مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

الشبهة الخامسة عشرة

نفي الإشارات العلمية الواردة في إخبار القرآن عن البعوضة (*)

مضمون الشبهة :

استنكر الطاعنون حديث القرآن الكريم عن خلق البعوضة في قوله تعالى:)إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها((البقرة: ٢٦)، وقالوا: إن ضرب المثل بالبعوضة في هذا الموضع ليس دقيقًا؛ إذ ليست البعوضة دالة على عظمة الخلق كغيرها من المخلوقات الضخمة؛ كالفيل وغيره؛ ومن ثم فذكر هذه الحشرة بعيد كل البعد عن أن يكون بها أي إعجاز علمي معتبر- بالإضافة إلى أن تأنيث "بعوضة" في الآية الكريمة مجرد تأنيث لغوي وليس حقيقيًّا، وهذا يؤكد خلو الآية من أي إشارة علمية.

 وجها إبطال الشبهة :

1)إن ضرب الله سبحانه وتعالى المثل بالبعوضة في غاية الدقة؛ إذ البعوضة من أدل المخلوقات على عظمة الخالق، بل هي أدل على العظمة من غيرها من المخلوقات الضخمة؛ حيث إنها مع ضآلة حجمها لها عينان مركبتان؛ كل عين تتركب من ألف عُوَيْنة، ولها فَكّان علويان مسننان يشبهان الخنجرين، ولها فَكّان سفليان يشبهان المنشارين، ولها قلب مكوَّن من ثلاث غرف، وتمثل خطرًا لا يُستهان به على الإنسان والحيوان؛ فقد استطاعت أن تقتل ملايين البشر على مر العصور، بالإضافة إلى الإشارة العلمية في قوله: )فما فوقها((البقرة: ٢٦)؛ إذ إن البعوضة ليست النهاية في الضآلة، وإنما تحتوي على كائنات دقيقة ترتبط بعلاقات معقدة معها.

2)إن تأنيث القرآن للبعوضة تأنيث بيولوجي حقيقي وليس لغويًّا، بدلالة قوله تعالى:) فما فوقها((البقرة: ٢٦)، وهذا إعجاز علمي؛ حيث ثبت أن البعوضة الأنثى هي وحدها التي تمتص الدماء من الحيوانات والإنسان لتغذي بيضها عليه، أما الذكر فيتغذى على رحيق الأزهار؛ ومن ثم فإن الخطر على الإنسان يكمن في أنثى البعوض لا الذكر؛ لذلك خُصَّت بالحديث في هذه الآية.

التفصيل :

أولاً. دقة ضرب المثل بالبعوضة :

1)  الحقائق العلمية:

البعوضة حشرة ضئيلة الحجم، من ثنائيات الأجنحة (Diptera)، تتبع مجموعة ضخمة من البعوض تُعرف باسم (FamilyCulicdae)، وتضم ما بين ألفين وثلاثة آلاف نوع من البعوض‏.

ويتراوح طول البعوضة بين الثلاثة والتسعة ملليمترات‏,‏ وهي مع ضآلة حجمها فإن جسمها يتكون- كما تتكون أجساد غيرها من الحشرات- من رأس‏, وصدر‏,‏ وبطن‏,‏ ولها ثلاثة أزواج من الأرجل الطويلة النحيلة‏,‏ وزوج من الأجنحة الدقيقة القوية القادرة على الخفق المتواصل السريع، الذي يصل إلى ست مئة خفقة في الثانية الواحدة‏,‏ ولها قرنا استشعار في قمة الحساسية والكفاءة‏,‏ وعين البعوضة عين مركبة، تتألف من مئات العُيَيْنات المستقلة تشريحيًّا والمتكاملة وظيفيًّا؛ مما يعطيها قدرة هائلة للرؤية بالليل وبالنهار في كل أطياف الضوء‏,‏ ولها جميع الأجهزة الحيوانية كاملة على الرغم من ضآلة حجمها؛ فلها أيضًا فَكّان علويان مسنّنان يشبهان الخنجرين، ولها فَكّان سفليان يشبهان المنشارين، ولها قلب مكون من ثلاث غرف‏.

صورة لبعوضة

ومع ضآلة حجم البعوضة فإنها تمثل خطرًا لا يُستهان به على صحة كل من الإنسان والحيوان‏,‏ فالبعوضة الأنثى التي تتغذى على دماء كل من الإنسان وعلى دماء غيره من الحيوانات تصبح وسيلة خطيرة لنقل العديد من مسببات الأمراض من الفيروسات والبكتيريا والأوليات‏ (الطلائعيات‏) والفطريات‏, وغير ذلك من الكائنات الدقيقة التي تصيب كلاًّ من الإنسان والحيوان.

ومن الأمراض التي تنقلها البعوضة‏:‏ الملاريا الحميدة‏,‏ الملاريا الخبيثة‏,‏ داء الفيل‏,‏ الحمى الصفراء‏,‏ الحمى الشوكية‏,‏ الحمى النازفة‏,‏ مرض حمى أبي الركب ‏(أو حمى تكسير العظام أو حمى الركب النازفة‏),‏ حمى الوادي المتصدع‏,‏ مرض دودة القلب‏,‏ الالتهاب السحائي‏,‏ الالتهاب المخي‏,‏ الالتهاب المخي الشوكي‏.

والأمراض التي تنقلها البعوضة قد أدت إلى هلاك الملايين من البشر منذ بدء الخليقة وإلى يومنا الراهن؛ حيث لا تزال تصيب الملايين في كل عام إلى أن يشاء الله‏؛‏ ولذلك تُعد هذه الحشرة الضئيلة الحجم واحدة من أخطر الآفات الحشرية- المعروفة- الناقلة للأمراض([1]).

كيف تستطيع البعوضة تحديد مكان الإنسان أو الحيوان؟

تقوم البعوضة بتحديد مكان العائل بواسطة الشعيرات الحسية الدقيقة التي تتواجد على قرني الاستشعار وأجزاء الفم، وتنقسم هذه الشعيرات إلى نوعين: مستقبلات ميكانيكية (MechnoreceptorSensilla)، ومستقبلات كيميائية (ChemoreceptorSensilla)، وتقوم الأخيرة باستقبال رائحة ثاني أكسيد الكربون ودرجة الحرارة، وتقوم أيضًا بتحديد جزيئات الماء الذي سوف تضع فيه البيض([2]).

كيف تتم عملية امتصاص الدم؟!

تقوم البعوضةبعد الهبوط على سطح جسمالعائل بترطيب سطح الجلد، وذلك بإفراز لعابها لتسهل إمرار خرطومها في الجلد، ويشبه هذا الخرطوم إبرة المحقن أو الإسرينج؛ ولهذا الخرطوم ستة أجزاء جانبية (تشبه السكاكين) لتثبيت الخرطوم على سطح الجلد ليسهل دخوله في أقرب شريان سطحي؛ حيث لديها القدرة على تمييز وتحسس الأوردة، فتثقب البعوضة الوريد، ثم تمتص الدم بعد أن تفرز مادة مخدرة في الجلد، ويكمن السر في نقلها للأمراض في عملية التغذية من عدة عوائل؛ حيث إنها يمكن أن تأخذ الدم من عدة عوائل؛ وبذلك يمكن أن تنقل المرض من عائل لآخر من خلال فمها الثاقب الماص، وسبحان الله فإن للبعوضة في لعابها مادة مانعة للتجلط تشبه الـ (EDTA) تجعل الدم الممتص دائمًا سائلاً وسهلًا دخوله، فالبعوضة عندما تحط على هدف تقوم بتحديد مكان معين بواسطة الشفاه الموجودة في الخرطوم، فالبعوضة لها إبرة مغلفة بغلاف خاص تخرجها عندما تقوم بمص الدم، والجلد لا يُثقب بواسطة هذه الإبرة كما هو متصور، ولكن الذي يقوم بالعمل هو الفك العلوي الذي يشبه السكين والفك السفلي الذي يحتوي على أسنان مائلة نحو الداخل، فالفك السفلي يعمل بمقام المنشار؛ أي: يتحرك مثل المنشار، والجلد ينشق بمساعدة الفك العلوي الذي يكون بمقام السكين، ومن المكان المنشق يدخل الخرطوم إلى أن يصل إلى الوريد، وتقوم بعملية مص الدم في مدة قصيرة، والبعوضة عندما تلدغ الإنسان تنتفخ منطقة اللدغ، ويكون فيها احتكاك، وسبب ذلك هو اللعاب الذي قامت بإفرازه داخلها([3]).

صورة لبعوضة تقف على جلد بشري وهي تمتص الدماء

وأنواع البعوض التي يتراوح عددها بين الألفين والثلاثة آلاف نوع نختار منها الأنواع الثلاثة الآتية:

1. بعوضة الإنفيل (‏Anopheles‏) التي تنقل طفيل مرض الملاريا ‏(مرض البرداء‏) بواسطة طفيل يُسمى (Plasmodium‏).

2.   بعوضة الكيولكس (Culex‏) التي تنقل كلاًّ من طفيل مرض الفيلاريا‏,‏ وفيروس الحمى الدماغية‏.

3. البعوضة الزاعجة (Aedes‏) التي تنقل فيروسات الحمى الصفراء، والحمى الدماغية، وحمى الضنك المعروفة باسم حمى أبي الركب، أو حمى الركب النازفة، أو حمى تكسير العظام‏.

وتتم دورة طفيل مرض الملاريا ‏(البرداء‏)‏ بين بعوضة الإنفيل والإنسان؛ حيث تنفذ البعوضة مسببات المرض إلى مجرى دم الإنسان عند قرصه‏,‏ فتحملها مجاري الدم إلى الكبد؛ حيث يبدأ الطفيل في التكاثر لاجنسيًّا، ثم بعد ذلك يبدأ في مهاجمة خلايا الدمالحمراء التي تنفجر لتملأ كريات الدم الحمراء,‏ وإذا تعرض هذا المريض لقرصة أخرى من ناموسة الإنفيل فإن هذا الطور الجنسي من الطفيليات ينتقل إلى معدة البعوضة؛ حيث يتم تكاثره جنسيًّا وانتقاله إلى غددها اللعابية فيصبح جاهزًا لإصابة إنسان آخر تعضه هذه البعوضة‏,‏ وبذلك يصاب أكثر من ‏25‏ مليون إنسان بالملاريا سنويًّا في كل أنحاء الأرض‏,‏ ويُتوفى منهم قرابة مليون من الأفراد؛ مما يجعل الملاريا من أكثر الأمراض انتشارًا في كوكبنا الأرضي‏,‏ وقد عجزت أكثر دول العالم تقدمًا في مجال العلوم عن مقاومة أخطار البعوضة؛‏ ففي أغسطس من سنة ‏1995‏م انتشرت في مدينة نيوجيرسي ‏(في شرق الولايات المتحدة الأمريكية‏)‏ أسراب من البعوضة الزاعجة (Aedesalbopictus‏)، وكانت تهاجم الناس بشراسة بقرصاتها المؤلمة حتى في وضح النهار، وقد عُرفت باسم "النمر الآسيوي" (TheAsianTiger‏) لأصولهاالآسيوية‏,‏ ولشراستها في الهجوم‏,‏ وكانت هذه الحشرة قد ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة ‏1985‏م بعد أن غزت كلاًّ من جزر هاواي ومناطق من المحيط الهادي عقب الحرب العالمية الثانية ‏(1945‏م‏),‏ ولا تزال هذه الحشرة الصغيرة تجتاح آلاف الأنفس من أبناء القوة العسكرية الكبرى في العالم دون أن تنفعها أسلحتها في الدفاع عنهم([4])‏.‏

وهي تملك جهازًا لا تملكه الطائرات الحديثة، إنه جهاز رادار أو مستقبلات حرارية؛ بمعنى أن البعوضة لا ترى الأشياء بأشكالها وألوانها، بل بحرارتها.

والبعوضة تستطيع تمييز درجة حرارة الدم، فليس كل دم يناسبها، فقد ينام طفلان على سرير واحد وفي الصباح تجد جُبين أحدهما مليء بلسعات البعوض، أما الثاني فلا تجد أثرًا للسع البعوض فيه؛ وذلك لاختلاف درجة الحرارة بينهما.

والبعوضة تملك جهازًا للتخدير، فلو غرست خرطومها في جلد النائم لقتلها، ولكنها تخدر موضع لسعها، وحينما يزول أثر المخدر يشعر النائم بألم اللسع، في حين أن البعوضة تطير في جو الغرفة.

وتملك البعوضة جهازًا لتمييع الدم الذي يمتصه من الإنسان حتى يتيسر له المرور عبر خرطومها الدقيق؛ حيث تفرز مادة تمنع تجلط الدم في جلد العائل.

وللبعوضة خرطوم فيه سكاكين؛ أربع سكاكين تحدث في جلد الملدوغ جرحًا، ولا بد أن يصل الجرح إلى الوريد، والسكينتان الخامسة والسادسة تلتقيان لتشكلا خرطومًا لامتصاص الدم.

ويرف جناحا البعوضة عددًا كبيرًا من المرات في الثانية الواحدة؛ حيث يصل هذا الرفيف إلى درجة الطنين.

وفي أرجل البعوضة مخالب إذا أرادت أن تقف على سطح خشن، ولها محاجم إذا أرادت أن تقف على سطح أملس([5])‏. 

الكائنات الأصغر حجمًا من البعوضة:

قام الأستاذ الدكتور مصطفى إبراهيم حسن (أستاذ علم الحشرات الطبية، ومدير مركز أبحاث ناقلات الأمراض) بدراسة مستفيضة عن البعوضة والكائنات المرتبطة بعلاقات معقدة معها، سواء كانت أصغر منها أو أكبر، فالكائنات الأصغر منها تعيش داخل معدة البعوضة وفي غددها اللعابية؛ مثل: البكتيريا (17 نوعًا)، الفطريات (نوعان)، الفيروسات (حوالي ستة أنواع)، والأوليات (نوعان)، وأخيرًا الديدان الخيطية (ميكرو فيلاريا)، ولقد وُجد أن بعض هذه الكائنات مفيدة وضرورية لحياة البعوضة؛ مثل: البكتيريا والخميرة، وبعضها ضار بالبعوضة؛ مثل: الفيروسات والأوليات والديدان الخيطية.

تعريف البكتيريا المستوطنة للمِعَى الأوسط:

البكتيريا موجبة الجرام التي تم عزلها من المِعَى الأوسط هي: باسيلس ساتيلس، باسيلس سيرياس، باسيلس ثورينجينسيس، ستريبتوكوكس، بنيوموني، ستوماتوكوكس ميوسيلاجنوساس، ليستيريا دينتريفيكانس.

والبكتيريا سالبة الجرام التي تم عزلها هي:

· إيشريشيا كولاي، سيراشيا ليكويفاشيانس، إسينيتوباكتر كالكويسيتكاس، نيسيريا ألونجاتا، نيسيريا مكوزا، أدواردزيلا تاردا، كليبسيلا تيريجينا، سالمونيلا أنتريديز، أنتيروباكتر كلواكي، سيتروباكتر دايفيرساس وشيجيلا، وهذه الأنواع مفيدة للبعوضة.

·    بكتيريا ولباشتيا، والتي تتواجد في مبيض البعوضة، وهي مفيدة للبعوضة.

·    بكتيريا باسيلس سفريكس وباسيلس ثرينجويينسس، وهذه البكتيريا تقتل البعوضة.

لا تستطيع البعوضة نقل فيروس الإيدز من إنسان إلى إنسان آخر؛ وذلك لأن كمية الفيروس المتواجدة في وجبة الدم التي تمتصها البعوضة تكون قليلة جدًّا، وتكون غير كافية لنقل المرض، ولكن البعوضة تقوم بهضم هذا الفيروس أثناء هضم وجبة الدم، وتحوِّله إلى أحماض أمينية تستخدمها البعوضة في بناء خلاياها المختلفة وتكوين البويضات.

فوائد البكتيريا المستوطنة لمعدة البعوضة:

تساعد البعوضة في تصنيع مضادات للفيروسات التي تهاجم البعوضة، والتي تدخل مع وجبة الدم؛ مثل: فيروسات حمى غرب النيل (WNV)، وحمى الدنج (DengueFever)، وحمى الوادي المتصدع، والتهاب الدماغ والمخ، والحمى الصفراء، وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، ولقد تمكن الدكتور مصطفى إبراهيم حسن من عزل مركب وزنه الجزيئي 26 كيلو دالتون، وذلك بواسطة جهاز الفصل الكهربائي الذي يستطيع القضاء على فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، ويحوِّله إلى أحماض أمينية تستفيد منها البعوضة في زيادة خصوبة البيض.

إن هذه البكتيريا تدافع عن البعوضة ضد المسببات المرضية المختلفة التي تدخل مع وجبة الدم التي تأخذها من إنسان أو حيوان مصاب بالمرض، وتحاول البكتيريا قتل تلك المسببات المرضية، ولكن إذا نجحت تلك المسببات في القضاء على البكتيريا المتعايشة مع البعوضة أو إضعافها، فإن تلك المسببات تتكاثر في العدد وتصل إلى مرحلة البكتيريميا في حالة البكتيريا، وفي هذه الحالة ينتقل المرض من البعوضة.

إن البعوضة لكي تنقل الأمراض للإنسان أو الحيوان لا بد أن تنجح المسببات المرضية المختلفة- بكتيريا، فيروسات، طفيليات- في القضاء على الكائنات الأدنى من البعوضة، التي تعيش داخل معدة البعوضة، ولكن هذه الكائنات الدقيقة- كما قلنا- تفرز مضادات تقتل هذه المسببات المرضية في معظم الأحيان؛ وبذلك لا تنتقل هذه المسببات المرضية من البعوضة إلى الإنسان، ومن هنا نجد أن هذه الكائنات الدقيقة تلعب دورًا حيويًّا ومهمًّا في المحافظة على حياة الإنسان، وقد تم التأكد من ذلك، وقد قمت- والكلام لا يزال للدكتور مصطفى إبراهيم حسن- بتغذية 1000 بعوضة على دم ملوَّث بتلك المسببات المرضية، وكانت النتيجة المذهلة أنه من بين 1000 بعوضة لم تستطع سوى اثنتين فقط نقل المرض، بينما 998 بعوضة لم تستطع نقل المرض على الرغم من أنهم تغذوا على الدم الملوَّث نفسه بالمسببات المرضية([6])‏.

الكائنات الأكبر حجمًا من البعوضة:

ترتبط البعوضة بعلاقات معقدة مع الكائنات الأكبر منها، وخاصة الإنسان والحيوان، فقد وُجد أن البعوضة تصيب الإنسان والحيوان بالعديد من الأمراض، ونجد أن البعوضة أيضًا ترتبط مع معظم أفراد المملكة الحيوانية بعلاقات كثيرة؛ فهي تُعتبر مصدرًا للغذاء لسمك الجامبوزيا والسحالي، والبرمائيات كالضفدعة، والطيور كالعصفور، وللثدييات مثل الخفاش، وفي الناحية الأخرى فإنها أيضًا تنقل العديد من الأمراض لها، مثل بعوضة الكيولكس التي تنقل مرض الملاريا للطيور والزواحف- كائنات أكبر من البعوضة- ويسببه نوع مختلف من طفيل الملاريا- الأدنى من البعوضة- والذي يتطور في معدة هذه الحيوانات، وهو غير الذي يصيب الإنسان([7])‏.

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:

استنكر الطاعنون- قديمًا وحديثًا- حديث القرآن عن خلق البعوضة، فقال المشركون: إن الله أعظم من أن يذكر مثل هذه الحشرات في كتابه، وقال المعاصرون: إن ضرب المثل بالبعوضة في هذا الموضع ليس دقيقًا؛ إذ ليست البعوضة دالة على عظمة الخلق كغيرها من الحيوانات الضخمة كالفيل والأسد، وليست في الآية إشارة علمية أو إعجاز قرآني.

وللرد على ذلك لا بد من توضيح دقة خلق هذه الحشرة وعظمته، وفائدة هذا المثل في هذا المكان، وذلك من خلال ما يلي:

·      من الدلالات اللغوية في الآية الكريمة:

البعوضة: البعوض جنس حشرات مُضِرَّة من ذوات الجناحين، وهو الناموس([8])‏، جاء في معجم اللغة العربية المعاصرة: البعوض عدة أجناس من الحشرات الصغيرة المضرة، من فصيلة البعوض ثنائية الأجنحة، تغتذي الإناث منها بدم الإنسان؛ وبهذا تنقل إليه عدة أمراض، أما الذكور فتغتذي برحيق الأزهار، له عدة أسماء، منها: الناموس والبق([9])‏.

فوق: نقيض تحت، وقوله تعالى: )إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها((البقرة: ٢٦)، قال أبو عبيدة: فما دونها، كما تقول إذا قيل لك: فلان صغير، وتقول: وفوق ذلك؛ أي: أصغر من ذلك. وقال الفراء: فما فوقها؛ أي: أعظم منها، يعني الذباب والعنكبوت([10])‏.

·      من أقوال المفسرين في الآية الكريمة:

قال الله تعالى:)إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرًا ويهدي به كثيرًا وما يضل به إلاالفاسقين (26)((البقرة)، ذكر القرطبي في تفسيره أن ابن عباس قال: "لما ضرب الله سبحانه هذين المثلين للمنافقين؛ يعني:)مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا((البقرة: 17)، وقوله:) أو كصيب من السماء((البقرة: 19)، قالوا: الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال، فأنزل الله هذه الآية. وفي رواية عطاء عن ابن عباس قال: لما ذكر الله آلهة المشركين فقال:)وإن يسلبهم الذباب شيئًا لا يستنقذوه منه((الحج: 73)، وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت، قالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد، أي شيء يصنع؟ فأنزل الله الآية. وقال الحسن وقتادة: لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين به المثل، ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله، فأنزل الله الآية"([11]).

وقال صاحب "صفوة البيان" في هذه الآية: "أي ليس الحياء بمانع لله تعالى من ضرب الأمثال بهذه المخلوقات الحقيرة والصغيرة في نظركم؛ كالبعوض والذباب والعنكبوت، فإن فيها من دلائل القدرة، وبدائع الصنعة ما تحار فيه العقول، ويشهد بحكمة الخالق، وقد جعلوا ضرب المثل بها ذريعة إلى إنكار كون القرآن من عند الله تعالى، وفي الآية إشعار بصحة نسبة الحياء إليه تعالى.

)بعوضة فما فوقها((البقرة: ٢٦)  البعوض: ضرب من الذباب، ويُطلق على البق المعروف وعلى الناموس، )فما فوقها( (البقرة: ٢٦)  ؛ أي: في الحجم، أو في المعنى الذي وقع التمثيل فيه، وهو الصغر والحقارة"([12]).

وقال ابن القيم معلقًا على هذا المثل القرآني: "قوله تعالى:)إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها((البقرة: ٢٦)،  الآية، وهذا جواب اعتراض اعترض به الكفار على القرآن، وقالوا: إن الرب أعظم من أن يذكر الذباب والعنكبوت ونحوها من الحيوانات الخسيسة، فلو كان ما جاء به محمد كلام الله لم يذكر فيه الحيوانات الخسيسة، فأجابهم الله تعالى بأن قال:)إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها((البقرة: ٢٦)، فإن ضرب الأمثال بالبعوضة فما فوقها إذا تضمن تحقيق الحق وإيضاحه، وإبطال الباطل وإدحاضه، كان من أحسن الأشياء، والحسن لا يُستحيى منه"([13]).

ويقول الشيخ الشعراوي: "وعندما ضرب الله مثلاً بالبعوضة استقبله الكفار بالمعنى الدنيوي دون أن يفطنوا للمعنى الحقيقي، قالوا: كيف يضرب الله مثلاً بالبعوضة، ذلك المخلوق الضعيف، الذي يكفي أن تضربه بأي شيء أو بكفك فيموت؟ لماذا لم يضرب الله تبارك وتعالى مثلاً بالفيل الذي هو ضخم الجثة، شديدة القوة، أو بالأسد الذي هو أقوى من الإنسان؟! وضرب لنا مثلاً بالبعوضة فقالوا:)ماذا أراد الله بهذا مثلًا((البقرة: ٢٦)،ولم يفطنوا إلى أن هذه البعوضة دقيقة الحجم خلقها معجزة؛ لأن في هذا الحجم الدقيق وضع الله سبحانه وتعالى كل الأجهزة اللازمة لها في حياتها، فلها عينان، ولها خرطوم دقيق جدًّا، لكنه يستطيع أن يخرق جلد الإنسان، ويخترق الأوعية الدموية التي تحت الجلد ليمتص دم الإنسان.

والبعوضة لها أرجل ولها أجنحة ولها دورة تناسلية ولها كل ما يلزم لحياتها، كل هذا في هذا الحجم الدقيق، كلما دق الشيء احتاج إلى دقة خلق أكبر.

ونحن نشاهد في حياتنا البشرية أنه مثلاً عندما اخترع الإنسان الساعة، كان حجمها ضخمًا لدرجة أنها تحتاج إلى مكان كبير، وكلما تقدمت الحضارة وارتقى الإنسان في صناعته وحضارته وتقدمه، أصبح الحجم دقيقًا وصغيرًا، وهكذا أخذت صناعة الساعات تدق حتى أصبح من الممكن صنع ساعة في حجم الخاتم أو أقل، وعندما بدأ اختراع المذياع أو الراديو كان حجمه كبيرًا، والآن أصبح في غاية الدقة لدرجة أنك تستطيع أن تضعه في جيبك أو أقل من ذلك، وفي كل الصناعات عندما ترتقي يصغر حجمها؛ لأن ذلك محتاج إلى صناعة ماهر وإلى تقدم علمي.

وهكذا حين ضرب الله مثلاً بالبعوضة وما فوقها؛ أي: بما هو أقل منها حجمًا، فإنه تبارك وتعالى أراد أن يلفتنا إلى دقة الخلق، فكلما لطف الشيء وصغر حجمه احتاج إلى دقة الخلق، ولكن الكفار لم يأخذوا المعنى على هذا النحو وإنما أخذوه بالمعنى الدنيوي البسيط الذي لا يمثل الحقيقة"([14]).

من هذا التفاسير يتبين أن من معاني هذا النص الكريم أن قدرة الله المبدعة في الخلق تتجلى في أدق المخلوقات حجمًا كما تظهر في أضخمها بناء، وتجليها في الكائنات المتناهية الضآلة في الحجم قد يكون أبلغ من وضوحها في الكائنات العملاقة، وكان الجهل بأخطار البعوض وبوجود كائنات أدق منه بكثير من وراء استنكار كل من الكفار والمشركين والمنافقين ضرب المثل في القرآن الكريم ببعض الحشرات؛ من مثل البعوض والذباب والنحل والنمل والفراش والجراد والقمل والمن.

ولـما لم يكن في زمن الوحي من يدرك من الكائنات الحية ما هو أدق من البعوضة، وذلك من مثل الفيروسات والبكتيريا، وغيرها من البدائيات والأوليات والفطريات، وغير ذلك من الكائنات الدقيقة، ومنها المتطفل وغير المتطفل- فقد جاءت الصياغة القرآنية المعجزة بقول الحق تبارك وتعالى:)إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها((البقرة: ٢٦).([15])

إن ما تميزت به البعوضة من إمكانيات لا تتوافر في غيرها من المخلوقات مع ضآلة حجمها، وقدرتها على نقل الأمراض للإنسان بهذه الطريقة، وهو عاجز أمامها، لا يستطيع أن يصد خطرها عنه- ليدل على عظمة خلق الله وتحديه البشرية جميعًا في مثل هذا الخلق.

وأما عن كلمة)فما فوقها((البقرة: ٢٦)،فإن فيها إعجازًا علميًّا على كلا المعنيين اللذين ذكرهما المفسرون، وهما: الكائنات الأكبر منها، والكائنات الأصغر منها، وإن كان الراجح هو المعنى الأخير.

فإن ربط القرآن البعوضة بما فوقها- الأدنى منها- قد ألقى على تلك العلاقات المعقدة التي توجد بين الكائنات الدقيقة التي تعيش داخل معدة البعوضة، وبين قدرة البعوضة على نقل المرض للإنسان وقتله في أحيان كثيرة، فهذه الكائنات تحمي البعوضة، والشيء المعجز أنها تحمي الإنسان أيضًا عن طريق قتل المسببات المرضية التي تنتقل إليه إذا تغذت البعوضة على دمه.

أما إذا أخذنا معنى)فما فوقها((البقرة: ٢٦)، بأنه أكبر منها في الحجم، فإننا سنجد أن البعوضة ترتبط بعلاقات معقدة مع الكائنات الأكبر منها، وخاصة الإنسان والحيوان، فقد وُجد أن البعوضة تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض([16]) كما سبق أن ذكرنا.

3)  وجه الإعجاز:

لقد جاءت الكشوف العلمية مؤيدة لعناية القرآن الكريم بالبعوضة؛ وذلك لأهميتها في حياة البشر رغم ضآلتها في عالم الأحياء، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن البعوضة تتمتع بما لم يتمتع به غيرها من المخلوقات؛ حيث لها عينان مركبتان؛ كل عين تتركب من ألف عُوَيْنة، ولها فَكّان علويان، وفَكّان سفليان، ولها قلب مكوَّن من ثلاث غرف، ولها ثلاثة قلوب، ومع ضآلة حجمها تمثل خطرًا لا يُستهان به على صحة كل من الإنسان والحيوان.

بالإضافة إلى إخبار القرآن أنها ليست أكثر الكائنات الحية ضآلة في الحجم- كما يتصورون- بل هناك ما هو فوقها في الضآلة ويفوقها في الخطورة؛ حيث ترتبط هذه الكائنات الدقيقة بعلاقات معقدة مع البعوضة، وقد ثبت أهميتها في هذه العلاقة.

ثانيًا. أنثى البعوض وحدها هي التي تمتص الدماء، والذكر يعيش على رحيق الأزهار:

1)  الحقائق العلمية:

من المعروف أن البعوض حشرة مصاصة للدماء، وأنها تعيش على الدم، لكن هذه المعلومة ليست صحيحة؛ لأن أنثى البعوض هي فقط التي تمص الدماء، فالأنثى تمص الدم وتتغذى عليه، وتتغذى أيضًا على رحيق الزهور، والسبب الوحيد لامتصاصها هذا الدم هو أن أنثى البعوض تحمل البيوض، وهذه البيوض تحتاج إلى بروتين لتكبر، وهذا البروتين موجود في الدم بالإضافة إلى المواد الدهنية والمواد السكرية، وبمعنى آخر: نستطيع أن نقول: إنها تحافظ على تواصل نسلها بهذه الطريقة.

إن الأنثى التي تكون حاملة للبيض تعمد إلى مص الدم من أجل تغذية البيض، وتضع الأنثى هذا البيض في الماء، فالبعوضة الأم بواسطة اللاقطات الحساسة الموجودة تحت بطنها تقوم بالبحث عن مكان مناسب لوضع بيضها، وعندما تجد المكان المناسب المحتوي على الماء تقوم بوضع بيضها، وطول كل بيضة لا يتجاوز الملليمتر الواحد، فتضعها واحدة تلو الأخرى أو في شكل مجموعة حسب نوع البعوض، ويصل عدد البيوضات التي تضعها في المجموعة 300 بيضة([17]).

وقد كشف العلم الحديث أن أنثى البعوض تختلف عن ذَكَره في عدة أشياء، منها: أن الأنثى هي التي تنقل الأمراض، وهي الأشد قوة وأكثر تعقيدًا؛ وذلك أن الذكور لا تظهر إلا في موسم الزواج فقط، كما أن الأنثى هي التي تلدغ وتمص الدماء وليس الذكر، لكن الأمر العجيب هو أنها لا تمصه لتتغذى عليه، ولا لتستفيد به لنفسها فقط؛ حيث قال العلماء: إن غذاء أنثى البعوض هو رحيق الزهور والدم، ولكن أنثى البعوض تحمل البيض الذي يحتاج إلى

 بروتين ليكبر؛ لذا فالأنثى الحاملة للبيض تلدغ وتمص الدم لتغذية بيضها([18]).

ويقول (Johnlioyd) في كتابه (BookOfGeneralLgnorance): "إن أنثى البعوض هي أخطر الحيوانات التي عاشت على وجه الأرض؛ حيث قتلت الملايين على مر العصور، فالبعوضة تحمل أكثر من مئة مرض

فتاك؛ مثل الملاريا، والحمى الصفراء، وحمى الضنك، والتهاب الدماغ، وداء الخيطيات، وداء الفيل، وحتى اليوم يقتل البعوض شخصًا واحدًا كل 12 ثانية"([19]).

وقد نص هذا العالم على أن أنثى البعوض هي التي تتسبب في هذه الأمراض وليس الذكر.

 

صورة إلكترونية للبعوضة الأنثى وهي التي تهاجم الإنسان

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:

عندما تحدث القرآن الكريم عن الذباب والفراش والجراد تحدث عنهم بالجمع؛ وذلك لأن العلامات الموصوفة تشمل الذكر والأنثى معًا، ولكنه لما تحدث عن البعوضة عدَل سبحانه وتعالى إلى اللفظ المفرد المؤنث "البعوضة" كما في العنكبوت والنمل أيضًا، قال سبحانه وتعالى: )إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها((البقرة: ٢٦).

وبالإضافة إلى أن لفظ "بعوضة" لفظ مفرد مؤنث، فإن كلمة "فما فوقها" التي أتت بعده تؤكد أن التأنيث هنا تأنيث بيولوجي وليس لغويًّا، ونص القرآن على أنثى البعوض دون ذكره هنا إعجاز علمي؛ حيث أثبت العلم الحديث أن الأنثى هي بالفعل التي تتغذى على الدماء وتنقل الأمراض، أما الذكر فهو يتغذى فقط على رحيق الأزهار.

وقد أشار الدكتور مصطفى إبراهيم- أستاذ ورئيس قسم الحشرات بجامعة الأزهر- إلى الإعجاز العلمي في تأنيث البعوضة في قوله تعالى:)إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها((البقرة: ٢٦) ؛ حيث قد أثبت عن طريق الأبحاث العلمية بوسائل تكنولوجية حديثة أن البعوضة في صيغة الأنثى هي التي تمتص الدم، وتنقل الأمراض، وأن ذكر البعوض يتغذى على رحيق الأزهار فقط، فالبعوضة الأنثى تضع المخدر قبل سحب الدم من الإنسان، وذلك بعد أن تتعرف على رائحة الإنسان على بعد خمسة كيلو مترات، وفي الظلام الدامس بالأشعة تحت الحمراء التي تكتشف بها فريستها في الظلام([20]).

3)  وجه الإعجاز:

إن إفراد لفظ "البعوضة" وتأنيثه في هذا النص القرآني يشير إلى تمايز الأنثى عن الذكر في هذه الحشرة الخطيرة، وإلى تفرد الأنثى وحدها- دون الذكر- بهذا الخطر الداهم، وهي حقيقة لم يعرفها الإنسان إلا في أواخر القرن التاسع عشر، حينما توصل العلماء بعد المتابعة الدقيقة إلى أن أنثى البعوض هي وحدها التي تمتص الدم، أما الذكر فيعيش على رحيق الأزهار.


 

(*) معنى:)إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا( (البقرة: ٢٦)،مقال منشور بموقع: ملتقى البشارة الدعويwww.albshara.com. تأويل القرآن من أجل احتكار العلم، مقال منشور بموقع: الحوار المتمدنwww.ahewar.org.

[1].من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص175، 176.

[2]. الإعجاز العلمي في قوله تعالى: )إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا((البقرة: ٢٦)، د. مصطفى إبراهيم حسن، بحث منشور ضمن بحوث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مرجع سابق، ج1، ص51.

[3].حيوانات ذُكرت في القرآن الكريم، د. عاطف الهندي، بحث منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.quran-m.com.

[4].من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص177، 178 بتصرف.

[5]. الموسوعة الكونية الكبرى: آيات الله في ممالك الطير والنحل والحشرات، د. ماهر أحمد الصوفي، مرجع سابق، ج12، ص279، 280 بتصرف.

[6]. الإعجاز العلمي في قوله تعالى: )إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا((البقرة: ٢٦) ، د. مصطفى إبراهيم حسن، مرجع سابق، ج1، ص52: 54.

[7]. المرجع السابق، ج1، ص56.

[8]. المعجم الوسيط، مادة: بعض.

[9]. معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: بعض.

[10]. لسان العرب، مادة: فوق.

[11]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج1، ص241، 242.

[12].صفوة البيان لمعاني القرآن، حسنين محمد مخلوف، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الكويت، 1987م، عند تفسير هذه الآية.

[13]. بدائع الفوائد، ابن قيم الجوزية، تحقيق: هشام عبد العزيز عطا وعادل عبد الحميد العدوي وأشرف أحمد، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط1، 1416هـ/ 1996م، ج4، ص946.

[14]. تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، مرجع سابق، ج1، ص104، 105.

[15]. من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص174.

[16]. انظر: الإعجاز العلمي في قوله تعالى: )إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا((البقرة: ٢٦)،  د. مصطفى إبراهيم حسن، مرجع سابق، ج1، ص56.

[17]. مملكة الحيوان: دعوة مفتوحة إلى حدائق الإيمان، يوسف نوفل، مرجع سابق، ص226 بتصرف.

[18]. لماذا أنثى البعوض، مقال منشور بموقع: www.forum.rjeem.com.

[19]. أضف إلى معلوماتك، مقال منشور بموقع: قلعة سكر نت www.qalatsuker.net.

[20]. ندوة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، مقال منشور بموقع: www.uv-edu.eg.

redirect redirect unfaithful wives
wives that cheat redirect read here
click website dating site for married people
click website dating site for married people
click website dating site for married people
open read here black women white men
go online how long for viagra to work
where to order viagra online buy cheap deal online viagra viagra viagra sipari verme
why do wife cheat on husband dating for married men reasons why married men cheat
website wifes cheat redirect
dating a married woman cheat on my wife i cheated on my husband
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  9489
إجمالي عدد الزوار
  38399159

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع