مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن


            نفي إعجاز القرآن الكريم في وصف الرحم بالقرار المكين (*)

 

مضمون الشبهة:

تواصلًا لسلسلة الشبهات والطعون حول إعجاز القرآن الكريم في خلق الإنسان وتكوينه، يعرض المغرضون طعونهم حول مكان تخليق الجنين وتكوينه، ألا وهو الرحم، نافين الإعجاز العلمي عن القرآن الكريم في إخباره عن استقرار النطفة في الرحم، ووصفه بالقرار المكين؛ وذلك في قوله تعالى: )ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)( (المؤمنون).

زاعمين أن البويضة الملقحة قد تعشش بأي مكان في الجسد لمجرد المصادفة ليس أكثر من ذلك.

ويستدلون على ذلك بتنوع أماكن ارتكاز المشيمة؛ فمكان التصاق المشيمة هو بالعادة والمنطق مكان التعشيش، وهذا الارتكاز قد يكون بقعر الرحم، أو على وجهه الأمامي أو الخلفي، وقد يكون بالقسم العلوي، وقد يكون أسفل الرحم، وقد يكون بالبوق، أو على المبيض، أو داخل جوف البطن بما يسمى الحمل خارج الرحم، كما أنه يمكن تعشيش البويضة بطريقة صناعية في أي مكان من الجسم.

كما أنهم يطعنون في إعجاز المسمى القرآني "النطفة" حين استقرارها وانغراسها في الرحم؛ إذ يزعمون أنها في هذا الوضع يجب أن تحصل على اسم جديد غير النطفة؛ فهي ليست نطفة في هذا الحين، وإنما هي اجتماع بين نطفة وبويضة؛ فلماذا أطلق على ماء الرجل وبويضة المرأة مجتمعين اسم النطفة دون تدقيق في الفرق بينهما إن كان هناك إعجاز بالفعل؟!

وهم يخلصون بهذا إلى أن الآية الكريمة السابقة لا علاقة لها بالإعجاز العلمي في وصف الرحم وخلق الجنين، بل هي قاصرة عن معناه.

وجها إبطال الشبهة:

1) أكدت الأبحاث العلمية الحديثة أن الرحم هو المهد والقرار المعد لاستقبال النطفة وتهيئتها وإكرام نزلها؛ لتصبح جنينًا سليمًا دون مخاطر أو إعاقات، ففيه الأوعية الدموية الهائلة لنمو الطفل وتغذيته طوال فترة الحمل، وفيه السائل الزلالي الذي يحمي الجنين عند كبر حجمه من الصدمات والكدمات، بالإضافة إلى وجود الرحم بين عظام الحوض، وتزويده بالعضلات القوية، فهو المكان الممهد المهيأ لاستقبال النطفة وانغراسها في جداره، ولتكوين الجنين وتخلقه والحفاظ عليه.

وهذا ما لا يمكن حدوثه في أي مكان آخر في جسم الإنسان غير الرحم، بل إن كل الحالات التي يحدث فيها حمل خاطئ داخل الرحم أو خارجه هي حالات تبوء في النهاية بالفشل، وتنتهي إما بموت الأم أو إسقاط الجنين، فما هي بقرار مكين ولا طريق مستقيم، وهنا تتجلى حكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه، وإعجاز القرآن الكريم في قوله، فالرحم فقط دون غيره هو القرار المكين لخلق الأجنة ونموها.

2) إن تعبير القرآن الكريم عن مرحلة استقرار البويضة الملقحة في الرحم باسم (النطفة) في قوله سبحانه وتعالى: )ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)((المؤمنون)،لهو من أدق التعبيرات العلمية لهذه المرحلة؛ فهي عبارة عن نطفة الرجل (المنيّ)، ونطفة المرأة (البويضة)، فهي في الحقيقة اجتماع نطفتين ليس أكثر، وتأخذ سمات النطفة العادية نفسها، وقد أطلق عليها العلماء اسم "النطفة الأمشاج"؛ أي: الأخلاط والأمزاج، بالمصطلح القرآني نفسه في قوله سبحانه وتعالى:)إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا (2)( (الإنسان)، فأي دقة بعد هذه الدقة؟! إنها نطفة في قرار مكين، إنه إعجاز علمي وتعبيري في الوقت ذاته.

التفصيل:

أولا. إعجاز القرآن الكريم في وصف الرحم بالقرار المكين:

1)  الحقائق العلمية:

لقد أثبت علماء الأجنة والوراثة بخاصة، والعلم الحديث في عالم الإنسان بعامة، أن الرحم هو المكان الوحيد الذي يصلح لتخليق الجنين وتكوينه؛ حيث إن هذا المكان قد مهد وعد بطريقة تشريحية وهرمونية وميكانيكية تعمل على تكوين الجنين ونموه بطريقة طبيعية سليمة؛ حيث ينمو في إطارها سريعًا بصورة صحية آمنة، ويخرج إلى الحياة مكتملًا معافى، الأمر الذي لا يتحقق له في مكان آخر دون الرحم.

·     أما الخصائص التشريحية للرحم فتتمثل فيما يأتي:

1.يقع الرحم في الحوض بين المثانة من الأمام، والمستقيم من الخلف، ويتألف من ثلاثة أقسام تشريحية، هي: الجسم، والعنق، والمنطقة الواصلة بينهما، وتسمى: المضيق.

2.يحيط بالرحم جدار عظمي قوي جدًّا يسمى الحوض، ويتألف الحوض من مجموعة عظام سميكة، هي: العجز، والعصعص من الخلف، والعظمان الحرقفيان من الجانبين، وهما يمتدان ليلتحما من الأمام على شكل العانة، هذا البناء العظمي المتين لا يقوم بحماية الرحم من الارتطامات والضغوط الخارجية من جميع الجوانب فحسب، وإنما يمثل بناء مرتبًا تشريحيًّا ليلائم نمو الجنين، ويتناسب مع حجمه وشكله، ويسمح له عند اكتمال نموه وكبر حجمه لآلاف المرات بالخروج عبر فتحته السفلية إلى عالم النور، وبشكل سهل، فأي اضطراب في شكل الحوض أو حجمه قد يجعل الولادة صعبة أو مستحيلة، وعندها يلزم شق البطن لاستخراج الوليد بعملية جراحية تسمى القيصرية.

                                                                            

            صورة لحوض المرأة، لاحظ اتساع الحوض وكونه أعرض وأقصر 

                 من حوض الرجل في الصورة التالية
 

صورة لحوض الرجل وهو أعمق وأضيق من حوض المرأة وتضاريسه أكثر بروزًا وخشونة. ولذلك فإن حوض المرأة أكثر أمانًا للجنين من حوض الرجل،
كما تشير إليه الآيــة الكريـمة:
(ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) (المؤمنون)


 

3.أربطة الرحم: وهي أربطة تمتد من أجزاء الرحم المختلفة لترتبط بعظام الحوض، أو بجدار البطن، وتسمى بالأربطة الرحمية، وتقوم بحمل الرحم، وتحافظ على وضعيته الخاصة الملائمة للحمل والوضع؛ حيث يكون كهرم مقلوب، قاعدته في الأعلى، وقمته في الأسفل، وينثني جسمه على عنقه بزاوية خفيفة إلى الأمام، كما تمنع الرحم من الانقلاب إلى الخلف أو الأمام، ومن الهبوط للأسفل بعد أن يزداد وزنه آلاف المرات، هذه الأربطة([1]) هي: الرباطان المدوران، والرباطان العريضان، وأربطة العنق الأمامية والخلفية.

ولإدراك أهمية هذه الأربطة يكفي أن نعلم أنها تحمل الرحم الذي يزداد وزنه من 50 جراما قبل الحمل إلى 5325 جرامًا مع ما تحويه من محصول الحمل، وأن انقلاب الرحم إلى الخلف قبل الحمل قد يؤدي إلى العقم؛ لعدم إمكان النطاف المرور إلى الرحم، وإذا حصل الانقلاب بعد بدء الحمل فقد يؤدي للإسقاط.

·    أما الخصائص الهرمونية للرحم، فتتمثل فيما يأتي:

لا بد للجنين من حماية داخل الرحم، خاصة من تقلصاته القوية، التي يمكن أن تؤدي إلى موته، أو لفظه خارجًا، وذلك بارتفاع عتبة التقلص لألياف العضلة الرحمية؛ بسبب ارتفاع نسبة هرمون البروجسترون، الذي هو أحد أعضاء لجنة التوازن الهرموني أثناء الحمل، والتي تتألف من:

1.   المنميات التناسلية gonadotrophinكمشرف.

2.   هرمون الأستروجين، كعضو يقوم بالعمل بشكل مباشر.

3.   هرمون البروجسترون، كعضو يقوم بالعمل مباشرة، تتعاون هذه اللجنة وتتشاور لتوفر للجنين الأمن والاستقرار في حصنه المنيع.

تقوم هذه الهرمونات بعملها خير قيام، خاصة عند بداية تعشيش النطفة في الرحم؛ حيث ترسل الزغابات الكوريونية([2]) إلى الجسم الأصفر في المبيض رسولًا يدعى المنميات التناسلية تخبره بأن البيضة بدأت التعشيش، وتطلب منه أن يوعز للرحم أن يقوم بما عليه من حسن الضيافة.

هذا الجسم الأصفر في المبيض يقوم بإفراز هرمون البروجسترون بشكل متزايد، ولهذا الهرمون التأثير المباشر على الرحم ليقوم بتأمين متطلبات الحمل، كما أن هرمون البروجسترون يعمل ـ كما ذكرنا ـ على رفع عتبة تقلص العضلات الرحمية، فلا تتقلص إلا تقلصات خفيفة تفيد في تعديل وضعية الجنين داخل الرحم، وفي الشهر الثالث يبدأ الجسم الأصفر في الضمور، وتنقطع هذه الهرمونات، وفي هذا الوقت تأخذ المشيمة ـ التي تكون قد تكونت حول الجنين ـ على عاتقها أمر تزويد الحمل بمتطلباته المتزايدة من الهرمونات حتى نهاية الحمل.

·    أما عن الخصائص الميكانيكية للرحم في حالة الحمل:

فإن الرحم يمتد ويرتفع بعد الشهر الثالث من الحمل بشكل واضح إلى البطن، وفي هذه الحالة يصبح خارج الحماية العظمية الحوضية. فمن يحمي الجنين عندها من الصدمات الخارجية؟!

هنا يأتي دور السائل الأمنيوسي([3])، وهو يوجد منذ الأشهر الأولى للحمل، ويفرزه الغشاء الأمنيوسي، وهو يحيط بالجنين من كل الجهات، وتزداد كميته بشكل واضح حتى تصبح حوالي 1000سم3 في الشهر السادس، ثم تميل إلى النقصان تدريجيًّا، وتقدَّر وسطيًّا بـ 500 ـ 600 سم3في نهاية الحمل. هذا السائل يقوم ـ إضافة لوظائفه الكثيرة ـ بوظيفة مهمة، هي حماية الجنين من الصدمات؛ حيث يمتص قوة الصدمات بتوزيعها على سطح أوسع، كما يشارك في هذه الحماية جدار البطن، والأغشية الثلاثة، وجدار الرحم ذاته([4]).

وعلى هذا؛ فإن الرحم ينمو ويتمدد حتى إن حجمه ليتضاعف أكثر من ثلاثة آلاف مرة في نهاية الحمل؛ إذ إن حجم رحم الأنثى البالغة لا يتسع لأكثر من مليليترين ونصف، بينما يتسع حجم الرحم ذاته في نهاية الحمل لسبعة آلاف مليليتر، ومع ذلك يبقى الرحم في مكانه والأربطة ممسكة به([5]).

·    الانغراس (التعشيش) (Implantation):

الانغراس: هو عبارة عن انغراس الكيسة الأريمية([6]) (Blastocyste) في بطانة الرحم، ومن ثم يبدأ تكوين الأغشية الجنينية؛ حيث يتكون جدار الرحم من ثلاث طبقات رئيسية؛ هي: الطبقة المخاطية، والطبقة العضلية، والطبقة المصلية، وما يهمنا في موضوع الانغراس: هو الطبقة المخاطية التي يتم فيها الانغراس.

وتتكون مخاطية الرحم من ثلاث طبقات:

أ ــ الطبقة السطحية (المكتنزة) (Compact layer): وهي الظهارة المبطنة لتجويف الرحم، وتتكون من صف واحد من الخلايا العمودية، تفتح فيه فوهات قنوات الغدد الرحمية.

ب ــ الطبقة الإسفنجية (Spongy layer): وهي عبارة عن طبقة ضامة سميكة تحتوي على الغدد الرحمية، وعلى كثير من الأوعية الدموية (الشرايين الحلزونية).

ج ــ الطبقة القاعدية (Basal layer): وهي عبارة عن طبقة ضامة رقيقة تحتوي على بعض أجزاء الغدد الرحمية (النهايات العوراء)، وعلى العديد من الشرايين المستقيمة.

وتسمى الطبقتان: المكتنزة والإسفنجية بالطبقة الوظيفية، أو الغشاء الساقط؛ لأنهما تسقطان أثناء الدورة الطمثية عند الرئيسيات (الفقريات العليا)، وكذلك أثناء الولادة، ويتم التعويض عنهما من خلال نشاط الطبقة القاعدية.

وتتغير مخاطية الرحم كثيرًا أثناء الدورة التناسلية نتيجة التأثيرات الهرمونية، خاصة المبيضية منها؛ حيث يلاحظ سمك هذه الطبقة وتوزُّمُها([7]) نتيجة زيادة عدد الغدد الرحمية وزيادة حجمها، وإفرازاتها، خاصة أثناء المرحلة الجريبية في الدورة الطمثية، وذلك استعدادًا لانغراس المضغة الجنينية، ويزداد نشاط مخاطية الرحم عند الحيوانات كثيرًا أثناء طور الوداق (Estrus) ـ أي الشبق الجنسي ـ وما بعد الوداق (Metestrus)؛ وذلك تحت تأثير هرمون البروجسترون الذي يفرز من الجسم الأصفر المتكون نتيجة الإباضة.

بعد إتمام عملية الإخصاب، وتشكل البويضة المخصبة (Zygote) تبدأ هذه البويضة بالانقسام في قناة البيض، ونتيجة الانقسامات المتتالية تتشكل الماريولا (Morule)، والكيس الأريمي (Blastocyste) الذي يصل إلى تجويف الرحم للانغراس، ويستغرق وقت دخول البويضة المخصبة إلى الرحم عند الأبقار والنعاج والماعز نحو 4 أيام بعد الشيوع، في هذه الأثناء تكون بطانة الرحم قد أصبحت على استعداد لاستقبال الكيس الأريمي لإتمام عملية الانغراس؛ وذلك من خلال التغيرات التي تحدث فيها ـ كما ذكرنا ـ من توزم الأنسجة، واحتقان الأوعية الدموية فيها، وامتلاء الغدد الرحمية؛ حيث يظهر عليها مظهر الخزب (الاستسقاء) (Oedema).

رسم تخطيطي يوضح مراحل الانقسام والانغراس عند الإنسان

 

1.  المبيض.

2.  الإباضة.

3.  الإخصاب.

4.  الانقسام.

5. الماريولا (تويتة).

6.  الكيسة الأريمية.

7.  الانغراس (التعشيش).

8. الساقطة الجدارية.

9.  عضلة الرحم.

10. الرحم.

 

 

 

يتم الانغراس عند الإنسان في الوجه الداخلي لقعر الرحم؛ حيث يلاحظ بعد تشكل الكيس الأريمي ووصوله إلى تجويف الرحم (ويتم ذلك في اليوم السادس بعد الإخصاب) حدوث

بعض التغيرات في كل من الأرومة المغذية (Trophoblast)، والقرص الجيني (الأرومة الجنينية) (Embryoblast)؛ حيث تنقسم الأرومة المغذية إلى طبقتين:

طبقة خلوية داخلية سريعة الانقسام تسمى الأرومة المغذية الخلوية (Cytotrophoblast)، وطبقة لا خلوية خارجية تسمى الأرومة المغذية اللاخلوية (Syncytiotrophoblast

تتموضع فوق الأرومة المغذية الخلوية في القطب الحيواني بالقرب من مخاطية الرحم، ومع زيادة الانغراس تنتشر على كامل سطح الكيس الأريمي، وهي عبارة عن كتلة برتوبلازمية

تمتلك إنزيمات حالة لبطانة الرحم، ويساعدها في ذلك إنزيم الهيالورونيداز (Hyaluronidase) التي تفرزه الأرومة المغذية؛ مما يسهل عملية انغراس الكيس الأريمي في بطانة الرحم، ثم

تنشأ داخل الأرومة المغذية اللاخلوية مجموعة من الفضوات التي تسمى بريكات أو فجوات (Lacunae)، التي تمتلئ بدم الأم وإفرازات الغدد الرحمية مشكلة الغذاء الجنيني إلى

حين تشكل المشيمة؛ حيث ينتقل هذا الغذاء للجنين عن طريق الانتشار.

أما الأرومة الجنينية (القرص الجنيني) فتنقسم أيضًا إلى طبقتين: طبقة علوية مكونة من خلايا كبيرة الحجم تسمى الأرومة العلوية (Epiblast)، وتتموضع تجاه القطب الحيواني، وطبقة

سفلية مكونة من خلايا صغيرة الحجم تسمى الأرومة السفلية (Hypoblast) وتتموضع تجاه جوف الأريمة.

تتميز الأرومة العلوية بأنها أكثر نشاطًا، ويعتقد أنها المسئولة عن تشكيل الوريقات (الأدمات) الجنينية الثلاث: الداخلية والوسطى والخارجية. أما الأرومة السفلية فتساهم في تشكيل

الأديم الداخلي فقط، ومن الجدير بالذكر أنه في الوقت الذي تتشكل فيه الأرومة الجنينية ثنائية الطبقات تنشأ عدة فجوات بينها وبين الأرومة المغذية، وباتحاد هذه الفجوات مع بعضها

يتشكل في القطب الحيواني جوف صغير يسمى الجوف الأمنيوسي (جوف السلى) (Amniotic Cavit).

يكتمل الانغراس عند الإنسان في حدود اليوم 10: 12؛ حيث تنغلق بطانة الرحم على الكيس الأريمي الذي يصبح بكامله داخل مخاطية الرحم، مما يؤدي إلى بروز جدار الرحم باتجاه

تجويفه واحتقان ظهارته، ويجدر القول: إن الانغراس يترافق مع حدوث تغيرات في بنية ظهارة الرحم التي تسمى بالخلايا الساقطية (Decidual Cells)، حيث يزداد حجمها، وتزداد

قدرتها على تخزين الغليكوجين (Glycogen).

 

رسم تخطيطي لمضغة جنينية عمرها ستة أيام (إنسان)

 

1.   بطانة الرحم.

2.   الأرومة المغذية الخارجية.

3.   كتلة الخلايا الداخلية.

4.   جوف الأريمة.

 

رسم تخطيطي لمضغة جنينية عمرها سبعة أيام (إنسان)

 

1.    جوف الأريمة.

2.    بطانة الرحم.

3.    تجويف الأمنيون.

4.    أديم خارجي.

5.    أديم داخلي.

6.    برك دموية.

7.    أرومة مغذية غير خلوية.

8.    أرومة مغذية خلوية.

 

رسم تخطيطي لمضغة جنينية عمرها 12يوما (إنسان)

 

1.   جوف خارج الجنين.

2.   أمنيون

3.   تجويف الأمنيون.

4.   أديم خارجي.

5.   أديم داخلي.

6.   كيس المح.

7.   طبقة خلايا متوسطية.

8.   كوريون (الغشاء المشيمي).

9.   إحياز بين زغابية.

10.  بطانة الرحم.

11.  نسيج ضام رحمي.

 

 

 

رسم تخطيطي لمضغة جنينية عمرها 14 يوما (إنسان)
 

1.   جوف خارج الجنين.

2.   أمنيون.

3.   تجويف الأمنيون.

4.   القرص الجنيني.

5.   أديم خارجي.

6.   أديم متوسط.

7.   أديم داخلي.

8.   كيس المح.

9.   طبقة خلايا متوسطية.

10.   كوريون (غشاء مشيمي).

11.   زغابات كوريونية.

12.   إحياز بين زغابية.

13.   بطانة الرحم.

14.   نسيج ضام رحمي.

 

 

شذوذات الانغراس(Abnormal Implantation):

يوجد عند الثدييات نوعان من شذوذات الانغراس:

·          شذوذات ناجمة عن انغراس البويضة المخصبة خارج الرحم، وهذا ما يسمى "الحمل خارج الرحم"EctopicPregnancy، وقد يحدث الانغراس في الأماكن الآتية:

               ‌أ- انغراس البويضة المخصبة على سطح المبيض؛ لعدم قدرتها على الهبوط إلى قناة البيض بسبب انغلاق هذه القناة أو تضيقها.

            ‌ب-   انغراس البويضة المخصبة في قناة البيض؛ بسبب عدم قدرة البويضة ـ لأسباب مختلفة ـ على التقدم باتجاه الرحم، وقد يحدث الانغراس في منطقة القمع (البوق)، وهذا ما يسمى عند الإنسان بالحمل البوقي؛ حيث يلاحظ مع زيادة نمو البويضة المخصبة رقة جدار البوق، ومن ثم انثقابه محدثًا نزفًا شديدًا، كما يمكن أن يكون الانغراس في منطقة الأنبورة التي يحدث فيها الإخصاب، أو في أي جزء من أجزاء القناة.

             ‌ج-    انغراس البويضة المخصبة في جوف البطن، ويحدث هذا بسبب سقوط البويضة المخصبة (تخصب قبل سقوطها) داخل تجويف البطن بعد أن فشلت في النزول إلى قناة البيض بسبب تشوه هذه القناة؛ حيث تنغرس هذه البويضة في جدار الأمعاء أو جدار البريتون.

جميع الأجنة الآنفة الذكر تموت في مراحل مبكرة من العمر الجنيني، علمًا بأن نسبة الانغراس الشاذ عند الإنسان تبلغ 1/ 500 من حالات الانغراس.

·          شذوذات ناجمة عن انغراس البويضة المخصبة داخل الرحم، ولكن في غير مكانها الطبيعي، ويحدث الانغراس الطبيعي عند جميع الثدييات في جدار الرحم، أو قعره، أو قرنه، ولكن في بعض الحالات الشاذة يتم الانغراس بالقرب من عنق الرحم، فقد لوحظت بعض الحالات التي يتم فيها الانغراس قرب الفوهة الداخلية لعنق الرحم، أو على حافة قناة عنق الرحم. والانغراس في هذه الحالات لا يستمر، بل يسقط مسببًا نزفًا دمويًّا. وفي الحالة الطبيعية تنغرس البويضة المخصبة عند الحيوانات الأهلية في قرن الرحم المناظر للمبيض الذي يحتوي على الجسم الأصفر، ولكن في بعض الحالات يلاحظ انغراسها في القرن المعاكس، وهذا ما يسمى بالهجرة الداخلية للبويضة، وفي مثل هذه الحالة نجد أن الجنين ينمو ويستمر في تطوره تطورًا طبيعيًّا([8]).

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:

إن الله سبحانه وتعالى قد خلق كل شيء فأحسن خلقه، وأبدع صنعه وتقديره، وأودع هذا الكون أسراره العجيبة، التي لا تزال تنجلي أمام الإنسان رويدًا رويدًا خلال كشوفاته العلمية، واختراعاته الحديثة؛ لتثبت عظم الخلق، وضعف الإنسان وعجزه أمام قدرة الخالق، إنه خلق وهداية، وحكمة وإبداع، إنه كون محكم لا يخرج عن نظامه ولا يخرم تقديره؛ فالله سبحانه وتعالى هو: )الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (50)(  (طه)،)وخلق كل شيء فقدره تقديرًا (2)( (الفرقان).

كما أن خلق الإنسان هو من أعظم الآيات والمعجزات التي تدل على الخالق المبدع الحكيم، وعلى عظمة خلقه، وإبداع صنعه، إنها آيات بينات لمن كان له قلب أو عقل رشيد.

ولا يخرج خلق الرحم عن هذه المنظومة الإعجازية في أسرار الكون والخلق، إنه إعجاز في خلقه، وفي وصفه بالقرار المكين، قال سبحانه وتعالى:)ألم نخلقكم من ماء مهين (20) فجعلناه في قرار مكين (21) إلى قدر معلوم (22) فقدرنا فنعم القادرون (23)( (المرسلات).

لقد سمى الله سبحانه وتعالى الرحم القرار المكين، الذي تنمو فيه النطفة الأمشاج حتى تصير جنينًا، ثم حميلًا، ثم تخرج طفلًا كامل الخلقة سوي التكوين.

وهذه تسمية توافق دور الرحم في هذه المهمة خير موافقة، وتعبر عنه بدقة متناهية في وصفه وطبيعته على نحو ما أثبتت الحقائق العلمية السالفة.

إلا أن الطاعن لا يروق له هذا البيان المعجز في الوصف القرآني الدقيق للرحم ولدوره الفعال في تخليق الأجنة؛ زاعمًا أن الرحم ليس بالضرورة أن يكون قرارًا مكينًا أو وعاء أمينًا لخروج الجنين وتخليقه، وإنما يمكن للبويضة أن تعشش في أي مكان خارج الرحم في جسم الإنسان لمجرد المصادفة دون حاجة لهذا الرحم، ولا حاجة في تسميته بالقرار المكين.

إلا أن الطاعن قد جانبه الصواب كثيرًا في هذا الفهم، وغاب عنه كثير من الحقائق العلمية الواضحة في هذا المجال.

يتضح ذلك من خلال إيراد الأدلة اللغوية في إيضاح هذه المعاني الواردة في الآية الكريمة، وما جاء فيها من أقوال المفسرين وفهمهم لهذه الآيات، وكذلك في ضوء ما تُوصل إليه من حقائق علمية في هذا المجال.

·    من الدلالات اللغوية في الآية الكريمة:

ذكرت المعاجم اللغوية أن القرار والقرور: بمعنى الثبات والاطمئنان والسكن، فجاء في القاموس المحيط: "وقَرَّ بالمكان يقرّ، بالكسر والفتح، قرارًا وقرورًا وقرًّا وتقرّة: ثبت وسكن كاستقر وتقر... والقرار والقرارة: ما قر فيه، والمطمئن من الأرض"([9]).

وجاء في لسان العرب: "وقر بالمكان يقر ويقر... قرارًا وقرورًا وقرًّا وتقرارة وتقرّة، والأخيرة شاذة، واستقر وتقارّ واقتره فيه وعليه. وقرّره وأقرّه في مكانه فاستقر، وفلان ما يتقارّ في مكانه؛ أي: ما يستقر... وفلان قارٌّ: ساكن... وقارّه مقارّه؛ أي: قرّ معه وسكن، وفي حديث ابن مسعود: قارّوا الصلاة؛ هو من القرار لا من الوقار، ومعناه السكون؛ أي: اسكنوا فيها ولا تتحركوا ولا تعبثوا، وهو تفاعل من القرار"([10]).

والمكين في اللغة العربية بمعنى الثابت الراسخ في مكانه؛ فقد جاء في لسان العرب: "مكن... الـمَكِنة؛ إنما هي بمعنى التمكن، مثل: الطَلِبة بمعنى التطلب، والتَبِعة بمعنى التتبع، يقال: إن فلانًا لذو مكنة من السلطان، فسمي موضع الطير مكنة؛ لتمكنه فيه"([11]).

وعلى هذا فمكين في هذا السياق يعني: في غاية التمكن والرسوخ والثبوت.

·    من أقوال المفسرين في الآية:

تتوالى آراء المفسرين في تفسير آيات القرار المكين مؤكدة أن المراد به الرحم، وأنه مكان ممهد ومعد بدقة لتكوين الجنين، فهو مستقر للنطفة وممكن لوجود الجنين ونموه، على ما أثبته العلم الحديث تمامًا.

يقول الإمام الطبري: "يعني تعالى ذكره بقوله: )ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)(  (المؤمنون) ، ثم جعلنا الإنسان الذي جعلناه من سلالة من طين نطفة في قرار مكين، وهو حيث استقرت فيه نطفة الرجل من رحم المرأة، ووصفه بأنه مكين؛ لأنه مُكّن لذلك، وهُيئ له؛ ليستقر فيه إلى بلوغ أمره الذي جعله له قرارًا"([12]).

وقال أيضًا: "وقوله: )فجعلناه في قرار مكين (21)((المرسلات) ، يقول: فجعلنا الماء المهين في رحم استقر فيها فتمكن"([13]).

ويقول الإمام الرازي: "قوله تعالى: )ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)((المؤمنون)، ومعنى جعل الإنسان نطفة: أن خلق جوهر الإنسان أولا طينًا، ثم جعل جوهره بعد ذلك نطفة في أصلاب الآباء، فقذفه الصلب بالجماع إلى رحم المرأة، فصار الرحم قرارًا مكينًا لهذه النطفة، والمراد بالقرار: موضع القرار، وهو المستقر، فسماه بالمصدر، ثم وصف الرحم بالمكانة التي هي صفة المستقر فيها"([14]).

وقال أيضًا: في قوله تعالى:)فجعلناه في قرار مكين (21)((المرسلات): "هو الرحم؛ لأن ما يخلق منه الولد لا بد وأن يثبت في الرحم ويتمكن، بخلاف ما لا يخلق منه الولد"([15]).

وقال الإمام ابن كثير: ")فجعلناه في قرار مكين (21)((المرسلات)، يعني: الرحم، معد لذلك مهيأ له"([16]).

وقال أيضًا: " )فجعلناه في قرار مكين (21)((المرسلات) ، يعني: جمعناه في الرحم، وهو قرار الماء من الرجل والمرأة، والرحم معد لذلك، حافظ لما أودع فيه من الماء"([17]).

وقال الإمام القرطبي: ")فجعلناه في قرار مكين (21)((المرسلات) ؛ أي في مكان حريز، وهو الرحم"([18]).

وقال الإمام البغوي: " )في قرار مكين (21)((المرسلات)؛ حريز، وهو الرحم، مكن ـ أي: قد هيئ ـ لاستقرارها فيه إلى بلوغ أمدها"([19]).

وأما صاحب الظلال، فيقول عند تفسير هذه الآية: "لقد نشأ الجنس الإنساني من سلالة من طين، فأما تكرار أفراده بعد ذلك وتكاثرهم، فقد جرت سنة الله أن يكون عن طريق نقطة مائية تخرج من صلب رجل، فتستقر في رحم امرأة، نقطة مائية واحدة، لا بل خلية واحدة من عشرات الألوف من الخلايا الكامنة في تلك النقطة، تستقر (في قرار مكين) ثابتة في الرحم الغائرة بين عظام الحوض، المحمية بها من التأثر باهتزازات الجسم، ومن كثير مما يصيب الظهر والبطن من لكمات وكدمات، ورجات وتأثرات"([20]).

وقال الإمام الشعراوي في تفسير هذه الآية: " )في قرار مكين (21)((المرسلات) ؛ قرار يعني: مستقر تستقر فيه النطفة، والقرار المكين: هو الرحم، خلقه الله على هذه الهيئة، فحصنه بعظام الحوض، وجعله معدًّا لاستقبال هذه النطفة والحفاظ عليها"([21]).

وعلى هذا؛ فمن خلال إيراد الأدلة اللغوية للآية الكريمة في وصف الرحم بالقرار المكين ـ يتضح مدى الدقة في وصف هذا العضو، فكلمة (القرار) تدل على شدة الثبوت والرسوخ والاطمئنان، وكذلك كلمة (مكين)؛ فهي دلالة واضحة على مدى تمكن هذا العضو في جسد المرأة، وتمكن ما بداخله فيه، وعلى دقة الإعداد والتهيؤ والسكينة في بنائه واستقراره.

وكذلك ما جاء من أقوال للمفسرين في معنى هذه الآية، فكلها جاءت تؤكد على مدى دقة هذا الوصف وفصاحته تعبيرًا عن دور هذا العضو الفعال في تخليق الأجنة ونموها، فهو مكان مهيأ ومعد لاستقرار الأجنة فيه وتمكنها من النمو والنشأة في أمان واستقرار؛ حيث إن هذا العضو قد عد بطريقة خاصة، وهيئ بتقديرات محددة جعلته في غاية التمكن والاستقرار في الجسم، وفي مركز الحماية الكاملة لما بداخله، وهذا ما يتفق تمامًا مع الحقائق العلمية السالفة الذكر، ولا تشذ هذه التسمية عنها، بل هي تسمية تقوم بالمعنى خير قيام، وتعبر بدقة عن مدى الإعجاز في إبداع هذا العضو، ودقة صنعه وتكوينه، فالرحم هو القرار المكين في مركزه وإعداده وطبيعته وتطوره، وما يحتوي عليه من مرحلة بعد مرحلة من تكوين الجنين ونموه، وما حباه الله سبحانه وتعالى من وسائل الحماية والمنعة في هذا الخلق العجيب؛ إنه حصن منيع وقرار مكين، فقد جمع هذا اللفظ القرآني كل الحقائق التي اكتشفها العلم لبيان مناسبة الرحم لاستقرار الجنين، فهو لفظ جد معجز.

كما أن الآية تتطابق مطابقة واضحة مع سياق الحقائق العلمية الواردة في هذا العضو، ولا تختلف عنها بشيء من المخالفة، فقد أثبت العلم أن للرحم خصائص تشريحية دقيقة تجعله في غاية الثبوت والاستقرار؛ حيث يقع في منطقة الحماية العظمية من عظام الحوض، وهذا البناء يحمي الرحم وما فيه من أي صدمات، أو ارتطامات، أو ضغوط خارجية؛ مما يجعله في غاية الاستقرار والثبوت، كما أنه يلائم نمو الجنين ويتناسب مع حجمه وشكله؛ بحيث لو وجد أي اضطراب في شكل الحوض أو حجمه يجعل الولادة صعبة أو مستحيلة.

كما أن الرحم مزود بمجموعة من الأربطة الكاذبة والحقيقية التي تمتد من أجزاء الرحم المختلفة لترتبط بعظام الحوض وجدار البطن لتحفظ على الرحم ثبوته واستقراره على ما يتوافق تمامًا مع قوله تعالى:)ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)((المؤمنون).

فهذه الآية تتضمن وصفا لعلاقتين: علاقة الرحم بالجنين، وعلاقة الرحم بجسم الأم.

               ‌أ-    بالنسبة لعلاقة الرحم بالجنين:

   فقد قال الله سبحانه وتعالى: )ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)((المؤمنون)، ولم يقل: "ثم جعلناه في مكان"، لماذا؟ لأن كلمة "قرار" لا تشير إلى مجرد مكان فحسب، ولكن تشير إلى أكثر من ذلك؛ فهي تعني أن الرحم بمثابة مكان آمن لاستقرار الجنين وراحته، فهو بمثابة مكان سكن للنطفة... وهذا يعني أن النطفة متمكنة وثابتة بقوة في الرحم، كما نعلم جميعًا أن من طبيعة الجسم أن يطرد أي جسم خارجي، ولكن ما يحصل هو أن الرحم يتهيأ لاستقبال النطفة من جراء الهرمونات التي يفرزها المبيض، كما أن النطفة تحوي مواد تؤثر على جهاز المناعة عند المرأة فتضعفه، وبذلك يصبح الرحم بمثابة قرار لها.

 

نرى في الصورة الحقيقية كيف أن النطفة تفرز بعض السكريات التي تعلن وقوع البويضة على سطح الرحم، وتعرف بها حتى لا يطردها الرحم عنه، مصداقا لقوله تعالى: )ثم جعلناه نطفةفي قرار مكين (13)((المؤمنون)

      إضافة إلى ذلك، فإن من وظائف الرحم أن يمكِّن الجنين من مواصلة نموه، فالرحم يستطيع أن يكبر آلاف المرات (من 2 ـ 3 سم3 إلى 5000 سم3؛ أي: بازدياد مقداره حوالي 2500 ضعف)، وهو بذلك يتكيف مع حجم الجنين في مختلف مراحله، ونتيجة لهرمون البروجسترون تكون تقلصاته متئدة وقورة بحيث لا تؤذي الجنين، وأي مكان أكثر سكونًا من هذا المكان؟!

ب ــ وأما بالنسبة لعلاقة الرحم بجسم المرأة:

 فالآية تفيد بأن النطفة ـ أي: نطفة الأمشاج التي انقسمت إلى عدة خلايا، والتي تسمى باللغة العلمية: (الكرة الجرثومية Blastocyst) ـ تستقر في مكان راسخ... فإذا تأملنا الصورة التشريحية لهذه المنطقة يتبين لنا مدى صدق هذه الحقيقة من خلال ملاحظات عدة:

1.يمكن اعتبار الرحم من الوجهة الفراغية في منتصف الجسم تمامًا، طولا وعرضًا وعمقًا، وهكذا يصعب الوصول إليه، ويعتبر محميًّا بما فيه الكفاية.

