استنكار تحريم الإسلام للِّواط
مضمون الشبهة:
بدعوى أنه من قبيل الحرية الشخصية التي يجب ألا يتدخل فيها الدين بحال، يستنكر بعض الطاعنين تحريم اللواط في التشريع الإسلامي، والذي ورد النهي المشدَّد عنه في القرآن الكريم والسنة النبوية، كقول الله تعالى عن قوم لوط:(ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين(80))(الأعراف)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ملعون من عَمِل عَمَل قوم لوط».
وفي هذا الصدد؛ فإنهم يتساءلون: لماذا وصف القرآن عملهم بالفاحشة؟ ولماذا لعنتهم السُّنة؟ إن ما يفعله هؤلاء هو نوع من الحب لا يترتب عليه ضرر، إنهم ليسوا مجرمين؛ بل ـ فقط ـ مَرِيضِين.
وجه إبطال الشبهة:
إن اللواط بما يمثِّله من انحراف عن الفطرة وشذوذ في السلوك ـ لمن أبشع المنكرات وأخطرها على الإنسانية، وقد فعله قوم لوط عليه السلام فعاقبهم الله عقابًا شديدًا، وقد أكدت الشرائع السماوية كلها على تحريم اللواط، والأدلة على ذلك قرآنًا وسنة متضافرة، وقد أثبت الطب والعلم الحديث ما ينتج عن هذا الفعل من أضرار صحية، عضوية كانت أو نفسية، وهذا سبب تحريمه، ومن بين الأضرار المترتبة على ارتكاب جريمة اللواط:
1. مقت الله سبحانه وتعالى ولعنته، ثم مقت الناس لمن يرتكب هذا الفعل.
2. اللواط يسبب انصراف الرجل عن المرأة، وعجزه عن مباشرتها، وبهذا تتعطَّل وظيفة الزواج والإنجاب.
3. اللواط يسبب أمراضًا قاتلة، مثل: الزهري والسيلان والإيدز، كما يسبب أمراضًا ضارة بالمستقيم.
4.اللواط فساد أخلاقي، ومرض نفسي، فصاحبه لا يميز بين الفضيلة والرذيلة، ولا يتحرَّج من ارتكاب الجرائم، واختطاف الأبرياء وإن كانوا صغارًا.
ومن ثم؛ نتوجَّه بتساؤل لمن يستنكرون تحريمه، قائلين: أليس هذا بكافٍ لتحريمه؟!
التفصيل:
لقد حرَّم الله عز وجل الشذوذ بجميع أنواعه، أو ما يُسمَّى الآن بالمثلية الجنسية مثل: إتيان الرجل الرجل، وهو ما يُسمَّى بفعل قوم لوط أو اللواط، وإتيان المرأة للمرأة وهو ما يسمى بالسحاق؛ لأن هذه الأفعال تخالف الفطرة البشرية، بل الحيوانية، فلم يُعرف شيء في التاريخ يجامع مثيله في جنسه؛ لذا فقد اتُّفق على تسمية هذا الفعل شذوذًا أو خروجًا عن القاعدة.
إن عمل قوم لوط جريمة خُلُقية منكرة، وفعلة شنيعة تأباها الفطر السوية، وتمقتها الشرائع السماوية؛ لذا فقد وضع الإسلام حدًّا لمنعها كما هو الحال في حدود الجرائمالأخرى، لكن جريمة قوم لوط لم يكن لها مثيل قبل ذلك، قال تعالى:(ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين(80)) (الأعراف)؛ فهي بدعة جديدة لم تعرفها البشرية من قبل، وقد استنكرها القرآن الكريم أيَّما استنكار؛ فقد وصفهم بألفاظ متعددة: (بل أنتم قوم عادون(166)((الشعراء)،) (بل أنتم قوم مسرفون(81)) (الأعراف)، (إنهم كانوا قوم سوء فاسقين) (الأنبياء/74)، (فانظر كيفكان عاقبة المجرمين ) (الأعراف/84).
ويقول سبحانه وتعالى عن قوم لوط كذلك:( كذبت قوم لوط المرسلين (160) إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون (161) إني لكم رسول أمين (162) فاتقوا الله وأطيعون (163)وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين(164) أتأتون الذكران من العالمين (165)وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون (166) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين (167) قال إني لعملكم من القالين(168) رب نجني وأهلي مما يعملون(169) فنجيناه وأهله أجمعين(170) إلا عجوزا في الغابرين(171) ثم دمرنا الآخرين(172) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين(173) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين(174) ) (الشعراء).
إن الله عز وجل عندما أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم وصفه بأنه يحلُّ الطيِّب ويحرم الخبيث فقال:(ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) (الأعراف:157)، فما من طيِّبٍ إلا وقد أَحَلَّه الله عز وجل ثم أَحَلَّه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم، وإن كانت النفس تأنفه، وما ترك خبيثًا إلا وقد حذَّرنا منه، وإن كانت النفس تحبه، وما من معصية يفعلها صاحبها إلا وقد جعل الله عز وجل لها بديلًا في الطاعة حلالًا، فالله عز وجل عندما أَحَلَّ لنا الزواج وشرعه، وجعله من الطيبات حرَّم علينا ما يخالف الفطر السليمة من زنا ولواط وسحاق، وغير ذلك من الخبائث.
واللواط من المعاصي التي قضى الله عز وجل بتحريمها في جميع الشرائع السماوية، ثم حرَّمها النبي صلى الله عليه وسلم ولعن فاعلها، ثم جعلت الشريعة حدًّا لهذا الفعل الشنيع، وهو حد القتل، فإذا كانت الشريعة قد وضعت حَدَّ القتل لمعصية، فإلى أي حدٍّ يصل جُرمها وضررها؟!
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعْلِنُوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا...».
في هذا الحديث، يحذِّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من خمس خصال هي من البلاء الذي إذا حَلَّ في الأمة سلَّط الله عز وجل عليها أمراضًا، لم تكن في أسلافهم، ومن هذه الخصال انتشار الفاحشة، ولفظ الفاحشة لفظ عام يدخل تحته كل فعل مُنَافٍ لبشرية الإنسان من: زنا ولواطٍ وسحاقٍ، وغير ذلك.
· مدى انتشار الشذوذ الجنسي في الغرب اليوم:
على الرغم من توافر النساء وانتشار الزنا انتشارًا ذريعًا، إلا أن الشذوذ الجنسي انتشر أيضًا انتشارًا ذريعًا في المجتمعات الغربية اليوم.
وقد قَنَّـنَت الدول الغربية قوانين تبيح هذا الشذوذ مادام بين بالغين دون إكراه.
وتكوَّنت آلاف الجمعيات والنوادي التي ترعى شئون الشاذين جنسيًّا، وكما تقول دائرة المعارف البريطانية؛ فإن الشاذين جنسيًّا خرجوا من دائرة السِّرية إلى دائرة العلنية، وأصبح لهم نواديهم وباراتهم وحدائقهم وسواحلهم ومسابحهم، وحتى مراحيضهم الخاصة بهم؛ حيث يستطيع الشاذ جنسيًّا أن يلتقي بأمثاله من الشاذين، وتعرف دوائر الشرطة هذه الأماكن، ولكنها تغضُّ الطرف عنهم ماداموا لم يسببوا أي إزعاج للمجتمع.
وتقول الإحصائيات الحديثة: إن عدد الشاذين جنسيًّا في الولايات المتحدة يبلغون
17 مليونًا، ويقدِّرهم بعض الباحثين بعشرين مليونًا، وهناك معابد وكنائس خاصة في الولايات المتحدة تقوم بتزويج الرجال بالرجال والنساء بالنساء في حفلات خاصة.
وقد نشرت جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر بتاريخ 27/ 5/ 1980م نقلًا عن وكالات الأنباء العالمية أثناء حملة الانتخابات: "إن السناتور كيندي اجتمع بممثلي الشاذين جنسيًّا، وتعهَّد لهم بأنه سيدافع عن حقوقهم، وسينفِّذ تعهداته إذا ما انتُخب رئيسًا للجمهورية". وقد خصَّصت بعض الجامعات في الولايات المتحدة منحًا دراسية خاصة للشاذين جنسيًّا، ومن تلك الجامعات جامعة سير جورج وليامز التي تخصِّص كثيرًا من منحها الدراسية للشاذين جنسيًّا، ولا يمكن الحصول على تلك المنحة إلا إذا كان المتقدم مُصابًا بالشذوذ الجنسي.
وفي مدينة لوس أنجلوس فقط يتجمَّع ثلاث مئة ألف شاذ جنسيًّا، وهذا يؤكد ما تقوله دائرة المعارف البريطانية من أن أكبر تجمعات الشاذين جنسيًّا هي في المدن الكبيرة، مثل نيويورك، ولوس أنجلوس، وشيكاغو، ولندن، وباريس، وأمستردام.
ومن أغرب الأنباء أن مجلة اللوطية التي تصدر في بريطانيا، نشرت هجومًا شديدًا على الدين المسيحي؛ لأنه يحرم الشذوذ الجنسي، فَرَدَّ عليها أحد كبار الكرادلة في بريطانيا قائلًا: إن الكنيسة الأنجليكانية هي في حالة مخاض الآن، وأنه عما قريب ستعترف الكنيسة بالشذوذ الجنسي، وأنه شخصيًّا يعدُّ الشاذ جنسيًّا إنسانًا عاديًّا، وأنه لا يُمانع إذا أراد مثل ذلك الشخص أن يكون قسِّيسًا أو أي شيء آخر.
ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة قد اعترفت رسميًّا بأن المخاللة ـ أو المخادنة ـ أمر لا تعترض عليه الكنسية، وإنما تعترض الكنيسة حاليًّا على البغاء والعهر؛ أي: التجارة فقط، أما أن يعيش رجل وامرأة كزوجين ودون عقد زواج فهو أمر طبيعي، ولا تعترض عليه الكنيسة أبدًا.
وقد ذكرت "ميل والديلي ميرور" أن (40%) من الرهبان يمارسون الشذوذ الجنسي، وأن (80%) منهم زناة أيضًا، وقد نشرت جريدة المدينة في 21/ 12/ 1403هـ مقالًا للأستاذ سيد أحمد خليفة جاء فيه: "إن ثورة المهدي في السودان بدأت عندما قامت الكنيسة بتزويج رجل وَثَنِيٍّ من رجل آخر في غرب السودان، وقامت بإهدائهما هدايا لتؤكد لهما مباركتها لهذا الزواج غير الميمون".
وقد كانت جمعيات الشاذين جنسيًّا تمارس نشاطها بشيء من السرية والكتمان، وفي دورات المياه القذرة، كما تسميها الصحافة الغربية (DirtyClosetPractice)، حتى قام أحد ضباط الصف في الجيش الأمريكي (وهو يهودي) بوضع لوحة كبيرة خلف مكتبه، كتب فيها: "أنا شاذٌّ جنسيًّا"، فقام الجيش عندئذٍ بطرده.
ونشرت التايم الأمريكية صورته على صفحة الغلاف باعتباره بطلًا قوميًّا، وأقامت ضجَّة كبرى ضد الجيش الأمريكي الرجعي الديكتاتوري، وقامت كثير من الجامعات والجمعيات بدعوة هذا اليهودي المخنث لإلقاء محاضرات يدعو فيها إلى حريته في ممارسة الشذوذ، وقامت عندئذٍ حملة كبرى في أجهزة الإعلام ضد الاضطهاد الذي يلاقيه الشاذون جنسيًّا، وأنهم يُطردون من أعمالهم إذا أظهروا نزواتهم، وأن هذه الإجراءات القمعية إجراءات لا إنسانية وهمجية وضد حرية الإنسان... إلخ.
ونجحت تلك الحملات المنظَّمة، وظهرت بعدها جمعيات الشاذين جنسيًّا إلى السطح، وأخذت تمارس نشاطاتها في العلن، وظهرت لها المجلات والصحف والكتب والأفلام والبارات والنوادي والشواطئ الخاصة. وتنافس المرشحون لرياسة الجمهورية في الولايات المتحدة في إرضاء قادة هذه الجمعيات والاجتماع بهم والإعلان عن تأييدهم للشذوذ الجنسي، وحق كل شخص في أن يتبع السلوك الجنسي الذي يرضاه مادام لم يعترض في سلوكه على الآخرين بالقوة.
وانتشرت تلك الجمعيات في الولايات المتحدة وكندا وأوربا انتشارًا واسعًا، حتى إن أعضاء هذه الجمعيات أصبحوا من الوزراء، وفي مقاطعة "كوبيك" بكندا ثلاثة وزراء يفخرون بأنهم شاذون جنسيًّا، ورئيس حزب الأحرار البريطاني سابقًا كان يفتخر بشذوذه الجنسي، وقد أُثيرت فضيحة كبرى عام 1979م عندما اتَّهمته الشرطة بقتل المخنَّث الذي كان يفعل به الفاحشة.
وقد قامت أجهزة الإعلام الغربية بهجوم كاسح على الإمام الخميني؛ لأنه أمر بإعدام من ثبتت عليه تهمة اللواط، وقام الإعلام الغربي بالهجوم على الخميني وعلى الإسلام الوحشي الذي يأمر بقتل اللواطية، ورجم الزناة من المحصنين، وقد أعلن رئيس اللواطية في إيطاليا أنه مستعد لدفع مليون دولار لمن يقتل الخميني.
والغريب حقًّا أن يقوم قسيس في الولايات المتحدة عام 1970م بإصدار كتاب أسماه (المسيح شاذ جنسيًّا)، وهذا القسيس كان يهوديًّا، ثم تظاهر بالنصرانية فأصبح قسيسًا، ثم ألَّف كتابًا يتهم فيه المسيح عليه السلام بالشذوذ الجنسي، وهذه طبائع اليهود الذين لعنهم الله وملائكته والناس أجمعين؛ يقتلون الأنبياء ويفترون عليهم الأكاذيب، ويتهمون مريم العذراء بالفاحشة، ويتهمون سليمان عليه السلام بالسحر، ويتهمون لوطًا عليه السلام بمقارفة الفاحشة مع ابنتيه كما هو موجود في التوراة المحرَّفة، ويتهمون إبراهيم عليه السلام بالدياثة فيعطي زوجته سارة لفرعون مصر، ويتهمون إسحاق بالغش والخداع، والتوراة والتلمود مليئة بشتم الأنبياء وقذفهم، فلا غرابة إذًا أن يتهموا المسيح عليه السلام بالشذوذ الجنسي، ولكن الغريب حقًّا ألَّا يتحرَّك مسيحي واحد في الغرب بأكمله ضد هذه الافتراءات على من يدعون أنه ربهم. ولم يكتف اليهود بذلك، بل ألَّفوا كتابًا عن غراميات المسيح ثم جعلوه فيلمًا سينمائيًّا يُعرض في دور السينما، لعنهم الله.
ونظرًا لشيوع أمثال هذه الجرائم وانتشارها، وخاصة اللواط في بلاد المسلمين وغير المسلمين؛ فإن الله عز وجل قد أنزل بالأمة أضرارًا لم يُسْمَع بها قبل ذلك، منها الدينية، ومنها النفسية، ومنها الصحية، ومنها الخُلُقية، وتترتَّب على هذه الأضرار أمراض اجتماعية واقتصادية.
أولًا. الأضرار الدينية:
إن أضرار اللواط من أعظم الأضرار على المرء؛ وذلك لأنه كبيرة من كبائر الذنوب، وله خطر عظيم على توحيد المسلم؛ لأنه ذريعة إلى العشق والتعلُّق بغير الله، وهذا بدوره ذريعة إلى الشرك، ويقود إلى محبة ما أبغضه الله، وبغض ما أحبه الله، بل قد يتمادى الأمر بمرتكبه فيستحله، وهذا كله خطر على عقيدة الإنسان وتوحيده، وقد حدث هذا بالفعل؛ فقد نادى السفهاء بإباحة هذا الفعل وممارسته وأطلقوا عليه "المثلية الجنسية".
ثانيًا. الأضرار الخلقية:
كثيرة هي تلك الأضرار الخلقية التي يسببها اللواط، ومنها: قلة الحياء، وسوء الخلق، وبذاءة اللسان، وقسوة القلب، وانعدام الرحمة، وقتل المروءة والرجولة، وذهاب الشهامة والشجاعة والنخوة والعزة والكرامة، وحُبُّ الجريمة والجرأة على فعلها، وسفول الهمَّة، وضعف الإرادة، والذلة والصغار، وسقوط الجاه والمنزلة، ونزع الثقة من مرتكبه، والنظر إليه بعين الخيانة، وذهاب الغيرة، وحلول الدياثة، وهذا قليل بالنسبة لوباء قد جعل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم القتل حدًّا له، ثم لعن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم صاحبه وطرده الله من رحمته، بل سمَّاه فاسقًا وظالـمًا ومتعدِّيًا ومسرفًا.
ثالثًا. الأضرار النفسية:
1. التأثير في الأعصاب:
إن هذه العادة تغزو النفس، وتؤثر في الأعصاب تأثيرًا خاصًّا؛ فأحد نتائجها الإصابة بالانعكاس النفسي في خُلُق الفرد، فيشعر في صميم فؤاده: بأنه ما خُلِق ليكون رجلًا، وينقلب الشعور إلى شذوذ، وبه ينعكس شعور اللائط انعكاسًا غريبًا فيشعر بميل إلى بني جنسه، وتتجه أفكاره الخبيثة إلى أعضائهم التناسلية.
ومن هذا نستطيع أن نتبيَّن العلَّة الحقيقية في إسراف بعض الشُّبان الساقطين في التزيُّن، وتقليدهم النساء في وضع المساحيق المختلفة على وجوههم، ومحاولتهم الظهور بمظهر الجمال، بتحمير أصداغهم، وتزجيج حواجبهم، وتثنِّيهم في مشيتهم، إلى غير ذلك.
ولا يقتصر الأمر على إصابة اللائط بالانعكاس النفسي؛ بل هنالك ما تسبِّبه هذه الفاحشة من إضعاف القوى النفسية الطبيعية في الشخص كذلك، وما تحدثه من جعله عُرضة للإصابة بأمراض عصبية شاذة، وعلل نفسية شائنة، تفقده لذة الحياة، وتسلبه صفة الإنسانية والرجولة، فتُحيي لوثات وراثية خاصة، وتظهر عليه آفات عصبية كامنة تُبديها هذه الفاحشة، وتدعو إلى تسلطها عليه، ومثل هذه الآفات العصبية النفسية؛ الأمراض السارية، والماسوشية، والفيتشزم، وغيرها.
وكذلك يسبب اللواط الخوف الشديد والحزن والقلق المستمر، والرغبة في العزلة والانطواء وتقلُّب المزاج، وضعف الشخصية وانعدام الثقة بالنفس، وكثرة الوساوس والأوهام، والارتباك واليأس والتشاؤم، والملل والتبلُّد العاطفي. كما أن اللواط يصيب فاعله بضيق الصدر والخفقان، وكذلك يصيبه بحالة من الضعف؛ الأمر الذي يجعله عرضة لمختلف العلل والأمراض، وذلك بسبب الوهم والوسوسة.
2. التأثير على المخ:
أردنا أن نذكر هذا الضرر ضمن الأمراض النفسية، لارتباطه بها أكثر من الأمراض العضوية؛ فاللواط يسبب اختلالًا كبيرًا في توازن عقل المرء، وارتباكًا عامًّا في تفكيره، وركودًا غريبًا في تصوراته، وبلاهة واضحة في عقله، وضعفًا شديدًا في إرادته، وإن ذلك ليرجع إلى قلة الإفرازات الداخلية التي تفرزها الغدة الدرقية والغدد فوق الكلوية، وغيرها مما يتأثر باللواط تأثيرًا مباشرًا، فيضطرب عملها وتختلُّ وظائفها. علاوة على تعرُّض اللائط للإصابة بالبله والعبط، وشرود الفكر، وضياع العقل والرشاد.
رابعًا. الأضرار الصحية:
1. الرغبة عن المرأة:
إن من شأن هذا المرض أن يصرف الرجل عن المرأة، وقد يبلغ به الأمر إلى حدِّ العجز عن مباشرتها، وقد يفقد رغبة الرجل وهو بدوره يجعله لا يشتهي النساء فلا يتزوَّج، وينشأ عن هذا أضرار اجتماعية، وتكثر العوانس أكثر مما هي عليه، وينتج عن هذا أضرار أخرى أيضًا مثل عدم القدرة على الإنجاب، وإيجاد النسل وهو أهم وظيفة من وظائف الزواج، وهذا بدوره يؤدي إلى أضرار اقتصادية بها تُعطَّل حركة النمو.
ولو قدَّر الله لمثل هذا الرجل أن يتزوج؛ فإن زوجته تكون ضحية من الضحايا، فلا تظفر بالسكن ولا الولادة، ولا بالحرمة التي هي دستور الحياة الزوجية، فتقضي حياتها معذَّبة معلَّقة لا هي بالمتزوجة، ولا بالمطلقة.
2. عدم كفاية اللواط:
فهو علة شاذة وطريقة غير كافية لإشباع العاطفة الجنسية؛ وذلك لأنها بعيدة الأصل عن الملامسة الطبيعية، ولا تقوم بإرضاء المجموع العصبي، بل هي شديدة الوطأة على الجهاز العضلي، سيئة التأثير على سائر أجزاء البدن.
3. ارتخاء عضلات المستقيم وتمزُّقه، والتهاب الشرج المستقيم:
فاللواط سبب في تمزُّق المستقيم، وهتك أنسجته، وارتخاء عضلاته وسقوط بعض أجزائه، وفقد السيطرة على المواد البرازية، وعدم استطاعة القبض عليها، ولذلك تجد بعض الوالغين في هذا العمل دائمي التلوُّث بهذه المواد المتعفِّنة؛ حيث تخرج منهم دون شعور.
4. التأثير على أعضاء التناسل والإصابة بالعقم:
بحيث يضعف مراكز الإنزال الرئيسية في الجسم، ويعمل على القضاء على الحيوانات المنوية، ويؤثر على تركيب مواد المني، ثم ينتهي الأمر بعد قليل من الزمن إلى عدم القدرة على إيجاد النسل، والإصابة بالعقم؛ الأمر الذي يحكم على اللائطين بالانقراض والزوال وعدم تخليد ذكرهم.
5. التيفود والدوسنتاريا:
وهو بجانب ما مضى يسبِّب العدوى بالحمَّى التيفودية، والدوسنتاريا وغيرها من الأمراض الخبيثة التي تُنقل بطريق التلوث بالمواد البرازية المزوَّدة بمختلف الجراثيم المملوءة بشتى العلل والأمراض.
6. السويداء:
إن اللواط إما أن يكون سببًا في ظهور المرض، أو يغدو عاملًا قويًّا على إظهاره وبعثه، ولقد وجد أن هذه الفاحشة وسيلة شديدة التأثير على هذا الداء؛ من حيث مضاعفاتها له، وزيادة تعقيدها لأغراضه، ويرجع ذلك للشذوذ الوظيفي لهذه الفاحشة المنكرة، وسوء تأثيرها على أعصاب الجسم.
7. أمراض أخرى:
كذلك يسبب اللواط الإصابة بالعديد من الأمراض مثل ثآليل الشرج، وفطريات الجهاز التناسلي، والورم البلغمي الحبيبي التناسلي، والتهاب الكبد الفيروسي، وفيروس السايتو ميجالك الذي يؤدي إلى سرطان الشرج، والمرض الحبيبي الليمفاوي التناسلي، ومرض الأميبا، والديدان المعوية، وغير ذلك من الأمراض التي نسأل الله عز وجل أن يعافينا منها.
إن الأمراض السابقة التي ذكرناها يسببها اللواط فقط، لَكِنْ هناك أمراض تنشأ عن أي علاقة جنسية محرمة؛ فالحديث الذي ذكرناه يحمل في ثناياه ملمحًا إعجازيًّا كبيرًا، وقد أثبتت الأبحاث الطبية الحديثة صدق ما ورد على لسان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من انتشار الأمراض التناسلية الفتَّاكة؛ نتيجة لشيوع الفاحشة، والجهر بها في المجتمعات، الأمر الذي عرَّض المجتمع للتفكك والانحلال، والانهيار الأخلاقي والاقتصادي.
يقول د.أحمد عبد الحميد ندا ـ استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية ـ : "إن الأمراض التناسلية المتعدِّدة مُحصِّلة الفوضى الجنسية، وأَقْصِدُ الاختلاط والتساهل والدعارة والبغاء، فالأمراض التناسلية إنما تنتقل أساسًا وبنسبة عالية عن طريق الاتصال الجنسي غير المشروع".
ويقول الدكتور يسري الزهيري ما ملخَّصه: "تدل الإحصائيات الميدانية على أن السبب وراء حالات الإيدز هو انتشار الشذوذ الجنسي، وهو إتيان الرجل الرجل، الذي أحلَّته بعض المجتمعات الأوربية والأمريكية؛ ففي مجموع الحالات المصابة بأمريكا (75 %) منها توجد بين أصحاب الشذوذ الجنسي، وفي بريطانيا وفرنسا (84 %)، وتزداد الإصابة إذا تكرر إتيان الرجل من دبره من عدة أشخاص مختلفين، كما هو الحال في تلك البلاد، وينتشر بين مدمني المخدرات بنسبة (18%).
وهذا هو المفهوم الخاطئ للحرية ـ كما يريد أن يفهمه بعضهم ـ زواج الذكر بالذكر في البلاد الغربية، ولقد نُشرت صورة للواطيين في مدينة ليون الفرنسية، وقد تفشَّت أعراض المرض على أحدهما بعد سبعة أشهر من بدء المرض، وهذه هي الحرية التي ينادون بها، وهذه هي المثلية الجنسية، والحمد الله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
وكأن الله يريد أن يميز لهم أداة العقاب، فالفيروس المسبب للإيدز يتميز بمميزات بيولوجية تختلف عن كل أنواع الجراثيم التي تصيب الإنسان؛ فهذا المرض وأمثاله عقوبة إلهية لمن انتكست فطرتهم من الخلق فاستبدلوا بالعفة والطهارة فواحش السلوك المحرم من الزنا واللواط، وأعلنوا بتلك الفواحش إباحة ورضى وتفاخرًا.
صورة لشخص مصاب بفيروسالإيدز، ويظهر عليه التهاب حاد في الغددالليمفاوية
صورة لشخص مصاب بفيروسالإيدز،ويظهر عليه التهاب حاد في جهازالتنفس
كما يوضح لنا الإعجاز العلمي في القرآن عند حديثه عن هلاك قوم لوط، قال تعالى: (كذبت قوم لوط بالنذر(33) إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر(34) )
(القمر) فأهلكهم الله بالصيحة أولًا، وهي الصوت الشديد المتأتي من ارتجاجات هوائية ذات ذبذبة عالية، وهي من أشد أسباب التدمير فتكًا، كما تبيَّن للخبراء العسكريين اليوم، ثم أُمطروا مطرًا جارفًا مهلكًا، فأصبح هذا الماء ملوَّثًا من كثرة الأمراض المعدية المتفشية فيهم (الإيدز، الزهري، الهربس، السيلان)، فقال تعالى:(وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين(173))(الشعراء)، ثم أرسل الله عليهم أخيرا حاصبا؛ أي: حجارة:(لنرسل عليهم حجارة من طين(33) ) (الذاريات) هي على درجة كبيرة من الحرارة بفعل احتكاكها
بطبقات الجو، فحرَّقت وطهَّرت كل ما في قرية لوط من أوبئة من أثر الممارسات الشاذة، ومن هنا نجد الإعجاز، فالحرارة العالية الجافة هي أقوى أنواع المطهِّرات كما هو معروف في علم التعقيم:(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون(21) )(يوسف)".
ويقول الباحث محمد لجين الزين في بحث له بعنوان "البكتيريا الآكلة للحم البشر والشذوذ الجنسي": أثبتت دراسة طبية أمريكية أن الرجال الشواذ جنسيًّا أكثر عرضة للإصابة بسلالة جديدة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تُعرف باسم "البكتيريا آكلة لحوم البشر".
وذكرت ـ أي: الدراسة ـ أن احتمال إصابة الشواذ بهذا النوع من البكتيريا عبر العلاقات الجنسية الشاذة يفوق غيرهم بثلاث عشرة مرة، وأوضحت أن الالتهاب الناتج عن الإصابة يُسمَّى "التهاب بكتيريا ستافيلوكوكّس أوريوس المقاومة للمثيسيلِّين"، ويُعرف اختصارًا ببكتيريا (MRSA)،وهي مقاومة لأغلب المضادات الحيوية المعروفة.
ووفقًا للدراسة؛ فإن هذه السلالة الجديدة من البكتيريا ـ التي كان وجودها في الماضي مقتصرًا على المستشفيات ـ مازالت تُنمِّي مقاومتها لأقوى المضادات الحيوية المعروفة، وانتقلت إلى جماعات يمكن للمرض الانتشار فيها بالاتصال العرضي أيضًا.
وقال مُعِدُّ الدراسة الدكتور "بنه دييب" ـ الباحث بالمركز الطبي لمستشفى سان فرانسيسكو: إن عدوى هذه البكتيريا تصيب غالبًا الشواذ جنسيًّا في مواقع أجسادهم التي يحدث فيها تلامس الجلد بالجلد أثناء العلاقات الشاذة.
والمشكلة التي يخاف منها الأطباء هي أن هذه الجرثومة إن انتشرت بنسبة كبيرة فيصبح من الصعب إيقافها. وقد قام بنشر الدراسة موقع خاص مناهض للشاذين أو ما يُسمَّى بالمثلِيِّين، واسمه "الحقيقة لأمريكا عن المثليين الشاذين"، ومؤسسه أحد الأمريكيين المحافظين.
والمفاجئ أن نسبة الذين يموتون في أمريكا الآن بسبب هذه الجرثومة أكثر من نسبة الذين يموتون بسبب فيروس الإيدز.
وذكر موقع الـ (بي بي سي) البريطاني الموضوع نفسه؛ حيث أشارت الأبحاث إلى ظهور نوع جديد من البكتيريا العنيفة (إم آر إس إيه) أشد فتكًا، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي الحاد التقرُّحي من النوع الذي ينتج عنه تآكل وتلف أنسجة الرئتين، وتتسبَّب هذه البكتيريا في الإصابة بدمامل ضخمة على الجلد، وفي بعض الحالات الشديدة قد تؤدي إلى تسمم الدم الفتاك.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنها تنفق عشرات الملايين لتحارب الأمراض الجنسية الناتجة عن الشذوذ الجنسي، ولوقاية الأبرياء الذين تصلهم هذه الأمراض بسبب شذوذ الزوج أو نقل الدم، ونسبة الذين يصابون بالسرطان من الشواذ هي الضعف من الأشخاص العاديين، حتى إن هناك سرطانًا خاصًّا بهم اسمه (Kaposisarcoma)، وقد ظهر حديثًا. ومازالت الدراسات تُجْرى حوله، وهو موجود بكثرة بين المثليين في كاليفورنيا ولوس أنجلوس.
ومما سبق يتبيَّن لنا حكمة التشريع الإسلامي في تحريم اللواط، وتظهر لنا دقة أحكامه في التنكيل بمقترفيه، والأمر بالقضاء عليهم، وتخليص العالم من شرورهم، كما تتجلَّى لنا أوجه الإعجاز الطبي والعلمي في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الظاهر من تاريخ ظهور هذه الأمراض إجمالًا أنها تأتي عقوبة للقوم الذين تشيع بينهم الفاحشة بكثرة؛ ولذلك عبَّر النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ "توجد"؛ لأنها لا تظهر إلا إذا كثرت.
وفي نهاية حديثنا عن أضرار اللواط الصحية يحسن التنبيه على مسألة مهمة؛ ألا وهي: أن هذه الأمراض قد تظهر سريعًا؛ لذا ينبغي للإنسان ألا يغترَّ بإمهال الله، وبأنه يمارس هذا العمل من زمن، ولم يُصب بشيء من ذلك، أو أن فلانًا من الناس لم يصب بشيء مع أنه يمارس هذه الفعلة منذ زمن بعيد، فالله يمهل ولا يهمل، وأنه ليمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وأخذ الله أخذ عزيز مقتدر.
الخلاصة:
تظهر الحكمة الربانية والإعجاز العلمي في تحريم فاحشة اللواط في أنه يسبب اختلالًا كبيرًا في توازن عقل الشخص، وارتباكًا عامًّا في تفكيره، وركودًا غريبًا في تصوراته، وضعفًا شديدًا في إرادته، وإن ذلك ليرجع إلى قلة الإفرازات الداخلية التي تفرزها الغدة الدرقية، والغدد فوق الكلى، وغيرها مما يتأثر باللواط تأثيرًا مباشرًا.
· ومن شأن اللواط أن يصرف الرجل عن المرأة، وبذلك تتعطَّل أهم وظيفة من وظائف الزواج، وهي إيجاد النسل، وكذلك إضعاف القوى النفسية الطبيعية في الشخص، وما تحدثه من جعله عرضة للإصابة بأمراض عصبية شاذة، وعلل نفسية تفقده لذة الحياة، وغير ذلك من الآثار الضارة سواء في الجانب النفسي الاجتماعي أو في الجانب العضوي، وما انتشار الأمراض الجنسية من مثل: الإيدز والزهري والسيلان إلا تحقيق لهذا الإعجاز، وتأكيد للحكمة من تحريم هذه الفاحشة.
why do men have affairs
redirect why men cheat on beautiful women
open
online black women white men