أن العسل مع الليمون والزيتون يفيد في حالات أمراض الكبد والحوصلة المرارية.

·      بحث أمريكي لإثبات أثر العسل في علاج الأمراض الصدرية والحساسية:

أعلن الدكتور "وليام بيترسون" -إخصائي أمراض الحساسية بجامعة أيوا الأمريكية- أنه قام بمعالجة اثنين وعشرين ألف مريض بالحساسية بمقدار ملعقة يوميًّا من عسل النحل الخام، وأكد العسل فاعليته في 90% من الحالات، وفي حالات الشعور بضِيق الصدر والسُّعال والخشونة الصوتية يفيد منقوع البصل مع العسل في جَلْي الصدر، وكذلك في علاج السعال الدِّيكي وفي حالات التهاب الشُّعَب الهوائية.

·      بحث أمريكي لإثبات فاعلية العسل في علاج التهاب المفاصل:

توصَّلت الباحثة الأمريكية "جوليا تشرش" بعد تجارب متعددة على الخنازيز الغينية إلى إثبات وجود مادة مجهولة في عسل النحل وشمعه لها القدرة على علاج تصلُّب المفاصل، ووجدت أن العسل المستخرَج من القُرص مباشرة -دون تسخين أو أي معالجة صناعية أخرى -يعمل على القضاء على تصلُّب الرُّسغين الذي يصيب الإنسان، وقد تبيَّن أن الخنازير الغينية التي تنقصها هذه المادة الـمجهولة تتأثر أشكال عظامها تمامًا كما يحدث للآدميين المصابين بالتهاب المفاصل.

·      بحث بريطاني لإثبات فاعلية العسل في نمو الأنسجة:

كان قدماء المصريين ينصحون بتغطية الجروح بقماشٍ قُطنيٍّ مغموسٍ بالعسل لمدة أربعة أيام، وقد جرَّبها حديثًا الجراح البريطاني "ميخائيل بولمان" بمستشفى نورفولك نورديتش بإنجلترا؛ حيث أتى العسل بنتائج مذهلة في تضميد جُرْحٍ ناتجٍ عن استئصال ثَدْي بسبب السرطان، فتحسَّن الجرح بسرعة فائقة بعد استعمال العسل؛ حيث إن احتواء العسل على عناصر غذائية يلعب دورًا واضحًا في التشكيل السريع للأنسجة النامية، كما أنه يعمل على تهدئة الجروح الملتهبة والمتقيِّحة بطيئة الالتئام.

كما يُستعمَل العسل كذلك في حالات الإصابة بالرصاص؛ حيث إن العسل يزيد كمية إفراز الجلوتاثيون في الجرح؛ الأمر الذى يساعد على عملية التأكسُد والاختزال، وينشِّط نمو الخلايا وانقسامها، فيُسرع بالشفاء ويسرِّع من التئام الجروح، خاصة إذا أُخذ عن طريق الفم.

·      بحث مصري لإثبات فاعلية العسل في علاج التهاب العيون:

في عام 1981م أشار الدكتور محمد عمارة -رئيس مستشفى طب العيون بجامعة المنصورة -إلى نجاح العسل في علاج التهاب القَرَنية وعتمات القرنية المترتبة على الإصابة بفيروس الهربس، والتهاب الملتحِمة وجفافها، وينصح بوضع العسل في جيب الملتحمة الأسفل 2: 3 مرات يوميًّا، وسيحدث -في الغالب -حَرَقانٌ وقتِيٌّ بالعين وانهمار الدموع، ولكن سرعان ما يتلاشى وتتحسَّن الحالة بنسبة 85%.

·      بحث إسباني لإثبات أثر العسل في علاج الأنيميا والضغط العام:

في إحدى مستشفيات إسبانيا أُجرِيت تجربة على ثلاثين طفلًا لمدة ستة أشهر، وقُورِنوا بعدد مماثل من الأطفال الذين يأخذون الغذاء العادي، فظهرت زيادة في الوزن، وزيادة في عدد كرات الدم الحمراء، وزيادة في الهيموجلوبين، وزيادة في الكائنات النافعة بالأمعاء، علاوةً على قدرة تحمُّل غير عادية بالنسبة للأطفال الذين يأخذون العسل، وينصح الأطباء في حالة إصابة الأطفال بالأنيميا بإضافة مِلْعَقة أو ملعقتين إلى وجبة الطفل([3]).

كما أظهرت دراسة جديدة أن العسل يملك خصائص يستطيع من خلالها مقاومة الجراثيم، كما أظهر فعالية ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، التي طوَّرت أجهزتها المناعيَّة لمقاومة المضادات؛ الأمر الذي جعل مقاومتها بالأدوية العادية أمرًا صعبًا، ولطالما كان العسل في القديم والحديث يُستخدَم علاجًا طبيًّا للكثير من الأمراض في مختلف البلدان والحضارات القديمة، لكن هذه الدراسة قد تكون نقطة تحوُّل جديدة في الاستخدامات الطبية للعسل.

وحول الدراسة التي أجرتها جامعة سيدني الأسترالية، تقول دي كارتر -الأستاذ المشارك في كلية العلوم البيولوجيَّة والميكروبيَّة الجرثوميَّة-: "بيَّن لنا البحث الذي أجريناه أن العسل يمكن أن يحلَّ محلَّ الكثير من المضادَّات الحيوية المستخدَمة في معالجة الجروح؛ كالمراهم والكريمات المختلفة، كما أن استخدام العسل كوسيلة مساعدة للعلاج سيزيد من عُمْر المضادات الحيوية".

ويؤكد العلماء أن أكثر أنواع البكتيريا التي تسبِّب الالتهابات في المستشفيات باتت قادرة على مقاومة نوع واحد على الأقل من المضادات الحيوية، وهذا يتطلَّب إنتاج أنواع جديدة من هذه المضادات؛ لتكون قادرة على القضاء على البكتيريا المسبِّبة للأمراض([4]).

4.  العسل مطهِّرٌ قويٌّ:

وجد الدكتور" مولان" Molanأن جميع أنواع العسل تتميَّز بوجود مضادات للجراثيم من النوع القوي، ويقول: "إنك لا تجد أيَّ مادة في العالم تُشبِه العسل في خواصها المطهِّرة؛ حيث يفرز النحل مادة (hydrogenperoxide) بواسطة إنزيمات خاصة، وهذه المادة معروفة بخصائصها المعقِّمة".

كما أثبت هذا الباحث بعد تجارب استمرت عشرين عامًا أن العسل له طاقة كبيرة في علاج الإمساك الـمُزْمِن دون أيَّة آثارٍ جانبيَّة، ويقول: "إن أدواتي الطبية التي أحملها معي في حقيبة العلاج هي مجرَّد عسل وضمَّادات".

5.  العسل يحوي مضادات حيويَّة قوية:

يقوم الدكتور " مولان" بعلاج الكثير من الأمراض بالعسل فقط دون أي شيء آخر، ويقول:"إن للعسل تأثيرًا مُذهِلًا في علاج الحروق والتَّقيُّح، ويمكن تطبيقه مباشرة على الحروق فيعمل على ترميم الجلد وقتل البكتيريا المؤذية، بل يزيل آثار الحروق؛ فتجد العضو المحروق بعد العلاج بالعسل عاد كما كان دون آثار أو ندوب".

وقد حيَّرت بعض أنواع الجراثيم باحثي الولايات المتحدة الأمريكية ولم يجدوا لها علاجًا، ولكنهم اليوم يحاولون استخلاص المضادات الحيوية الموجودة في العسل لتعقيم المشافي؛ حيث يؤكدون أنها من أفضل المضادَّات الحيوية!

6.  العسل يعالج سرطان الجلد:

بعد اختبارات طويلة وجد الدكتور (GlenysRound)-إخصائي أمراض السرطان- شيئًا غريبًا في العسل، فقد لاحظ أن للعسل تأثيرًا مُدهِشًا في علاج السرطان، ويقول: "إننا نستعمل العسل في علاج سرطان الجلد؛ حيث يخترق الجلد ويعالج هذا السرطان بشكلٍ تعجز عنه أفضلُ الأدوية".

7.  العسل يعالج القروح:

يؤكد العلماء أن كل الأدوية وقفت عاجزة أمام علاج القروح، ولكنهم تمكَّنوا أخيرًا من شفائها بالعسل، والشيء الذي يؤكِّده جميع المرضى الذين تـمَّت معالجتهم بالعسل أنهم يشعرون بسعادة أثناء العلاج، فلا آثار جانبية ولا ألم، كما يؤكِّد الخبراء أنه يتم إنفاق ستة بلايين دولار سنويًّا على علاج الجروح والحروق، ولو تمَّ الاعتماد على العسل لوفَّروا نسبة كبيرة من الأموال.

8.  العسل يعالج قُرحة المعدة:

وجد بعض الباحثين أن العسل يملك قوة شفائية في علاج قروح المعدة والتهابات الحنجرة، ووجدوا أن الجراثيم تجتمع بطريقة خاصة لتدعم بقاءها وتجمعاتها، وأثبت البحث العلمي أن العسل يقوم بتفريق دفاعات الجراثيم ويشتِّتها ويُضعِفها؛ الأمر الذى يساعد الجسم على القضاء عليها، وقد قام العلماء مؤخرًا باكتشاف مادة في العسل تمنع التَّأكسُد؛ وبالتالي تفيد في علاج الكوليسترول.

ولذلك يَعجَب العلماء من الطاقة الخفيَّة الموجودة في العسل، التي تستطيع شفاء الأمراض المستعصية، ويتساءلون: كيف يحدث الشفاء؟ ما الشيء الذي يقوم به العسل داخل خلايا جسدنا فنجد أن السرطان يتوقَّف بشكلٍ مفاجئٍ، ونجد أن الكثير من البكتيريا يتوقَّف نموها في الجسم، ونجد أن الجهاز المناعي ينشط ويصبح أكثر فاعلية... ما الذي يحدث؟ لا أحد لديه الإجابة.

9.  العسل يَقِي من السرطان:

إن العسل وغذاء مَلِكات النحل يمكن أن يكونا جزءًا من ترسانة السلاح التي يتم بها محاربة السرطان؛ فقد توصَّل فريق من الباحثين بجامعة زغرب بكرواتيا إلى مجموعة من منتجات عسل النحل أوقفت نمو الأورام أو انتشارها لدى فئران التجارب، وقالوا في مقال بصحيفة علوم الغذاء والزراعة: "إن البشر المصابين بالمرض يمكن أن يستفيدوا أيضًا من هذه النتيجة".

واقترحوا أن منتجات العسل ربما تؤدي إلى ما يُعرَف بـ "الأبوبتوسيس"، وهو انتحار الخلايا، أو لديها تأثير مباشر سامٌّ على الخلايا، أو يساعد الجهاز المناعي الذي يقاوم نمو الخلايا السرطانية، وقال الفريق البحثي الذي قادته الدكتورة ندى أورساليتش: "إن الدراسة تشير إلى أن منتجات عسل النحل يمكن أن تكون أداة مفيدة في السيطرة على نمو الورم".

وفي ظل موجة الأمراض المستعصية التي نواجهها بسبب التلوث المناخي، فإننا ندعو الجميع لأن يتخذوا من العسل مادة وقائية، حتى لو كان أحدنا سليمًا ينبغي أن يتناول كمية قليلة منه كل يوم؛ وهذا سيساعد النظام المناعي لديه على مواجهة مزيد من الأمراض([5]).

وقد أظهر عدد من الدراسات العلمية أن العسل يمتلك خصائص مضادة للجراثيم في المختبَر، كما أكَّد عدد من الدراسات السريرية أن استعمال العسل في علاج الجروح الملتهبة بشدة استطاع تطهير هذه الإنتانات الجرثومية والقضاء عليها، وعجَّل في شفاء الجروح،
كما أكَّدت الدراسات المختبرية والسريرية أن العسل فعَّالٌ تجاه عدد واسع من الجراثيم، وليس له أي تأثيرات جانبية ضارة على أنسجة الجرح، وإضافة إلى هذا فإنه يؤمِّن تنظيفًا ذاتيًّا سريعًا للجرح، ويزيل الرائحة منه، ويحفِّز نمو الأنسجة التي تُلئِم الجروح، وخصائص
العسل المضادة للالتهاب تخفِّف آلام الجروح بسرعة، كما تخفِّف من الوذمة المحيطة بالجرح، ومن خروج السوائل من الجرح (
Exudates)، وتقلِّل من ظهور الندبات بعد شفاء الجروح.

وأشارت الأبحاث العلمية إلى أن خواص العسل الفيزيائية والكيميائية -مثل درجة الحموضة والتأثيرات الأُسموزية (Osmotic)- تلعب دورًا في فعاليته القاتلة للجراثيم، وإضافة إلى هذا فإن العسل يمتلك خواص مضادة للالتهابات ( antiـ inflammatoryactivity)، ويحفِّز الاستجابات المناعية داخل الجرح، والنتيجة النهائية هي أن العسل يقاوم الإنتان الجرثومي، ويحفِّز الالتئام في الجروح والحروق والقروح.

ويضيف كاتب المقال-أيضًا- أنه قد تمَّ الاعتراف مؤخَّرًا في أستراليا طبِّيًّا باستخدام نوعين من العسل ( (MediHoneyو ((ManukaHoney لأغراض علاجية.

10.   العسل يُثبِّط جرثومة العصيَّات الزرق (الزائفة):

يقول الدكتور " كوبِر"Cooper في مقدمة بحثه الذي نُشِر في مجلة (J Bur CareRehabil) في شهر ديسمبر 2002م: لأنه لا يوجد علاجٌ مثاليٌّ للحروق المصابة بإنتانٍ جرثوميٍّ من نوع العصيات الزرق (Pseudomonas aeruginosa)، فإن هناك حاجة ماسَّة للبحث عن وسائل أخرى فعالة لعلاج هذا الإنتان.

والعسل علاج قديم للجروح، ولكن هناك أدلَّة متطوِّرة تؤكِّد فعاليَّته كمضادٍّ لجرثومة العصيات الزرق، وقد قام الدكتور " كوبِر" وزملاؤه في جامعة كارديف في بريطانيا باختبار حساسية 17 سلالة من سلالات جرثومة العصيات الزرق تم عزلها من حروق مصابة بالإنتان، وذلك تجاه نوعين من أنواع العسل؛ الأول هو (PastureHoney)، والثاني هو ((ManukaHoney، وقد أكَّدت نتائج الدراسة أن كل السلالات الجرثومية السابقة الذِّكر قد استجابت للعلاج بالعسل وبتراكيز قليلة دون 10% جم/مم، وليس هذا فحسب، بل إن كلا النوعين من العسل احتفظا بفعاليتهما القاتلة للجراثيم، حتى عندما تم تمديد المحلول لأكثر من عشرة أضعاف.

وخلص الباحثون إلى القول بأن العسل- بفعاليته المضادة للجراثيم- قادر على أن يكون أحد الوسائل العلاجية الفعالة في معالجة الحروق المصابة بإنتان جرثومي بالعصيات الزرق.

وكانت نتائج بحث آخر نُشِر في مجلة (JApplMicrobial) عام 2002م قد أكَّدت على فعالية استخدام العسل في علاج الجروح المصابة بالمكورات الإيجابية الجرام (GramPositiveCocci).