2.يحيط بالرحم تصفيح عظمي من جميع الجهات، وتجدر الإشارة هنا إلى أن حوض المرأة أوسع وأقصر من حوض الرجل؛ وبذلك يكون له دور أكمل في الدفاع عن الجنين.

3.يثبت الرحم كثير من الأربطة والعضلات، وهي على نوعين: أربطة كاذبة، وأربطة حقيقية.

4.أن هناك توازنًا ثابتًا بين الضغوط المتولدة نتيجة عضلات الحجاب الحاجز وعضلات جدار البطن التي تدفع بالرحم إلى الأسفل، وبين تقلص عضلات العجان([22]) التي تدفع بالرحم إلى الأعلى.

                              

صورة لعضلات العجان تمسك بفتحة
الشرج والفرج

صورة تشريحية للرحم وقناتي الرحم والمبيضين وبعض الأربطة التي تثبت الرحم في مكانه

 

رسمان يوضحان كيف أن الرحم مثبت بأربطة عضلية من كل الجهات، وبالتالي فهو متمكن في جسم المرأة

 

5ــ إن الرحم هو عضو عضلي أجوف ذو جدار ثخين ومتين، سمكه سنتيمتران ونصف، مكون من ثلاث طبقات؛ أولها من الخارج: (الطبقة البروتينية Perimetrium) التي تغطي الرحم، وثانيها: (الطبقة العضلية Myometrium)، وثالثها: (الطبقة المخاطية Endometrium) وهي الغشاء المبطن للرحم.

وهكذا نفهم أبعاد كلمة (قرار مكين) التي تشير إلى كثير من الصفات الغيبية الدقيقة للرحم وللنطفة على وجه سواء، ويتبين لنا الإعجاز العلمي الكامن وراء استعمال هذه الكلمة([23]).

هذا من ناحية الوضع التشريحي الهرموني الميكانيكي للرحم في جسم المرأة، فهو ينطبق عليه لفظ القرار المكين؛ حيث تجتمع هذه الآليات، وتتضافر هذه العوامل العديدة السالفة الذكر في جعل الرحم القرار المكين في علاقته بجسد المرأة، وعلاقته بالجنين على السواء.

أما من ناحية تكوين الجنين وتخليقه؛ فقد أثبت العلم أيضًا أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن ينجح حمل خارج الرحم، أو في أي مكان في جسد الإنسان، وهو ما عبر عنه بشذوذات الانغراس للبويضة المخصبة، فقد يحدث هذا خارج الرحم أو داخل الرحم؛ فيحدث حينًا في البوق (قناة فالوب)، أو يحدث هذا الانغراس في جدار المبيض، أو داخل جسم الإنسان، أو يحدث في الرحم ولكن في غير المكان المخصص لانغراس البويضة المخصبة، كأن يكون بجوار عنق الرحم أو على حافة قناة عنق الرحم، إلا أن جميع هذه الحالات تبوء بالفشل، وتنتهي بسقوط الجنين مسببًا نزفًا دمويًّا، بل قد يؤدي إلى وفاة الأم، مع العلم أن حالات الانغراس الشاذ عند الإنسان تمثل نسبة ضئيلة جدًّا من حالات الانغراس عامة، "فجميع الأجنة الآنفة الذكر تموت في مراحل مبكرة من العمر الجنيني، علمًا بأن نسبة الانغراس الشاذ عند الإنسان تبلغ 1/ 500 من حالات الانغراس"([24]).

هذا ما يؤكد تمامًا عظم الإعجاز العلمي في القرآن في وصف الرحم بالقرار المكين؛ فهو مكان أمين ثابت مستقر في مكانه لا يحركه شيء، وراسخ في موضعه لا يضره شيء، كما أنه مهيأ ومعد لاستقرار الجنين فيه ونموه بطريقة طبيعية آمنة سليمة، فما أدق هذا الوصف القرآني للرحم! وما أبين إعجازه! وأي مكان أكثر استقرارًا وتمكنا من الرحم؟!

3)  وجه الإعجاز:

لقد أثبت العلم الحديث مدى الدقة والإتقان في خلق الرحم وتكوينه؛ فقد جُهِّز بطريقة تشريحية هرمونية ميكانيكية فعالة؛ ليكون سكنًا ملائمًا لمراحل الجنين المتلاحقة لمدة الحمل، وليقوم بهذا الدور العظيم من تغذية الجنين ونموه وحفظه عن المخاطر والإصابات، وما له من صفات عجيبة في القدرة على التمدد أكبر من حجمه آلاف المرات، ثم العودة إلى حجمه مرة ثانية بعد الحمل، ومن وضعه التشريحي الممكن داخل عظام الحوض، وما يتصل به من أربطة متنوعة تربطه بالمستقيم والمثانة، فهو قد وضع في هذا المكان بدقة وإحكام متناهيين؛ ليقوم بهذه الوظيفة المنوطة به خير قيام.

وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم في فصاحة وإيجاز وإعجاز بكلمتين اثنتين في قوله تعالى: )ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)((المؤمنون) ؛ فقد جمع هذا اللفظ القرآني في وصف الرحم كل الحقائق التي اكتشفها العلم حديثًا؛ لبيان مناسبة الرحم لاستقرار الجنين، وتكوين الرحم في ذاته. فأي إعجاز بعد هذا؟! وأي دعوى خرساء ينطق بها المغرضون؟!

ثانيا. دقة الوصف القرآني لاستقرار البويضة المخصبة في الرحم باسم النطفة الأمشاج:

1)  الحقائق العلمية:

جاء العلم الحديث بحقائقه ونظرياته مصححًا الآراء الخاطئة والخرافات السابقة عن فكرة خلق الجنين وتكوينه، وأثبت أن الجنين يتكون من نطفة الرجل "المنيّ"، ونطفة المرأة "البويضة"، وتتحد هاتان النطفتان وتنقسمان انقسامًا ثنائيًّا اختزاليًّا مكونتين ما يسمى "النطفة الأمشاج"، أو النطفة المختلطة، وتتهادى هذه النطفة المختلطة من المنطقة الوحشية في قناة فالوب أو البوق، نازلة إلى الرحم مستعدة للانغراس في جداره وتكوين العلقة.

يؤكد هذا ما ذكره الدكتور زغلول النجار بقوله: "على الرغم من أن قضية تكوين الأجنة قد شغلت بال الإنسان منذ أن وطأت قدماه سطح الأرض، إلا أن العلوم المكتسبة لم تصل إلى معرفة دور كل من نطفة الرجل "الحيمن"، ونطفة المرأة "البويضة" في ذلك التكوين إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وبعد مجاهدة استغرقت عشرات القرون ومئات من العلماء... فإن مصطلح "النطفة" كما يطلق على الحيمن، يطلق على البويضة، ومصطلح النطفة الأمشاج ـ أي: المختلطة ـ يطلق على اتحاد هاتين النطفتين، وتكوين النطفة المخصبة التي تعرف باسم اللقيحة (Fertilized Ovumor Zygote) التي تستمر في الانقسام حتى تنغرس انغراسًا جزئيًا، ثم كاملًا في بطانة جدار الرحم، فتعرف حينئذٍ باسم الأرومة الجرثومية المنغرسة (Implanted Blastula)، أو مرحلة العلقة"([25]).

هكذا يتم تكوين الجنين وخلقه في بطن أمه، فهو عبارة عن التقاء نطفتين (منيّ الرجل وبويضة المرأة)؛ حيث يواصل الحيوان المنوي طريقه البعيد انتقالًا من المهبل إلى عنق الرحم، ومنه إلى داخل الرحم، ثم إلى قناة فالوب، بحثًا عن النطفة حتى يلقحها حيمن منوي واحد من ملايين الحيامن التي يموت معظمها قبل الوصول إلى البويضة، بعدها تبدأ البويضة أو "النطفة المخلقة" انقسامها المتتابع، حتى تبلغ مرحلة التوتة؛ مكونة الخلايا الصبغية الملونة، التي تسمى "الكروموسومات"، والتي تنقل الصفات الوراثية من الآباء والأجداد منتقاة مختارة حتى تصل إلى الأبناء، ودون أن يتطابق منهما اثنان، تنتقل هذه النطفة المختلطة إلى الرحم، وتنغرس بجداره مكونة مراحل الجنين المتعاقبة من العلقة والمضغة... وغيرها.

صورة لحيوان منوي يخترق برأسه جدار البويضة لتلقيحها

أقسام البويضة المخصبة (النطفة الأمشاج)

صورة للنطفة المخصبة وهي تنغرس في جدار الرحم لتبدأ مرحلة العلقة

وفي ذلك يقول الدكتور محمد علي البار: "عندما يتم التخصيب وتتكون النطفة الأمشاج من الحيوان المنوي والبويضة ـ تصنع يد القدرة للبويضة الملقحة جدارا سميكا مصمتا لا يمكن لأي حيوان منوي آخر اختراقه، كما أنها تخلع عنها تاجها المشع الذي كان يغري الحيوانات المنوية بالاقتراب منها، ومنذ تلك اللحظة تبدأ بالعمل الجاد وتبدأ بالانشطار؛ الخلية تصبح خليتين، والخليتان أربعا وهكذا دواليك حتى تتكون مئات الخلايا على هيئة ثمرة التوت، وعندئذ تسمى التوتة (Morulla)؛ فإذا ما كبرت الكرة قليلا صار ما بداخلها مجوفا وبه سائل رقيق، وعندئذ تدعى بـ "التكور الجرثومي أو البلاستولا" (Blastula).

 

صورة توضيحية للنطفة في مرحلة التوتية

وفي هذه الأثناء لا تكف البويضة الملقحة أو النطفة الأمشاج عن الحركة ـ وإن كانت حركة بطيئة ـ فهي تنتقل من الثلث الوحشي لقناة الرحم (قناة فالوب)؛ حيث يتم التلقيح وتتجه عبر القناة الرحمية حتى تقترب من الرحم، وفي خلال خمسة أيام أو أسبوع في الأكثر تكون قد وصلت إلى الرحم، وهناك تنظر أين تتوسد وتنغرس.

 

   

صورة للنطفة داخل الرحم وقد انقسمت إلى عدة أقسام

وتوجِّهها يد العناية الإلهية إلى أن خُيِّر مكان لها هو النصف العلوي من الرحم، وخاصة جداره الخلفي، وهناك تنشب وتتعلق في جدار الرحم الذي قد استعد لاستقبالها... وجعل جداره مليئًا بالأوعية الدموية؛ حتى يغذيها وينميها.

وعندما تنغرز الكرة الجرثومية تكون قد تحولت من النطفة الأمشاج إلى علقة، وتبدأ عندئذٍ مرحلة جديدة في حياة الجنين، هي مرحلة العلقة"([26]).

وقد أثبتت البحوث العلمية الحديثة أيضًا دقة التعبير بمصطلح "النطفة" عن هذه المرحلة الانقسامية أيضًا؛ حيث إنها في هذه المرحلة لا تتغير طبيعتها ومظهرها عن ذي قبل، إلا أنها تتكون من أخلاط متعددة من ماء الرجل وبويضة المرأة، فالمصطلح الأمثل لها هو: "النطفة الأمشاج"، "فكلمة "أمشاج" من الناحية العلمية دقيقة تمامًا، وهي صفة جمع، تصف كلمة "نطفة" المفردة، التي هي عبارة عن كائن واحد يتكون من أخلاط متعددة تحمل صفات الأسلاف والأحفاد لكل جنين.

وتواصل هذه المرحلة نموها، وتحتفظ بشكل النطفة، ولكنها تنقسم إلى خلايا أصغر فأصغر، تدعى "قسيمات جرثومية" (Blastomeres)، وبعد أربعة أيام تتكون كتلة كروية من الخلايا تعرف بالتوتية (Morula)، وبعد خمسة أيام من الإخصاب تسمى النطفة (كيس الجرثومة) مع انشطار خلايا التوتية إلى جزأين.

وبالرغم من انقسام النطفة في الداخل إلى خلايا فإن طبيعتها ومظهرها لا يتغيران عن النطفة؛ لأنها تملك غشاء سميكًا يحفظها ويحفظ مظهر النطفة فيها، وخلال هذه الفترة ينطبق مصطلح (نطفة أمشاج) بشكل مناسب تمامًا على النطفة في تطوراتها كافة؛ إذ إنها تظل كيانًا متعددًا، فهي إلى هذا الوقت جزء من ماء الرجل والمرأة، وتأخذ شكل القطرة؛ فهي نطفة، وتحمل أخلاطًا كثيرة؛ فهي أمشاج، وهذا الاسم للجنين في هذه المرحلة يغطي الشكل الخارجي وحقيقة التركيب الداخلي، بينما لا يسعفنا مصطلح (توتة) بهذه المعاني، كما لا تعبر الأرقام المستعملة الآن عن هذه المعاني"([27]).

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:

لقد عبر القرآن عن خلق الجنين وتطور مراحله بصورة إعجازية متفردة تدل ـ بما لا يدع مجالًا للشك ـ على أنه الكتاب المعجز، والقرآن الحق من عند خالق السماوات والأرض.

 

فالقرآن الكريم منذ ألف وأربع مئة عام يذكر التفاصيل الدقيقة لخلق الأجنة، ويبين أطوارها المختلفة، ويقدم المسميات والمصطلحات التي تصف المظهر الخارجي والعمليات والأحداث الداخلية لكل مرحلة، وقد استوفت هذه المصطلحات القرآنية بمثالية رائعة جميع الشروط التي يجب توفرها للمصطلحات العلمية الدقيقة.

فقد قال سبحانه وتعالى:)ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (14)( (المؤمنون)، وقال سبحانه وتعالى: )يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلًا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر( (الحج: ٥)، وقال سبحانه وتعالى: )إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا (2)((الإنسان).

آيات كثيرات في هذا السياق تثبت هذه الحقيقة، نأخذ من بينها ما يختص بمرحلة النطفة، وبالأخص مسمى "النطفة الأمشاج".

لقد بين القرآن الكريم أن بداية مراحل تكوين الجنين تسمى النطفة، ووصف هذه النطفة بأنها أمشاج؛ أي: أخلاط وأمزاج، فهي عبارة عن امتزاج بين نطفة الرجل ونطفة المرأة، مكونة هذه النطفة الأمشاج التي توضع في القرار المكين لتكوين الجنين وتخلقه. وقد بين القرآن الكريم أن هذا الخلق يتم من الذكر والأنثى جميعًا، فقال:)يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا( (الحجرات: ١٣).

فقد عبر القرآن الكريم عن اجتماع نطفتي الرجل والمرأة بالنطفة الأمشاج التي تدل دلالة واضحة على حقيقة هذه المرحلة، كما أثبتها العلم الحديث تمامًا، لا يشذ عنها طريقًا، بل جاء التعبير بهذا المسمى في دقة متناهية يقصر عنها أي مسمى آخر.

إلا أن الطاعن لا يقر له قرار أمام هذه الحقائق القرآنية البيّنة الإعجاز، التامة الوضوح؛ فيعرض طعونه وتشكيكاته حول هذه الحقائق محاولًا النيل منها، وأنى له ذلك؛ فهو الكتاب المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ينفث الطاعن سمه حول هذه الحقائق، فيدعي أن القرآن الكريم قد جانبته الدقة، وغاب عنه الإحكام؛ إذ وصف البويضة الملقحة حال نزولها إلى الرحم والانغراس فيه بالنطفة، فقال:)ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)((المؤمنون) ، إلا أنها في هذا الحين لم تعد نطفة، وإنما هي بويضة ملقحة، مكونة من اجتماع نطفة وبويضة.

إلا أن الطاعن أيضًا قد جانبه الصواب كثيرًا في هذا الفهم للتعبير القرآني عن البويضة في هذه المرحلة، وغاب عنه كثير من الحقائق العلمية في هذا الجانب؛ إذ المقصود بالنطفة في هذه المرحلة "النطفة الأمشاج"؛ أي: النطفة الأخلاط، التي هي عبارة عن اجتماع نطفة الرجل "المنيّ" ونطفة المرأة "البويضة"، وهي ما يطلق عليها "البويضة المخصبة"، أو "الزيجوت"، أو "الكرة الجرثومية".

ولعل الدلالات اللغوية للآيات الكريمة، وما جاء في معنى النطفة مما يثبت مدى إعجاز القرآن الكريم ودقته في وصف هذه المرحلة.

·    من الدلالات اللغوية في الآية الكريمة:

النطفة في اللغة العربية تطلق على القليل من الماء الذي يعدل القطرة؛ فقد جاء في لسان العرب: "النطفة والنطافة: القليل من الماء، وقيل: الماء القليل يبقى في القربة، وقيل: هي كالجرعة ولا فعل للنطفة... وقيل: هي الماء الصافي قل أو كثر، والجمع: نطف ونطاف... ونطف الماء ينطف وينطف: إذا قطر قليلًا قليلًا"([28]).

وأما الأمشاج في اللغة؛ فمعناها: الأخلاط، وكل شيئين اختلطا وامتزجا؛ فجاء أيضًا في لسان العرب: "الـمَـشْجُوالـمَشِجُوالـمَشَجُ والمشيج: كل لونين اختلطا، وقيل: هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل: هو كل شيئين مختلطين، والجمع أمشاج"([29]).

وعلى هذا فإن المقصود بالنطفة الأمشاج في اللغة هي قطرة الماء الممتزجة المختلطة، وهذا هو التعبير الدقيق لتكوين الجنين في هذه المرحلة، فما هو إلا مزج أو امتزاج بين مائين: ماء الرجل، وهو "المنيّ"، وماء المرأة، وهو "النطفة"، فهي قطرة ماء ممتزجة.

·    أنواع النطفة:

للنطفة ثلاثة أنواع، نذكرها هنا على سبيل الإجمال:

1. النطفة المذكرة: وهي الحيوانات المنوية الموجودة في المنيّ، والتي تفرزها الخصية.

2. النطفة المؤنثة: وهي البويضة التي يفرزها المبيض مرة في الشهر.

3. النطفة الأمشاج: وهي النطفة المختلطة من الحيوان المنوي والبويضة([30]).

·     من أقوال المفسرين:

يقول ابن جرير الطبري في تفسيره معنى النطفة الأمشاج: "وقوله:)إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه( (الإنسان: 2)، يقول تعالى ذكره:إنا خلقنا ذرية آدم من نطفة، يعني: من ماء الرجل وماء المرأة، والنطفة: 

كل ماء قليل في وعاء كان ذلك ركية أو قربة، أو غير ذلك، كما قال عبد الله بن رواحة: هل أنت إلا نطفة في شَنَّة ـ أي: قربة.

وقوله: "أمشاج"؛ يعني: أخلاط، وأحدها: مشج ومشيج... ويقال منه: مشجت هذا بهذا: إذا خلطته به، وهو ممشوج به ومشيج؛ أي: مخلوط به... واختلف أهل التأويل في معنىالأمشاج الذي عُني بها في هذا

 الموضع، فقال بعضهم: هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة... وقال آخرون: إنما عُني بذلك: إنا خلقنا الإنسان من نطفة ألوان ينتقل إليها، يكون نطفة، ثم يصير علقة، ثم مضغة، ثم عظمًا، ثم كسي لحمًا... وقال آخرون: عُني بذلك اختلاف ألوان النطفة... وقال آخرون: بل هي العروق التي تكون في النطفة... وأشبه هذه الأقوالبالصواب قول من قال: معنى ذلك )من نطفة أمشاج نبتليه((الانسان:2): نطفة الرجل ونطفة المرأة؛ لأن الله وصف النطفة بأنها أمشاج، وهي إذا انتقلت فصارت علقة، فقد استحالت عن معنى النطفة، فكيف تكون نطفة أمشاجًا وهي علقة"؟([31])

وقال ابن كثير في هذه الآية: " )إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه((الانسان:2)؛ أي: أخلاط، والمشج والمشيج: الشيء الخليط بعضه من بعض. قال ابن عباس في قوله:)من نطفة أمشاج نبتليه((الانسان:2): يعني: ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا، ثم ينتقل بعد من طور إلى طور، وحال إلى حال، ولون إلى لون. وهكذا قال عكرمة، ومجاهد، والحسن، والربيع بن أنس: الأمشاج: هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة"([32]).

وجاء في تفسير الألوسي قوله: "أمشاج: جمع مشج بفتحتين، كسبب وأسباب، أو مشج بفتح فكسر، ككتف وأكتاف، أو مشيج، كشهيد وأشهاد، ونصير وأنصار؛ أي: أخلاط جمعخلط، بمعنى مختلط ممتزج، يقال: مشجت الشيء: إذا خلطته ومزجته، فهو مشيج وممشوج، وهو صفة لنطفة، ووصف بالجمع، وهي مفردة؛ لأن بها مجموع ماء الرجل والمرأة،والجمع قد يقال على ما فوق الواحد أو باعتبار الأجزاء المختلفة فيهما رقة وغلظة، وصفرة وبياضًا، وطبيعة وقوة وضعفًا"([33]).

وذكر صاحب الظلال عند تفسير هذه الآية قوله: "والأمشاج: الأخلاط، وربما كانت هذه إشارة إلى تكون النطفة من خلية الذكر وبويضة الأنثى بعد التلقيح، وربما كانت هذه الأخلاط تعني الوراثات الكامنة في النطفة، والتي يمثلها ما يسمونه علميا "الجينات"، وهي وحدات الوراثة الحاملة للصفات المميزة لجنس الإنسان أولًا، ولصفات الجنين العائلية أخيرًا، وإليها يُعزى سير النطفة الإنسانية في رحلتها لتكوين جنين إنسان، لا جنين أي حيوان آخر، كما تُعزى إليها وراثة الصفات الخاصة في الأسرة، ولعلها هي هذه الأمشاج المختلطة من وراثات شتى"([34]).

وعلى هذا، فمن خلال إيراد الأدلة اللغوية للآية الكريمة في معنى النطفة الأمشاج، وما جاء من أقوال المفسرين فيها ـ يتضح مدى الدقة والإعجاز في وصف هذه المرحلة من مراحل تكوين الجنين، وهي مرحلة النطفة الأمشاج أو البويضة المخصبة؛ حيث دلت المعاني اللغوية للآية الكريمة على أن النطفة هي قطرة الماء أو القليل منه، وأن الأمشاج هي الأخلاط، والامتزاج بين شيئين.

وأكد ذلك قول المفسرين في معنى النطفة الأمشاج بأنها الماء القليل المختلط، وهي عبارة عن اجتماع نطفة الرجل "المنيّ" ونطفة المرأة "البويضة"، واختلاطهما معًا، وهو المراد من قوله سبحانه وتعالى: )ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)((المؤمنون).

فالنطفة هنا هي النطفة الأمشاج التي تكون من مني الرجل وبويضة المرأة، وتتشكل على هذا، حتى تجعل في الرحم وتنغرس فيه، وهذا وصف في غاية الدقة عن هذه المرحلة من مراحل

تكوين الجنين، فالبويضة الملقحة مع اختلاف مراحلها من الانقسام هي في غاية أمرها عبارة عن أمشاج مختلطة من ماء الرجل وبويضة المرأة في كل هذه الانقسامات، كما أنها تبدو في مظهرها بشكل قطرة الماء، فهذا تعبير في غاية الدقة عن هذه المرحلة.

كما أكد العلم الحديث هذه الحقائق بما لا يلتوي عنها طريقًا، ولا ينحرف عنها دقة وتعبيرًا، بل جاء مطابقًا تمام المطابقة لما جاء به القرآن الكريم من قبل حول الخلق بعامة، ومراحل تكوّن الجنين بخاصة، فقد صحح العلم حديثًا النظريات غير الصحيحة من قبله، وعدل عن الاعتقادات الفاسدة في هذا الخلق، "فلم تكن البشرية تعرف شيئًا عن النطفة الأمشاج (وهي المختلطة أو الأخلاط من الذكر والأنثى)؛ إذ كان الاعتقاد السائد لدى الفلاسفة والأطباء أن الجنين الإنساني إنما يتكون من ماء الرجل، وأن رحم المرأة ليس إلا حاضنًا لذلك الجنين، وشبهوا ذلك بالبذرة تُرمى في الأرض فتأخذ منها غذاءها، وتخرج شجرة يافعة وارفة الظلال يانعة الثمار، وليس للمرأة عند هؤلاء دور في إيجاد الجنين سوى رعايته وتغذيته"([35]).

ظلت هذه الخرافات في عقول أصحابها متداولة منذ فلاسفة الإغريق عبر العصور حتى جاء عصر النهضة الحديث وبدايات القرن العشرين، وشيعت هذه النظريات إلى مثواها الأخير.

"وبعد اختراع الميكروسكوب ـ المجهر ـ قام العالم "لفين" هو وزميله "هام" باكتشاف الحيوان المنوي في منيّ الإنسان عام 1677م، كما قام ـ من قبلهما ـ العالم "جراف" بوصف حويصلة البويضة التي تدعى باسمه

والإعجاز في القرآن الكريم والسنة المطهرة يكمن في أنهما قد أكدا ـ بما لا يدع مجالًا للشك ـ أن الإنسان إنما خلق من نطفة مختلطة سماها النطفة الأمشاج، قال سبحانه وتعالى:

)إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا (2)( (الإنسان)"([36]).

هكذا أثبت العلم الحديث أن الجنين إنما يتكون من اجتماع نطفة الرجل والمرأة، واختلاطهما معًا، فإذا حدث هذا تأخذ النطفة الأمشاج أو البويضة الملقحة في الانقسام والتطور، وتدفعها أهداب القناة الرحمية أو (قناة فالوب) إلى أن تقع في الرحم في مدة قدرها ستة أيام.

 

رسم تخطيطي يوضح مراحل الانقسام وتشكل الكيسة الأريمية عند الإنسان

 

أ. مرحلة خليتين.

ب. مرحلة أربع خلايا.

ج. مرحلة الماريولا.

د. مرحلة الكيسة الأريمية.

 

1. أجسام قطبية.

2. قسيمات أرومية.

3. نطاق شفاف.

4. هيولي.

5. نواة.

6. كتلة الخلايا الداخلية.

7. جوف الأريمة.

8. أريمة مغذية.

 

 

"فبعد اندماج نواة البويضة مع نواة الحيوان المنوي يتكون الزيجوت، ويحدث أول انقسام في هذه البويضة المخصبة بعد أربع وعشرين ساعة من التلقيح، فالحيوان المنوي يحتوي على نصف عدد الجسيمات الملونة التي تحمل الصفات الوراثية الموجودة في كل خلية جسدية أخرى، كما أن البويضة تحتوي على نصف عدد الكروموسومات؛ إذ تحتوي الخلية الجسدية على 46 جسيمًا، بينما تحتوي البويضة على 23 كروموسومًا فقط، وكذلك الحيمن المنوي... أما مراحل هذه النطفة الأمشاج فتقوم بالانقسام المتتالي، فتصبح الخلية أربع خلايا في خلال أربعين ساعة، ثم تكون الأربع اثنتين وثلاثين خلية في ثمانين ساعة، ولا تمر خمسة أيام إلا وقد صارت مثل الكرة تمامًا أو مثل ثمرة التوتة، وتدعى عندئذٍ التوتة (Morulla)"([37]).

هذه المكونات المختلفة، والأخلاط المتنوعة في البويضة الملقحة هو ما عبر عنه القرآن الكريم بدقة متناهية وإعجاز بليغ في وصفه لهذه المرحلة بالنطفة الأمشاج، فهو خير تعبير يمثل

هذه المرحلة وتكوينها، فهي نطفة في هيئتها ومظهرها، ولأنها اجتماع نطفتين، وهي أمشاج في داخلها ومكوناتها من أخلاط وانقسامات متعددة من ماء الرجل وبويضة المرأة، فيا له من

تعبير دقيق معجز!

إن هذا كله يؤكد تمامًا مدى إعجاز القرآن الكريم ودقته في التعبير عن مراحل تكوين الجنين وتخليقه، وعن مرحلة النطفة الأمشاج التي نحن بصدد الحديث عنها، حتى استقرارها في

الرحم، فهي نطفة أخلاط وأمزاج مختلفة عن منيّ الرجل وبويضة المرأة، تتحد هذه الأخلاط وتنقسم داخليًّا مكونة الكرة الجرثومية التي تأخذ في الانغراس داخل الرحم، هذه المراحل

المتعاقبة خير ما يدل عليها ويمثلها هو مصطلح النطفة الأمشاج؛ فهي نطفة في مضمونها وشكلها، وأمشاج في تكوينها ومحتواها، إنه إعجاز قرآني خالد يعرض أمام العقل البشري، إنه

 القول الفصل من عند خالق السماوات والأرض.

هكذا تذهب حجج الطاعنين في إعجاز القرآن الكريم في خلق الجنين سدى، وتلقى كل شبهة حتفها ساقطة متجعجعة، وتثبت الحقائق البينات للقرآن الكريم في الخلق، وتثبت

 المعجزة الباهرة في صدق ما أخبر به القرآن الكريم منذ ألف وأربع مئة عام على نحو دقيق مما أثبته العلم الحديث، ويبقى القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لكل عقل منصف حكيم.

 

3)  وجه الإعجاز:

لقد كشف العلم الحديث عن حقيقة المراحل الأولى لخلق الجنين وتكوينه؛ فبين أن الجنين يتكون على السواء من نطفة الرجل (المنيّ)، ونطفة المرأة (البويضة)؛ حيث يتم تلقيح البويضة بواسطة الحيوان المنوي، وعندها تبدأ البويضة في الانقسام والتطور، فهي في هذه المرحلة عبارة عن بويضة ملقحة، أو نطفة أمشاج من خليط ماء الرجل وماء المرأة، ويتم هذا التلقيح في قناة فالوب، ثم تدفع هذه النطفة الأمشاج رويدًا رويدًا داخل القناة بواسطة الأهداب والشعيرات الدموية، حتى تصل إلى الرحم، وهناك تنغرس في هذا القرار المكين، وهي نطفة أمشاج لـما يتغير وصفها، ثم تتطور بعدها فتصبح علقة إلى المراحل المختلفة في تكوين الجنين وخلقه.

كما أثبت العلم أن النطفة الأمشاج أو البويضة الملقحة في هذه المرحلة لا تختلف في مظهرها ووصفها عن النطفة الأولى من امتلاكها غشاء سميكا يحفظها ويحفظ مظهر النطفة فيها، وتأخذ شكل القطرة، فهي نطفة فعلية إلا أنها أمشاج وأمزاج من ماء الرجل وماء المرأة.

وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم في بيان وإعجاز ودقة متناهية بمصطلح: )نطفة أمشاج((الانسان:2)، فقد جمع هذا اللفظ القرآني في وصف المرحلة الأولى من خلق الجنين وهذه العمليات المختلفة المتعاقبة بكلمتين اثنتين في تمام الإيجاز والدقة، وكمال المعنى بما لا يقوم به لفظ آخر، فالبويضة الملقحة حتى دخولها الرحم والانغراس فيه هي عبارة عن نطفة، ولكنها نطفة أمشاج، لـما تتحول بعد إلى مرحلة أخرى؛ ولذلك كانت دقة الوصف القرآني بقوله سبحانه وتعالى: )ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13)((المؤمنون) ، فأي إعجاز يماثل هذا الإعجاز، وأي بيان يماثل هذا البيان، إنه إعجاز فوق إعجاز، إعجاز علمي، وبياني، ولفظي، )ومن أصدق من الله قيلا (122)((النساء).


[1]. هناك نوعان من هذه الأربطة؛ وهما الأربطة الكاذبة، والأربطة الحقيقية، والأربطة الكاذبة سُمِّيت بهذا؛ لأنها مكونة من انعطافات بروتينية، وليس لها صفاقات ولا عضلات، غير أنها تساهم مساهمة فعالة في حفظ الرحم في محله، وهذه الأربطة هي: الرباط الرحمي العريض، والرباط المبيضي الرحمي، والرباط الرحمي المثاني، والرباط الرحمي المستقيمي. أما الأربطة الحقيقية؛ فهي التي تتكوَّن من صُفُاقات وعضلات، وهي: الرباط الرحمي المبروم، والرباط الرحمي العجزي، والرباط الحامل للمبيض والرباط المبيضي، والرباط العاني الرحمي المثاني، والرباط الوحشي لعنق الرحم. (انظر: إعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام، كريم نجيب الأغر، مرجع سابق، ص175: 179).

[2]. هي عبارة عن بروزات خيطية صغيرة في الرحم تشكِّل جزءًا من بداية التشكُّل المشيمي، والخلايا الموجودة ضمنها تقريبًا، ودومًا يكون لها مثل الصيغة الصبغية للجنين.

[3]. هو عبارة عن سائل شفاف لامع غني بالأملاح والخمائر والهرمونات، ويتشكَّل هذا السائل نتيجة ارتشاحات أوعية الجنين، وهو يحيط بالجنين من جميع الجهات.

[4]. الموسوعة العلمية في إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية، د. هاني بن مرعي القليني ومجدي فتحي السيد، المكتبة التوفيقية، القاهرة، ص158: 160 بتصرف.

[5]. خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د. محمد علي البار، مرجع سابق، ص55.

[6]. الكيسة الأريمية: هي البويضة الملقحة بعد انقسامها المتعدد إلى اثنتين وثلاثين خلية، وتسمى أيضًا الكرة الجرثومية أو التوتية، وكذلك النطفة الأمشاج.

[7]. التوزم: الكثرة في اللحم والعضل.

[8]. علم الجنين، د. موفق شريف جنيد، جامعة عمر المختار، ليبيا، ط1، 1998م، ص152: 157.

[9]. القاموس المحيط، مادة: قرر.

[10]. لسان العرب، مادة: قرر.

[11]. لسان العرب، مادة: مكن.

[12]. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ابن جرير الطبري، مرجع سابق، ج19، ص16.

[13]. المرجع السابق، ج24، ص132.

[14]. انظر: مفاتيح الغيب، فخر الدين الرازي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1421هـ/ 2000م، عند تفسيره لهذه الآية.

[15]. المرجع السابق، عند تفسير هذه الآية.

[16]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، مرجع سابق، ج3، ص240.

[17]. المرجع السابق، ج4، ص460.

[18]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج19، ص160.

[19]. لباب التأويل في معالم التنزيل، البغوي، تحقيق: عثمان جمعة ضميرية وآخرين، دار طيبة، السعودية، ط4، 1417هـ/ 1997م، ج5، ص411.

[20]. في ظلال القرآن، سيد قطب، مرجع سابق، ج4، ص2458.

[21]. تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، مرجع سابق، ج16، ص9979.

[22]. العَجَّان: هي العضلات التي تحيط بالفرج والشرج وعظام الحوض، وهي عضلات قوية تحافظ على الجهاز البولي والتناسلي عند الرجل والمرأة.

[23]. إعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام، كريم نجيب الأغر، مرجع سابق، ص171: 179.

[24]. علم الجنين، د. موفق شريف جنيد، مرجع سابق، ص157.

[25]. خلق الإنسان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص185.

[26]. خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د. محمد علي البار، مرجع سابق، ص198: 200. وانظر: موسوعة جسم الإنسان: الولادة والنمو، بريان فارد، المركز العالمي للموسوعات، دار إلياس العصرية، القاهرة، 1987م، ص14، 15. والموسوعة الفقهية للأجنة والاستنساخ البشري من الناحية الطبية والشرعية والقانونية، د. سعيد منصور موفعة، مرجع سابق، ج1، ص287، 288.

[27]. علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة، عبد المجيد الزنداني وآخرين، مرجع سابق، ص17، 18.

[28]. لسان العرب، مادة: نطف.

[29]. لسان العرب، مادة: مشج.

[30]. خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د. محمد علي البار، مرجع سابق، ص109. وانظر: الموسوعة الفقهية للأجنة والاستنساخ البشري من الناحية الطبية والشرعية والقانونية، د. سعيد منصور موفعة، مرجع سابق، ج1، ص280: 284.

[31]. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ابن جرير الطبري، مرجع سابق، ج24، ص88: 91.

[32]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، مرجع سابق، ج4، ص453.

[33]. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، الألوسي، مرجع سابق، ج29، ص151.

[34]. في ظلال القرآن، سيد قطب، مرجع سابق، ج6، ص3779، 3780.

[35]. خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د. محمد علي البار، مرجع سابق، ص183.

[36]. المرجع السابق، ص185: 188.

[37]. الموسوعة الفقهية للأجنة والاستنساخ البشري من الناحية الطبية والشرعية والقانونية، د. سعيد منصور موفعة، مرجع سابق، ج1، ص287، 288.

redirect redirect unfaithful wives
read women who cheat on husband want my wife to cheat
open read here black women white men
online redirect read here
where to order viagra online buy cheap deal online viagra viagra viagra sipari verme
why wife cheat why do guys cheat why women cheat in relationships
read here click here why women cheat on men
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  8872
إجمالي عدد الزوار
  38398590

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع