نفي الإعجاز العلمي عن قوله تعالى:
)ظهر الفساد في البر والبحر((*)
مضمون الشبهة:
ينفي بعض المتوهمين الإعجاز العلمي عن قوله تعالى: )ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (41)((الروم)، ذاهبين إلى أن تفسير الفساد في الآية بالتلوث البيئي والقضاء على كثير من مظاهر الحياة النباتية والحيوانية والإنسانية بسبب الحضارة الصناعية لم يقل به أحد من المفسرين القدامى، وأن جُلَّ ما قالوه في الفساد لا يعدو: القحط، وقلة المطر، وكثرة الحرق والغرق، ومحق البركات من كل شيء... إلخ. ويتساءلون: كيف يكون تلوث البيئة اكتشافًا علميًّا وإعجازًا قرآنيًّا؟!
وجه إبطال الشبهة:
· في قوله تعالى: )ظهر الفساد في البر والبحر((الروم: ٤١) إشارة إلى الفساد الذي ظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، والذي تعاني منه الأرض وأحياؤها اليوم أشد المعاناة؛ ومن ثم فإن هذه الآية الكريمة من آيات الإعجاز العلمي والغيبي؛ لأنه لم يكن لأحد من الخلق إمكانية تصور الواقع الحالي البئيس للأرض من قبل ألف وأربع مئة من السنين، وهذا لا يتعارض مع التفسير القديم للآية كما توهم الطاعن؛ فكلٌّ ـ سواء المفسرون القدامى أم نحن في عصرنا ـ قد فسَّر الآية بمعطيات عصره.
التفصيل:
1) الحقائق العلمية:
خلق الله تعالى كوكب الأرض، ووفَّر فيه كل أسباب الأرزاق وأسباب استمرار الحياة لكل الأحياء، وجعل له غلافًا جَوِّيًّا ضروريًّا، ووفْرة في الماء، وخصوبة في التربة، وظلت البيئة بدون تلوث حتى قامت النهضة الصناعية منذ القرن الماضي، وبدأت مشكلة تلوث البيئة معها.
إن للمدنيَّة الحديثة وجهين؛ وجه الرفاهية والتطور إلى الأفضل، ووجه تلوث البيئة والتغيير إلى الأسوأ، وقد كان الظن أن المدنيَّة الحديثة والتقدم التكنولوجي والصناعي سيحلُّ مشكلات الإنسان ويجلب الرفاهية والسعادة والحياة الأفضل، إلا أن الذي حدث كان عكس ما كان مرجوًّا ومأمولًا؛ فقد تلوَّث الجو وتلوثت البحار والأنهار، الأمر الذي يحمل أخطارًا كبيرة للأحياء على هذه الأرض([1]).
وفى عام 2007م عقد علماء البيئة اجتماعًا في فرنسا (مؤتمر باريس 2 فبراير 2007م)، وخرجوا بثلاث نتائج اتفق عليها أكثر من 500 عالم من مختلف دول العالم:
o لقد بدأت نسب التلوث تتجاوز حدودًا لم يسبق لها مثيل من قبل في تاريخ البشرية، وهذا يؤدي إلى إفساد البيئة برًّا وبحرًا ؛ ففي البر هنالك فساد في التربة، وفساد في المياه الجوفية وتلوثها، وفساد في النباتات؛ حيث اختلَّ التوازن في حرارة الجو، وفي البحر بدأت الكتل الجليدية بالذوبان بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وبدأت الكائنات البحرية بالتضرر نتيجة ذلك.
إذًا هنالك فساد في البيئة، وهذا ما عبَّر عنه أحد العلماء، وهو الدكتور جفري شانتون ـ أحد علماء البيئة في جامعة فلوريدا ـ بقوله:
Carbon dioxide (co2), has increased in the atmosphere and now threatens to spoil our nest.
زترجمة هذا : "إن غاز الكربون ازداد في الغلاف الجوي بشكل أصبح ينذر بفساد أرضنا"، وانظر كيف يستخدم هذا العالم فعل الإفساد للبيئة!
ويقول العلماء: إن درجة حرارة الأرض سترتفع ثلاث درجات خلال هذا القرن إن لم تُتخذ الإجراءات المناسبة، يتضح هذا من خلال المخطط الآتي:
والمخطَّط السابق يبيِّن أن معدل درجة الحرارة ارتفع درجة خلال المائة سنة الماضية، وهذا الارتفاع سوف يؤدي إلى كثير من الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير وازدياد التصحُّر والأمطار الحامضية وغير ذلك.
o اتفق هؤلاء العلماء على أن الإنسان هو المسئول عن هذا الإفساد البيئي، وذلك بسبب إفراطه وعدم مراعاته للتوازن البيئي الطبيعي؛ فالحروب والتلوث والإفراط في استخدام التكنولوجيا، دون مراعاة البيئة وقوانينها، كلُّ ذلك أدَّى إلى تسارع في زيادة نسبة الكربون في الجو؛ حيث تضاعفت نسبته أكثر من عشرة أضعاف منذ بداية الثورة الصناعية (أي منذ 300 سنة).
توجد ظاهرة تُسمَّى "الاحتباس الحراري"، فالغازات الناتجة عن المصانع والسيارات تُحبس داخل الغلاف الجوي فترفع درجة حرارته وتلوث الجو والبر والبحر، وتؤدي إلى ازدياد نسبة الكربون، وقد أكَّد العلماء أن الناس هم الذين سببوا هذا الإفساد في البيئة وأخلُّوا بالتوازن الطبيعي لها
o وجَّه العلماء في نهاية اجتماعهم نداءً عاجلًا وإنذارًا لجميع دول العالم أن يتخذوا الإجراءات السريعة والمناسبة للحدِّ من التلوث لتلافي الأخطار الناتجة عن التلوث الكبير في الجو والبحر واليابسة([2]).
· ظهور الفساد في البر:
أفادت دراسة علمية بأن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى انقراض ملايين الكائنات الحية بحلول عام 2050م، وأوضح معدُّو الدارسة ـ التي نشرت في دورية نيتشر([3])ـ أنه بعد دراسة مطولة لست مناطق في العالم، اتضح أن ربع الكائنات الحية التي تعيش في البر قد تنقرض، وأضافوا أن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل نسبة الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون، قد ينقذ العديد من أنواع الكائنات الحية من الاندثار، وها هي الأمم المتحدة تؤكد أن هذه الظاهرة الخطيرة تهدد ملايين البشر الذين يعتمدون على الطبيعة للبقاء على قيد الحياة.
وفي تقرير يحمل اسم "خطر الانقراض الناجم عن التغيرات المناخية"، نشر العلماء نتائج دراستهم لست مناطق تتميز بالتنوع الأحيائي، وتمثل 20 بالمئة من مساحة اليابسة على كوكب الأرض، واستخدمت الدراسة نماذج إلكترونية لمحاكاة رد فعل 1103 أنواع من الكائنات الحية بما فيها الثدييات والنباتات والطيور والزواحف والضفادع والفراشات، إزاء أي تغير في درجات الحرارة ومناخ الأراضي التي تعيش بها، ووضع العلماء ثلاثة احتمالات لتغير مناخ الأرض، وهي أقل تغير ممكن.
وتم إعداد هذه الاحتمالات على أساس بيانات مستقاة من اللجنة الحكومية البريطانية للتغيرات المناخية، كما اشتملت الدراسة على تقييم ما إذا كانت تلك الحيوانات والنباتات ستكون قادرة على الانتقال إلى مناطق جديدة أم لا.
ويؤكد فريق العمل الذي شارك في الدراسة أن ما بين 15و 37 من كافة الكائنات الحية التي تعيش في المناطق التي شملتها الدراسة قد تتعرض للانقراض بسبب التغيرات المناخية على مدار الأعوام القادمة وحتى سنة 2050م.
ويقول الأستاذ "كريس توماس" (ا) ـ من جامعة ليدز الإنجليزية والذي يترأَّس فريق البحث ـ: "إذا تم تعميم هذه الاستنتاجات في جميع أنحاء العالم وعلى أنواع أخرى من الحيوانات والنباتات البرية، فإننا نُرجِّح أن ملايين أنواع الكائنات الحية قد تتعرض لخطر الانقراض، فبعض الأنواع ستحرم من البيئة المناخية المواتية لمعيشتها، كما لن تتمكن بعض الأنواع الأخرى من الهجرة إلى مواقع ذات بيئة ملائمة".
إن كثيرًا من الآثار الخطيرة للتغيرات المناخية سوف تؤدي إلى التفاعل بين التهديدات المختلفة وليس تغير المناخ نفسه، وهذا الأمر لم يتوقعه العلماء، لكنهم أوضحوا أن هناك بعض المؤشرات على أن الأمور لن تتدهور بدرجة كبيرة؛ حيث أكدوا أنه في حالة حدوث أقل تغير مناخي حتى عام 2050م، وهو ما اعتبروه أمرًا حتميًّا، فإن ذلك يعني أن 18 بالمئة من أنواع الكائنات الحية المتضررة ستندثر، أما في حالة حدوث تغير مناخي متوسط المستوى فإن معدل الانقراض سيصل إلى 24 بالمئة، بينما سيبلغ معدل الانقراض 35 بالمئة إذا وقع أقصى تغير مناخي يمكن أن تتعرض له الأرض خلال الأعوام القادمة.
وقال "جون لانشبيري"(2) ـ من الجمعية البريطانية الملكية لحماية الطيور، الذي درس علوم التغير المناخي وأنماطه لسنوات ـ : "يبدو الأمر كما لو أننا ليس بوسعنا اتخاذ أي إجراء لتفادي انقراض بعض الأنواع، يجب علينا دائمًا محاولة الالتزام بأقل سيناريوهات الدراسة ضررًا".
ويقول الدكتور "كلاوس توبفير"(3) ـ رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة ـ : "إذا انقرض مليون نوع من الكائنات، فإن الضرر لن يقع فقط على مملكة النبات أو الحيوان أو الشكل الجميل للأرض، بل المليارات من البشر، وخاصة سكان الدول النامية؛ لأنهم يعتمدون على الطبيعة التي توفر لهم حاجاتهم الأساسية من غذاء وأدوية ومأوى".
· ظهور الفساد في البحر:
يؤكد العلماء أن كمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها المحيطات في العالم قد قلَّت، وأخذ باحثون من جامعة إيست أنجليا أكثر من 90 ألف قياس، بفضل سفن تجارية مزودة بأجهزة إلكترونية لتحديد كمية ثاني أكسيد الكربون التي امتصتها المحيطات، وأظهرت نتائج الدراسة التي أنجزها فريق البحث على مدى عشر سنوات في شمال المحيط الأطلسي أن كمية ثاني أكسيد الكربون التي امتصها المحيط قلت بنسبة النصف ما بين أواسط التسعينيات من القرن الماضي وحتى عام 2005م، ويعتقد العلماء أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يزداد سوءًا في حال امتصاص المحيطات كميات أقل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقال الباحثون: إن نتائج أبحاثهم التي نُشرت في مجلة جيوفيزكال ريسرتش العلمية كانت مفاجئة ومقلقة في الوقت ذاته؛ فقد كانت هناك أسباب تدعو للاعتقاد أن عامل الزمن من شأنه جعل المحيطات مُشبعة بالانبعاثات الغازية، ويعتقد العلماء أن الاحتباس الحراري يزداد سوءًا في حال امتصاص المحيطات كميات أقل من الغازات.
ويقول "روجر هاربين" ـ محلِّل بي بي سي لشئون البيئة ـ : "الباحثون لا يعرفون ما إن كان التغيُّر الحاصل ناتج عن التغير المناخي أو يُعزى إلى تغيرات أخرى تحدث في الطبيعة، غير أن الباحثين يقولون: إن نتائج أبحاثهم تمثل مفاجأة كبرى ومصدر قلق لهم بسبب وجود ما يدعو إلى الاعتقاد أنه مع مرور الوقت، فإن المحيط قد يصبح مشبعًا بانبعاثاتنا؛ أي إنه غير قادر على امتصاص كميات إضافية، وأن هذا الوضع سيجعل الانبعاثات التي نتسبب فيها ترفع درجة حرارة الجو، ولا يبقى من غازات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الجو سوى نصف الكمية، بينما يتحول النصف الآخر إلى ترسبات فحمية".
وتنبأ فريق من الباحثين البريطانيين والفنلنديين بأن منسوب مياه البحر قد يرتفع مع نهاية القرن الحالي بمعدل يصل إلى متر ونصف المتر مقارنة بالوضع الراهن، ويتجاوز الرقم الجديد بشكل كبير المستوى الذي كانت اللجنة الدولية لتغير المناخ (بي بي سي) قد تنبأت بالوصول إليه في إطار التقييم الذي كانت قد أجرته العام الماضي وشكَّل علامة فارقة في مجال دراسة علم المناخ؛ حيث رأت أن الارتفاع سيكون عام 2100م بين 28 و 43 سم فقط.
وتقول الدكتورة "سفيتلانا جيفريجيفا" ـ من مختبر براودمان لعلوم المحيطات ببريطانيا، وهي أحد أعضاء فريق البحث ـ : "إن المعدل العالمي لمستوى مياه البحر العالمي كان مستقرًّا للغاية على مر ألفي سنة مضت؛ إذ إنه تغيَّر بحدود 20 سم فقط خلال تلك الفترة، إلا أنه مع نهاية القرن الحالي، فإننا نتوقع أن يرتفع منسوب مياه البحر بمعدل يتراوح بين 0.8 و 1.5م؛ فإن الزيادة السريعة في ارتفاع منسوب مياه البحر خلال السنوات المقبلة مرتبطة بسرعة ذوبان الطبقات الجليدية".
فوفقًا للدراسة الجديدة التي أعدَّها فريق الباحثين المشترك، سيكون لمثل هذا الارتفاع إلى هذا الحد في مستوى مياه البحر آثار جوهرية على البلدان التي تضم أراضٍ منخفضة مثل بنجلاديش.
ويقول الخبير "سايمون هولجيت" ـ خبير من مختبر براودمان لعلوم المحيطات، الواقع قرب مدينة ليفربول البريطانية: إن هنالك القليل من الأدلة الملموسة التي تشير إلى تغير في مستويات مياه البحر على مدى آلاف السنين قبل فترة الثلاث مئة سنة الماضية، هنالك بعض الأدلة الأثرية المحدودة التي تعتمد على ارتفاع أحواض الأسماك التي كان يستخدمها الرومان، وربما شكَّلت الدليل الأقوى على أنه لم يكن هنالك تغير كبير في منسوب مياه البحر على مر السنوات الـ 2000 الماضية.
إن الارتفاع المسجل حاليًّا في منسوب مياه البحر، والذي يصل إلى حوالي ثلاثة سنتمترات في العام الواحد، يُعتبر كبيرًا جدًّا، وإن العديد من العلماء العاملين في هذا الميدان يتوقعون أن يشهدوا تسارعًا أكبر في ارتفاع مستوى مياه البحر في المستقبل.
ولقد استخدم الباحث الألماني "ستيفان راهمستورف" (عام 2007م) طريقة مختلفة لقياس ارتفاع مستوى مياه البحر، لكنه توصَّل إلى نتيجة مشابهة لتلك التي توصل إليها فريق الدكتورة "جيفريجيفا"؛ إذ توقع ارتفاعًا في منسوب مياه البحر يتراوح ما بين 0.5 و 1.4 م في عام 2100.
وتشير آخر المعلومات التي تم الحصول عليها عن طريق القمر الصناعي إلى أن طبقات الجليد في جرينلاند ومناطق غربي القطب الجنوبي بدأت بالفعل تفقد جزءًا من كتلتها بفعل ذوبان الجليد، على الرغم من أن الطبقات الجليدية في شرقي القارة القطبية الجنوبية قد تكون آخذة بدورها في الازدياد.
· ظهور الفساد في عالم النبات والحيوان والطيور:
جاء في دراسة علمية جديدة أن ظاهرة التغير المناخي تسببت في تغييرات بارزة في النبات والحيوان، وجاء في دراسات أخرى أن ارتفاع الحرارة بمعدل ستة بالعشرة من الدرجة المئوية في القرن العشرين أدَّى إلى بدء موسم النمو في أوربا وأمريكا الشمالية أبكر من موعده السابق.
وتقول الدكتورة "نكي نيلسون": "إن ارتفاع درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة قد يؤدي إلى انقراض الحيوانات التي تعرف بالتوتورا، وهي خليفة الديناصور المنقرض، فدرجة مئوية واحدة تحدث تغييرًا في الأجواء التي تنمو فيها أجنة الذكور أو الإناث".
كما تبين أن البعوض الذي يحمل الأمراض في الأراضي المرتفعة في آسيا وشرق أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية ـ أصبح بإمكانه العيش على ارتفاعات أكثر من ذي قبل، ويقول العلماء الذين قاموا بتلك الدراسة: إن ارتفاع درجات الحرارة يعني أيضًا أن هناك بعض العيِّنات من النبات والحيوان سيكون مصيرها الفناء، وقد توقع بعض الخبراء أن ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتأكيدًا لذلك توصلت دراسة عالمية أُجريت مؤخرًا إلى نتيجة مفادها أن تغيُّرات المناخ تزيد إلى حد كبير حجمَ المخاطر التي تواجهها الطيور في أرجاء العالم المختلفة الأمر الذي يهدد بانقراضها؛ فقد حذرت مؤسسة القائمة الحمراء للطيور لعام 2008م من أن حالات الجفاف التي تتعرض لها بعض المناطق على المدى البعيد وظروف الطقس القاسية جدًّا تفرض المزيد من الضغط على المواطن الرئيسية للطيور في العالم، وشملت القائمة التي أوردتها الدراسة التخمينية 1226 نوع من الطيور المهددة بالانقراض.
يقول الدكتور "ستيوارت بوتشارت" ـ منسِّق قسم المؤشرات والبحوث في مؤسسة "بيردلايف إنترناشيونال" ـ تعليقًا على نتائج الدراسة: "من العسير جدًّا أن نعزو بدقة بعض التبدلات الخاصة لدى طيور بعينها إلى تبدل المناخ، إلا أن هنالك مجموعة كاملة من أنواع الطيور أصبحت مهددة بالانقراض؛ نتيجة ظروف الطقس القاسية جدًّا والجفاف".
كما يرى الدكتور "بوتشارت" أن القضاء على الكائنات التي تغزو مناطق الطيور تلك أو ضبطها هو إجراء فعال جدًّا للحفاظ عليها وهو قابل للتطبيق؛ إذ إنه يساعد الطيور على الصمود في وجه الضغوط الإضافية المترتبة على تغير المناخ.
ويؤكد الدكتور "بوتشارت" أن المناطق الحرارية تتغير وتتحول بسبب تغير المناخ، فقد بدأت المناطق المرتفعة تشهد درجات حرارة مرتفعة أيضًا، وبالتالي أصبح بإمكان البعوض الانتقال إلى تلك المناطق المرتفعة، إن مثل هذا الأمر يلتهم المناطق الخالية من البعوض التي اعتادت الطيور أن تشغلها، ورغم ما أظهرته الدراسة الأخيرة من تواصل في انخفاض أعداد الطيور في العالم، إلا أن المعنيين بالحفاظ عليها لايزالون متفائلين بإمكانية إنقاذ العديد من أنواع الطيور المهددة بالانقراض.
· العلماء يطلقون صيحات الاستغاثة:
وفي آخر تحذير أطلقه العلماء لعلاج هذه الظاهرة أكدوا من خلال الدراسات أن العالم بحاجة لاستثمار 45 تريليون دولار في مصادر الطاقة خلال العقود المقبلة، بالإضافة إلى بناء 1400 مفاعل نووي، وتوسيع العمل بالطواحين الهوائية من أجل تقليص انبعاث الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول العام 2050م، والتقرير الذي صدر عن وكالة الطاقة الدولية ـ التي تتخذ من باريس مقرًّا لها ـ يتصوَّر ثورةً للطاقة من شأنها أن تخفض وبشكل كبير اعتماد العالم على الوقود المستخرج من الأرض، وفي الوقت نفسه الحفاظ على نمو الاقتصاد العالمي بثبات([4]).
ويمكن إجمال الإفساد المادي في الأرض في ثلاثة أنواع:
· التلوث الكيميائي للبيئة.
· الإفساد في الأرض بالتلوث الحراري.
· الإفساد في الأرض بالتلوث الإشعاعي([5]).
2) التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:
فيقوله تعالى: )ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس((الروم: ٤١)أشار الله تعالى إلى الإفساد المادي في بيئات الأرض الثلاث: التربة والماء والهواء، وذلك لأن لفظة (البر) تشمل كلًّا من اليابسة وما يحيط بها من غلاف غازي، وكذلك لفظة (البحر) تشمل كلًّا من القاع المنخفض والماء الذي يمتلئ به وما يحيط بهما من غلاف غازي، وهذه البيئات الثلاث وما بكلٍّ منها من مختلف صور الأحياء والجمادات تشكِّل حلقات مترابطة يتأثر بعضها ببعض، وأي إخلال بنظام إحداها يؤثر سلبًا على النظم الأخرى.
وقد بدأت مشكلة تلوث البيئة في التفاقم مع بداية الثورة الصناعية في أوربا الغربية، والتي كانت أولى خطواتها مع اختراع الآلة البخارية؛ فقد أدَّى سوء استخدام الوقود الأحفوري (من أمثال الفحم الحجري والنفط والغازات الطبيعية) في آلات الاحتراق الداخلي ومحركات الدفع والمصانع المختلفة إلى زيادة نسبة عدد من الغازات السامة التي من أخطرها أكاسيد كل من الكربون والكبريت والنيتروجين والرصاص والهيدروكربونات غير كاملة الاحتراق التي تطلق كلها في الغلاف الغازي للأرض.
وهذا الاعتداء على البيئة وما فيها من أحياء هو من معاني الإفساد في الأرض؛ لأنه إفساد مادي ملموس يحدثه الإنسان بسوء سلوكياته وتصرفاته في مختلف بيئات الأرض، وقد أحكم الله خلقها، وضبط علاقاتها ببعضها كمًّا وكيفًا بإحكام واتزان بالغين لا يُخلُّه إلا إفساد الإنسان، وذلك لأن الله تعالى خلق كل شيء بقدر؛ أي بمكونات ومقادير محددة ومتوازنة وبصفات وخصائص معينة تكفل لكل بيئة الملاءمة الكاملة لأنواع الحياة التي خلقت لها في توافق واعتدال لا يفسده إلا تدخل الإنسان بطمعه وجشعه وإسرافه، أو بجهله وتخلفه وتسيبه، أو بسوء نواياه وخبث مقاصده؛ وهو ما يفسد مكونات النظم البيئية الدقيقة كمًّا وكيفًا ويخرجها عن سويتها التي خلقها الله تعالى بها، ويجعلها غير موائمة للأحياء التي تعيش فيها ويصيبها بشيء من الخلل أو الشلل الذي يعطلها عن أداء وظيفتها ويفقدها صلاحيتها ونفعها([6]).
ومن ثم فالآية لا تقتصر على ما ذكره المفسرون من أن الفساد في الآية يعني القحط وقلة المطر وكثرة الحرق والغرق ومحق البركات من كل شيء ـ كما ذهب الطاعنون ـ ولكنها تنطبق أيضًا على أنواع الفساد الأخرى التي ظهرت في عصرنا؛ وعليه فالآية الكريمة من آيات الإعجاز العلمي والغيبي في كتاب الله؛ لأنه لم يكن لأحد من الخلق إمكانية تصور الواقع الحالي البيئي للأرض من قبل ألف وأربع مئة من السنين.
·الدلالات اللغوية للآية:
o ظهر: ظهر الشيء ظهورًا: تبيَّن وبرز بعد الخفاء([7]).
o الفساد: الفساد خروج الشيء عن الاعتدال، قليلًا كان الخروج عنه أو كثيرًا، ويضادُّه الصلاح، ويستعمل ذلك في النفس والبدن والأشياء الخارجة عن الاستقامة([8])، والفساد: التلف والعطب، والاضطراب والخلل، والجدب والقحط([9]).
o البر:ما انبسط من سطح الأرض ولم يغطِّه الماءُ([10]).
o البحر:الماء الواسع الكثير، ويغلب في الملح([11]).
·من أقوال المفسرين في الآية:
يقول الشيخ الطاهر ابن عاشور في تفسير قوله تعالى: )ظهر الفساد في البر والبحر((الروم: ٤١): إن الفساد المقصود هو سوء الحال، وهو ضد الصلاح، ودلَّ قوله )في البر والبحر((الروم: ٤١) على أنه سوء الأحوال فيما ينتفع به الناس من خيرات الأرض برها وبحرها.
ثم إن التعريف في كلمة "الفساد": إما أن يكون تعريف العهد لفساد معهود لدى المخاطبين، وإما أن يكون تعريف الجنس الشامل لكل فساد ظهر في الأرض برها وبحرها، وأنه فساد في أحوال البر والبحر لا في أعمال الناس بدليل قوله: )ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (41)((الروم)، وفساد البر يكون بفقدان منافعه وحدوث مضاره، مثل حبس الأقوات من الزروع والثمار والكلأ، وفي موتان الحيوان المنتفع به، وفي انتقال الوحوش التي تصاد من جراء قحط الأرض إلى أرضين أخرى، وفي حدوث الجوائح من جراد وحشرات وأمراض.
وفساد البحر كذلك يظهر في تعطيل منافعه من قلة الحيتان واللؤلؤ والمرجان (فقد كانا من أعظم موارد بلاد العرب)، وكثرة الزوابع الحائلة عن الأسفار في البحر، ونضوب مياه الأنهار وانحباس فيضانها الذي به يستقي الناس...
ويجوز أن يكون المعنى أن الله تعالى خلق العالم على نظام محكم ملائم صالح للناس فأحدث الإنسان فيه أعمالًا سيئة مفسدة... فأخذ الاختلال يتطرق إلى نظام العالم، وأطلق الظهور على حدوث حادث لم يكن، فشبه ذلك الحدوث بعد العدم بظهور الشيء الذي كان مختفيًا.
ومحمل صيغة فعل "ظهر" على حقيقتها من المضي، يقتضي أن الفساد حصل وأنه ليس بمستقبل، فيكون إشارة إلى فساد مُشاهَد أو محقق الوقوع بالأخبار المتواترة، وقد تحمل صيغة الماضي على معنى توقع حصول الفساد والإنذار به، فكأنه قد وقع على طريقة: )أتى أمر الله((النحل: ١).
وأيًّا ما كان الفساد من معهود أو شامل، فالمقصود أن حلوله بالناس بقدرة الله، كما دلَّ عليه قوله: )ليذيقهم بعض الذي عملوا((الروم: ٤١)، وأن الله يقدر أسبابه تقديرًا خاصًّا ليجازي من يغضب عليهم على سوء أفعالهم.
وهذا هو المراد بما كسبت أيديهم؛ لأن إسناد الكسب إلى الأيدي جرى مجرى المثل في فعل الشر والسوء من الأعمال كلها، دون خصوص ما يعمل منها بالأيدي لأن ما يكسبه الناس يكون بالجوارح الظاهرة كلها، وبالحواس الباطنة من العقائد الضالة والأدواء النفسية([12]).
ويقول الشيخ الشعراوي في تفسير قوله تعالى: )ظهر الفساد في البر والبحر((الروم: ٤١): ظهر: بان ووضح، والظهور: أن يبين شيءٌ موجود بالفعل لكنا لا نراه، وما دام الحق عز وجل قال: ) ظهر الفساد ((الروم: ٤١)، فلا بُدَّ أن الفساد كان موجودًا، لكن أصحاب الفساد عمُّوه وجنُّوه إلى أن فقس وفرَّخ في المجتمع.
والفساد لا يظهر إنما يظهر أثره، أتذكرون الزلزال الذي حدث وكشف الفساد والغش والتدليس بين المقاول والمهندس، وكانت المباني قائمة والفساد مستترًا، إما لغفلتنا عنه، أو لتواطئنا معه، أو لعدم اهتمامنا بالأشياء، إلى أن طمَّت المسائل، ففضح الله الأرض بالزلزال، ليكشف ما عندنا من فساد.
فإذا ازداد الغش وانتشر، وفاق الاحتمال لا بُدَّ أن يظهره الله للناس، فلم يَعُد أحد قادر ًا على أن يقف في وجه الفساد أو يمنعه؛ لذلك يتدخل الحق عز وجل، ويفضح أهل الفساد ويذيقهم آثار ما عملت أيديهم.
وتأتي ظهر بمعنى الغلبة كما في قول الله تعالى: )فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين (14)((الصف)، أي غالبين... وبمعنى العلو في قوله تعالى: )فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا (97)( (الكهف).
فالمعنى: )ظهر الفساد((الروم: ٤١)؛ أي: غلب الصلاح وعلا عليه، والكون خلقه الله تعالى على هيئة الصلاح، وأعدَّه لاستقبال الإنسان إعدادًا رائعًا، وللتأكد من صدق هذه المسألة انظر في الكون وأجناسه وأفلاكه وأجوائه، فلن ترى فسادًا إلا فيما تتناوله يد الإنسان، أما ما لا تتناوله يد الإنسان، فلا ترى فيه خللًا؛ لأن الله خلقه منسجم التكوين: )لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (40)( (يس).
فهل خلقنا الحق عز وجل وخلق اختيارنا لنفسد في الكون؟ لا، إنما هو ابتلاء الاختيار، حين ينزل عليك المنهج ويجعله قانونًا لحركتك بافعل ولا تفعل، وما لم أقل فيه (افعل) أو (لا تفعل) فأنت حرٌّ فيه، فلا يحدث من الفعل أو من عدمه ضرر في الكون، أما أنا فقد قلت: افعل في الذي يحصل منه ضرر بعدم فعله، وقلت: لا تفعل في الذي يحصل ضرر من فعله.
فالفساد يأتي حين تُدخل يدك في شيء وأنت تطرح قانون الله في افعل ولا تفعل، أما الصلاح فموجود وفيه مناعة يكافح بها الفساد، فإن علا تيار الفساد وظهر على الصلاح وغلبه بان للناس...
فالحق يقول: )ظهر الفساد((الروم: ٤١)؛ أي: غلب على قانون الصلاح الذي أقام الله عليه نظام هذا الكون، الذي لو نالته يد الإنسان لفسد هو الآخر، كما قال عز وجل: )ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ((المؤمنون: ٧١).
فظواهر الكون ـ أشياء وقضايا ـ لكل العامة، ومن الحكمة ألا تنالها يد الإنسان؛ لأن الله تعالى يريد للكون البقاء، ولم يأت أوان انتهائه، لذلك يجعل الحق عز وجل فينا مناعة تجعلنا نقبل الفساد إلى حين، إلى أن يصل إلى درجة التشبُّع، فتتفجر الأوضاع...
وما دام الحق عز وجل قال:)بما كسبت أيدي الناس((الروم: ٤١)، فلا بُدَّ أن الفساد جاء من ناحيتهم، وبالله هل اشتكينا أزمة في الهواء مثلًا؟ لكن نشتكي تلوث الهواء بما كسبت أيدي الناس، أما حين نذهب إلى الخلاء حيث لا يوجد الإنسان نجد الهواء نقيًّا كما خلقه الله.
وقوله تعالى: ) ليذيقهم بعض الذي عملوا((الروم: ٤١)، الإذاقة هنا عقوبة، لكنها عقوبة الإصلاح كما تعاقب ولدك وتضربه حرصًا عليه... وحين يذيق الله الإنسان بعض ما قدَّمت يداه يوقظه من غفلته، وينبِّه فيه الفطرة الإيمانية، فيحتاط للأمر ولا يهمل ولا يقصر، وتظل عنده هذه اليقظة الإيمانية بمقدار وعْيه الإيماني...
وقوله: ) لعلهم يرجعون (41)( (الروم)؛ لأن الكلام هنا في الدنيا، وهي ليست دار جزاء؛ فالحق يذيقهم بعض أعمالهم ليلتفتوا إليه عز وجل، ويعودوا إلى حظيرة الإيمان تائبين؛ لأنهم عبيده، وهو سبحانه وتعالى أرحم بهم من الوالدة بولدها([13]).
وبهذا يتضح أن القرآن الكريم قد تحدث عن النتائج الثلاث التي توصل إليها العلماء ونادوا بها في العصر الحديث بدقة مذهلة، وذلك في قوله تعالى: )ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (41)( (الروم)؛ فقد تضمَّنت هذه الآية الكريمة إشارة إلى النتائج الثلاث التي اتفق عليها العلماء اليوم، وهي:
1. )ظهر الفساد في البر والبحر((الروم: ٤١): اتفق العلماء على أن الفساد في البيئة، وكلمة الفساد تشمل التلوث والتغيرات المناخية وكل شيء جاوز الحدَّ، ومن معاني الفساد (الجدْب)؛ أي: التصحُّر، وهو ما يحدث اليوم على الأرض حيث يؤكد العلماء أن المساحة الخضراء تتقلص بفعل البشر وسوف تزداد الأراضي الجافة والمتصحرة في الأعوام القادمة بسبب زيادة التلوث، ويؤكدون أيضًا أن الفساد البيئي يشمل البرَّ والبحر، تمامًا كما جاء في الآية الكريمة.
2. )بما كسبت أيدي الناس((الروم: ٤١): يؤكد العلماء أن التلوث والفساد البيئي في البر والبحر إنما نتج عن الإنسان؛ فالناس هم المسئولون عن هذا التغير البيئي الخطير، تمامًا كما حدثنا القرآن قبل ألف وأربع مئة سنة.
3. )ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (41)( (الروم): تتضمن هذه الآية تحذيرًا للناس كي يرجعوا إلى الإصلاح في الأرض وتدارك هذا الفساد البيئي الذي نتج عن تجاوزهم الحدود التي خلق الله الأرض عليها، وأن يعيدوا للغلاف الجوي توازنه ويقللوا من كمية الملوثات التي يطلقونها كل يوم والتي تقدر بملايين الأطنان! هذا التحذير هو نفسه الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة منذ مدة!
إذًا الآية الكريمة تحدثت عن ظهور الفساد الذي يشمل البر والبحر، وقد عبَّر القرآن عن ذلك بكلمة (ظَهَرَ) بالماضي؛ لأن القرآن لا ينطق إلا بالحق، فالمستقبل بالنسبة لله تعالى هو حقيقة واقعة لا مفر منها، وكأنها وقعت في الماضي وانتهى الأمر؛ ولذلك جاء التعبير عن هذه الحقيقة العلمية بالفعل الماضي، كذلك تحدثت الآية الكريمة عن المسئول عن هذا الفساد البيئي وحدَّدت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض([14]).
3) وجه الإعجاز:
تنبَّأ القرآن الكريم بظهور الفساد الذي يُصيب البر والبحر، كما حدد المسئول عن هذا الفساد، وهو الإنسان، فتغيُّر المناخ ناتج عن تلوث البيئة بتدخل الإنسان واعتدائه الدائم عليها ماديًّا ومعنويًّا؛ مما يؤدي إلى ظهور الفساد في تلك البيئة برًّا وبحرًا، وإلى هذا أشار قوله تعالى:)ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (41)( (الروم).
[1]. موسوعة ما فرطنا في الكتاب من شيء: المحرمات وصحة الإنسان والطب الوقائي، د. أحمد شوقي إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، ط1، 1423هـ/ 2002م، ص93.
[2]. الفساد البيئي، معجزة قرآنية، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.
بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.
[3]. نيتشر: هي دورية علمية أسبوعية بريطانية تصدر بالإنجليزية وتعتبر من أبرز الدوريات العلمية في العالم، والتي نشرت لأول مرة في 4 نوفمبر 1869م، من أهم اختصاصات هذه المجلة مجالي الفيزياء والأحياء.
[4]. التغير المناخي إنذار من الله، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.
بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.
[5]. للمزيد انظر: من آيات الإعجاز العلمي: الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1429هـ/ 2008م، ص432: 439.
[6]. المرجع السابق، ص432، 433.
[7]. المعجم الوسيط، مادة: ظهر.
[8]. المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، مرجع سابق، ص379.
[9]. المعجم الوسيط، مادة: فسد.
[10]. المعجم الوسيط، مادة: برر.
[11]. المعجم الوسيط، مادة: بحر.
[12]. التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، مرجع سابق، مج10، ج21، ص110: 113 بتصرف.
[13]. تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، مرجع سابق، ج18، ص11471: 11478 بتصرف.
[14]. الفساد البيئي: معجزة قرآنية، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.
open
online black women white men
husbands who cheat
open my boyfriend cheated on me with a guy
why do wife cheat on husband
website reasons why married men cheat