الشبهة الحادية عشرة
الطعن في إخبار القرآن عن بيت العنكبوت (*)
تواصلاً لسلسلة الشبهات والطعون حول إعجاز القرآن الكريم في خلق الحيوانات، يعرض المغرضون طعونهم حول العنكبوت وبيته في قوله تعالى: )مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا وإن أوهنالبيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون (41) ( (العنكبوت)، زاعمين أن إخبار القرآن الكريم عن بناء العنكبوت بيتها لم يقصد به أن الأنثى هي التي تقوم ببناء هذا البيت؛ لأن التأنيث الوارد في الآية تأنيث لغوي، ولا علاقة له بالتأنيث البيولوجي.
كما يزعمون أن وصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف لا يتفق مع العلم الحديث الذي أثبت أن خيوط العنكبوت أقوى من مثيلها من الصلب ثلاث مرات؛ ولذلك تُستخدم في صنع الملابس الواقية من الرصاص، وأقوى من بيت الحرير وأكثر منه مرونة.
ويتساءلون: كيف يوصف بيت هذه مكوناته بالضعف والوهن؟!
وجها إبطال الشبهة:
1. لقد أشار القرآن الكريم إشارة واضحة إلى أن أنثى العنكبوت هي التي تقوم ببناء البيت وليس الذكر، وذلك في قوله سبحانه وتعالى: )اتخذت بيتًا((العنكبوت/٤١)، والتأنيث هنا ليس تأنيثًا لغويًّا؛ حيث إن العرب كانت تستخدمها للمذكر والمؤنث معًا، فلو أراد القرآن الذكر لقال: اتخذ بيتًا، ولم يقل: )اتخذت بيتًا( (العنكبوت/٤١)، وجاء العلم الحديث وبيَّن أن مهمة بناء البيت هي مهمة تضطلع بها الإناث التي تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية التي يُنسج منها البيت.
2.أخبر القرآن الكريم أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت، وهذه حقيقة علمية واضحة أقرها العلم الحديث؛ إذ إنه ضعيف من الناحية المادية، فلا يقي صاحبه حرًّا، ولا بردًا، ولا يحميه من أعدائه الطبيعيين، بالرغم من أن خيوطه من أقوى الخيوط، وضعيف من الناحية المعنوية؛ حيث تأكل أنثاه ذكره، ويأكل الأولاد بعضهم بعضًا، وليس هناك بيت أضعف من بيت تنهار فيه العلاقات الأسرية، ويمكر كل فرد من أفراده بالآخر، وقد أيدت كتب اللغة المعنيين؛ حيث يأتي البيت بمعنى منزل الرجل، ويأتي بمعنى امرأة الرجل وأولاده، فقد يكون البيت المادي هو الضعيف وقد تكون الأسرة هي الواهنة.
التفصيل:
أولا. أنثى العنكبوت هي التي تقوم ببناء البيت وليس الذكر:
1) الحقائق العلمية:
العنكبوت حيوان من مفصليات الأقدام، ويُصنف في طائفة العنكبيات، التي تجمع رتبة العناكب أو العنكبوتيات مع عدد من الرتب الأخرى التي تشمل مجموعات العقارب, والقراد.
والعنكبوت ينقسم جسمه إلى مقدمة يلتحم فيها الرأس مع الصدر, ومؤخرة غير مقسمة تشمل البطن، وتحمل المقدمة أربعةأزواج من الأقدام, وزوجين من اللوامس, وزوجًا من القرون الكلابيةعلى هيئة الكماشة أو المخالب التي تحتوي على غدد السم, ويفصل مقدمة الجسم عنمؤخرته خصر نحيل.
وللعنكبوت عيون بسيطة يصل عددها إلى الثماني, وقد يكون أقل من ذلك, وهو حيوان مفترس يعيش على أكل الحشرات, وله جلد سميك مغطًّى بالشعر, ينسلخ عنه من سبع إلى ثماني مرات حتى يصل إلى اكتمال النضج.
البنية التشريحية للعنكبوت
وعلماء الحيوان يعرفون اليوم أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب التي تتباين في أحجامها (بين أقل من المليمتر والتسعين مليمترًا) وفي أشكالها, وألوانها, ومعظمها يحيا حياة برية فردية في الغالب، إلا في حالات التزاوج وفقس البيض عن الذرية, وتمتد بيئة العناكب منمستوى سطح البحر إلى ارتفاع خمسة آلاف متر, وللعنكبوت ثلاثة أزواج من نتوءات بارزة ومتحركة في أسفل البطن، لها ثقوب دقيقة يخرج منها السائل الذي تُصنع منه خيوطنسيج البيت الذي يسكنه؛ ولذلك تُعرف باسم المغازل, وهذه المادة السائلة التيتخرج من عدد من الغدد الخاصة إلى خارج جسم العنكبوت عبر مغازل المؤخرة تجف بمجرد تعرضها للجو, وينشأ عن جفافها خيوط متعددة الأنواع والأطوال والشدة, تختلف باختلاف الغدد التي أفرزتها، ويوجد للعنكبوت أيضًا أربعة أزواج من الأرجل المفصلية.
وقد يمكث العنكبوت في بيته الذي يزاول فيه جميع أنشطته الحياتية, وقد يتخذ له عشًّا أو مخبأً غير البيت، يرتبط به بخيط يُعرف باسم خيط المصيدة، ويهرب إلى هذا المخبأ في حالات الخطر([1]).
وقد ثبت علميًّا أن بناء بيت العنكبوت هي مهمة إناث العناكب التي تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية، وقد يشترك الذكر أحيانًا بالمساعدة في عمليات التشييد أو الترميم أو التوسعة، إلا أن أصل البناء عملية أنثوية محضة([2]).
فأنثى العنكبوت هي التي تبني البيت؛ فهي التي تغزله، وهي التي ترغِّب الذكر في الدخول فيه؛ حيث تقوم أمامه بحركات مُغْرية، وتُسمعه بعض الألحان الطنانة، فيأوي إلى بيتها، وبعد التلقيح تأكله إن لم يفر ويهرب كما سنفصله في الوجه الثاني.
وكتب الأستاذ عبد الوهاب الراوي يقول: أنثى العنكبوت هي التي تنسج خيوط بيتها وليس ذكرها، ويُعتبر هذا البيت شَرَكًا للإيقاع بالفريسة... إن الأسباب أو الأغراض التي جعل الله سبحانه وتعالى الأنثى- وليس الذكر- تنسج خيوط شبكة البيت، هي أن الأنثى أنشط من الذكر في الاقتناص، فتنسج شركًا فتهجع إليه للإيقاع بفرائسها من الحشرات العابرة، وتعمل الشبكة كأكياس لحفظ البيض، وكبيت لحماية صغار العنكبوت، وقليلاً ما يبقى بيت العنكبوت أكثر من يوم واحد؛ إذ يتلف بعد عدد من القنص، وحتى لا تضيِّع العنكبوت البروتين الذي منه نسجت بيتها، تجمع الخيوط بلفة واحدة فتلتهمها؛ لكي تغزلها ثانية في اليوم التالي.
وعندما تكون الأنثى في دور الاقتناص تهجع ساكنة إلى الشبكة ممدِّدة أحد أرجلها الثمانية؛ لكي تتحسس حركة الشبكة في حالة دخول حشرة غريبة فتنقض عليها، أما إذا دخل ذكر العنكبوت الشبكة للتآلف معها، فيداعب الشبكة بحركة تفهمها الأنثى، وتميزها من حركة حشرة غريبة.
وتأكيدًا لهذه الحقيقة العلمية- أن الأنثى هي التي تنسج البيت وليس الذكر- يقول عالم الأحياء الشهير ديفيد أتنبرو Sir David Attenborough ([3]): يوجد ما يقارب من 30000 من الأجناس المتنوعة للعناكب المعروفةأأذ
إلى الآن، ومن المحتمل وجود العدد نفسه منها ما زال لم يُكتشف بعد، وفي كافة العناكب المعروفة حقيقة فإن الأنثى دائمًا هي التي تنسج الشبكة- البيت- (Webb)([4]).
وفي أسفل بطن أنثى العنكبوت ثلاثة أزواج من النتوءات، بها ثقوب دقيقة يخرج منها سائل خاص، هو المادة الخام لصناعة خيوط الحرير، وذلك السائل يجف فورًا عند ملامسته الهواء، وينشأ عن ذلك خيوط حرير العنكبوت، مثله في ذلك مثل حرير دودة القز، وخيط العنكبوت مكون من عدد كبير من الخيوط، وهو خيط متين، بل هو من أقوى الخيوط بالنسبة لسمكه.
صورة لخيوط العنكبوت وهي تنتج من غدد الحرير، وكأنه معمل لإنتاج الخيوط
وتبني أنثى العنكبوت البيت من خلال الخطوات الآتية:
1. أولاً تنسج خيطًا واحدًا من الحرير.
2. ثم تكمل الإطار الخارجي، ومن وسط الخيط العلوي تنسج خيطًا آخر إلى أسفل.
3. وتبدأ من وسط هذا الخيط فتنسج خيطًا من كل اتجاه في زوايا متساوية تشبه أسلاك عجلة الدراجة.
4. وبعد أن تنتهي من ذلك تبدأ من الوسط، وتصل الخيوط بعضها ببعض في اتجاه دائري، حتى ينتهي بناء البيت.
وتصمم أنثى العنكبوت البيت ليكون مصيدة للحشرات، وتضع أنثى العنكبوت مواد لاصقة على الخيوط، فما إن تصل حشرة إلى بيت العنكبوت حتى تلتصق أقدامها بالخيوط اللزجة، فتسرع أنثى العنكبوت وتحيط فريستها بخيوطها، وكأنها تكفِّنها بعد أن تلدغها بسُمِّها، وبعد ذلك تمتص عصارة جسم الحشرة وتتغذَّى عليها.
وينسج العنكبوت المنزلي بيته من خيوط حريرية متشابكة، وتقبع أنثى العنكبوت في ركن البيت حتى إذا وقعت حشرة في شراك البيت أسرعت إليها ولدغتها بسُمِّها وافترستها.
ولا دور لذكر العنكبوت في بناء البيت ولا في صيد الحشرات، وهو صغير الحجم جدًّا بالنسبة للأنثى، ولا عمل له إلا تلقيح الأنثى، وبعد ذلك تفترسه الأنثى([5]).
ومن آراء العلماء المتخصصين يتبين "أن الذي يقوم ببناء البيت أساسًا هي أنثى العنكبوت؛ وعلى ذلك فإن مهمة بناء بيت العنكبوت هي مهمة تضطلع بها إناث العناكب التي تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية التي ينسج منها بيت العنكبوت، وإن اشترك الذكر- في بعض الأحيان- بالمساعدة في عمليات التشييد أو الترميم أو التوسعة، فإن العملية تبقى عملية أنثوية محضة"([6]).
2) التطابق بين ما أثبته العلم الحديث وبين ما أشارت إليه الآية الكريمة:
ذهب الطاعنون إلى إنكار الحقيقة العلمية الواردة في قوله تعالى:)كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا( (العنكبوت/٤١)، والتي أخبرت أن أنثى العنكبوت هي التي تبني البيت وليس الذكر، وزعموا أن القرآن جرى هنا على لغة العرب الذين أنَّثوا لفظ "العنكبوت" من قديم جاهليتهم الوثنية، وهو تأنيث لغوي لا علاقة له بالتأنيث البيولوجي، وهذا مردود؛ إذ إن تأنيث العنكبوت هنا تأنيث بيولوجي يُقصد منه الإخبار عن أن الأنثى هي التي تبني البيت، ويتضح ذلك من خلال ما يأتي:
· التفسير اللغوي للآية:
جاء في لسان العرب تحت مادة (عنكب): العنكبوت: دويبة تنسج في الهواء، وعلى رأس البئر نسجًا رقيقًا مهلهلاً، مؤنثة، وربما ذُكرت في الشعر:
قال أبو النجم: مما يسدي العنكبوت إذ خلا.
وقال أيضًا: كأن نسج العنكبوت المرمل.
قال الفراء: العنكبوت أنثى، وقد يذكِّرها بعض العرب، وأنشد قوله:
على هطالهم منهم بيوت
|
|
كأن العنكبوت هو ابتناها
|
قال: والتأنيث في العنكبوت أكثر، والجمع: عنكبوتات وعناكبُ وعناكيبُ.
وقال ابن الأعرابي: العنكب الذَّكَر منها، والعنكبة الأنثى.
وقيل: العنكب جنس العنكبوت، وهو يُذكَّر ويُؤنَّث، أعني العنكبوت.
قال المبرد: العنكبوت أنثى ويُذكَّر([7]).
· من أقوال المفسرين في الآية الكريمة:
قال القرطبي: "وقال النحاة: إن تاء العنكبوت في آخرها مزيدة؛ لأنها تسقط في التصغير والجمع وهي مؤنثة، وحكى الفراء تذكيرها"([8]).
وذكر صاحب "فتح البيان في مقاصد القرآن": "أن العنكبوت تقع على الواحد والجمع، والمذكر والمؤنث، ونونه أصلية، والواو والتاء مزيدتان، بدليل قولهم في الجمع: عناكيب، وفي التصغير: عُنَيْكيب، وهذا مطرد في أسماء الأجناس، ويُجمع على عكاب وعكبة وأعكاب، وعناكب وعنكبوتات أيضًا، وهي الدويبة الصغيرة التي تنسج نسجًا رقيقًا، وقد يقال لها عنكبات، والغالب في استعماله التأنيث"([9]).
إن ما ذُكر في كتب اللغة والتفسير يقطع بأن لفظة "العنكبوت" ليست للتأنيث فقط، وإنما استخدمها العرب للمذكر أيضًا كما ذكرنا منذ قليل، وطالما أنها تُستخدم للتذكير والتأنيث ففعلها يأتي موافقًا للنوع المقصود؛ لذلك جاءت تاء التأنيث في الفعل "اتخذت" لتدل على أن المقصود من العنكبوت هي "الأنثى" وليس الذكر، ولو أراد الله عز وجل الذكر أو الجنس كله لقال: "اتخذ" كما قال الشاعر:
كأن العنكبوت هو ابتناها
حيث جاء هو للدلالة على المذكر، ولم تأتِ هي التي تدل على المؤنث.
وتسمية السورة الكريمة بصياغة الإفراد "العنكبوت" يشير إلى الحياة الفردية لهذه الدويبة فيما عدا لحظات التزاوج وأوقات فقس البيض، وذلك في مقابلة كل من سورتي النحل والنمل، والتي جاءت التسمية فيها بالجمع للحياة الجماعية لتلك الحشرات التي سُمِّيت باسمها السورتان الكريمتان الأخيرتان([10])؛ ومن ثم نجد التطابق بين قوله تعالى: )كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا( (العنكبوت/٤١)، وبين الحقيقة العلمية التي أثبتها العلم الحديث من أن أنثى العنكبوت هي التي تقوم ببناء البيت- واضحًا جليًّا، ولـِمَ لا والذكر لا يقترب من بيتها إلا لتلقيحها فقط، ويكون ذلك على استحياء منه؛ لخوفه الشديد من أن تأكله بعد إتمام عملية التلقيح، ثم يفر هاربًا بعد قضاء وطره منها إن استطاع الهروب.
3) وجه الإعجاز:
أثبت العلم الحديث أن مهمة بناء بيت العنكبوت هي مهمة تضطلع بها إناث العناكب، التي تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية التي ينسج منها بيت العنكبوت، وإن اشترك الذكر في بعض الأوقات بالمساعدة في عمليات التشييد أو الترميم أو التوسعة فإن العملية تبقى عملية أنثوية محضة، ومن هنا كان الإعجاز العلمي في قول الحق عز وجل:)اتخذت بيتًا((العنكبوت/٤١)؛ حيث إن فيه إشارة واضحة إلى أن الذي يقوم ببناء البيت أساسًا هي أنثى العنكبوت.
ثانيًا. بيت العنكبوت أوهى البيوت على الإطلاق:
1) الحقائق العلمية:
إن بيت العنكبوت هو من الناحية المادية البحتة أضعف بيت على الإطلاق؛ لأنه مكون من مجموعة خيوط حريرية غاية في الدقة متناهية في الصغر، تتشابك مع بعضها البعض تاركة مسافات بينية كبيرة في أغلب الأحيان؛ ولذلك فهي لا تقي حرارة شمس، ولا زمهرير برد، ولا تحدث ظلاًّ كافيًا، ولا تقي من مطر هاطل، ولا من ريح عاصف، ولا من أخطار المهاجمين، وذلك على الرغم من الإعجاز في بنائها، فخيوط بيت العنكبوت حريرية دقيقة جدًّا، يبلغ سمك الواحدة منها في المتوسط واحدًا من مليون من البوصة المربعة، أو جزءًا من أربعة آلاف جزء من سمك الشعرة العادية في رأس الإنسان، وهي على الرغم من دقتها الشديدة أقوى خمس مرات من نظيرها من الصلب، وتتميز بمقاومة أكبر من مثيلتها من الصلب، سواء نسبت تلك المقاومة لوحدة الأحجام أو لوحدة الوزن من الخيط المختبر، بل إن الدراسات الحديثة قد أثبتت أن الخيط من حرير عنكبوت من نوع نيفيلا (Nephila) وهو من مجموعة الحائك الدوار (Orbweaver) يُعد أقوى ثلاث مرات من مثيله المصنوع من المادة المعروفة باسم كيفلار (Kevlar)، وهي مادة ذات أساس بترولي تُستخدم في صناعة الصديرية الواقية من طلقات الرصاص؛ لذلك يُعد حرير العنكبوت واحدًا من أقوى المواد الموجودة على سطح الأرض؛ لأنه يتحمل شدًّا يصل إلى 42000 كيلو جرام على السنتيمتر المربع، مما يكسبه قابلية هائلة للمط (Stretching)، وأعطاه قدرة على الإيقاع بالفريسة من الحشرات دون أن يتمزق، خاصة أن العنكبوت يبني بيته من ضفائر تضم الواحدة منها عددًا من هذه الخيوط المضفرة والمجدولة تجديلاً قويًّا([11]).
ومع كل هذه القوة التي تتمتع بها هذه الخيوط يبقى البيت ضعيفًا أشد الضعف.
شكل يوضح الخيوط التي يُبنى منها بيت العنكبوت
هذا من الناحية المادية، أما من الناحية المعنوية فإن بيتها ضعيف جدًّا؛ لأنه بيت محروم من معاني المودة والرحمة التي يقوم على أساسها كل بيت سعيد؛ وذلك لأن الأنثى في بعض أنواع العنكبوت تقضي على ذكرها بمجرد إتمام عملية الإخصاب، وذلك بقتله وافتراس جسده؛ لأنها أكبر حجمًا وأكثر شراسة منه، وفي بعض الحالات تلتهم الأنثى صغارها دون أدنى رحمة، وفي بعض الأنواع تموت الأنثى بعد إتمام إخصاب بيضها الذي عادة ما تحتضنه في كيس من الحرير.
وعندما يفقس البيض تخرج صغار العناكب (SpiderLings) فتجد نفسها في مكان شديد الازدحام بالأفراد داخل كيس البيض، فيبدأ الإخوة الأشقاء في الاقتتال من أجل الطعام، أو من أجل المكان، أو من أجلهما معًا، فيقتل الأخ أخاه وأخته، وتقتل الأخت أختها وأخاها؛ حتى تنتهي المعركة ببقاء عدد قليل من العنيكبات التي تنسلخ من جلدها، وتمزق جدار كيس البيض لتخرج الواحدة تلو الأخرى، والواحد تلو الآخر، لينتشر الجميع في البيئة المحيطة، وتبدأ كل أنثى في بناء بيتها، ويهلك في الطريق إلى ذلك من يهلك من هذه العنيكبات، ويكرر من ينجو منها المأساة نفسها التي تجعل من بيت العنكبوت أكثر البيوت شراسة ووحشية، وانعدامًا لأواصر القربى([12]).
يقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم: "فبينما يُؤسس بيت النحل على نظام مثالي وخَلْق عظيم، يسود بيت العنكبوت نظام عدواني وانحطاط خُلُقي، وبينما يعيش النحل في بيته على الود والتعاون والتراحم والتعاطف، يعيش العنكبوت في بيته على الخداع والغدر والأنانية والظلم.
هل نتصور أُمًّا تأكل أولادها؟ أو أولادًا يقتلون آباءهم ويأكلونهم؟ يحدث ذلك في مجتمع العنكبوت، وهل نتصور أهل بيت ينصبون الشراك لضيوفهم؛ ليقعوا فيها ويأكلونهم؟ يحدث ذلك في بيت العنكبوت، فأي حشرة تمر ببيت العنكبوت وتظن فيه ملجأ، وتتوسم فيه أمنًا لها وحماية، ما إن تدخله وهي تمنِّي نفسها بطعام وراحة وكرم ضيافة، حتى تجد فيه شَركَـًا خادعًا لها وهلاكًا محققًا"([13]).
إن أنثى العنكبوت تأكل زوجها مباشرة بعد المعاشرة التزاوجية الأولى؛ أي: في ليلة الزفاف إن صح القول، فهي تأكل الزوج مباشرة بعد قضاء وطرها منه، تقوم بقتله بأبشع طريقة، وذلك بإحداث ثقوب في داخل جسمه بعد لفِّه في داخل الكفن الأبيض، ثم تقوم بمص جسمه وهو حي يتألم.
أما فراخها فإنها تقوم بأكل قسم منهم مباشرة بعد التفقيس، ويحدث ذلك بعد أسبوعين من قتل الزوج والتهامه.
إن العنكبوت تبني لتقتل، وتقتل حتى لو لم تكن جائعة، والأكثر من ذلك رعبًا أنها تقوم بمص دماء ضحاياها وأجسامهم وهم أحياء، إنه بيت مملوء بالرعب والإرهاب والأهوال([14]).
وقد كشفت دراسة علمية حديثة عن أسرار جديدة في العلاقة بين أنثى العنكبوت والذكر، غير ما هو معروف من التهام الأنثى الذكر بعد عملية التزاوج، وهو ما أظهرته الدراسة من أن الأنثى تأكل الذكر حتى قبل أن يتم التزاوج.
فقد أجرى بعض الباحثين أبحاثهم على العنكبوت المعروف باسم "صياد السمك"، وهو عنكبوت يبلغ طوله ثلاثة سنتيمترات، ويتغذى على فراخ الضفادع والسمك الصغير جدًّا.
وقام الباحثون بإطعام بعض الإناث إلى حد التُّخَمة، في حين أطعموا البعض الآخر طعامًا خفيفًا، وجاءت النتيجة عكس التوقعات؛ حيث كان الباحثون يتوقعون أن تقبل الإناث المتخمة بالطعام على التزاوج طالما أن بطونها مملوءة بالطعام بالفعل، لكن تبين العكس تمامًا، فقد أقبلت الإناث المتخمات بالطعام على التهام الأزواج بنفس الهمة والنشاط اللذين أقبلت بهما الجائعات، ومن هنا اتضح أن غريزة الالتهام عند العنكبوت الأنثى أهم من غريزة التزاوج.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تقبل إناث العنكبوت على التهام الأزواج؟!
الإجابة توصل إليها الباحثون، وهي أن لدى إناث العنكبوت هرمونًا معينًا يدفعها للالتهام، ولكن لماذا الالتهام؟
لأن عالم العنكبوت مبني كله على هذه القاعدة، كلما زادت القدرة على الالتهام ضمن العنكبوت البقاء مدة أطول في الحياة، وهكذا فإن الحفاظ على الحياة أهم من إنجاب أطفال آخرين، إنه عالم العناكب([15])!
وقد تبين حديثًا أن النسيج العنكبوتي لا يدوم أكثر من ليلة واحدة، ولا يصلح بعدها لصيد الطرائد؛ لأنه يجف وتفقد مادته اللاصقة خصائصها، ويتمزق خِرَقًا بالية عند الفجر بعد أداء مهمته، إذًا هو بيت بمنتهى الضعف، بيت لا يدوم إلا ليلة واحدة أو أقل([16]).
2) التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:
زعم المشككون أن القرآن خالف الحقائق العلمية الحديثة في قوله تعالى: ) مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون(41)( (العنكبوت)؛ حيث ذكر القرآن أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت، في حين أن العلم الحديث ذكر أن خيوط العنكبوت أقوى من مادة الكيفلار ثلاث مرات، وهذه المادة أقوى المواد الموجودة على سطح الأرض، وتتضح الإجابة عن ذلك من خلال ما يأتي:
· من الدلالات اللغوية في الآية:
البيت: لكلمة بيت في كتب اللغة معان كثيرة، من هذه المعاني:
البيت من الشعر. بيت الرجل: داره، وقصره. بيت الله: الكعبة. بيت الرجل: امرأته، ويُكنى عن المرأة بالبيت، وقال ابن الأعرابي: العرب تكني عن المرأة بالبيت، قاله الأصمعي وأنشد:
أكبر غيرني أم بيت؟
وقال الجوهري: البيت عيال الرجل. والبيت: التزويج([17]).
الوهن: الضعف في العمل والأمر، وكذلك في العظم ونحوه، وفي التنزيل العزيز:)حملته أمه وهنًا على وهن( (لقمان/١٤)، جاء في تفسيره: ضعفًا على ضعف.
ورجل واهن في الأمر والعمل، وموهون في العظم والبدن، وقد وهن العظم يهن وهنًا وأوهنه يوهنه، ووهنته توهينًا، ورجل واهن: ضعيف لا بطش عنده([18]).
· من أقوال المفسرين في الآية الكريمة:
جاء في تفسير القرطبي: "قال الفراء: هو مثل ضربه الله سبحانه لمن اتخذ من دون الله آلهة لا تنفعه ولا تضره، كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حرًّا ولا بردًا، ولا يحسن الوقوف على العنكبوت؛ لأنه لما قصد بالتشبيه لبيتها الذي لا يقيها من شيء، فشُبِّهت الآلهة التي لا تنفع ولا تضر به، )وإن أوهن البيوت((العنكبوت/٤١)،؛ أي: أضعف البيوت )لبيت العنكبوت((العنكبوت/٤١)، قال الضحاك: ضُرب مثلاً لضعف آلهتهم ووهنها، فشبهها ببيت العنكبوت"([19]).
يقول صاحب "فتح البيان": ")مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء((العنكبوت/٤١)، يوالونهم ويتكلون عليهم في حاجاتهم من دون الله، سواء كانوا من الجماد أو الحيوان، ومن الأحياء أو من الأموات )كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا((العنكبوت/٤١)، لنفسها تأوي إليه، وإن بيتها في غاية الضعف والوهن، لا يغني عنها شيئًا لا في حر ولا قُرّ ولا مطر، كذلك ما اتخذوه وليًّا من دون الله، فإنه لا ينفعهم بوجه من وجوه النفع، ولا يغني عنهم شيئًا، شبَّه حال من اتخذ الأصنام والأوثان والأحبار والرهبان أولياء وعبدها واعتمد عليها، راجيًا لنفعها وشفاعتها- بحال العنكبوت التي اتخذت بيتًا لا يغني عنها في مطر ولا أذى.
)وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت((العنكبوت/٤١)، لا بيت أضعف منه مما يتخذه الهوام بيتًا، ولا يدانيه في الوهن، والوهن شيء من ذلك، فإن الريح إذا هبت عليه أو لمسه لامس فلا يبقى له عين ولا أثر، فكما أن أوهن البيوت بيته، كذلك أضعف الأديان دين عبدة الأوثان، ومن يعبد غير الله، أو يتخذه وليًّا وأربابًا من دونه كمقتدي الأحبار والرهبان ومقلدهم"([20]).
ويقول الشيخ الشعراوي عن هذه الآية: "فخطأ العنكبوت ليس في اتخاذ البيت، وإنما في اتخاذ هذه الخيوط الواهية بيتًا له، وهبة ريح كافية للإطاحة بها، ويُشترط في البيت أن يكون حصينًا يحمي صاحبه، وأن تكون له أبواب ونوافذ وحوائط... إلخ، أما لو اتخذها شبكة لصيد فرائسها لكان أنسب، وكذلك الكفار اتخذوا من الأصنام آلهة، ولو اتخذوها دلالة على قدرة الحق في الخلق لكان أنسب وأجدى. وكما أن بيت العنكبوت تهدمه هبة ريح، وتقطعه وأنت مثلاً تنظف بيتك، وربما تقتل العنكبوت نفسه، فكذلك طبق الأصل يفعل الله بأعمال الكافرين: ) وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا(23)((الفرقان)"([21])؛ ومن ثم نجد المفسرين ذهبوا إلى أن بيت العنكبوت الذي تتخذه سكنًا لها لا يغني عنها شيئًا، ولا يقيها حرًّا ولا بردًا، فهو أضعف البيوت وأوهنها، وهذا الوصف للقرآن الكريم لا يعارض حقائق العلم الحديث في شيء، وكيف لكلام الخالق أن يتعارض مع الحقائق؛ إذ إنه سبحانه وتعالى وصف البيت بالضعف ولم يصف الخيط، فما الفائدة من بيت يقضي عليه الهواء أو قطرات المطر مهما بلغت قوة هذه الخيوط؟!
إن قوة هذه الخيوط لا تفيد البيت في شيء، فهل يحمي هذا البيت العنكبوت ويقيها من أعدائها الطبيعيين؛ كالضفادع والطيور والقوارض والزواحف؟!
الجواب بالنفي قطعًا؛ فهذا البيت لا يؤمِّن الحماية لساكنه، ليس فقط لكونه مكشوفًا، بل أيضًا لكونه دليلاً قاطعًا على وجود هذه العنكبوت في ذلك المكان، ويكشف محل تواجدها خلافًا لكل البيوت الأخرى، فالكائنات التي تفترس العناكب تعرف مكان وجودها من بيتها([22]).
هذا بالنسبة للضعف المادي لهذا البيت وكون خيوطه أقوى الخيوط على سطح الأرض، وهذا إعجاز إلهي، ودلالة كبيرة على عظمة الخالق وقدرته سبحانه وتعالى على خلق أضعف البيوت من أقوى الخيوط؛ ومن ثم ينتفي التعارض المزعوم بين القرآن الكريم والعلم الحديث ويزول الإشكال.
وما ذكرناه يتوافق تمام الموافقة مع المعنى الأول من المعاني التي ذكرناها لكلمة "بيت" وهو المنزل، ولا يتناقض مع العلم الحديث في شيء.
وكما أثبت العلم الحديث ضعف بيت العنكبوت من الناحية المادية أو البيت الخارجي لهم- كما بينا- نجده يثبت ضعف هذا البيت من الناحية المعنوية، أو الأسرة نفسها التي هي بحق أوهى الأسر ترابطًا وتآلفًا.
فالعناكب أمة من الأمم، ويوجد في العالم أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب، تتفاوت في الأحجام والأشكال ونمط المعيشة، ويغلب عليها المعيشة الفردية والعدائية لبعضها البعض، ولا يوجد إلا أنواع قليلة جدًّا تعيش في جماعات، والإناث أكبر حجمًا من الذكور، والزوجان من العناكب يلتقيان في الغالب وقت التزاوج فقط، ويقوم الذكر قبل الجماع برقصات وطقوس معينة أمام الأنثى يُقصد منها الحد من الغريزة العدوانية لدى الأنثى، وعند انتهاء عملية التلقيح يغادر الذكر في الغالب عش الأنثى خوفًا من أن تقوم بقتله.
وقتل الذكر بعد الانتهاء من عملية التلقيح يحدث بين كثير من أنواع العناكب، وأكثرها شهرة عنكبوت الأرملة السوداء التي سُمِّيت بذلك؛ لأن الأنثى تقتل ذكرها بعد انتهائه من عملية التلقيح، أما بعض أنواع العناكب فتترك أنثاها الذكر ليعيش في العش بعد عملية التلقيح؛ ليقوم الأبناء بقتله وأكله بعد أن يخرجوا من البيض، وفي أنواع أخرى تقوم الأنثى بتغذية صغارها حتى إذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها.
ومما سبق يتضح أن البناء الاجتماعي والعلاقات الأسرية في بيت العنكبوت تتصف بأنها مبنية على مصالح مؤقتة، حتى إذا انتهت هذه المصالح انقلب الأفراد أعداء، وقام بعضهم بقتل بعض؛ فهذه أنثى العنكبوت تسمح للذكر بدخول عشها لوجود مصلحة التلقيح، حتى إذا قضت وطرها منه انقلبت عليه وقامت بقتله وأكله، وأخرى تقدم زوجها طعامًا لأولادها، وفي نوع آخر يأكل الصغار أمهم أول ما تقوى أعوادهم.
وهذا العداء الشديد الذي يتجلى فقط بعد انقضاء المصالح، وهذه العلاقة الهشة الضعيفة بين أفراد بيت العناكب- يجعل هذا البيت بحق أوهى بيوت المخلوقات المعروفة.
وقد ذكرنا أن العرب استخدمت كلمة "بيت" بمعنى امرأة الرجل وعياله، وقد توصل العلم الحديث إلى أن العلاقة الأسرية بين العناكب علاقة تحكمها المصلحة حتى إذا انقضت المصلحة انقلبوا أعداء يقتل بعضهم بعضًا كما فصلنا سابقًا، ولا تجتمع هذه الخصال السيئة والعلاقات الهشة في أي بيت لمخلوق آخر؛ مما يجعل بيت العنكبوت بمعنى المرأة والأولاد هو أوهن بيوت المخلوقات قاطبة.
وإذا قبلنا أن المقصود في الآية الكريمة هذا المعنى للبيت؛ أي بمعنى العلاقات الأسرية، فإن وصف القرآن الكريم له بأنه أوهن البيوت يتطابق مع ما بينه الله تعالى لعباده من خلال ملاحظات العلم الحديث لحياة العناكب، ويكون وجه الشبه في المثل المضروب في القرآن الكريم واضحًا جدًّا؛ حيث إن الذين يتخذون من دون الله تعالى أولياء إنما يتخذونهم لمحاولة تحقيق مصالح دنيوية، حتى إذا تحققت هذه المصالح انقلبوا أعداء، إما في الدنيا أو في الآخرة، يقول الله تعالى:)الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين(67)( (الزخرف)، وهذه العلاقة المؤقتة والمصلحة الآنية تنطبق على العنكبوت وأهل بيته كما ذكرنا([23]).
وعند النظر إلى آخر الآية المذكورة نجد أنها خُتمت بقوله تعالى:)لو كانوا يعلمون(؛ لأن هذه الحقائق لم تكن معروفة لأحد من الخلق في زمن الوحي، ولا لقرون متطاولة من بعده؛ حيث لم تُكتشف إلا بعد دراسات مكثفة في علم سلوك حيوان العنكبوت، قام بها مئات من العلماء لمئات من السنين حتى تبلورت في العقود المتأخرة من القرن العشرين؛ ولذلك ختم ربنا سبحانه وتعالى الآية بقوله: )لو كانوا يعلمون(([24]).
3) وجه الإعجاز:
أثبت العلم الحديث أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت وأضعفها، وذلك من ناحيتين:
· الناحية المادية: حيث لا يقيها حرًّا ولا بردًا، ولا يحميها من أعدائها الطبيعيين الذين يستدلون على مكانها من خلال بيتها.
· والناحية المعنوية: حيث إن أنثى العنكبوت تأكل ذكرها بعد أن يلقِّحها وتقضي وطرها منه، وكذلك تفعل ببعض صغارها، بل ويقتل الصغار بعضهم بعضًا، وليس هناك بيت أضعف من بيت تنهار فيه العلاقات الأسرية كذلك، ويبيِّت كل فرد من أفراده الغدر والمكيدة للآخر بدلاً من أن يُبنى على السكينة والمودة فيما بينهم.
وهذا يتطابق مع ما جاء في الآية الكريمة من قوله: )وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت((العنكبوت/٤١)؛ حيث إن اللغة أقرت أن العرب كانت تطلق كلمة بيتًا على دار الرجل وامرأته وعياله.
(*) وهم الإعجاز العلمي، د. خالد منتصر، دار العين، القاهرة، ط1، 2005م. القرآن والتفسير العصري، د. عائشة عبد الرحمن، دار المعارف، القاهرة، ط3. تشبيه قرآني ضعيف كما أثبت العلم الحديث ) أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ((العنكبوت/٤١) ، مقال منشور بموقع: نادي الفكر العربي www.nadyelfikr.com.
[1]. من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص139، 140.
[2]. انظر: الموسوعة الذهبية في إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية، د. أحمد مصطفى متولي، دار ابن الجوزي، القاهرة، ط1، 1426هـ/ 2005م، ص368.
[3]. المعروف عن السير ديفيد أتَّنبرو أنه منذ سنة 1952م وحتى الوقت الحاضر يعمل برعاية قناة التلفاز الـ (بي بي سي)، للقيام ببعثات حول العالم في الأنثوغرافيا أو الأنثروبولوجيا الوصفية؛ حيث يقوم بالتصوير مع الشرح المفصل لمختلف النباتات والحيوانات، ولقد قام أتنبرو بهذه الرحلات في معظم أرجاء العالم، وتُعرض أفلامه العلمية دوريًّا منذ نصف قرن وحتى الآن، ونُشرت مؤلفاته حول تلك الرحلات، فهو يُعتبر بحق أشهر عالم أحياء في الوقت الحاضر.
[4]. معجزات القرآن العلمية في الأرض مقابلة مع التوراة والإنجيل، عبد الوهاب الراوي، مرجع سابق، ص124، 125 بتصرف.
[5]. موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج6، ص107.
[6]. من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص141.
[7]. لسان العرب، مادة: عنكب.
[8]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج13، ص345.
[9]. فتح البيان في مقاصد القرآن، صديق بن حسن القنوجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1420هـ/ 1999م، ج5، ص238.
[10]. من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص140.
[11]. المرجع السابق، ص141، 142.
[12]. المرجع السابق، ص143.
[13]. موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج6، ص108، 109.
[14]. انظر: من معجزات القرآن ما بين الطب والعلوم الحديثة، د. سامي نوح حسن الموسوي، دار السياب، لندن، 2007م، ص233، 234.
[15]. ثبت علميًّا، محمد كامل عبد الصمد، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط4، 1430هـ/ 2009م، ج5، ص239، 240.
[16]. الموسوعة الكونية الكبرى: آيات الله في ممالك الطير والنحل والنمل والحشرات، د. ماهر أحمد الصوفي، المكتبة العصرية، بيروت، 1429هـ/ 2008م، ج12، ص298.
[17]. لسان العرب، مادة: بيت.
[18]. لسان العرب، مادة: وهن.
[19]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج13، ص345.
[20]. فتح البيان في مقاصد القرآن، صديق بن حسن القنوجي، مرجع سابق، ج5، ص238.
[21]. تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، مرجع سابق، ص11178.
[22]. تشبيه قرآني ضعيف كما أثبت العلم الحديث )أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ( (العنكبوت/٤١)، مقال منشور بموقع: نادي الفكر العربي www.nadyelfikr.com.
[23]. تأملات في تفسير معنى قوله تعالى: )وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ((العنكبوت/٤١)، د. صلاح رشيد، بحث منشور بموقع: الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.eajaz.org.
[24]. من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص144 بتصرف.