دعوى خطأ القرآن الكريم في إخباره عن مصدر الماء
الذي يتخلق منه الجنين (*)
مضمون الشبهة:
يدّعي بعض المغالطين أن القرآن الكريم قد أخطأ في حديثه عن مصدر الماء الذي يتشكل منه الجنين، وذلك في قوله تعالى: )فلينظر الإنسان مم خلق (5) خلق من ماء دافق (6) يخرج من بين الصلب والترائب (7)( (الطارق). فيزعمون أن الآية تخبر أن هذا الماء إنما يخرج ويتدفق من صلب الرجل (ظهره)، ومن ترائب المرأة (موضع القلادة من صدرها).
ويرون أن ذلك يخالف تمامًا ما أثبتته الحقائق العلمية من أن ماء الرجل يخرج ويتدفق من الأكياس المنوية، وهي تحت المثانة (من خلال الخصية والبروستاتا)، وليس من ظهر الرجل، وكذلك ما ثبت من أن ماء المرأة ليس خارجًا من صدرها، بل من جدران المهبل.
علاوة على أن الآية قد اشتملت على خطأ آخر، مؤداه: وصف هذا الماء بالدفق، وهذا غير صحيح؛ لأن هذا الوصف لا يصدق على ماء المرأة، فإذا كان ماء الرجل متدفقا، فليس الدفق من صفات ماء المرأة.
وجها إبطال الشبهة:
1) لم يخطئ القرآن الكريم عندما تحدث عن مصدر الماء الذي يتخلق منه الجنين، والفهم الصحيح للآية ـ في ضوء الدلالات اللغوية وأقوال المفسرين وكذلك ما توصل إليه من حقائق علمية ـ يؤكد ذلك على النحو الآتي:
o أن الحديث في الآية ليس عن شخصين اثنين، بل عن شخص واحد (الرجل أو المرأة)، يتضح ذلك من استخدام لفظة "بين" التي تقتضي التوسط بين شيئين (الصلب والترائب)، وذلك ما تنبه إليه الحسن البصري وقتادة وابن القيم والألوسي وغيرهم.
o أن الحديث في الآية عن أصل هذا الماء الذي يتخلق منه الجنين (ذكرًا أو أنثى)، وليس أن هذا الماء يخرج متدفقًا من تلك المنطقة مباشرة؛ ودليل ذلك استخدام لفظة "يخرج" التي تعني الخروج وليس التخلق؛ فيكون المعنى: يخرج (أصل الماء الذي يتخلق منه الإنسان) من بين الصلب (العمود الفقري)، والترائب (أسفل عظام الصدر) لكل من الرجل والمرأة. ولقد أثبت العلم أن الأصول الخلوية للجنين (الخصيتين والمبيضين) إنما تنشأ ابتداء في موضع ما بين منتصف العمود الفقري وأسفل ضلوع الصدر (أسفل الكليتين تمامًا)، ثم تبدأ في النزول تدريجيًّا حتى تستقر في مكانها المعتاد (كيس الصفن وجانبي الرحم)، وتظل تغذية هذه الغدد بالدم والأعصاب من موضع نشأتها نفسه (بين الصلب والترائب).
2) كما وصف القرآن ماء الرجل بالدفق، وصف ـ أيضًا ـ ماء المرأة بالدفق، ولم يخطئ في ذلك، بل إنه قد سجل بذلك إعجازًا علميًّا غير مسبوق؛ فلقد أثبت العلم أن للمرأة ماءين؛ أحدهما: سائل لزج لا يتدفق ولا يندفع وإنما يسيل، وهو ماء المهبل، ولا علاقة لهذا الماء بتخلق الجنين، والآخر: ماء يتدفق، وهو يخرج مرة واحدة في الشهر من حويصلة (جراف) بعد انفجارها عقب اكتمال نموها، فيخرج هذا الماء مندفعًا حاملًا البويضة إلى بوق الرحم؛ حيث يقابلها الحيوان المنوي ليلقحها.
التفصيل:
أولا. اتفاق العلم مع الآية بشأن مصدر تشكل الجنين:
1) الحقائق العلمية:
لقد أظهر العلم الحديث أن الجنين عند تكونه في الرحم تنبت خصيتاه في ظهره عند أسفل الكليتين تمامًا، وتبقيان كذلك في ظهره حتى أشهره الأخيرة في بطن أمه، ثم تنحدران إلى أسفل، وعند الولادة تكونان في مركزهما (مكانهما) المعتاد، وكذلك مركز المبيض في أنثى الجنين، فإنه يكون في الظهر تحت الكلية تمامًا، فسواء كان الجنين ذكرًا أم أنثى فإن الذرية تؤخذ من ظهره([1]).
فغدد التناسل في كل من الذكر والأنثى تنبت أول ما تنبت في موضع محدد بين العمود الفقري وضلوع القفص الصدري لجنين الإنسان، وذلك قبل نزول تلك الغدد إلى مواضعها المخصصة لها من جسم الجنين، وتبقى هذه الغدد تتغذى بالدم والأعصاب من موضع نشأتها نفسه، فكأن جميع خلايا التناسل التي تتخلق في تلك الغدد قد تخلقت من مواضع نشأة تلك الغدد([2]).
حيث إن شريان الخصية أو المبيض يأتي من الشريان الأبهر (الأورطي البطني) من بين الصلب والترائب، كما أن وريد الخصية يصب في المنطقة نفسها، فيصب الوريد الأيسر في الوريد الكلوي الأيسر، بينما يصب وريد الخصية الأيمن في الوريد الأجوف السفلي، وكذلك أوردة المبيض وشريانها تصب في المنطقة نفسها؛ أي: بين الصلب والترائب.
كما أن الأعصاب المغذية للخصية أو المبيض تأتي من المجموعة العصبية الموجودة تحت المعدة من بين الصلب والترائب، وكذلك الأوعية الليمفاوية تصب في المنطقة نفسها؛ أي بين الصلب والترائب([3]).
رسم تشريحي للوريد والشريان المنوي اللذين يمدان الخصية بالدم يبين نشأتهما من الشريان الأورطي والوريد التجويفي السفلي في مكان يوجد بين الصلب (العمود الفقري) والترائب (الأضلاع)
ولمزيد من التفصيل نقول: في الأسبوع السادس من الإخصاب وبدء رحلة تكون الإنسان تبدأ الخلايا الجنسية germ cells)) بالهجرة إلى جسم الجنين من تركيب خارج جنيني يسمى "كيس المح" (yolk sac)، لتتجمع في الحرف التناسلي (gintal ridge)مكونة غدة تناسلية غير متمايزة بعد إلى خصى أو مبايض، وتحتوي هذه الغدة الجنسية البدائية على ثلاثة أنواع من الخلايا، هي:
خلايا جنسية (germ cells).
خلايا داعمة(supporting cells).
خلايا ستيرويدية المنشأ(steroidogenic cells).
رسم تخطيطي يوضح تكون الخلايا المشيجية في الأسبوع الثالث من جدار كيس المح في المنطقة القريبة من (allantois) ثم هجرتها لتصل في الأسبوع السادس إلى المنطقة التي تعرف باسم الارتفاق الجنسي والموجودة بين العمود الفقري والأضلاع السفلية
وبدءًا من الأسبوع السابع يحدث مايلي:
بالنسبة للجنين الذكر: تكون الخلايا الداعمة والخلايا الستيرويدية المنشأ خلايا سرتولي، وخلايا لايديغ لتكوين الخصى، وهذه الخلايا تبدأ بإنتاج هرمون التستسيرون([4]) في الأسبوع الثامن، أما الخلايا الجنسية؛ فهي التي تكون برزات النطاف التي تكون نطاف الرجل (الحيوانات المنوية) بعد البلوغ.
بالنسبة للجنين الأنثى: تكون الخلايا الداعمة والخلايا الستيرويدية المنشأ خلايا قرابية (thecacells)، وخلايا الطبقة المحببة (granulosa cells)، أما الخلايا الجنسية فتكون الحويصلات المبيضية التي تكون نطاف المرأة (البويضات) بعد البلوغ.
والغدة التناسلية غير المتمايزة تلك تكون في موضع الكلية البدائية، وتستمر في هذا الموضع إلى الأسبوع الثاني عشر حيث تبدأ بالهبوط؛ إذ تهبط الخصيتان إلى كيس الصفن([5])، وتهبط المبايض إلى موضعها على جانبي الرحم([6]).
تهاجر الخصية إلى كيس الصفن، ولكن تظل محتفظة طوال العمر بأوعيتها الدموية وارتباطاتها العصبية وأوعيتها الليمفاوية من حيث مكانها الأول الذي نشأت منه بين الصلب والترائب.
وقد يحدث في بعض الأحيان ألا تتم عملية الهبوط هذه فتقف الخصية في طريقها ولا تنزل إلى كيس الصفن فتحتاج إلى عملية جراحية([7]).
جاء في كتاب (الإنسان النامي) للدكتور "موروبارسو": "إن الأصول الخلوية (primary cells) تتخلق في جدار كيس المح (yolk sac)بداية من الأسبوع الرابع من عمر الجنين، وتنتقل عبر الأمعاء إلى الحدبتين التناسليتين؛ حيث تندمج بالخيوط الجنسية الأولى (PRIMARY SEX CORDS)في الأسبوع السادس للحدبتين التناسليتين الواقعتين بين الصلب والترائب، واللتين بدورهما تنتقلان إلى الجزء السفلي للجنين؛ لتصلا إلى حيث يقع المبيض أو الخصية في حوالي الأسبوع الثامن والعشرين"([8]).
2) التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:
لقد أثار المشككون حول قوله تعالى: )يخرج من بين الصلب والترائب (7)((الطارق) شبهات وأباطيل؛ بغية نفي الإعجاز العلمي الصريح عن هذه الآية، فادعوا أنه لا إعجاز فيها، بل إنها بذلك تخالف الحقائق العلمية الثابتة، فالقوم يزعمون أن القرآن قد أخطأ عندما أخبر ـ حسب فهمهم ـ أن مصدر الماء الذي يتشكل منه الجنين هو الصلب (للرجل) والترائب (للأنثى)، على حين أنه من المعلوم في زعمهم أن ماء الرجل يخرج ويتدفق من الأكياس المنوية التي توجد تحت المثانة، من خلال الخصية والبروستاتا، أما ماء المرأة فهو خارج من جدران المهبل، ولا علاقة لكلا الماءين بالصلب والترائب.
والحقيقة أن القرآن لم يخطئ، بل إن الآية تعد إعجازًا علميًّا غير مسبوق؛ ولبيان ذلك نسوق الفهم الصحيح للآية في ضوء الدلالات اللغوية لألفاظها وأقوال المفسرين الصحيحة، وكذا التي اقتربت من الفهم الصحيح، وكذلك في ضوء ما توصل إليه العلم من حقائق.
· الدلالات اللغوية في الآية الكريمة:
الصلب: عظم من لدن الكاهل إلى العجب، والجمع: أصلب وأصلاب، وصلبة، أنشد ثعلب:
|
*أما تريني اليوم شيخا أشيبا *
|
|
*إذا نهضت أشتكي الأصلبا*([9])
|
|
|
|
وصَلُبَ العود وصَلُبَ الشخص: صار شديدًا قويًّا. والصُّلب: هو فقار الظهر من الكاهل إلى أسفل الظهر([10]).
والصلب يشمل العمود الفقري الظهري والعمود الفقري القطني، وعظم العجز، ويشتمل من الناحية العصبية على المركز التناسلي الآمر بالانتعاظ ودفق المنيّ وتهيئة مستلزمات العمل الجنسي، كما أن الجهاز التناسلي تعصبه ضفائر عصبية عديدة ناشئة من الصلب، منها: الضفيرة الشمسية والضفيرة الخثلية والضفيرة الحوضية، وتشتبك في هذه الضفائر الجملتان: الودية ونظيرة الودية، المسئولتان عن انقباض الأوعية وتوسعها، وعن الانتعاظ والاسترخاء وما يتعلق بتمام العمل الجنسي. وإذا أردنا أن نحدد ناحية الصلب المسئولة عن هذا التعصيب، قلنا: إنها تحاذي القطعة الظهرية الثانية عشرة، والقطنية الأولى والثانية، والقطع العجزية الثانية والثالثة والرابعة([11]).
الترائب: مفرد تريبة، وهي موضع القلادة من الصدر. وقيل: هي ما بين الترقوة إلى الثندوة. وقيل: الترائب عظام الصدر. وقيل: ما ولي الترقوتين منه. وقيل: ما بين الثديين والترقوتين.
والترائب أربعة أضلاع من يمنة الصدر وأربعة من يسرته([12]).
· من أقوال المفسرين حول الآية:
ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره، قال: واختلف أهل التأويل في معنى الترائب وموضعها، فقال بعضهم (ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو عياض وابن زيد): الترائب: موضع القلادة من صدر المرأة.
قال ابن زيد في قوله تعالى: )يخرج من بين الصلب والترائب (7)((الطارق): الترائب: الصدر، وهذا الصلب، وأشار إلى ظهره.
وقال آخرون (مجاهد وسفيان): الترائب: ما بين المنكبين والصدر؛ فعن سفيان قال: الصلب للرجل، والترائب للمرأة، والترائب فوق الثديين.
وقال آخرون (ابن عباس والضحاك وسفيان): هي اليدان والرجلان والعينان.
وقال آخرون (قتادة): يخرج من بين صلب الرجل ونحره.
وقال آخرون: هي الأضلاع التي أسفل الصلب([13]).
وقال ابن كثير: يعني صلب الرجل وترائب المرأة، وهي صدرها([14]).
وذكر القرطبي عن قتادة، قال: المعنى: ويخرج من صلب الرجل وترائب المرأة.
وقال الحسن: المعنى: يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة([15]).
وقال الألوسي في روح المعاني: "وظاهر الآية أن أحد طرفي البينية (التوسط): الصلب، والآخر الترائب... فكان الصلب والترائب لشخص واحد فلا تغفل... قال الحسن: وروي عن قتادة أيضًا: أن المعنى: يخرج من بين صلب كل واحد من الرجل والمرأة، وترائب كل منهما"([16]).
واختار ابن القيم ـ رحمه الله ـ أن المراد: صلب الرجل وترائبه، قال: "لا خلاف أن المراد بالصلب: صلب الرجل، واختلف في الترائب؛ فقيل: المراد به: ترائبه أيضًا، وهي عظام الصدر، ما بين الترقوة إلى الثندوة، وقيل: المراد: ترائب المرأة.
والأول أظهر؛ لأنه سبحانه قال: )يخرج من بين الصلب والترائب (7)((الطارق)، ولم يقل: يخرج من الصلب والترائب، فلا بد أن يكون ماء الرجل خارجًا من بين هذين المختلفين، كما قال في اللبن: )من بين فرث ودم( (النحل: ٦٦)"([17]).
وهو اختيار الشيخ ابن عاشور، قال: "ووصف ـ أي: الماء الدافق ـ أنه يخرج من "بين الصلب والترائب"؛ لأن الناس لا يتفطنون لذلك، والخروج مستعمل في ابتداء التنقل من مكان إلى مكان ولو بدون بروز، فإن بروز هذا الماء لا يكون من بين الصلب والترائب.
والصلب: العمود العظمي الكائن في وسط الظهر، وهو ذو الفقرات. والترائب: جمع تريبة، ويقال: تريب. ومحرر أقوال اللغويين فيها أنها عظام الصدر التي بين الترقوتين والثديين، ووسموها بأنها موضع القلادة من المرأة.
والترائب تضاف إلى الرجل وإلى المرأة، ولكن أكثر وقوعها في كلامهم في أوصاف النساء؛ لعدم احتياجهم إلى وصفها في الرجل.
وقوله: )يخرج من بين الصلب والترائب (7) ((الطارق): الضمير عائد إلى:)ماء دافق (6)((الطارق) ، وهو المتبادر، فتكون جملة "يخرج" حالا من "ماء دافق"؛ أي: يمر ذلك الماء بعد أن يفرز من بين صلب الرجل وترائبه.
وبهذا قال سفيان والحسن؛ أي إن أصل تكون ذلك الماء وتنقله من بين الصلب والترائب"([18]).
وإلى ذلك ذهب السعدي؛ حيث قال: "يحتمل أنه من بين صلب الرجل وترائب المرأة، وهي ثدياها. ويحتمل أن المراد: المنيّ الدافق، وهو مني الرجل، وأن محله الذي يخرج منه ما بين صلبه وترائبه، ولعل هذا أولى؛ فإنه إنما وصف الله به الماء الدافق، والذي يحس به ويشاهد دفقه هو مني الرجل، وكذلك لفظ الترائب، فإنها تستعمل في الرجل، فإن الترائب للرجل بمنزلة الثديين للأنثى"([19]).
أما الإمام مصطفى المراغي فقد ذكر في تفسيره لقوله تعالى: )يخرج من بين الصلب والترائب (7)((الطارق) ، كلامًا ثمينًا بين فيه أوجه الإعجاز في الآية؛ حيث يقول: "بيان هذا: أن صلب الإنسان هو عموده الفقري (سلسلة ظهره)، وترائبه هي عظام صدره، ويكاد معناها يقتصر على حافة الجدار الصدري السفلي.
وإذا رجعنا إلى علم الأجنة وجدنا في منشأ خصية الرجل ومبيض المرأة ما يفسر لنا هذه الآيات التي حيرت الألباب، وذهب فيها المفسرون مذاهب شتى على قدر ما أوتي كل منهم من علم، وإن كان بعيدًا عن الفهم الصحيح والرأي السديد.
ذاك أنه في الأسبوع السادس والسابع من حياة الجنين في الرحم ينشأ فيه ما يسمى (جسم وولف وقناته) على كل جانب من جانبي العمود الفقري، ومن جزء من هذا تنشأ الكلى وبعض الجهاز البولي، ومن جزء آخر تنشأ الخصية في الرجل والمبيض في المرأة.
فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب؛ أي: ما بين منتصف العمود الفقري تقريبًا ومقابل أسفل الضلوع.
ومما يفسر لنا صحة هذه النظرية أن الخصية والمبيض يعتمدان في نموهما على الشريان الذي يمدهما بالدم، وهو يتفرع من الشريان الأورطي في مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب، ويعتمدان على الأعصاب التي تمد كلًّا منهما وتتصل بالضفيرة الأورطية ثم بالعصب الصدري العاشر، وهو يخرج من النخاع من بين الضلع العاشر والحادي عشر، وكل هذه الأشياء تأخذ موضعها في الجسم فيما بين الصلب والترائب...
هذا، وكل من الخصية والمبيض بعد كمال نموه يأخذ في الهبوط إلى مكانه المعروف وتهبط الخصية حتى تأخذ مكانها في الصفن، ويهبط المبيض حتى يأخذ مكانه في الحوض بجوار بوق الرحم"([20]).
لقد جاء في أقوال علماء اللغة أن الصلب هو فقار الظهر، والترائب هي عظام الصدر، وفي قول: هي أربعة أضلاع من يمنة الصدر وأربعة من يسرته، وهي موضع القلادة من الصدر.
فالمراد من قوله تعالى: )يخرج من بين الصلب والترائب (7)((الطارق) ، أن الإنسان (الجنين) تبدأ نشأته ابتداء من موضع ما يقع بين الصلب (العمود الفقري) والترائب (وهي أسفل الضلوع)، فيكون المراد: يخرج الإنسان من صلب الرجل وترائبه، ومن صلب المرأة وترائبها، أما ما جاء من تفسيرات بعض المفسرين بأن المراد: هو صلب الرجل وترائب المرأة، فقد جانبهم الصواب في ذلك؛ لدلالة لفظة "بين" التي تدل على التوسط، فيقتضي أن يكون الحديث عن شخص واحد (الرجل أو المرأة).
ناهيك عن أننا لم نعدم من علمائنا القدامى والمحدثين من ذهب إلى هذا التفسير الصحيح أو قريب منه؛ فهذا الحسن البصري ـ وهو من كبار التابعين ـ يقول: "المعنى: يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة".
وإلى قريب من ذلك ذهب قتادة وابن القيم والألوسي وابن عاشور وغيرهم كما ذكرنا سابقا.
أما كون بعض المفسرين قد جانبه الصواب في تفسير الآية، فهذا لا يطعن البتة في عصمة الآية أو القرآن عمومًا؛ لأن ألفاظ القرآن الكريم معانيها واسعة، ودلالاتها متعددة، فعلماء التفسير بشر يصيبون ويخطئون، كما أنه يصعب في هذا الزمن أن يستوعب هؤلاء المفسرون هذه الحقيقة؛ لما تتطلبه من وسائل علمية حديثة لم يتوصل الإنسان إلى شيء منها قبل القرن السابع عشر الميلادي كما سيأتي.
ولمزيد من الإيضاح حول مراد الآية نطرح سؤالا مؤداه:
هل هذا الماء الذي يتخلق منه الجنين يخرج ويتدفق من تلك المنطقة "بين الصلب والترائب"؟
والتعبير القرآني "يخرج" يعطينا الإجابة الشافية؛ فليس في هذا الفعل أي إشارة إلى أن هذا الماء الذي يتخلق منه الجنين يتخلق في هذه المنطقة (بين الصلب والترائب)، بل يخرج من مكان بينهما، والخروج غير التخلق كما هو معلوم، يتضح ذلك من قوله تعالى:)وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم( (الأعراف: ١٧٢)، فكلا الفعلين (يخرج، أخذ) يشير إلى أن الأصول الخلوية تؤخذ من مكان ما في الظهر يقع بين الصلب والترائب، فتخرج منه وتنتقل إلى مكان آخر، وهو الخصية أو المبيض([21]).
فالذي أوقع هؤلاء في هذا الوهم هو اعتقادهم أن قوله تعالى: )يخرج( يعني: يتدفق عند الجماع خارجًا من مستودعه، والحقيقة أن المقصود بهذه الكلمة هو بدء نشأة هذا الماء، يتضح ذلك من هذا المثال: إذا قال أحد الخبازين معتزًا بمهنته: "أخبز الخبز الساخن من حقول القمح"، فهل يعني ذلك أن الخبز الساخن كان مدفونًا في تراب الحقل، ثم قام ذلك الخباز بإخراجه من مكانه؟! بالطبع لا، بل يقصد أن يتحدث عن أصول نشأة خبزه، وكيف أنه حوله بمهارة من حبوب قمح متناثرة على غصون النبات إلى خبز ساخن يخرجه من الفرن.
وكذلك ـ مع فارق التشبيه ـ يشير الخالق سبحانه وتعالى إلى منشأ الإنسان وأصل خلقه، من خلال خلايا جنسية كانت تستقر بين الصلب والترائب، وليس عن مستودع هذا الماء ومستقره([22]).
أما العلم الحديث فقد جاء متوافقًا تمامًا مع ما أشارت إليه الآية، فالآية تشير إلى أن مصدر الماء الذي يتشكل منه الجنين إنما يأتي من موضع ما بين الصلب (العمود الفقري) والترائب (أسفل الصدر)، وهذا ما تأكد من أقوال علماء اللغة والمفسرين، والحقائق العلمية تثبت أن الخصية والمبيض إنما يتكونان من الحدبة التناسلية بين صلب الجنين وترائبه، وتتكون الخصية أو المبيض في هذه المنطقة بالضبط، ثم تأخذ في النزول تدريجيًّا حتى تصل إلى كيس الصفن (خارج الجسم) في أواخر الشهر السابع من الحمل، وبينما ينزل المبيض إلى حوض المرأة ولا ينزل أسفل من ذلك، وقد يحدث أن يتأخر نزول الخصيتين أو المبيض، حتى ينزل الجنين وخصيتاه عالقتان بظهره، فيحتاج إلى إجراء عملية جراحية.
ليس هذا فحسب؛ بل ثبت أن تغذية الخصية والمبيض بالدماء والأعصاب واللمف تبقى من حيث أصلها؛ أي: من بين الصلب والترائب، فكما ذكرنا في الحقائق العلمية أن شريان الخصية والمبيض يأتي من الشريان الأبهر (الأورطي البطني) من بين الصلب والترائب، كما أن وريد الخصية يصب في المنطقة نفسها، فالوريد الأيسر يصب في الوريد الكلوي الأيسر، بينما يصب وريد الخصية الأيمن في الوريد الأجوف السفلي، أما أوردة المبيض وشريانها فيصبان في المنطقة نفسها (بين الصلب والترائب).
وكذلك ثبت أن الأعصاب المغذية للخصية أو للمبيض تأتي من المجموعة العصبية الموجودة تحت المعدة من بين الصلب والترائب، وكذلك الأوعية الليمفاوية.
ومحصل القول؛ أن الحيوانات المنوية لدى الرجل أو البويضة لدى المرأة إنما تستقي مواد تكوينها من منطقة ما بين الصلب (العمود الفقري) والترائب (أسفل الضلوع)، كما أن منشأها ومبدأها من بين الصلب والترائب([23]).
3) وجه الإعجاز:
لقد أثبت العلم الحديث أن الغدد التناسلية (الخصيتين والمبيضين) في الجنين (ذكرًا أو أنثى) إنما تنشأ ابتداء في موضع ما بين عظام ظهره الفقارية وأسفل ضلوع صدره، ثم تنزل الخصيتان بالتدريج حتى تصلا إلى كيس الصفن خارج الجسم في أواخر الشهر السابع من الحمل، وينزل المبيضان إلى حوض المرأة في الفترة الزمنية نفسها ليستقرا في داخل الحوض.
وتبقى تغذية تلك الغدد التناسلية بالدم والسوائل الليمفاوية والأعصاب من مركز نشأتها نفسه (بين الصلب والترائب).
ولقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن تلك الحقيقة منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان في قوله تعالى:)فلينظر الإنسان مم خلق (5) خلق من ماء دافق (6) يخرج من بين الصلب والترائب (7)(( الطارق)؛ حيث تخبر الآية أن مصدر تخلق الإنسان يكون من موضع ما بين صلب الإنسان (عموده الفقري) وترائبه (أسفل عظام صدره)، فمن الذي أخبر هذا الرسول الأمي بمثل هذه الحقائق العلمية الدقيقة التي لم يعرف العلم عنها شيئًا إلا في العقود الأخيرة؟! إنه الوحي الإلهي الذي نزل به الروح الأمين على قلب النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا. للمرأة ماء دافق:
1) الحقائق العلمية:
لقد ثبت مؤخرًا أن للمرأة ماء دافقًا، ولمعرفة ذلك لا بد من التوقف عند مراحل عملية الإباضة، فهذا الدكتور "آلان آندرز" يخبرنا عن مراحل عملية الإباضة، قائلا:
تنشق البذرة التي تتكون في سطح المبيض في أضعف منطقة لها (Rupture Of TheStigma)، فيخرج الماء الحويصلي بسرعة، مع حبيبات الخلايا(granulosa Cell)، وذلك من جراء الضغط المتولد عن الماء الحويصلي، حيث يبلغ 20 ملم زئبقيًّا، وهو وإن كان معتدلًا ولكن يلعب دورًا مهمًّا.
ومن ثم يتبع ذلك خروج البويضة مع كم الخلايا التي ترافقها (Cumulus Cells) بسرعة أقل من الماء الذي يسبقها.
أ-وتتقلص بعض العضلات داخل الحويصلة باعجة إياها ودافعة لها، فتساعدها على الخروج مع بقية الماء الحويصلي.
وتلك العضلات هي عضلات الأغشية الخارجية التي تحيط بالحويصلة (تكا إكسترنا Theca Externa)، والتي يعود تقلصها لمادة (البرستاجلاندين Prostaglandins) الموجودة في الماء الحويصلي، ولانخفاض ضغط الماء الحويصلي الذي يدفع عضلات الغشاء الخارجي للحويصلة للتقلص بطريقة منتظمة ومتقطعة.
ب- وتتمايل أهداب بوق فالوب([24]) حول المبيض مساعدة شعيرات بوق فالوب (التي تتمايل هي أيضًا) لالتقاط البويضة وإدخالها مع الخلايا المحيطة بها إلى داخل البوق.
أضف إلى ذلك أن دفق البويضة يعود ـ أيضا ـ لإشارات كيميائية تأتي مع الماء الحويصلي، وتجعل عضلات قناة فالوب تنقبض، وتولد ضغطًا سلبيًّا؛ مما يساعد شعيرات بوق فالوب على التقاط البويضة، وبعد ذلك تنتقل البويضة ببطء في قناة فالوب إلى الرحم من جراء دفع الشعيرات التي تبطن القناة لها.
وبذلك تكون الحركة الإجمالية لماء المرأة مزيجًا من السرعة والبطء، والضغط الداخلي المعتدل، والشفط الخارجي.
وهكذا فإن دفق الماء الحويصلي مع البويضة يعود لماء البويضة نفسه فقط ـ كما في حالة ضغط الماء ـ ولماء البويضة بالتعاون مع مسبب آخر لا يظهر فيه فعل الدفق، بل يحث عليه كما في حالة انقباض عضلات قناة فالوب من جراء الإشارات الكيميائية التي تأتي مع الماء الحويصلي، ولانقباضات العضلة التي تحيط بالجريب بفعل مادة البرستاجلاندين الموجودة في الماء الحويصلي، وبفعل انخفاض ضغطه، كما أنه يعود لعوامل خارجية مستقلة ـ شعيرات بوق فالوب ـ غير أن هذه الشعيرات أنتجت أثرًا فاعلًا أدى إلى حركة الماء بدفق([25]).
فالمرأة لها ماءان:
أولهما: ماء لزج يسيل ولا يتدفق، وهو ماء المهبل، وليس له علاقة بتكوين الجنين سوى مساعدته في الإيلاج، وفي ترطيب المهبل وتنظيفه من الجراثيم والميكروبات.
والآخر: ماء يتدفق، وهو يخرج مرة واحدة في الشهر من حويصلة جراف بالمبيض؛ فعندما تقترب هذه الحويصلة المليئة بالماء الأصفر من حافة المبيض، فتنفجر عند تمام نموها وكماله، فتندلق المياه على أقتاب البطن، ويتلقف البوق ـ نهاية قناة الرحم (ويدعى أيضًا قناة فالوب) ـ البويضة فيدفعها دفعًا رقيقًا حتى تلتقي بالحيوان المنوي الذي يلقحها في الثلث الوحشي من قناة الرحم، هذا الماء يحمل البويضة تمامًا كما يحمل ماء الرجل الحيوانات المنوية... كلاهما يتدفق([26]).
2) التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:
لقد وصف الحق سبحانه وتعالى هذا الماء الذي يتشكل منه الإنسان بأنه دافق، فقال تعالى: )خلق من ماء دافق (6)((الطارق)، وقد سبق وأن أثبتنا أن المراد بهذا الماء هو ماء الرجل والمرأة، ولقد راق لهؤلاء الواهمين أن يخطِّئوا الآية الكريمة بدعوى أن صفة الدفق هي من صفات ماء الرجل فقط، وأن ماء المرأة لا دفق له ولا دفع!
نقول: لقد ظن هؤلاء أن المراد بماء المرأة الدافق في الآية الكريمة هو ماء المهبل، وهو سوائل لزجة تسيل ولا تتدفق، تفرزها مجموعة من الغدد المتصلة بالمهبل، ووظيفة تلك السوائل هي تطهير الجهاز التناسلي للأنثى، والمساعدة في الإيلاج، ولا دخل لها بتكوين الجنين.
والحقيقة أن المراد في الآية هو ماء آخر للمرأة، وهو الماء المحيط بالبويضة في داخل حويصلتها المعروفة باسم حويصلة (جراف)، فإذا ما انفجرت هذه الحويصلة بعد تمام نضجها، اندفع ماؤها الأصفر اللون متدفقًا بالبويضة إلى داخل قناة الرحم.
وهذا نفسه ما جاء به الوصف القرآني "ماء دافق"، يقول ابن كثير رحمه الله: "وقوله تعالى: )خلق من ماء دافق (6)((الطارق)،يعني المنيّ يخرج دفقًا من الرجل ومن المرأة..."([27]).
وقال القرطبي في تفسيره: "الدفق هو المتدفق بشدة قوته، وأراد ماءين: ماء الرجل وماء المرأة..."([28]).
ويقول الإمام مصطفى المراغي في قوله تعالى: )خلق من ماء دافق (6)((الطارق) : "ومما سبق تعلم أن الماء الدافق يكون من كل من الرجل والمرأة؛ أما ماء الرجل فيتكون من الحيوانات المنوية وسوائل أخرى تفرزها الخصية والبروستاتا والحويصلات المنوية، وهذه السوائل كلها جعلت مباءة ومستقرًّا للحيوان المنوي الذي بدونه لا يتم التلقيح.
وهكذا الحال في البويضات التي يفرزها مبيض المرأة، فإنها بعد أن تكون في المبيض على شكل حويصلة صغيرة تسمى حويصلة (جراف) تنمو وتبلغ أشدها في نحو شهر حتى تقترب من المبيض، ثم تنفجر كما تنفجر الفقاعة وتندفع منها البويضات مع السائل الذي خرج من الفقاعة إلى البوق حيث يقابلها حيوان منوي يقوم بعملية التلقيح، وكلا الماءين: ماء الرجل وماء المرأة دافق؛ أي ينصب مندفعًا، وهذا هو الحاصل فعلًا.
ومن هذا يتبين بوضوح أن الإنسان خلق ونشأ من الماء الدافق (ماء الرجل وأهم ما فيه الحيوان المنوي، وماء المرأة وأهم ما فيه البويضة) الذي ينصب مندفعًا من عضوين هما الخصية والمبيض، ومنشؤهما وغذاؤهما وأعصابهما كلها من بين الصلب والترائب"([29]).
3) وجه الإعجاز:
إذا كان القرآن قد أخبر من قبل ألف وأربع مئة عام أن للمرأة ماء متدفقًا كما أن للرجل ماء متدفقًا أيضًا، وإذا كان العلم الحديث قد أثبت صدق ما صرح به القرآن من أن ماء محيطًا بالبويضة في داخل حويصلتها المعروفة باسم حويصلة (جراف)، وعندما تنفجر هذه الحويصلة بعد اكتمال نضجها يندفع هذا الماء متدفقًا بالبويضة إلى داخل قناة الرحم ـ مع العلم أن هذا الماء وذلك التدفق لا يرى ولا يلاحظ بالعين المجردة.
أضف إلى ذلك أن الإنسان لم يكن يعلم شيئًا عن الحيوانات المنوية ولم يتعرف على البويضة إلا في بدايات القرن السابع عشر الميلادي؛ حيث كانت أولى المحاولات لمعرفة شيء من ذلك بعد اكتشاف الميكروسكوب.
فإذا كانت الحال كذلك فلا نتصور لهذا القرآن العظيم ـ الذي أنزل على نبي أمي في أمة أغلبيتها الساحقة من الأميين ـ مصدرًا غير الوحي الإلهي من قبل رب العالمين سبحانه وتعالى.
(*))يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ(7)((الطارق): جذور الأسطورة، مقال منشور بموقع: شبكة الملحدين العرب www.el7ad.com.
[1]. الموسوعة الذهبية في إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية، د. أحمد مصطفى متولي، دار ابن الجوزي، القاهرة، ط1، 1426هـ/ 2005م، ص273، 274.
[2]. خلق الإنسان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص96.
[3]. خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د. محمد علي البار، مرجع سابق، ص116.
[4]. التستسيرون: هوهرمون موجود لدى الذكور، ويُفرَز عند الذكور منالخصيتين بكميات ضئيلة لدى الجنين قبل ولادته وهو في داخلالرحم، ومع الولادة تتوقف الخصيتان عن إنتاج هذا الهرمون حتى سنالبلوغ ليعود الإنتاج مرة أخرى بكميات كبيرة جدًّا، ثم تنخفض هذه الكمية إلى حوالي الثلث في سن الأربعين وإلى حوالي الخمس في سن الثمانين.
[6].)يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ(7)((الطارق): من موضع شبهة إلى موضع إعجاز، مقال منشور بشبكة: الفرقان الإسلامية للحوار الإسلامي المسيحي www.elforkan.com.
[7]. نشأة الذرية، د. محمد دودح، الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مكة المكرمة، ط1، 1427هـ/ 2006م، ص104.
[8]. الإنسان النامي، د. موروبارسو، نقلًا عن: إعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام، كريم نجيب الأغر، مرجع سابق، ص97.
[9]. لسان العرب، مادة: صلب.
[10]. معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: صلُب.
[11]. ما بين الصلب والترائب، بحث منشور بموقع: الموسوعة الإسلامية www.balagh.com.
[12]. لسان العرب، مادة: ترِب.
[13]. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ابن جرير الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1420هـ/ 2000م، ج24، ص354، 355 بتصرف.
[14]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، مرجع سابق، ج4، ص498.
[15]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج20، ص7.
[16]. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، الألوسي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج30، ص97.
[17]. أعلام الموقعين، ابن القيم، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، دار الجيل، بيروت، 1973م، ج1، ص145، 146.
[18]. التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، مرجع سابق، مج15، ج30، ص362، 363.
[19]. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1420هـ/ 2000م، ص919.
[20]. تفسير المراغي، أحمد مصطفى المراغي، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، القاهرة، ط1، 1365هـ/ 1946م، ج30، ص113، 114.
[21]. إعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام، كريم نجيب الأغر، مرجع سابق، ص97 بتصرف.
[22].)يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ(7)((الطارق): من موضع شبهة إلى موضع إعجاز، مقال منشور بشبكة: الفرقان الإسلامية للحوار الإسلامي المسيحي www.elforkan.com.
[23]. إعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام، كريم نجيب الأغر، مرجع سابق، ص98، 99 بتصرف.
[24]. بوق فالوب، أو قناة فالوب: هي قناة زوجية؛ أي: في كل جانب واحدة منها، سُمِّيت باسمها نسبة إلى مكتشفهاالإيطاليكَآبْرِيَل فآلُبّيُو، الذي اشتهر باسمه اللاتيني فآلوبيس. والقناة: عبارة عن أنبوب يصل بينالمبيضوالرحم، يبدأ طرفه الواسع من جهة المبيض؛ حيث يحتوي هذا الطرف على أهداب تساعد على حركة البويضات إلى داخل القناة، أما طرفه الضيق فيفتح في الرحم من جهته العليا. يبلغ طول قناة فالوب حوالي 12سم.
[25]. إعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام، كريم نجيب الأغر، مرجع سابق، ص92، 93.
[26]. خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د. محمد علي البار، مرجع سابق، ص123. وانظر: خلق الإنسان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص370، 371.
[27]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، مرجع سابق، ج4، ص498.
[28]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج20، ص4.
[29]. تفسير المراغي، أحمد مصطفى المراغي، مرجع سابق، ص14، 15.