11.   استخدام العسل كضمادٍ للجروح:

ففي دراسة نُشِرت في مجلة (AnnPlastSurg) في شهر فبراير 2003م، أُجرِيت على 60 مريضًا هولنديًّا مصابًا بجروح عميقة مختلفة، شملت الجروح الـمُزمِنة 21 مريضًا، والجروح المعقَّدة 23 مريضًا، وجروحًا ناجمة عن الرضوض الحادَّة 16 مريضًا ـ أكَّد الباحثون أن استعمال العسل كان سهلًا في تطبيقه عند كل المرضى إلَّا واحدًا، وساعد في تنظيف الجروح، ولم يحدث أيُّ تأثيرٍ جانبيٍّ لاستعماله في علاج تلك الجروح.

وذكر الباحثون أن العديد من الأطباء ما زال يتردَّد في استخدام العسل كعلاج موضعيٍّ للجروح؛ وذلك لأن البعض يعتقد أن استعمال العسل يبدو غير محبَّب بسبب لُزُوجته.

وينصح الباحثون في مقال نُشِر في مجلة (ArchSurgery) عام 2000م باستعمال العسل كواقٍ لحافَّة الجرح أثناء العمليات الجراحية التي تُجرَى على الأورام.

12.   العسل والحروق:

نشرت مجلة (Burns) عام 1996م دراسة على استعمال العسل في علاج الحروق، قُسِّم فيها المرضى إلى مجموعتين، كلٌّ منهما تشمل 50 مريضًا؛ عُولِـجت المجموعة الأولى بالعسل، في حين عُولجت المجموعة الثانية بوضع شرائح البطاطا المسلوقة- كمادة طبيعية غير مؤذية- على الحروق، وتبيَّن بنتائج الدراسة أن 90% من الحروق التي عُولجت بالعسل أصبحت خالية من أيِّ جراثيم خلال 7 أيام، وتمَّ شفاء الحروق تمامًا في 15 يومًا بنسبة 100%، أما المجموعة الثانية التي عُولجت بشرائح البطاطا فقد شُفِيَ فقط 50% منهم خلال 15 يومًا.

13.   العسل غنيٌّ بمضادات الأكسدة:

ففي دراسة نُشِرَت في شهر مارس 2003م في مجلة (JAgricFoodChem) قارن الباحثون بين تأثير تناول 1,5ج/ كجم من وزن الجسم من شراب الذرة، أو من العسل على الفعالية المضادة للأكسدة، فقد ازدادت محتويات البلازما من مضادات الأكسدة الفينولية بنسبة أعلى بعد تناول العسل عنها بعد تناول شراب الذرة، وقد أشارت الدراسة إلى أن مضادات الأكسدة الفينولية (Phenolic) الموجودة في العسل فعالة، ويمكن أن تزيد من مقاومة الجسم ضدَّ الإجهاد التأكسدي (OxidativeStress).

ويقدِّر الباحثون أن الإنسان الأمريكي يتناول سنويًّا ما يزيد على 70 كجم من الـمُحَلِّيَات؛ ولهذا فإن استعمال العسل بدلًا من بعض المحليات (sweeteners) يمكن أن يؤدِّي إلى زيادة قوة جهاز المقاومة المضاد للأكسدة في جسم الإنسان، ويدعو الدكتور (Schramm) الأمريكيين إلى استخدام العسل بدلًا من جزء من المحلِّيات المستخدَمة يوميًّا في تحلية الطعام.

وفي دراسة حديثة أُجرِيت في فرنسا ونُشرِت في مجلة (J Nutr) في شهر نوفمبر 2002م، وأُجرِيت على الفئران التي أُعطِيت غذاءً يحتوي على 65جم/100جم من النشويَّات على صورة نشاء القمح، أو على مزيج من الفركتوز مع الجلوكوز، أو على غذاء يحتوي على العسل. تبيَّن للباحثين أن الفئران التي غُذِّيت على العسل كان لديها مستوى أعلى من مضادات الأكسدة؛ مثل ألفا توكفرول وغيره، وكانت قلوبها أقل تعرُّضًا لتأكسُد الدهون فيها، وذكر الباحثون في ختام بحثهم أن الحاجة ماسَّة لإجراء المزيد من الدراسات لمعرفة الآلية التي يمارس بها العسل خصائصه المضادة للأكسدة.

وفي دراسة أخرى قُدِّمت في شهر نوفمبر في مؤتمر (ExperimentalBiology) في أورلاندو في 4/4/2001م، استُخْدِم العسل كمصدرٍ للسكريَّات أثناء التمارين الرياضية في مسابقات ركوب الدراجات، فأُعطي تسعة متسابقين إحدى ثلاث مواد مغذِّية إضافية- إما العسل، أو محلول السكر، أو محلول خالٍ من السُّعرات الحرارية-كل أسبوع، ولمدة ثلاثة أسابيع، وأُجرِي فحص القدرة على التحمُّل كل أسبوعٍ، وشمل هذا الفحص ركوب الدراجة لمسافة 64 كم، وقد استطاع الذين تناولوا العسل أن يختصروا مدَّة قَطْع تلك المسافة بثلاث دقائق بالمقارنة مع الذين لم يتناولوا العسل، كما زاد تناول العسل من قدرة التحمُّل على ركوب الدراجة بنسبة 6%، وبالطبع فإن هذه الفروق البسيطة لها أهمية كبرى في السباقات الرياضية.

14.   العسل وصحة الفم:

أكَّد البروفيسور "مولن" في مقال نُشر في مجلة (GenDent) في شهر ديسمبر 2001م أن العسل يمكن أن يلعب دورًا في علاج أمراض اللِّثة وتقرُّحات الفم ومشكلات أخرى في الفم؛ وذلك بسبب خصائص العسل المضادة للجراثيم.

15.   العسل علاجٌ لالتهاب الأغشية المخاطية الشعاعي:

ففي دراسة حديثة نُشِرت في مجلة (SupportCareCancer) في شهر أبريل 2003م، وأُجرِيت على أربعين مريضًا مصابًا بسرطان في الرأس والرقبة، ويحتاجون إلى معالجة شعاعية- قُسِّم المرضى إلى مجموعتين؛ أُعْطِيت الأولى منهما المعالجة الشعاعية، وأما الثانية فأُعطِيت المعالجة الشعاعية بعد تطبيق العسل موضعيًّا داخل الفم، فقد أُوصِي المرضى بتناول 20جرامًا من العسل الصافي قبل المعالجة الشعاعية بـ 15 دقيقة، ثم بعد إعطاء الأشعة بـ 15 دقيقة، ثم بعد 6 ساعات من المعالجة بالأشعة، وأظهرت الدراسة انخفاضًا شديدًا في معدَّل حدوث التهاب الأغشية المخاطيَّة عند الذين استعملوا العسل بنسبة 75% في المجموعة الأولى، مقابل 20% في المجموعة الثانية.

وخَلُصَ الباحثون إلى القول بأن إعطاء العسل موضعيًّا أثناء المعالجة الشعاعية طريقة علاجيَّة فعَّالة وغير مكلِّفة لمنع حدوث التهاب الأغشية المخاطية في الفم، ويستحق الأمر إجراء دراسات أكبر وفي مراكز متعددة لتأكيد نتائج هذه الدراسة([6]).

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:

يُعدُّ عسل النحل منحة عجيبة من منح الله عز وجل، امتزجت مزاياه كطعام ممتاز بمزاياه الطبية العلاجية التي لم يتم إثباتها إلا في عصرنا الحديث، رغم أن الله عز وجل أوضح هذا فقال: )يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس((النحل:69)، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ على العلاج به منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «الشفاء في ثلاثة؛ شَرْبَة عسلٍ، وشَرْطَة مِـحْجَمٍ، وكَيَّة نارٍ، وأنهى أُمَّتي عن الكَيِّ»([7]).

من أقوال المفسرين:

لقد أفاض المفسِّرون في تفسير هذه الآية؛ حيث ذهب جميعهم إلى أن العسل من أعظم الأدوية، يقول الإمام القرطبي في تفسيره: ")فيه شفاء للناس ((النحل:69) ، هل هو على عمومه أم لا؟ فقالت طائفة: هو على العموم في كل حال ولكل أحد، فرُوِيَ عن ابن عمر أنه كان لا يشكو قُرْحة ولا شيئًا إلا جعل عليه عسلًا، حتى الدُّمَّل إذا خرج عليه طَلَـى عليه عسلًا، وحكى النقاش عن أبي وجرة أنه كان يكتحل بالعسل، ويستمشي بالعسل، ويتداوَى بالعسل.


ورُوي أن عوف بن مالك الأشجعي مَرِض، فقيل له: ألا نعالجك؟ فقال: ائتوني بالماء، فإن الله تعالى يقول: )ونزلنا من السماء ماء مباركا((ق: 9)، ثم قال: ائتوني بعسل، فإن الله تعالى يقول:)فيه شفاء للناس( (النحل:69)، وائتوني بزيت، فإن الله تعالى يقول: )من شجرة مباركة((النور: 35)، فجاءوه بذلك كله فخلطه جميعًا ثم شربه فبَرِئَ.

ومنهم من قال: إنه على العموم إذا خُلِط بالخل ويُطبَخ فيأتي شرابًا ينتفع به في كل حالة من كل داء، وقالت طائفة: إن ذلك على الخصوص، ولا يقتضي العموم في كل عِلَّة وفي كل إنسان، بل إنه خبر عن أنه يشفي كما يشفي غيره من الأدوية في بعض، وعلى حال دون حال، ففائدة الآية إخبار منه في أنه دواء لما كثر الشفاء به وصار خليطًا ومعينًا للأدوية في الأشربة والمعاجين، وليس هذا بأول لفظ خُصِّص، فالقرآن مملوءٌ منه، ولغة العرب يأتي فيها العامُّ كثيرًا بمعنى الخاص، والخاص بمعنى العام، ومما يدل على أنه ليس على العموم أن )شفاء(نكرة في سياق الإثبات، ولا عموم فيها باتفاق أهل اللسان ومحقِّقي أهل العلم ومختلفي أهل الأصول، لكن قد حملته طائفة من أهل الصدق والعزم على العموم، فكانوا يستشفون بالعسل من كل الأوجاع والأمراض، وكانوا يُشفَون من عِلَلهم ببركة القرآن وبصحة التصديق والإيقان. يقول ابن العربي: ومن ضَعُفَت نِيَّتُه، وغلبته على الدين عادته، أخذه مفهومًا على قول الأطباء، والكل من حكم الفعال لما يشاء"([8]).

ويقول الإمام السعدي في تفسيره لقوله تعالى: )فيه شفاء للناس((النحل:69): "في خلق هذه النحلة الصغيرة التي هداها الله هذه الهداية العجيبة، ويسَّر لها المراعي، ثم الرجوع إلى بيوتها التي أصلحتها بتعليم الله لها وهدايته لها، ثم يخرج من بطونها هذا العسل اللذيذ مختلف الألوان بحسب اختلاف أرضها ومراعيها، فيه شفاء للناس من أمراض عديدة، فهذا دليل على كمال عناية الله تعالى، وتمام لُطْفِه بعباده، وأنه الذي لا ينبغي أن يُـحَبَّ غيره ويُدْعَى سواه"([9]).

ويقول الإمام أبو بكر الجزائري في تفسيره: ")فيه شفاء للناس((النحل:69)؛ أي من الأدواء، هذا التذكير في قوله: )شفاء( دالٌّ على بعض دون بعض، جائز هذا حتى يضم إليه بعض الأدوية أو العقاقير الأخرى، أما مع النيَّة- أي أن يشرب بنية الشفاء من المؤمن - فإنه شفاءٌ لكل داءٍ وبدون ضميمة؛ أي شيء آخر له"([10]).

وقال الطاهر ابن عاشور: "وفي العسل خواص كثيرة المنافع بيِّنة في علم الطب"([11]).

هذا عن رأي المفسِّرين في الآية؛ حيث فهموا جميعًا أن الآية صريحة كل الصراحة في الدلالة على كون العسل شفاء، وهذا ما ذهب إليه ابن القيم أيضًا في كتابه "الطب النبوي"؛ حيث يتحدث عن الفوائد الجمَّة للعسل واستطاعته شفاء كثير من الأمراض فيقول: وهو غذاءٌ مع الأغذية، ودواءٌ مع الأدوية، وشرابٌ مع الأشربة، وحلوٌ مع الحلوى، وطِلاءٌ مع الأطلية، وفرحٌ مع المفرحات، فما خُلِق لنا شيء في معناه أفضل منه ولا مثله ولا قريبًا منه، ولم يكن مُعوَّل القدماء إلا عليه.

وقال أيضًا: والعسل فيه منافع عظيمة؛ فإنه جلاءٌ للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها، محلِّلٌ للرطوبات أكلًا وطلاءً، نافعٌ للمشايخ وأصحاب البلغم، ومن كان مزاجه باردًا رطبًا، وهو مغذٍّ مُليِّنٌ للطبيعة، حافظٌ لقوى المعالجين ولما استُودِع فيه، مُذهِبٌ لكيفيات الأدوية الكريهة، مُنَقٍّ للكبد والصدر، ومُدِرٌّ للبول، موافقٌ للسعال الكائن عن البلغم([12]).

وقد يقول قائل: تذكرون- أيها المسلمون -أن قرآنكم جاء بأن في العسل شفاء: )فيه شفاء للناس((النحل: ٦٩)، ونحن نعلم أن كثيرًا من الأمم القديمة كالفراعنة واليونانيين والرومان كانوا يستعملون العسل في علاجاتهم، كما أن ذِكْر العسل قد ورد في الكتب السماوية السابقة، فأيُّ إعجاز هنا؟

ونقول لهذا السائل: إن إعجاز آية النحل لا يكمن في ذِكْر أن العسل شفاء للناس فحسب، ولكن الإعجاز بيانيٌّ يكمن في ثلاثة أمور حسب تفسير الدكتور حسان شمسي باشا:

الأول: أن الله تعالى لم يذكر العسل صراحة في الآية فقال:)يخرج من بطونها شراب((النحل: ٦٩)، ولم يقل: (يخرج عسل)، وترك الله تعالى للإنسان أن يدرس ماذا يخرج من النحل من عسل، وغذاء مَلَكي، وعكبر، وشَمْع، وسم نحل، يدرس خصائص هذه المواد ويعلم تركيبها، وهذه هي مرحلة التعرُّف.

الثاني: أن في هذا الذي يخرج من النحل شفاء؛ ففي العسل شفاء، وفي غذاء الملكة شفاء، وفي العكبر شفاء، وفي الشمع شفاء، حتى في سم النحل ذاته شفاء، وكيف يتأكَّد الإنسان أن في هذه المواد شفاء دون أن يبحث فيها ويتدبَّر، ويُجرِي الدراسات والأبحاث؛ ليتعرَّف على الخصائص العلاجية الشافية لهذه المواد، أفيها ما يقتل الجراثيم الفتَّاكة، أم بها مقوٍّ للمناعة، أم أنها تشفي العيون والجلد والأسنان، أم سوى ذلك؟ وهذه مرحلة البحث العلمي في المختبرات.

الثالث: قوله تعالى: )شفاء للناس((النحل: ٦٩)، فلم يقل المولى عز وجل: (شفاء لكل الناس)، بل ترك الأمر مطلقًا؛ ليبحث العلماء عن الأمراض التي جعل الله شفاءها في هذه المواد، وفي هذا حثٌّ للإنسان أن يقوم بإجراء الدراسات لمعرفة هذه الفئة من الناس، وهنا يكمن الإعجاز؛ ففي كلمات ثلاث )فيه شفاء للناس((النحل: ٦٩)، أرسى الله تعالى قواعد البحث العلمي في الطب وعلم الأدوية، فحين يعتقد العلماء أن في النبات مادة دوائية، يدرسون تركيبها وخصائصها أولًا، ثم يُجرون أبحاثًا في المختبرات؛ ليتعرَّفوا على الخصائص الشافية فيها، وهذه هي المرحلة الثانية، ثم ينتقل البحث إلى الإنسان فتُجرَى الدراسات على أولئك المرضى الذين يمكن أن تكون لهم شفاء، ألم يختم الله تعالى آية النحل بقوله: )إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (69)((النحل)([13]).

وحتى لا يقع الإنسان في خيبة أمل وهو يسمع قول الله تعالى: )فيه شفاء للناس((النحل: ٦٩)، فإنه ينبغي أن يُفرِّق بين العسل الحقيقي الذي أراده ربُّنا عز وجل، الذي هو جَنْيُ رحيق الأزهار، والعسل المزيَّف الذي هو جنيُ الماء والسكر الذي يُوضَع للنحل على مَقْرُبة من الخلايا، فإن تأثير العسل المزيَّف ضعيف جدًّا، وإله الكون يقول: )فيه شفاء للناس((النحل: ٦٩).

ولقد أُجرِيت بحوث ودراسات وتجارب دقيقة جدًّا على آثار العسل على الجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجلد والكبد والأمعاء، وبُحِث عن علاقته بمرضى السكر وعلاقته بالتوتُّر العصبي وبالأَرَق وبأمراض الحساسية وبالجهاز التنفسي وجهاز القلب والدوران، بل إن كل أجهزة الجسم دون استثناء تتأثَّر تأثُّرًا سريعًا وإيجابيًّا بالعسل الحقيقي الذي يُؤخَذ من رحيق الأزهار.

ومن باب التقريب، فإن الله عز وجل يشفي بالعسل من التهابات الأمعاء الحادة، ويُحسِّن به نمو العظام؛ لأنه سريع الامتصاص، ويمنع التعفُّن في الأمعاء، وله دورٌ إيجابيٌّ في التحكم بعضلات المثانة البولية، وهو علاج ممتاز للمصابين بتقرُّحات المعدة والأمعاء ومعظم أمراض الجهاز الهضمي.

والعسل لا يؤذي مرضى السكري؛ لأنه سكر أحادي سهل الهضم، والتوتُّر العصبي يتأثَّر إيجابيًّا بتناول العسل، والأرق يزول بتناول العسل، وكذلك أعراض الحساسية وأمراض الجلد، حتى إن الأطباء الآن يضعون على الجروح العسل قبل أن تلتئم؛ لأن سرعة التئام الجروح عن طريق العسل ثلاثة أضعاف سرعة التئامها العادي.

والإنسان بَدَلَ أن يأخذ الأدوية الغالية الثمن عليه أن يستعين بهذا الشراب الصافي الذي أَودَع الله فيه هذه الخصائص العجيبة، وقد قال العلماء في العسل: إنه سبعون مادة دوائية، وتكاد تكون شَرْبَة العسل صيدلية كاملة؛ إنزيمات، معادن، فيتامينات، اثني عشر نوعًا من السكر، وكل نوع له فوائد خاصة، ولا يزال هذا الموضوع قيد البحث، والعلماء قدَّموا شيئًا، وغابت عنهم أشياء([14]).

3)  وجه الإعجاز:

وجد بعض الباحثين أن العسل يملك قوة شفائيَّة في علاج قُروح المعدة والتهابات الحنجرة، ووجدوا أن الجراثيم تجتمع بطريقة خاصة لتدعم بقاءها وتجمعاتها، وأثبت البحث العلمي أن العسل يقوم بتفريق دفاعات الجراثيم ويشتِّتها ويُضعِفها؛ الأمر الذي يساعد الجسم على القضاء عليها، وقد قام العلماء مؤخرًا باكتشاف مادة في العسل تمنع التأكسُد، وبالتالي تفيد في علاج الكوليسترول؛ ولذلك يعجب العلماء من الطاقة الخفية الموجودة في العسل، التي تستطيع شفاء الأمراض المستعصِية، ويتساءلون: كيف يحدث الشفاء؟ ما الشيء الذي يقوم به العسل داخل خلايا جسدنا، فنجد أن الكثير من البكتيريا يتوقَّف نموها في الجسم، ونجد أن الجهاز المناعي ينشط ويصبح أكثر فاعلية؟!

والإجابة جاءت من عند الله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم من أكثر من أربعة عشر قرنًا؛ إذ يقول عز وجل عن العسل:)فيه شفاء للناس((النحل: ٦٩)، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الشفاء في ثلاثة؛ شَرْبَة عسلٍ، وشَرْطَة مِـحْجَمٍ، وكَيَّة نارٍ، وأنهى أُمَّتي عن الكَيِّ»([15]).

ثانيًا. الدراسات الحديثة تؤكد أن العسل يساعد في علاج التهاب المعدة:

1)  الحقائق العلمية:

وبعدما ثبت بالدليل القاطع من خلال الدراسات التي قام بها علماء الغرب دور العسل في شفاء الأمراض يتبقَّى أن نعرف أثر العسل على المعدة والأمعاء؛ فقد نشرت مجلة(B M J) الإنجليزية الشهيرة عام 1985م دراسة على 169 طفلًا مصابًا بالتهاب المعدة والأمعاء، وأُعطِي 80 طفلًا المحلول العادي مضافًا إليه 50 مل من العسل بدلًا من سكر العنب- الجلوكوز- ووجد الباحثون أن الإسهال الناجم عن التهاب المعدة والأمعاء استمر 93 ساعة عند الذين لم يُعطَوا العسل، في حين شُفِيَ الذين أُعطوا العسل في وقت أقصر (58 ساعة)([16]).

بحثٌ علميٌّ عن العسل كعلاج للإسهال المزمن:

يقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم: سبق أن أجرينا دراسة على علاج بعض أمراض الـمَعِدَة والاثنى عشر بعسل النحل، وجاءت النتيجة طيبة ومثمرة، والدراسة التي بين أيدينا اليوم تدور حول علاج الإسهال المزمِن مجهول السبب بعسل النحل، وكذا استعمال العسل في علاج بعض الحالات الخفيَّة من تقرُّح الأمعاء ممن يشكون من إسهال مزمن ومن أعراض أخرى تنتمي إلى الجهاز الهضمي.

فقد أُجرِيت الدراسة على 53 مريضًا، 23 منهم من الذكور تتراوح أعمارهم بين 31: 55 عامًا، ومتوسطها 39 عامًا، و30 من الإناث تتراوح أعمارهن بين 19: 45 عامًا، ومتوسطها 28 عامًا، ولقد استغرقت هذه الدراسة سبعة أشهر، هؤلاء المرضى كانوا يعانون من إسهال مزمن لشهور - وربما لسنين- خَلَت قبل إجراء البحث عليهم، وهم من الذين طُبِّقَت عليهم شروط نلخِّصها فيما يأتي:

1- أن يشكو المريض من إسهال لا يقل عن ثلاث مرات يوميًّا ولمدة لا تقل عن أسبوعين، أو إصابته بإسهال متقطِّع على مدى ثلاثة أشهر.

2- وجود أعراض مَرَضيَّة أخرى؛ مثل أوجاع البطن وانتفاخها مع عسر في الهضم.

3- خلو المريض من أمراض عامة أخرى.

4- خلو البراز من الطفيليَّات والبلهارسيا والميكروبات المرضية.

5- أن تكون الأشعة الملوَّنة للقولون خالية من الأورام والأمراض العضوية.

6- أجرى الفحص المنظاري للقولون، وكذلك أُخِذت عينة نسيجية من الغشاء المخاطي لكل مريض.

7- عدم استجابة المريض للأدوية الخاصة بالإسهال، وكذلك عدم استجابته للالتزام بنظام غذائي معيَّن مما يُطلَق عليه اسم "الرِّجيم".

ولقد تمَّت الدراسة على هؤلاء المرضى في بيوتهم، وذلك بأن نُصِح كل مريض أن يتناول ثلاث ملاعق كبيرة من عسل النحل الطازج قبل الإفطار وعند النوم، ولمدة ثلاثة أسابيع، ثم قمنا بتتبُّع كل مريض على حِدَة ولمدة أربعة أشهر، كما تُرِكَ المريض ليختار الطعام الذي يريحه، فإذا ما انتكس المرض وعاوده الإسهال حينئذٍ يجب عليه أن يكرِّر أخذ العسل مرة ثانية وبالجرعة نفسها لمدة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع.

نتائج البحث:

لقد لُوحِظ أن متوسط أعمار المرضى من الإناث يقلُّ بعشر سنوات عنها بين المرضى الذكور، كما يزيد عدد الإناث قليلًا على عدد الذكور، ولقد اشترك جميع المرضى في شكوى الإسهال المزمن، ولكنهم اختلفوا في شكواهم الأخرى والمشيرة إلى الجهاز الهضمي؛ فمنهم من عانى من آلام بطنية، إما محدَّدة بجزءٍ معيَّنٍ في البطن، كالجانب الأيمن أو تحت الضلوع اليسرى أو اليمنى، ومنهم من يشكو من آلام حول السُّرَّة، غير أن الغالبية العظمى منهم يعانون من آلام بطنية متنقِّلة بين جميع هذه المواضع وبصورة متقطِّعة وليست بصفة مستمرة، كما تبيَّن أن الكثيرين منهم يشكون من أعراض انتفاخ في البطن، وغازات تتحرَّك تحت الضلوع اليسرى وفي موضع فم المعدة، وكذلك تبيَّن أن بعضهم يشكو من عُسْر الهضم، ومنهم من يعاني من الرغبة في القَيْء، خاصة بعد تناول الوجبات، وعلى الأخص وجبة الإفطار صباحًا، وأحيانًا عند الاستيقاظ من النوم، ولقد لُوحِظ كذلك أن عددًا من المرضى الإناث يشكون من حَرَقان أو حساسية في فتحة الشَّرَج، أما المجموعة التي أُصِيبت بتقرُّح بسيط في الأمعاء الغليظة فلقد لاحظنا- بالإضافة إلى ما ذُكِر من أعراض سابقة- أن معظمهم يشكون من نقصٍ في الوزن وفقرٍ في الدم، مع فُقدان الشَّهيَّة للطعام، واكتئاب متوسط الحِدَّة، وأعراض نفسية أخرى.

استجابة المرضى للعلاج بعسل النحل:

من النتائج المهمة التي حصلنا عليها أن نسبة نجاح العلاج بعسل النحل بين هؤلاء المرضى بلغت 83 %، وتحسَّنت أحوالهم النفسية والمرضية، واختفى الإسهال أو خفَّت حِدَّته، كما تلاشت الأعراض البطنية الأخرى.

ولنا أن نُدرِك مدى سعادة هؤلاء المرضى الذين استمروا شهورًا - بل سنين- يتعاطون الكثير من الأدوية المختلفة؛ ما بين أدوية الإسهال ومضادات حيوية، وأدوية الدوسنتاريا الأميبية، وأدوية مهدِّئة للأعصاب، وأخرى مسكِّنة للآلام البطنية، وثالثة لعُسْر الهضم... إلخ، وقد أصبحوا في غِنًى عن هذه الأدوية وما تكلِّفهم من مبالغ طائلة، ناهيك عما قد يتسبَّب عنها من أعراض تسمُّميَّة أو أعراض جانبيَّة لهذا العقار أو ذاك، فضلًا عن أن عسل النحل من الأطعمة اللذيذة المفيدة؛ إذ يحتوي على 40% دكستروز، كما يحتوي على فيتامينات ومعادن وأملاح ضرورية للجسم، وكذلك به مواد عُضويَّة نافعة لأجهزة الجسم المختلفة، وعسل النحل- فضلًا عن ذلك- سهل الحصول عليه، وقطعًا أرخص سعرًا من الأدوية المختلفة.

وشَأن كل علاجٍ، فلقد لاحظنا أن نسبة من هؤلاء المرضى الذين استجابوا للعلاج في بادئ الأمر قد عاودهم الإسهال مرة أخرى، وبلغت نسبة هؤلاء 28%، ولكن نُصِحوا بأن يتناولوا العسل بالجرعات السابقة ولمدة أسبوع أو أكثر، وكانت استجابتهم هذه المرَّة طيِّبة، ولقد عرف المرضى ذلك، لدرجة أن الكثيرين منهم بدءوا يفضِّلون وضع العسل على موائدهم بجانب الأطعمة الأخرى، وأصبح العسل طعامًا مشتركًا مألوفًا ومحبوبًا لديهم، ويتناولونه إما صافيًا أو مختلطًا مع الأطعمة الأخرى؛ مثل مركَّبات الألبان.

كيف يؤثِّر عسل النحل على الجهاز الهضمي؟

حتى الآن لا نعرف على وجه اليقين كيف يؤثِّر عسل النحل هذا التأثير النافع، ولكن هناك بعض الحقائق عن العسل كشف عنها العلم الحديث، نذكر منها:

1- أنه مادَّة مطهِّرة ولا تسمح بنموِّ أو تكاثر الجراثيم بها، حتى ولو تُرِكَت في العراء دون وقاية.

2- أنه يخفِّض من نسبة الأحماض بالمعدة، وكذلك يخفِّض من إنتاج بعض الهرمونات الـمعِديَّة والـمَعَوِيَّة، والتي لها تأثير مباشر على إفراز المواد الهاضمة والمواد الـمُهيِّجَة والمثيرة لحركة المعدة والأمعاء.

3- أنه يحتوي على مواد عضوية تُسمَّى بـ "الأجسام المضادة"، وهذه تعمل عملها في محتويات القناة الهضمية وخلايا الغشاء المخاطي الذي يبطِّنها.

4- أنه يحتوي على 40% دكستروز، وهي مادة سهلة الهضم ملطِّفة لأغشية الأمعاء، وقد تمنع تكاثر واختلال نسبة البكتيريا الطبيعية في الأمعاء.

5- أنه يحتوي على معادن وأملاح؛ الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، الماغنسيوم... وغيرها، بالإضافة إلى الفيتامينات المتعددة، وهذه تعدِّل من وظائف القناة الهضمية، وتُحدِث الانسجام في الحركة الدافعة للأمعاء وتنظِّم خط سيرها.

هذه العوامل- وربما غيرها كثير- تلعب متضافرةً دورًا أساسيًّا في الحفاظ على الكيان والأداء الوظيفي للجهاز الهضمي؛ حيث ينتظم عمله بصورة طبيعية([17])، وثبت أن العسل يلغي الحموضة الزائدة في المعدة، وهي التي تؤدي - غالبًا- إلى الإصابة بقُرْحَة المعدة أو الاثنى عشر.

يؤكد ذلك الدكتور "يويرش" في كتابه "العلاج بعسل النحل" فيقول: وعلى أساس المراقبة الإكلينيكية استقر رأي كثير من المؤلِّفين على أن الغذاء المكوَّن من العسل فقط أو الممزوج مع الأطعمة الأساسية يُقلِّل من الحموضة لدى المرضَى الذين يشكون من الحموضة العالية في المعدة؛ وعلى ذلك يمكن وصف العسل علاجًا للاضطرابات المختلفة في المعدة والأمعاء المصحوبة بزيادة في الحموضة.

وقد رأى الدكتور "ف. جريجورييف" حالة مريض يشكو اضطرابًا في المعدة، مع زيادة في الحموضة، وكان يُصاب بنَوْبات من الألم الشديد، حتى إنه كان يفقد معها وَعْيَه، وقد أثبت العسل أنه الدواء الناجع الوحيد لهذا المريض.

وكما ذكرنا آنفًا أن المشاهدات الإكلينيكية للأستاذ "ن. مولر" والدكتورة "ز. أرخيبوفا" والأستاذ "س. منشكوف" والدكتور "س. فلدمان" تَجزِم بأن العسل غذاءٌ خاصٌّ له قيمته بالنسبة للأشخاص الذين يشكون من قُرْحَة المعدة والاثنى عشر والحرقة في فم المعدة الناتجة عن سوء الهضم.

وفي عيادة معهد كورسك الطبي عُولِـجت حالات لمرضى قرحات المعدة والاثنى عشر؛ حيث وُضِعَت 46 حالة تحت العلاج، منها 18 حالة كان أصحابها تحت العلاج في الخارج، و28 حالة تحت العلاج في الداخل، وكانت نتيجة العلاج بالعسل واضحة وإيجابية الأثر؛ فقد اختفت الآلام سريعًا عقب بدء العلاج، وأصبح التبرُّز عاديًّا، وتحسَّنت الشَّهيَّة، كما تحسَّن إفراز المعدة، وقلَّت الحموضة، كما زاد وزن المرضى، وزاد الهيموجلوبين من 6 إلى 15 نقطة، وكان متوسط زيادة عدد الكرات الحمراء 600000، كما زاد عدد الكرات البيضاء بنسبة ملحوظة، وكانت زيادة وزن المرضى الداخليِّين في المتوسط 2,8 كيلو جرام في الشهر، والمرضى الخارجيِّين 3.2 كيلو جرام، وفي حالة 28 مريضًا نقصت الحموضة الكلية من 10% إلى 16%، وقد أظهرت أشعة رونتجن وجود تجويف في المعدة في حالة 14 مريضًا داخليًّا، وبعد أربعة أسابيع من العلاج اختفت الحموضة في عشر حالات، واختفى التجويف في 10 حالات بعد علاج استمر من 4 إلى 6 أسابيع.

كما عالج الدكتور "ف. سيمونوفا" 57 حالة من قرحة المعدة والاثنى عشر، وتحت إشراف الدكتور "ي. لفينسوس" في مستشفى بسمانيا بموسكو، وتناول 29 مريضًا العسل فقط، و28 مريضًا تناولوا العسل مع عقاقير أخرى، وكانت نتيجة العلاج اختفاء الألم لدى أصحاب جميع الحالات، وقلَّت الحموضة في العصير المعدي، ووقف النَّزْف الـمَعَوِي، وانتظم التبرُّز، واختفت التجاويف([18]).

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وما جاء به الحديث الشريف:

لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم العسل لعلاج الإسهال- استطلاق البطن- وأكَّد على ذلك ثلاث مرات؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيدٍ الخدريِّ: «أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخي يشتكي بطنه - وفي رواية: استطلق بطنه- فقال صلى الله عليه وسلم: اسْقِهِ عسلًا، ثم أتاه الثانية فقال: اسقه عسلًا، ثم أتاه الثالثة فقال: اسْقِهِ عسلًا، ثم أتاه فقال: قد فعلت؟ فقال: صَدَقَ الله وكَذَبَ بطنُ أخيك، اسْقِهِ عسلًا، فسقاه فبرأ»([19]).

وكان وصف النبي صلى الله عليه وسلم العسلَ لهذا الرجل؛ لأن استطلاق بطنه كان بسبب تُـخَمَة أصابته، فأمره بشرب العسل؛ لدفع الفضلات المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء، فإن العسل فيه جلاءٌ ودفعٌ للفضلات، أما المعدة فقد أصابتها أخلاط لَزِجَة تمنع استقرار الغذاء فيها للُزُوجتها، وهي ذات خمل كخمل القطيفة، فإذا عَلِقَت بها الأخلاط أفسدها الغذاء، فدواؤها وجلاؤها العسل، والعسل أفضل ما عُولِج به هذا الداء، ولا سيما إذا مُزِجَ بالماء الحار.

وفي تكرار السَّقْي معنًى طبيٌّ بديعٌ، هو أن الدواء يجب أن يكون بمقدار وكميَّة بحسب حال الداء؛ فإن قلَّ الدواء عن الداء لم يُزِلْه بالكلية، وإن زاد عليه أَوْهَى القوى فأحدث ضررًا آخر، فلما أمره أن يسقيه العسل سقاه مقدارًا لا يبلغ مقاومة الداء، ولا يفي بالحاجة المطلوبة، فلما تكرَّر تردُّده على النبي صلى الله عليه وسلم أكد عليه المعاودة؛ ليصل إلى مقدار الدواء الذي يمكنه مقاومة الداء، فلما تكرَّرت الشربات بحسب مادة الداء شُفِيَ بإذن الله تعالى.

وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «وكذب بطن أخيك» إشارة إلى أن هذا الدواء نافع، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه، ولكن لكثرة المادة الفاسدة؛ ومن ثم أمره بمعاودة شُرب العسل لاستفراغها، فكان كذلك وبرأ بإذن الله([20]).

وقد قامت الباحثة أسماء سيب- الباحثة بعلم الأحياء الدقيقة والأمن الصحي للأغذية- بدراسة علمية مقارنة للأثر الضد ميكروبي لمجموعة من الأعسال من مختلف مناطق دولة الجزائر لعام 2007م، تقول في هذه الدراسة: وفي هذا السياق تم دراسة تأثير أنواع من العسل المحلِّي والمستورَد على النمو الميكروبي، وذلك باستخدام عشرين نوعًا من العسل المختلفة الأصل النباتي والجغرافي، وكان منها الطبيعي من المناحل مباشرة والمعبَّأ تجاريًّا، وذلك على عدة أنواع من البكتيريا المتسبِّبة في أكثر الأمراض خطورة وانتشارًا في مستشفياتنا، وعلى الفطريات الـمُمْرِضة الـمُتْلِفة للأغذية في طور تخزينها، والتي تلحِق أضرارًا جسيمة على الصحة والاقتصاد.

فمن حيث النشاط المضاد للميكروبات فإن جميع أنواع العسل تمنع نمو البكتيريا والخميرة بمستويات متفاوتة، حسب نوع العسل والميكروب ومدة التحضين، كما أن عيِّنات أخرى أُحادية الأزهار أظهرت نشاطًا مهمًّا مضادًّا للفطور، وخصوصًا مع عسل سِدْر جَبَلِـي (Ziziphuslotus) و (Eucaluptusglobulus)، والعسل المتعدِّد الأزهار بجبال تلمسان (عين غرابة).

ونلاحظ أنه من بين جميع السلالات المدروسة كانت إيشيريا القولونية (E.Coli) الأكثر حساسية للعسل، وهذه النتائج قد نُساهم بها في تفسير حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال للأعرابي الذي أتاه يشكو أن أخيه استطلق بطنه: «اسْقِه عسلًا»؛ لأن هذه البكتيريا تسبِّب الإسهال والارتباكات المعوية.

