إنكار الإعجاز العلمي للقرآن بشأن إعادة تسوية البنان(*)
مضمون الشبهة:
في محاولة لطمس الحقائق العلمية في القرآن الكريم ينكر الطاعنون الإعجاز العلمي الوارد في قوله سبحانه وتعالى: )بلى قادرين على أن نسوي بنانه (4)( (القيامة) زاعمين أن المعنى المقصود بها ـ كما تقول جميع كتب التفسير ـ هو استواء أصابع أيدي الكفار يوم القيامة، فتصبح كحوافر الحيوانات غير قابلة للانحناء لالتقاط الأشياء.
ويستدلون على هذا الإنكار بأن كلمة "التسوية" لم تأت أبدًا في القرآن الكريم بمعنى الخلق الكلي أو إعادة الخلق، وإنما جاءت بمعنى التعديل والتقويم والإتمام، كما تقول المعاجم اللغوية.
وجه إبطال الشبهة:
إن المراد من قوله تعالى: )بلى قادرين على أن نسوي بنانه (4)((القيامة) هو إعادة خلق البنان (أطراف الأصابع) مقوَّمة متقنة ـ عند البعث ـ فالتسوية كناية عن الخلق؛ لأنها تستلزمه، فإنه ما سُوِّي إلا وقد أُعيد خلقه؛ قال تعالى: )الذي خلق فسوى (2)( (الأعلى)، يؤكِّد هذا أقوال المحققين من أهل التفسير. وقد جاء العلم حديثًا فأثبت أن جلد البنان يحتوي على رسوم وخطوط، تُرسم بعناية فائقة في نهاية الشهر الثالث وبداية الشهر الرابع من عمر الجنين، وهو لا يزال في بطن أمه، ثم تبقى هذه الخطوط ـ بما تحويه ـ ثابتة لا تتغير أبدًا؛ حتى تبقى هوية ربانية دائمة لكل واحد من البشر.
وقد نشأ عن هذا ما يُعرَف باسم "علم البصمة" الذي أثبت أن البصمة لا تتطابق في فردين أبدًا؛ حتى ولو كانا من التوائم المتماثلة، بل لا تتطابق بين أصبعين من أصابع اليد الواحدة أو القدم الواحدة في الفرد الواحد. فأيُّ إعجاز علمي هذا الذي أشار إليه القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان؟!
التفصيل:
1) الحقائق العلمية:
لقد كشف العلم حديثًا النقاب عن بعض أسرار البنان، فبيَّن أن البصمة تتكوَّن من خطوط بارزة في بشرة الجلد، تجاورها منخفضات، وتعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العرقية، تتمادى هذه الخطوط وتتلوَّى وتتفرَّع عنها تغصُّنات وفروع، لتأخذ في النهاية وفي كل شخص شكلًا مميزًا([1]).
"وتتكوَّن بشرة الجلد من خمس طبقات أسفلها الطبقة الملاصقة للجلد، وهي التي تجدِّد البصمة إذا تأثَّرت بعارض خارجي. وقد أثبتت دراسات الجنين البشري أن هذه الخطوط المميزة لكل فرد تُرسم بعناية فائقة في نهايات الشهر الثالث وبدايات الشهر الرابع من عمر الجنين وهو لا يزال في بطن أمه، وقد اكتمل هيكله العظمي، وتمَّت كسوته باللحم (العضلات والجلد) واكتملت أعضاؤه وأجهزته، وأخذت الملامح البشرية في الظهور عليه، وأصبح في الطريق إلى إنشائه خلقًا آخر...
وتبقى هذه الخطوط بأشكالها، وتفرعاتها، ومواضع اتصالها أو انفصالها ثابتة لا تتغير أبدًا؛ حتى تبقى هوية ربانية دائمة لكل واحد من بني الإنسان، إلا إذا تمَّ تشويه الأنامل تشويهًا كاملًا، ووصل هذا التشويه إلى الطبقة السفلى من الجلد وهي الطبقة المعوِّضة للبصمة، فإذا دُمِّرت هذه الطبقة فإن البصمة لا تُعوَّض، ويتم التحام الجلد ليبقى علامة مميزة أخرى بما يحمل من آثار التشوُّه.
ومن الثابت علميًّا أن البصمات هي صفات فردية محضة لا تُورَّث، ولا تتأثر بعامل النسب، ومن هنا كانت أهميتها في مجال تحقيق الشخصية، ويمكن استخدامها كذلك في التعرُّف على شيء من صفات تلك الشخصية من مثل الجنس (ذكر أو أنثى)، العمر، الحالة الصحية، الحجم (وذلك لتناسب حجم البصمة مع حجم الجسم)، والمهنة وغير ذلك، والبصمات تترك آثارها على كل جسم تلمسه، سواء كان هذا الجسم ذا سطح خشن أو أملس.
ومن هنا يمكن الاستفادة منها بإبرازها في تتبُّع العديد من المجرمين، ومعرفة تفاصيل حدوث الجريمة"([2]).
بصمات لبَنانَيْ شخصين مختلفين توضِّحان الفرق بين البصمات وإن تشابهت
وتأكيدًا لما سبق يذكر تاريخ العلوم أن العالم البولندي "بركنجي" ـ أستاذ التشريح وعلم وظائف الأعضاء بجامعة براسلاو ببولندا ـ من أوائل من لاحظوا أن بجلد الأصابع بروزات ذوات أشكال معينة. وفي عام 1858م أثبت السير "وليم هرشل" ـ عالم إنجليزي، كان يعمل موظفًا في بريد البنغال، ويرجع إليه الفضل في كونه أول من استخدم علم البصمة تطبيقيًّا ـ أن شكل بشرة الأصبع يدل على صاحب هذا الأصبع ويثبت فرديته.
وعلى الرغم من أن السير "فرنسيس جالتون" ـ عالم رياضيات، يعدُّ أول من وضع أسس علم الوراثة البشرية ـ قد أثبت عام 1892م أن صورة البصمة لأي أصبع تعيش مع صاحبها طول حياته فلا تتغير، إلا أن الريبة بقيت بين الناس والقضاة بشأن هذه البصمات إلى أن وقعت جريمة في مدينة ديتفورد بإنجلترا، وأمكن اكتشاف القاتل بمضاهاة بصمة أصبعه ببصمة تركها بموقع الجريمة، وكانت البصمة في اليوم التالي على الصفحات الأولى من صحف لندن، وأطلق عليها "البصمة التاريخية"؛ لأنها أزالت الشكوك بشأن البصمات ودلالتها أكثر من الإمضاء أو أي شيء آخر على إثبات شخصية المرء؛ فهي أدل على الإنسان من وجهه ومن صورته، وهي من أخص خصائصه.
ومن الثابت علميًّا أن جلد الأصبع لو احترق وتكوَّن مكانه جلد جديد لظهرت البصمات بأشكالها نفسها التي كانت عليها في الجلد القديم([3]).
إذًا فبصمات الشخص الواحد تظل ثابتة مدى الحياة لا تتغير أبدًا، ما لم تُصب بحرق أو تشويه كامل([4])، بل وتبقى بعد الوفاة إلى أن تُحلَّل أنسجة الجلد جميعها، ولا يكفي أن تسقط بشرة الجلد الخارجية لتزول البصمة؛ إذ إن الأدمة تحت البشرة تظهر البصمة بوضوح([5]).
وهذا ما حدا بالشرطة الجنائية والمخابرات العالمية في جميع الدول إلى الاعتماد عليها؛ للاستدلال على الأشخاص المطلوبين للعدالة أو المجرمين([6]).
ومن الشواهد الواقعية على ذلك ما حدث من بعض المجرمين بمدينة شيكاغو الأمريكية عندما تصوَّروا أنهم قادرون على تغيير بصماتهم، فقاموا بنزع جلد أصابعهم واستبداله بقطع لحمية جديدة من مواضع أخرى من أجسامهم، إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل عندما اكتشفوا أن قطع الجلد المزروعة قد نمت واكتسبت البصمات الخاصة نفسها بكل شخص منهم.
كما وجد علماء التشريح أن إحدى المومياءات المصرية المحنَّطة قد احتفظت ببصماتها جليَّةً([7]).
أشكال البصمات:
"تأخذ البصمة عدة أشكال تُؤخذ في مجالات التحقيقات الجنائية: قوسي (Arch) ـ خَيمي (Arch tented) ـ حَلَقي (Loop) ـ متدل حلقي (NutantLoop) ـ حلقي مزدوج (Twinned Loop) ـ حلزوني (Whorl) ـ جيبي جانبي (Lateral Pocket) ـ عرضي (Accidental) ـ مركب (Composite)"([8]).
وإليك صورًا توضيحية مكبَّرة لبعضها:
ويجمع هذه الأشكال أربعة أنواع من الخطوط فقط، وهي:
1. الأقواس، وليس لها زوايا.
2. المنحدرات، ولها زوايا نحو اليمين أو الشمال.
3. المستديرات، ولها زاويتان: يمينية وشمالية.
4. الخطوط المركبة، وهي أنواع متعددة([9]).
وبالإضافة إلى ما سبق فقد ذكر العلماء الحاسبون في علم البصمات "أن لبصمة الأصبع نحو مئة من الصفات والخصائص التي تحدِّد أشكالها ومواضعها، وهم يبنون حساباتهم على امتحان اثنتي عشرة خصيصة اتفق عليها رجال الضبط والأمن بكل البلاد، ولن نجد اثنين يشتركان في هذه الخصائص الاثنتي عشرة إلا مرة في كل أربعة وعشرين مليارًا من الأفراد([10])، هذا إذا أخذت بصمة أصبع واحد، فما بالك بالأصابع العشرة؟!
وقد ورد في الموسوعة العربية العالمية سنة 1989م أن سجل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في الولايات المتحدة الأمريكية جمع حوالي مئة وخمسة وسبعين مليونًا من بصمات الأصابع فلم يكن بينها اثنتان متشابهتان تمامًا"([11]).
وجدير بالذكر أن العالم "فرنسيس جالتون" قد وضع كتابه الشهير "بصمات الأصابع" الذي يُعتبر مرجعًا أساسيًّا في علم البصمات، واعتمدته الحكومة البريطانية عام 1901م، وحصر فيه أمر التعرُّف على بصمة الأصابع في نظام معين يقضي بأن لكل بصمة 12 ميزة خاصة. ومن الطريف أن من بين المليون الأول من البصمات التي حصلت عليها الشرطة في لندن، لم يعثروا على بصمتين متشابهتين في أكثر من 7 مميزات من بين المميزات الـ 12.
كما أنه توجد في كل بصمة أنواع من المميزات بأعداد متفاوتة، وقد يتجاوز عددها في بصمة الأصبع الواحد الخمسين، وقد يصل إلى المئة، وربما وجدنا في مساحة صغيرة من الجزء الأوسط للأصبع أكثر من عشرة منها.
وإليك نموذجًا من المميزات الخطية في الانطباعات الأصبعية في الأشكال الآتية:
· نظرية الاحتمالات وعلم البصمات واحتمال تطابق بصمتين:
طوَّر هذه النظرية البروفيسور "سيمون نيوكومب" وهي تعتمد على أسس وقوانين محكمة، مثل جدول الضرب. ويقول "بول كريك" ـ أستاذ العلوم الجنائية في جامعة كاليفورنيا أن نظرية الاحتمالات هي المفتاح الوحيد لتفسير الأدلة الطبيعية.
ولنحاول تطبيق هذه النظرية على إمكانية تطابق بصمتين تطابقًا كاملًا من حيث: (النوع ـ الشكل ـ الموضع).
لنفرض أن أحدنا أخذ انطباعًا لإبهامه الأيمن والتقط صورة فوتوغرافية لهذا الانطباع، ثم كبَّرها عدة مرات كي يستطيع تحديد المميزات الخطية في بصمته، ولنفرض أنه بعد أن قام بهذا العمل وجد فيها (45 ميزة).
ترى ما هي فرص العثور على بصمة أخرى، سواء في بقية أصابعه العشرة، أو في أصابع يدي أي إنسان آخر يعيش حاليًّا على وجه البسيطة، وتحتوي على المميزات نفسها بالضبط، من حيث العدد والأشكال والمجموع والمواضع النسبية؟!
وبتعبير آخر: هل يمكن أن تتكرر البصمة نفسها مرتين وفي الوقت نفسه مع ما فيها من تفاصيل ذاتية بالغة الدقة؟!
إن كل ذي خبرة في الموضوع يستطيع الإجابة عن هذه التساؤلات قائلًا ـ بثقة تامة وبكل بساطة: إن فرص تكرار بصمتين في آنٍ واحد هي مِثْل فرصة العثور على حبة رمل معينة من الرمال التي تقبع بمكان ما في الصحراء الكبرى أو الربع الخالي، ومن الطبيعي أن بمقدورنا أن نجد بصمة أخرى من النوع نفسه أو الزمرة، وقد نجد فيها نقطة زاوية أو مراكز متشابهة أو مماثلة أو أننا قد نجد كذلك النقطتين معًا.
وربما صادفنا العدد نفسه من المميزات أيضًا، أي: خمس وأربعين ميزة، ولكن الشيء الذي يستحيل أن نصادفه وبالتأكيد، هو المميزات الحلمية نفسها من حيث المواضع النسبية، وعندما يستبعد الخبراء احتمال وجود بصمتين متطابقتين في آنٍ واحد لهذه الدرجة من التطرف، إنما يستندون ـ كما رأينا ـ إلى قوانين ونظريات، ومن بينها نظرية الاحتمالات المشار إليها سابقًا، والتي تنص على أنه "إذا كانت الوقائع مستقلة بعضها عن بعض، فإن احتمال توافقها وحدوثها هو حاصل ضرب احتمالاتها المنفصلة".
فإذا كان يوجد كمعدل وسطي عند شخص واحد من بين كل أربعين شخصًا بصمة دائرية بالسبابة اليمنى، وكان يوجد عند كل عشرين شخصًا بصمة دائرية بالإبهام الأيسر، فإن احتمال وجود البصمتين الدائرتين معًا في الأصبعين المذكورين عند أي شخص تختاره بشكل عفوي هو: 1/ 40 × 1/ 20 = 1/ 800.
وفيما يختص بالميزات الفردية، فقد اختلفت تقديرات العلماء والخبراء حول فرصة تكرارها في فترة زمنية واحدة، وأخص بالذكر منهم (جالتون، بلتازارو، رموس، ني وورث، تشريل)؛ فقد قدَّر "جالتون" أن هناك أقل من فرصة
واحدة من بين (64 مليارًا) لوجود بصمة واحدة مطابقة للأخرى، وهذا الرقم بالطبع أضعاف أضعاف عدد سكان الأرض في زماننا هذا!
وقد بَنَى "جالتون" تقديره هذا على أساس المميزات الرئيسية الأربعة للبصمة، وهي:
1.انتهاء الخط باتجاه أعلى أو أسفل.
2.تفرُّع الخط إلى فرعين أو أكثر.
3.وجود جزيرة أو نقطة.
4.وجود حلقة في نهاية الخط.
فإذا أخذنا الميزة الأولى من بصمة ما نجد أن احتمال وجود ميزة أخرى مطابقة لها في الموضع نفسه، من خلال الميزات الأربع الأساسية السابقة، هو: 1/ 4 × 1/ 4 = 1/ 16.
وإذا تابعنا تقدير الاحتمالات يتضح لنا أن فرصة وجود بصمتين متطابقتين هي فرصة بعيدة المنال جدًّا، إن لم نقل أنها مستحيلة، ولعل من أطرف الشروح المبسطة المتعلقة بتطبيق نظرية الاحتمالات، على البصمات وأقربها للأذهان ـ ما نشره "بيرت وينوورث" يقول:
إذا قبلنا تقدير (بلتا زار) بأن تكرار الميزة مرة واحدة كل أربع مرات (كما هو موضَّح سابقًا) فإننا سنجد عندما نرفع الرقم (4) إلى القوة (45) يصبح لدينا العدد الآتي:
(454) = 176, 706 , 694 , 600 , 995, 818 , 925 , 208 , 1
وهذا العدد أكثر من سيبتليون (Septillion)، ولكي نبيِّن للقارئ الكريم ماذا يعني السيبتليون، لنفرض أن شخصًا حاول أن يعدَّ السيبتليون بوضع شُرَط (جمع شرطة)، وهي جرَّة القلم على الورقة بمعدل ثلاث جرات في
الثانية، فإنه في ظرف سنة واحدة سيتمكن من وضع (444, 674, 94) جرة فقط، وبما أن هذه المهمة شاقة جدًّا، لذا سيجد من الضروري الاستعانة بجهد كل شخص على وجه الأرض دون استثناء أحد مطلقًا، حتى الأطفال والمرضى سيضطر لإجبارهم على وضع جرَّات أقلامهم على الورق بمعدل ثلاث جرات في الثانية، وذلك دون توقُّف للنوم أو للراحة، ومع العلم أن عدد سكان العالم حاليًّا يبلغ حوالي (5, 5 مليارات نسمة تقريبًا([12])،
وعلى الرغم من استخدام ذلك العدد الهائل من الصفوف البشرية، فإن جهودهم المجتمعة لن تنتهي إلا بعد ما يقرب من (ثلاثة ملايين من السنين!)، وطبعًا هذا على افتراض أنه يمكن بالشكل النظري العثور على بصمتين
متطابقتين عند شخصين مختلفين، ولكن مرة واحدة فقط في فترة أطول من تلك التي يقدِّرها الفلكيون لازمة لبرودة الشمس، ومن ثم فإن العثور على مميزات متطابقة عند شخصين مختلفين هي استحالة مطلقة!
ولقد قدَّر "جالتون" أن ثمة أقل من فرصة (من أربعة وستين مليارًا) لتكرار بصمة واحدة مرتين في وقت واحد!
ترى إذا قبلنا هذا التقدير، فماذا ستكون فرصتنا للعثور على مثيل مطابق ليجمع بصمات الأصابع العشرة؟! يتبيَّن من الحساب أنه ستكون فرصة واحدة من العدد الآتي:
(64×910)10= (976, 846, 606, 904, 921, 152, 1×9010).
وهذا العدد يفوق جميع الإدراك البشري!
ولقد اعتمد "بلتا زار" في تقديره على الحقيقة المعروفة وهي أن المعدل الأوسط من التفاصيل الدقيقة في بصمة الأصبع الواحدة هو (100 ميزة)، ومع وجود هذه الميزات المئة فإن فرصة تكرار أصبع واحدة تحمل مئة ميزة هي فرصة
واحدة من عدد يتألف من (61 رقمًا)، وبحساب ذلك بصورة مفصلة يتبيَّن لي أننا نستطيع أن نعبِّر عن فرصة التكرار بالعد الخيالي الآتي:
376,301, 795, 401, 604, 069, 676, 221, 968, 167, 564, 705, 809, 716, 729, 171, 974, 937, 606, 1.
وإذا بلغ بك الفضول لمعرفة احتمالية تكرار جميع البصمات العشرة مجتمعة فما عليك إلا أن تضرب هذا العدد في نفسه تسع مرات([13])!!
ومن ثم فقد أثبت العلم حديثًا أن البصمة "لا تتطابق في فردين أبدًا حتى لو كانا من التوائم المتماثلة، بل لا تتطابق بين أصبعين من أصابع اليد الواحدة أو القدم الواحدة في الفرد الواحد"([14]).
هذا وقد أكَّد على جميع ما سبق من حقائق علمية المرجع الطبي الأجنبي (CyrilJohn Polson et al) حيث قال:
The pattern of each person's impressions is unique. No two impressions have yet been found to coincide precisely unless both were made by one and the same area of friction skin. The accumulation of millions of records over a hundred million in the U. S. A alone, has as yet failed to disturb the validity of this observation.
The pattern of an individual's friction skin remains unchanged throughout life. Herschel (1880 ـ 1916) first demonstrated this. His own impression taken when aged 28 and again at 82 were unchanged except for the addition of the coarse line due to old age and clearly recognizable as such.
وترجمة ملخصة لما سبق تشتمل على المعلومات الآتية:
إن نموذج البصمة لكل شخص يكون فريدًا أو وحيدًا، وعلى هذا لا توجد بصمتان حتى الآن تتطابقان تمامًا، إلا أن تكونا للشخص نفسه ومن مكان البصمة نفسه، وإن تجميع ملايين البصمات التي سُجِّلت لمئات الملايين من
البشر في الولايات المتحدة الأمريكية (U.S.A)وحدها قد فشلت في الإخلال بصحة هذه المشاهدة.
كما لوحظ أن نموذج البصمة لأي شخص لا يتغيَّر على مدار رحلة العمر، فهذا هو العالم "Herschel" قد أوضح ذلك عندما أخذ بصمة أصابعه وعمره 28 سنة، ثم مرة أخرى عندما أصبح عمره 82 سنة، فوجد أن البصمة لم تتغير إلا من بعض الإضافات نتيجة لتجاعيد الزمن([15]).
2) التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:
لا شك أن الله تعالى الذي خلق الإنسان من عدم فجعله في أحسن تقويم لقادر على إعادة هذا الخلق العجيب ـ بكل ما فيه دون زيادة أو نقصان ـ مرة أخرى، وذلك أهون عليه؛ قال تعالى: )أيحسب الإنسان ألَّنْ نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوي بنانه (4)( (القيامة).
وهنا أثار المشككون شبهتهم زاعمين أن المعنى المقصود من الآية الثانية هو استواء أصابع الكافر يوم القيامة فتصبح كحوافر الحيوانات غير قابلة للانحناء؛ لالتقاط الأشياء.
وهذا التفسير يخالف سياق الآية والسبب الذي من أجله نزلت.
ولعلَّ نظرة إلى الدلالات اللغوية التي اشتملت عليها هذه الآية الكريمة، وأقوال المفسرين حولها ـ توضِّح لنا بجلاء ما تحويه من إعجاز علمي رائع.
· من الدلالات اللغوية في الآية الكريمة:
البَنَان: أطراف الأيدي والأرجل([16]).
وجاء في المخصص لابن سيده: البَنَان: واحدته بنانة. قال أبو عبيدة: البنان: أطرافها([17]).
وقال ابن فارس في مقاييس اللغة: قال الخليل: البَنَان: أطراف الأصابع في اليدين([18]).
وجاء في معجم اللغة العربية المعاصرة: بنان مفرده (بنانة): أطراف الأصابع، أو الأصابع ذاتها([19]).
· من أقوال المفسرين حول الآية الكريمة:
يقول الفخر الرازي: "إنه نبَّه بالبنان على بقية الأعضاء؛ أي نقدر على أن نسوي بنانه بعد صيرورته ترابًا كما كان، وتحقيقه: أن من قدر على الشيء في الابتداء قدر أيضًا عليه في الإعادة، وإنما خصَّ البنان بالذكر؛ لأنه آخر ما يتم خلقه، فكأنه قيل: نقدر على ضمِّ سلاماته على صغرها ولطافتها بعضها إلى بعض كما كانت أولًا من غير نقصان ولا تفاوت، فكيف القول في كبار العظام"([20])؟!
ويحكي القرطبي قول القتبي والزجاج قائلًا: "وزعموا أن الله لا يبعث الموتى ولا يقدر على جمع العظام؛ فقال الله تعالى: بلى قادرين على أن نعيد السُّلاميات على صغرها، ونؤلِّف بينها حتى تستوي، ومن قدر على هذا فهو على جمع الكبار أقدر"([21]).
وقال ابن كثير: "أي أيظن الإنسان أنا لا نجمع عظامه؟! بلى سنجمعها قادرين على أن نسوي بنانه؛ أي: قدرتنا صالحة لجمعها، ولو شئنا لبعثناه أزيد مما كان، فنجعل بنانه ـ وهي أطراف أصابعه ـ مستوية، وهذا معنى قول ابن قتيبة والزجاج"([22]).
وقال الثعالبي: "نسوِّي بنانه، معناه: نتقنها سوية، قاله القتبي: وهذا كله عند البعث"([23]).
ويقول البقاعي: "هو تنبيه على التأمل في لطف تفصيل الأنامل وبديع صنعها الموجب للقطع بأن صانعها قادر على ما يريد"([24]).
ويؤكِّد صاحب الظلال على ما سبق فيقول: "النص يؤكد عملية جمع العظام، بما هو أرقى من مجرد جمعها، وهو تسوية البنان، وتركيبه في موضعه كما كان، وهي كناية عن إعادة التكوين الإنساني بأدق ما فيه، وإكماله، بحيث لا تضيع منه بنان، ولا تختل عن مكانها، بل تُسوَّى تسوية، لا ينقص معها عضو ولا شكل هذا العضو، مهما صغر ودقَّ"([25]).
وقد رجَّح ما سبق من تفسير كثيرٌ من أئمة التفسير؛ قال الفخر الرازي: "أقرب إلى الصواب"([26]). وقال القرطبي: "أشبه بمساق الآية"([27]). ويقول ابن كثير: "والظاهر من الآية أن..." وذكر التفسير السالف الذكر([28]). ويقول الثعالبي: "أحرى مع رصف الكلام"([29]).
أما عن التفسير الذي تشبَّث به المشككون فهو يخالف سياق الآية والسبب الذي من أجله نزلت.
قال الشنقيطي: "هذا في الواقع لم نفهم له وجهًا مع السياق، فهو وإن كان دالًّا على قدرة الله وعجز العبد، ولكن السياق في إنكار البعث واستبعاده، ومجيء نظير ذلك في سورة (يس) يرشد إلى أنه سبحانه قادر بعد موت العبد وتلاشيه في التراب، وتحوُّل عظامه رميمًا، فهو قادر على أن يعيده تمامًا كما أنشأه أول مرة، ومن ضمن تلك الإعادة أن يسوي بنانه؛ أي: يعدلها وينشئها كما كانت أول مرة"([30]).
وقيل أن هذه الآية: "نزلت في عدي بن أبي ربيعة قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، حدثني عن يوم القيامة، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عدي: لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك، أوَيجمع الله العظام؟! فنزلت هذه الآية. ألا قلت: إن سبب النزول لا يخصِّص الإنسان بهذا السائل"([31]).
ومعنى هذا أن كل منكر للبعث تنطبق عليه الآية التي بين أيدينا؛ ولذا قال سبحانه وتعالى في الآية التي قبلها: Ze d [بصيغة العموم؛ فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما يقول علماء الأصول.
وأما قولهم: إن هذا التفسير قد ذكرته كتب التفسير كافة، فليس بمسوِّغ لقبوله؛ إذ إنها قد ذكرته من باب عَرْض المسألة برُمَّتها، ثم رجَّحت كثير منها القول الأول السالف الذكر ـ الذي اعتمدناه ـ وهذا دأب كثير من كتب التفسير؛ لا سيما القديم منها.
وبهذا يتبيَّن لنا مما سبق من الدلالات اللغوية وأقوال المفسرين أن البنان هو أطراف الأصابع التي هي أصغر جزء في جسم الإنسان، وقد سُمِّيت بذلك؛ لأن بها صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يَبِنَّ بها، يريد أن يقيم به([32]) "أي: يتحسَّس بها الأحوال لتركيز النهايات العصبية والحسية فيها. يقال: أبَنَّ بالمكان يَبِنُّ: إذا استقر وأقام فيه، ولذا قال تعالى: )بلى قادرين على أن نسوي بنانه (4)((القيامة)، وقال: )واضربوا منهم كل بنان (12)((الأنفال)؛ أي: اضربوا على أيديهم التي بها يقاتلون"([33]).
ومن ثم رأينا القرآن الكريم يتحدَّى في الآية التي معنا من يشككون في يوم البعث، فيذكر أمرًا ما كان يخطر على بال البشر في ذلك العصر، وهو أن الله تعالى سوف يجمع هذه العظام ويعيد خلق هذا الإنسان كما أنشأه أول مرة، وأن القدرة الإلهية في الخلق تصل إلى حدِّ تمييز كل إنسان من غيره ببصمة الأصبع([34]).
تلك البصمة التي تعتبر ختمًا إلهيًّا جعله الخالق سبحانه وتعالى علامة جماعية فارقة للإنسان دون غيره من المخلوقات المعروفة لنا، كما جعله ميزة فردية لكل واحد من بني الإنسان تحدِّد شخصيته تحديدًا قاطعًا، وتفرده عن غيره إفرادًا مميزًا يتجاوز حدود الصفات الموروثة والمميزة لكل عرق ودم ولون، وذلك طيلة حياته.
فالآية بذلك تؤكِّد على إعادة بصمة كل بنان مع بعث كل ميت؛ تأكيدًا على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في كل من الخلق والبعث، كما تشير إلى دقة تسوية البنان وإلى أهمية ذلك في حياة الإنسان([35]).
ولكن المفسرون القدامى كانوا يمرون على هذه الآية مرورًا عابرًا، ولا يفهمون ما فيها من إعجاز علمي؛ لأن بصمة الأصبع لم تكن قد اكتُشفت أو عُرف أهميتها ودورها في الكشف عن أي شخص وتمييزه من غيره([36]).
وظلَّ الأمر على هذا إلى أن جاء القرن التاسع عشر الميلادي، فاكتشف عالم التشريح "بركنجي" (Purkinje) عام 1823م حقيقة البصمات، ووجد أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رءوس الأصابع (البنان) تختلف من شخص لآخر، ووجد ثلاثة أنواع من هذه الخطوط: أقواس أو دوائر أو عقد أو على شكل رابع يُدعَى: المركبات؛ لتركيبها من أشكال متعددة.
وفي عام 1858م ـ أي: بعد 35 عامًا ـ أشار العالم الإنجليزي "وليم هرشل" (WilliamHerschel) إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، مما جعلها دليلًا مميزًا لكل شخص.
وفي عام 1877م اخترع الدكتور "هنري فولدز" (HenryFaulds) ـ عالم إنجليزي، قضى أعوامًا في اليابان، يعمل في مستشفى تشوكيجيشي بطوكيو ـ طريقة وضع البصمة على الورق باستخدام حِبْر المطابع.
وفي عام 1892م أثبت الدكتور "فرانسيس جالتون" (FrancisGalton) أن صورة البصمة لأي أصبع تعيش مع صاحبها طوال حياته، فلا تتغيَّر رغم كل الطوارئ التي قد تصيبه.
وفي عام 1893م أسَّس "إدوارد هنري" (EdwardHenry) ـ مُفوَّض إسكتلند يارد ببريطانيا، وكان يعمل موظفًا بالشرطة ـ نظامًا سهلًا لتصنيف البصمات وتجميعها، لقد اعتبر أن بصمة أي أصبع يمكن تصنيفها إلى واحدة من ثمانية أنواع رئيسة، واعتبر أن أصابع اليدين العشرة هي وحدة كاملة في تصنيف هوية الشخص، وأُدخلت في العام نفسه البصمات كدليل قوي في دوائر الشرطة في إسكتلند يارد، كما جاء في الموسوعة البريطانية.
ثمَّ أخذ العلماء منذ اكتشاف البصمات بإجراء دراسات على أعداد كبيرة من الناس من مختلف الأجناس، فلم يُعثر على مجموعتين متطابقتين أبدًا([37]).
وذلك لأن العلم الحديث يؤكد أنه لا يمكن حدوث أي تشابه في بصمة إنسان وآخر على ظهر الأرض بين هذه البلايين من البشر، وقد ثبت علميًّا أن البصمة لا تقتصر على الأنامل وحدها، ولكن تكون أيضًا على الكف والقدمين([38]).
بصمة الأصبع تميز كل شخص من غيره
كل هذه الحقائق العلمية التي لم تُكتشف إلا في العصر الحديث يشير إليها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان، في كلمات قليلة ولكنها فاصلة وواضحة، لا لبس فيها، ولا تحتمل التأويل ـ كدليل على إعجاز الخلق، وكدليل آخر على الإعجاز العلمي للقرآن.
ومن هنا نعلم أن سرَّ تخصيص الله تعالى للبنان دون غيره من الأعضاء، وجعله إحدى آياته ـ هو أن أي عضو في جسم الإنسان قد يتشابه مع نظيره لدى إنسان آخر، أما جلد البنان فقد أثبت العلم الحديث ـ كما ذكرنا ـ أن لكل إنسان رسومًا وخطوطًا في بنانه تختلف عن الآخر؛ فلا يشبه بنان بنانًا من جميع البشر، ولذا كانت بصمة البنان أقوى برهانًا على إثبات شخصية المرء وأدلَّ عليه من أي شيء آخر([39]). فأي إعجاز بعد هذا؟!
وعلى الرغم مما ذكرناه من إعجاز علمي في الآية الكريمة إلا أن المشككين في الإعجاز العلمي للقرآن قد راحوا يختلقون الأدلة لإثبات ما أثاروه من طعون، فقالوا: إن التسوية لم تأت في القرآن أبدًا بمعنى الخلق الكلي أو إعادة الخلق، وإنما جاءت بمعنى التعديل والتقويم والإتمام.
وهذا الكلام ينمُّ ـ خاصة بعدما أثبته العلم من حقائق في هذا الصدد ـ عن فهم قاصر وفكر مضطرب؛ إذ إن قائليه قد وقفوا عند حرفية كلمة "التسوية" من حيث معناها اللغوي فحسب، ناسين أو متناسين أن السياق هو الذي يحدِّد المعنى المراد تحديدًا دقيقًا.
وبالنظر إلى الآية التي معنا نجد أنها قد جاءت في معرض الرد على منكري البعث في كل زمان ومكان ـ كما أوضحنا سابقًا ـ ومن ثم صوَّرت الآية طلاقة القدرة الإلهية أبلغ تصوير؛ حيث ذكرت أن الله قادر على إعادة تسوية البنان ـ الذي يحتوي على البصمة ـ وتركيبه في موضعه كما كان، فما بالك بالعظام الكبار؟!
إذًا فلفظ "التسوية" مناسب ـ هنا ـ تمام المناسبة لما سبق؛ إذ إن الأمر ليس مقصورًا على خلق البنان فحسب، وإنما يحتاج ذلك إلى تسوية وإتقان؛ حتى يكون البنان خاتمًا خاصًّا لكل إنسان، يميزه من غيره من البشر، وهذا هو الإعجاز العلمي الذي أشار إليه الخالق جلَّ وعلا في الآية الكريمة.
يقول ابن عاشور: "أُريد بالتسوية إعادة خلق البنان مُقوَّمة متقنة؛ فالتسوية كناية عن الخلق؛ لأنها تستلزمه، فإنه ما سُوِّي إلا وقد أُعيد خلقه؛ قال تعالى:)الذي خلق فسوى (2)((الأعلي)"([40]).
هذا بالإضافة إلى أن التسوية كما يقول علماء الأجنة هي مرحلة تميز الإنسان من غيره من المخلوقات؛ فالجنين قبل الشهر الثالث يكون أشبه بالحيوانات، لا تستطيع أن تميزه منها، فإذا جاء هذا الشهر بدأت مرحلة التصوير والتسوية والتعديل؛ حتى يصير الجنين في أحسن تقويم([41])؛ قال الله تعالى: )لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (4)( (التين).
وبذلك تذهب شبهة هؤلاء الطاعنين أدراج الرياح، وينجلي الفهم الصحيح للآية الكريمة واضحًا جليًّا، كالشمس في رابعة النهار.
3) وجه الإعجاز:
لقد كشف العلم حديثًا النقاب عن بعض أسرار البنان؛ فأثبت أن جلد البنان (أطراف الأصابع) يحتوي على رسوم وخطوط بأشكال معينة ـ وهو ما يُعرَف باسم "البصمة" ـ تُرسم بعناية فائقة في نهاية الشهر الثالث وبداية الشهر الرابع من عمر الجنين، وهو لا يزال في بطن أمه، ثم تبقى هذه الخطوط بما تحويه ثابتة لا تتغيَّر أبدًا؛ حتى تبقى هوية ربانية دائمة لكل واحد من البشر.
كما أثبت العلم حديثًا أن البصمة لا تتطابق في فردين أبدًا؛ حتى لو كانا من التوائم المتماثلة، بل لا تتطابق بين أصبعين من أصابع اليد الواحدة أو القدم الواحدة في الفرد الواحد. وهذا ما حدا بالشرطة الجنائية والمخابرات في معظم دول العالم إلى الاستفادة منها في تتبُّع الأشخاص المطلوبين للعدالة أو المجرمين.
وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان؛ فقال تعالى: )بلى قادرين على أن نسوي بنانه (4)((القيامة)،جوابًا لنفي البعث في قوله السابق: )أيحسب الإنسان أَلَّنْ نجمع عظامه (3)((القيامة)،أفلا يُعدُّ هذا إعجازًا علميًّا رائعًا، تتجلَّى فيه طلاقة قدرة الخالق عز وجل، القائل في كتابه: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق((فصلت: ٥٣).
[1]. رحيق العلم والإيمان، د. أحمد فؤاد باشا، دار الفكر العربي، القاهرة، ط1، 1422هـ/ 2002م، ص205 بتصرف.
[2]. من آيات الإعجاز العلمي: الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص157، 158.
[3]. رحيق العلم والإيمان، د. أحمد فؤاد باشا، مرجع سابق، ص206 بتصرف.
[4]. انظر: القرآن والطب الحديث، د. أحمد شوقي الفنجري، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2000م، ص128.
[5]. آيات سبقت العلم، د. مها محمد فريد عقل، مرجع سابق، ص6.
[6]. من معجزات القرآن ما بين الطب والعلوم الحديثة، د. سامي نوح حسن الموسوي، مرجع سابق، ص346 بتصرف.
[7]. الموسوعة العالمية في إعجاز القرآن والسنة النبوية المطهرة، أشرف فتحي الجندي، دار الروضة، القاهرة، ط1، 1429هـ/ 2008م، ص316، 317 بتصرف.
[8]. معجزات القرآن العلمية في الإنسان مقابلة مع التوراة والإنجيل، عبد الوهاب الراوي، مرجع سابق، ص54.
[9]. من معجزات القرآن ما بين الطب والعلوم الحديثة، د. سامي نوح حسن الموسوي، مرجع سابق، ص346.
[10]. قام معهد الدراسات والأبحاث والأدلة الجنائية في شيكاغو بأمريكا بدراسة هذا الإعجاز، فاستعان بالحاسب الآلي وعلم الاحتمالات، وأفاد بأنه احتمال تماثل بصمتين تماثلًا كليًّا يمكن أن يكون مرة واحدة في كل 127 تريليار بصمة (أي 127 وأمامها 21 صفرًا)، وهو ما يقرب من اثني عشر مليون مليون مرة ضعف تعداد العالم كله، ترى كم يحتاج هذا العدد من الزمن لكي تتكرر بصمة واحدة؟!
[11]. رحيق العلم والإيمان، د. أحمد فؤاد باشا، مرجع سابق، ص206.
[12]. هذا العدد كان عندما كتب المؤلف كتابه، أما الآن فهو أكثر من ذلك.
[13]. علم البصمات، العقيد إبراهيم غازي، نقلًا عن: إشارات قرآنية للعلوم الرياضية والإعجاز الحسابي، عبد الباسط محمود بخيت، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2006م، ص165: 170 بتصرف.
[14]. من آيات الإعجاز العلمي: الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص156.
[15]. آيات سبقت العلم، د. مها محمد فريد عقل، مرجع سابق، ص5، 6.
[16]. لسان العرب، المعجم الكبير، مادة: بنن.
[17]. المخصص، باب: الأصابع وما فيها.
[18]. مقاييس اللغة، مادة: بن.
[19]. معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: بنن.
[20]. مفاتيح الغيب، فخر الدين الرازي، مرجع سابق، عند تفسير قوله تعالى: )بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَه (4)( (القيامة).
[21]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج19، ص94.
[22]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، مرجع سابق، ج4، ص448.
[23]. الجواهر الحسان في تفسير القرآن، الثعالبي، مرجع سابق، ج4، ص365.
[24]. نظم الدرر، البقاعي، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415هـ/ 1995م، عند تفسير قوله تعالى: )بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَه (4)( (القيامة).
[25]. في ظلال القرآن، سيد قطب، مرجع سابق، ج6، ص3768 ، 3769.
[26]. مفاتيح الغيب، فخر الدين الرازي، مرجع سابق، عند تفسير هذه الآية.
[27]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج19، ص94.
[28]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، مرجع سابق، ج4، ص448.
[29]. الجواهر الحسان في تفسير القرآن، الثعالبي، مرجع سابق، ج4، ص365.
[30]. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، مرجع سابق، ج8، ص372.
[31]. التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، مرجع سابق، مج14، ج29، ص339.
[32]. انظر: المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، مرجع سابق، ص62.
[33]. من آيات الإعجاز العلمي: الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص159.
[34]. القرآن والطب الحديث، د. أحمد شوقي الفنجري، مرجع سابق، ص127 بتصرف.
[35]. من آيات الإعجاز العلمي: الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص159 بتصرف.
[36]. القرآن والطب الحديث، د. أحمد شوقي الفنجري، مرجع سابق، ص127 بتصرف.
[37]. موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، يوسف الحاج أحمد، مرجع سابق، ص169، 170.
[38]. القرآن والطب الحديث، د. أحمد شوقي الفنجري، مرجع سابق، ص127، 128 بتصرف.
[39]. الإشارات العلمية في القرآن الكريم بين العلم والكون والإيمان، د. أحمد عبده عوض، مرجع سابق، ص243، 244 بتصرف.
[40]. التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، مرجع سابق، مج14، ج29، ص341.
[41]. انظر: خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د. محمد علي البار، مرجع سابق، ص372: 375.
open
online black women white men
why do wife cheat on husband
wife cheaters reasons why married men cheat
husband cheat
online online affair