هذه النتائج تتوافق مع العديد من الأبحاث العلمية المختبرية والإكلينيكية على حروق المرضى وجروحهم المتعفِّنة الصعبة أو المستحيلة المعالجة بالمضادات الحيوية الكلاسيكية، وما زال بحثنا مستمرًّا لمحاولة استخلاص العناصر المسئولة عن تثبيط النمو الميكروبي والتعريف الكيميائي بها([21]).

يقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم: "ونفهم من الحديث الشريف أن العسل علاجٌ ناجعٌ للإسهال والنزلات المعويَّة، وقد ثبت ذلك في التجارب العلمية الحديثة، وأن العسل يقتل جراثيم (Shigella) التي تسبِّب الزحال والإسهال.

ويعلِّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف أن نتلمَّس العلاج المادي للأمراض، ذلك العلاج الذي أتاحه الله تعالى للناس، والشفاء بعد ذلك من الله عز وجل، فالرجل الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو من استطلاق بطن أخيه كان يعلم يقينًا أن الرسول ليس طبيبًا، ولا يتعاطى مهنة الطب، فلماذا أتاه إذًا؟ أتاه ليدعو لأخيه بالشفاء، فردَّ الرسول صلى الله عليه وسلم عليه فقال: «اذهب فاسقه عسلًا»؛ أي اذهب فالتمس أسباب العلاج المادي أولًا، ثم إن الحديث الشريف يعلِّم الإنسان أن يأخذ العلاج بالجرعة المناسبة، وللوقت المناسب، فليس معنى أن يأخذ المريض جرعة من الدواء أن يُشفى، ولكن عليه أن يأخذ الجرعة المناسبة للمدة المناسبة، كما يعلِّمنا الحديث النبوي الشريف أن يُؤمِن الإنسان بما جاء به القرآن والسنة من حق، وإن بدا له من ظاهر الأمر ما يخالفه.

والعسل مصدرٌ غنيٌّ بالطاقة الحرارية في الجسم؛ لما فيه من سكريات محوَّلة لا تحتاج إلى مزيد من الهضم، ولا يتخمَّر في الأمعاء؛ لأنه يُمتَصُّ مباشرة؛ نظرًا لما يحتوي عليه من إنزيمات هاضمة تساعد على تمام هضمه وسرعته، إذًا فالذي يتناول العسل غذاءً لا يحدث له عُسْر هضم، ولا انتفاخ بالبطن، ولا نزلة معوية وإسهال"([22]).

3)  وجه الإعجاز

أكَّدت نتائج الأبحاث الطبية-بما لا يدع مجالًا للشَّك- نجاح العسل في علاج أمراض المعدة، وأشارت النتائج إلى أن المرضى الذين كانوا يعانون من إسهالٍ مُزْمِنٍ لشهور- وربما لسنين خَلَت- قبل إجراء البحث عليهم قد تمَّ علاجهم بنسبة نجاح بلغت 83%، وتحسَّنت أحوالهم النفسية والمرضية، واختفى الإسهال أو خفَّت حِدَّته، كما تلاشت الأعراض البطنية الأخرى.

ولا عجب في هذا إذا عرفنا أن عسل النحل يحتوي على مواد عضوية تُسمَّى بـ "الأجسام المضادة"، وهذه تعمل عملها في محتويات القناة الهضمية وخلايا الغشاء المخاطي الذي يبطِّنها، وهذا كله يتطابق تمام المطابقة مع ما جاء به حديث النبي صلى الله عليه وسلم في إرشاد مَن استطلَق بطنه إلى العسل قائلًا: «اسْقِهِ عسلًا»، فصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم، وما العجب وقد قال عنه المولى سبحانه وتعالى:)وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4)((النجم)؟!



(*) وهم الإعجاز العلمي، د. خالد منتصر، دار العين، القاهرة، ط1، 2005م. الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري، عبد المحسن بن زبن بن متعب المطيري، رسالة دكتوراه، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، 2009م.

[1]. العسل في الطب الحديث، د. حسان شمسي باشا، بحث منشور بموقع: الدكتور حسان شمسي باشا www.drchamsipasha.com.

[2]. موسوعة الإعجاز العلمي في سنة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، حمدي عبد الله الصعيدي، مرجع سابق، ص723: 733.

[3]. الموسوعة الشاملة في الطب البديل، د. أحمد مصطفى متولي، دار ابن الجوزي، القاهرة، ط1، 1426هـ/ 2005م، ص282: 284.

[4]. ملف شامل عن الإعجاز العلمي في العسل، مقال منشور بمنتديات: نحو الكيمياءwww.4chem.com.

[5]. أسرار الشفاء بالعسل، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.

[6]. أسرار العسل تتجلَّى في الطب الحديث، د. حسان شمسي باشا، بحث منشور بموقع: الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.eajaz.org.

[7]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: الشفاء في ثلاث، (10/ 143)، رقم (5680).

[8]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، ج10، ص136، 137.

[9]. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1420هـ/2000م، ج1، ص444.

[10]. أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، أبو بكر الجزائري، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط5، 1424هـ/ 2003م، ج2، ص308، 309.

[11].التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، ط1، 1420هـ/2000م، ج13، ص168.

[12]. الطب النبوي، ابن قيم الجوزية، تحقيق: الشحات أحمد الطحان، دار المنار، القاهرة، ط1، 1425هـ/ 2004م، ص27.

[13]. معجزة الاستشفاء بالعسل، أسماء سيب، بحث منشور ضمن بحوث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مرجع سابق، ج1، ص144، 145.

[14]. موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: آيات الله في الآفاق، د. محمد راتب النابلسي، دار المكتبي، سوريا، ط3، 1429هـ/ 2008م، ص394، 395.

[15]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: الشفاء في ثلاث، (10/ 143)، رقم (5680).

[16]. أسرار العسل تتجلى في الطب الحديث، د. حسان شمسي باشا، بحث منشور بموقع: الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.eajaz.org.

[17]. موسوعة ما فرطنا في الكتاب من شيء: المعارف الطبية في ضوء القرآن والسنة، د. أحمد شوقي إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، ط1، 1423هـ/ 2002م، ج4، ص146: 149.

[18]. الطب القرآني بين الدواء والغذاء، محمد محمود عبد الله، دار الشرق العربي، بيروت، 1409هـ/ 1989م، ص87، 88.

[19]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: الدواء بالعسل وقوله تعالى: )فيه شفاء للناس((النحل: ٦٩)، (10/ 146)، رقم (5684). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: السلام، باب: التداوي بسقي العسل، (8/ 3338)، رقم (5663).

[20]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، ج10، ص179، 180.

[21]. انظر: معجزة الاستشفاء بالعسل، أسماء سيب، بحث منشور ضمن بحوث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مرجع سابق، ج1، ص144: 157. وانظر: ملخصات بحوث المؤتمر، ص59، 60.

[22]. موسوعة ما فرطنا في الكتاب من شيء: المعارف الطبية في ضوء القرآن والسنة، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج4، ص150، 151.

wives that cheat women who want to cheat read here
click why wives cheat on husbands dating site for married people
open read here black women white men
signs of a cheater why married men cheat on their wives website
online redirect read here
generic viagra softabs po box delivery viagra 50 mg buy viagra generic
generic viagra softabs po box delivery buy generic viagra buy viagra generic
where to order viagra online buy viagra free shipping viagra sipari verme
viagra vison loss buy viagra online read
why do wife cheat on husband website reasons why married men cheat
why wife cheat percentage of women who cheat why women cheat in relationships
husband cheat online online affair
dating a married woman cheat on my wife i cheated on my husband
My girlfriend cheated on me read here signs of unfaithful husband
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  6361
إجمالي عدد الزوار
  38397194

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع