نفي إعجاز القرآن العلمي في إخباره عن ضيق صدر من يتصعد في السماء (*)
مضمون الشبهة:
ينفي بعض المغالطين إعجاز القرآن العلمي في قوله سبحانه وتعالى:) فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ((الأنعام: ١٢٥)، قائلين: إن الضيق الذي تتكلم عنه الآية ضيق نفسي، سواء عند الشخص الذي يحاول الصعود إلى السماء دون آلة، أو عند الضال في موقفه من الإسلام، أما الضيق الناتج عن نقص الأكسجين فهو ضيق جسدي بسبب صعوبة التنفس، فأي علاقة للضيق النفسي بالضيق الجسدي؟ وأي صلة للأمور الروحية بالأمور المادية؟ هذا فضلاً عن أن الفعل "يصعد" لا علاقة له إطلاقًا بالصعود، وإنما يعني: محاولة عمل شيء مستحيل، مع مشقة فيها، وهذا ما تخبر به معاجم اللغة وكتب التفاسير.
وجها إبطال الشبهة:
1) تبين الآية الكريمة أن من أراد الله عز وجل هدايته شرح صدره للإسلام فاطمأن به قلبه، وأن من أراد به الضلال ضاق صدره عن قبول الإيمان، وقد شبه المولى عز وجل ضيق صدر هذا البائس بضيق صدر الذي يتصاعد في السماء، فتتناقص قدرته على التنفس الطبيعي درجة بعد درجة؛ وذلك لانخفاض الضغط الجزئي للأكسجين في طبقات الجو العليا، حتى يصل الضيق إلى أشد مراحله، وهي مرحلة الحرج، التي لا يستطيع بعدها الأكسجين أن ينفذ إلى الدم، وهو تشبيه بليغ شبهت فيه الحالة المعنوية بحالة حسية، أدركت حقائقها وشوهدت كيفياتها اليقينية في هذا الزمان، ولم تكن معلومة للبشر وقت نزول القرآن.
2) يفهم من عبارة النص الكريم )كأنما يصعد(أن المراد هو الارتفاع المتدرج البطيء، يؤيده قول القرطبي: إن "يصعد" من الصعود وهو الطلوع، وإن "يتصاعد" فيه معنى شيء بعد شيء، وذلك أثقل على فاعله، وقول الأزهري: والاصِّعّاد عندي مثل الصعود، يقال: صعد واصعد واصاعد بمعنى واحد.
التفصيل:
أولاً-الآية تعبير عن حالة نفسية تجسد في حالة حسية:
1) الحقائق العلمية:
طالما حلم الإنسان بالصعود إلى السماء، فمنذ آلاف السنين بذل البشر محاولات عديدة لذلك، ولكن باءت بالفشل كلها، حتى جاء القرن العشرون وأمكن دراسة طبقات الجو وتركيبها، واستغلال هذه المعرفة في الطيران والصعود إلى الفضاء.
وقبل القرن العشرين، اكتشف تورشيللي([1]) في عام 1643م أن سائل الزئبق يمكن ضخه في أنبوب إلى الأعلى بفعل الضغط الجوي، حتى يصل ارتفاعه إلى 76 سم (30 بوصة) فقط، واستمرارًا لما أجراه تورشيللي من تجارب أمكن الوصول إلى أنه كلما ارتفع الإنسان عن مستوى سطح البحر نقص وزن الهواء؛ وذلك نتيجة لنقص سمك الغلاف الغازي من جهة، وتخلخل الهواء -أي: انخفاض كثافته- من جهة أخرى، ويتأثر هذا أيضًا باختلاف درجة الحرارة، ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذه الظاهرة إلا في بداية القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد الإنسان بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو، ظانًّا أن الهواء ممتد إلى ما لا نهاية([2])!
ومنذ مطلع القرن العشرين قام العلماء بدراسة بنية الغلاف الجوي بشكل علمي([3])، وأثبتوا أنه يتركب من الأكسجين والنيتروجين بشكل أساسي، فغاز الأكسجين هو الغاز الضروري للحياة، ولا يستطيع الإنسان العيش من دونه أبدًا، ونسبته في الهواء 21 % تقريبًا، ونسبة النيتروجين 78%، ونسبة من غازات أخرى كالكربون وبخار الماء بحدود 1%.
هذه النسب لو اختلت قليلاً لانعدمت الحياة على سطح هذا الكوكب، ولكن الله عز وجل برحمته وفضله ولطفه بعباده حدد هذه النسب بدقة، وحفظها من التغيير إلا بحدود ضيقة جدًّا؛ فلقد حفظ سبحانه وتعالى السماء (الغلاف الجوي) وجعلها سقفًا نتقي به شر الأشعة الخطيرة القادمة من الشمس، فيبددها ويبطل مفعولها؛ لذلك فهذه السماء تحافظ على حياتنا على الأرض.
ولكن قانوني الجاذبية والكثافة اللذين سخرهما الله عز وجل لخدمتنا يجعلان من الغلاف الجوي طبقات متعددة، لكل طبقة خصائصها وميزاتها وفائدتها، فقانون الجاذبية الأرضية يؤدي إلى إمساك الأرض بغلافها الجوي أثناء دورانها في الفضاء، ويبقى هذا الغلاف الجوي ملتصقًا بالكرة الأرضية، رغم مرور ملايين السنين على وجوده، هذا بالنسبة إلى قانون الجاذبية فماذا عن قانون الكثافة؟
لقد اكتشف العلماء أن السوائل الأثقل تهبط إلى أسفل والأخف تطفو إلى أعلى؛ لذلك عندما نضع الماء مع الزيت في كأس نرى أن الزيت قد ارتفع إلى أعلى وشكَّل طبقة فوق الماء؛ وذلك لأن الزيت أخف من الماء.
وهذا ينطبق على الغازات؛ فالغاز الأخف وزنًا -أي الأقل كثافة- يرتفع إلى أعلى، وهذا ما يحدث تمامًا في الغلاف الجوي، فالهواء القريب من سطح الأرض أثقل من الهواء الذي فوقه وهكذا([4]).
· التصعُّد في السماء كما تراه العلوم الكونية:
لفظة)السماء (تعني الكون في مقابلة الأرض، والتعريف اللغوي للسماء يشمل كل ما علاك فأظلك، بدءًا من نطق الغلاف الغازي للأرض وانتهاءً بحدود الكون التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
ويقسم العلماء الغلاف الغازي للأرض إلى قسمين رئيسيين على النحو الآتي:
أولا: القسم السفلي من الغلاف الغازي للأرض The lower Atmosphere)):
ويتكون من خليط من جزيئات النيتروجين والأكسجين، وعدد من الغازات الأخرى، ويعرف باسم "النطاق المتجانس" (The Lower Atmosphere)، ويتراوح سمكه بين 70-90 كم في المتوسط، ويقسم إلى ثلاثة نطق متميزة من أسفل إلى أعلى على النحو الآتي:
1. نطاق التغيرات الجوية: نطاق الطقس أو نطاق الرجع (the troposphere):
2. نطاق التطبق: (the stratosphere).
3. النطاق المتوسط: (the mesosphere).
ثانيا: القسم العلوي من الغلاف الغازي للأرض (The UpperAtmosphere):
وهذا القسم من الغلاف الغازي للأرض يختلف اختلافًا كليًّا عن القسم السفلي؛ ولذا يعرف باسم نطاق التباين (The Heterosphere)، وتبدأ فيه جزيئات مكوناته في التفكك إلى ذراتها وأيوناتها بفعل كل من أشعة الشمس والأشعة الكونية، كذلك تسود فيه ذرات الغازات الخفيفة، من مثل الإيدروجين والهيليوم على حساب الذرات الكثيفة نسبيًّا من مثل الأكسجين والنيتروجين، وتواصل درجات الحرارة الارتفاع فيه حتى تصل إلى أكثر من ألفي درجة مئوية، ويواصل الضغط الانخفاض حتى يصل في قمة هذا النطاق إلى أقل من واحد في المليون من الضغط الجوي على سطح البحر.
ويحوي هذا القسم نطاقين متمايزين؛ هما من أسفل إلى أعلى كما يأتي:
1. النطاق الحراري:(The Thermosphere).
2. النطاق الخارجي:(The Exosphere).
· تقسيم الغلاف الغازي للأرض من حيث مواءمته للحياة الأرضية:
يقسم الغلاف الغازي للأرض من حيث مواءمته للحياة الأرضية إلى النطق الآتية:
1. نطاق المواءمة الكاملة للحياة الأرضية:
ويمثل الجزء الغازي من نطاق الحياة الذي يمتد من أعماق المحيطات (بمتوسط عمق 3800م تحت مستوى سطح البحر) إلى ارتفاع في الغلاف الغازي للأرض لا يتعدى 3 كم فوق مستوى سطح البحر، وهذا الجزء الهوائي من نطاق الحياة هو نطاق المواءمة البيئية الكاملة لحياة الإنسان، أي التي يستطيع الإنسان العيش فيها دون مخاطر صحية؛ لملاءمة التركيب الكيميائي والصفات الطبيعية للغلاف الغازي للأرض في هذا النطاق لطبيعة جسم الإنسان، ولوظائف كل أعضائه وأجهزته من مثل وفرة الأكسجين، وتوسط كل من الضغط ودرجات الحرارة، ومتوسط ارتفاع اليابسة لا يكاد يصل إلى هذا الحد من الارتفاع فوق مستوى سطح البحر الذي تكون التغيرات الطبيعية والكيميائية عنده محتملة، ولذلك لا تظهر على البشر الذين يعيشون في مثل هذه الارتفاعات أو يصلون إليها أية أعراض من أعراض نقص الأكسجين أو تناقص الضغط، على الرغم من الانخفاض في درجة الحرارة، وبعض الاختلافات التي تحدث لسائل مثل الماء في تلك الارتفاعات العالية.
2. نطاق شبه المواءمة للحياة الأرضية:
ويمتد هذا النطاق من ارتفاع 3 كم فوق مستوى سطح البحر إلى ارتفاع 16كم فوق ذلك المستوى، ويقترب في منتصفه من أعلى قمم الأرض ارتفاعًا (8848م)، ويتميز بنقص تدريجي في نسبة الأكسجين، وتناقص الضغط بمعدلات ملحوظة، ويمكن للإنسان العيش في الأجزاء السفلى من هذا النطاق بصعوبة فائقة لصعوبة التنفس، والخلل الذي يعتري بعض وظائف أعضاء جسده نتيجة لانخفاض الضغط الجوي، فتبدو عليه أعراض نقص الأكسجين (هيبوكسيا)([5])، وأعراض انخفاض الضغط الجوي (ديسباريزم)([6]).
3. نطاق استحالة وجود الإنسان بغير عوامل وقائية كاملة:
ويمتد من ارتفاع 16كم فوق مستوى سطح البحر إلى نهاية الغلاف الغازي للأرض، وهو نطاق يستحيل بقاء الإنسان فيه بغير عوامل كافية للوقاية من مخاطر هذا النطاق، وذلك بتكييف الجو المحيط به من حيث الضغط ودرجتا الحرارة والرطوبة، وإمداده بالقدر الكافي من الأكسجين وتنقيته من ثاني أكسيد الكربون، وغير ذلك من النواتج الضارة، مع المراقبة المستمرة للأحوال الصحية، ويتم ذلك بتزويده بحلل مشابهة لحلل رواد الفضاء المزودة بأجهزة كاملة لدعم حياة الإنسان في مثل هذه البيئات الخطرة، من مثل النقص الحاد في كل من الضغط الجوي، ونسبة الأكسجين، والتغيرات الشديدة في درجات الحرارة.
والحلل التي يرتديها رواد الفضاء في داخل مركباتهم الفضائية المكيفة بظروف موائمة لطبيعة الإنسان، هي حلل محكمة غاية الإحكام غير منفذة للهواء ولا للأشعة الكونية، ومليئة بالهواء المضغوط بالقدر المطلوب لسلامة جسم الإنسان، وتتم مراقبة الضغط داخل تلك الحلل بأجهزة ضغط يمكن التحكم فيها بواسطة صمامات خارجية، ومزودة بجيوب لتجميع إفرازات الجسم والسوائل الخارجة منه، وتسمح في الوقت نفسه بالوصول إلى الجسد لمعالجته بالحقن الطبية اللازمة في حالات الضرورة.
أما في زيادة الغلاف الغازي للأرض خارج المركبات الفضائية، فيحتاج رواد الفضاء إلى حلل مزودة بضوابط بيئية تفوق الحلل المستخدمة داخل المركبات الفضائية في تعقيدها، وذلك بتزويدها بضوابط لدعم الحياة محمولة، تسمى باسم "نظم الدعم الحياتي المحمولة"(portable life support system)، وتضم بالإضافة إلى الحلل داخل المركبات الفضائية مصادر محمولة للتزويد بالأكسجين لها أنبوبتان: إحداهما للشهيق والأخرى للزفير، وأجهزة اتصال لاسلكية، ووحدة تكييف للهواء، ولوحات تحكم في الضغط، وخوذة وغطاء عازلان للحرارة لكل من الأشعة الشمسية والكونية، وأحذية طويلة الرقبة، وقفازات عازلة لكل من الحرارة والأشعة، ومقاومة لرجوم النيازك المتناهية في صغر الحجم.
· الصعوبات التي يواجهها الإنسان حينما يتصعد في السماء:
إذا تجاوز الإنسان ارتفاع 8كم فوق سطح البحر؛ فإنه يتعرض لمشكلات عديدة، منها صعوبة التنفس لنقص الأكسجين (Hypoxia)، ومنها مشكلات انخفاض الضغط الجوي، الذي يسمى باسم "خلل الضغط الجوي" (Dysbarism)، وتحت هذين العارضين لا يستطيع جسم الإنسان القيام بوظائفه الحيوية، فتبدأ في التوقف الوظيفة تلو الأخرى، وهنا يمكن تفسير ضيق الصدر الذي يمر به الإنسان عند الصعود إلى المرتفعات بغير استعدادات وقائية كافية، فيبدأ بالشعور بالإجهاد الشديد، والصداع المستمر، والشعور بالرغبة في النوم، ونتيجة لنقص الضغط الجوي تبدأ الغازات المحبوسة داخل أنسجة الجسم وتجاويفه المختلفة في التمدد، من مثل الجهاز التنفسي من الرئتين والقصبة الهوائية وتشعباتهما، والأنف، والجيوب الأنفية، والجهاز الدوري من القلب والأوردة والشرايين، والجهاز السمعي خاصة الأذن الوسطى، والجهاز الهضمي من المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة، خاصة القولون، والفم والأسنان والأضراس واللثة؛ الأمر الذي يؤدي إلى آلام شديدة في كل أجزاء الجسم، وإلى ضغوط شديدة على الرئتين والقلب، وإلى تمزق خلاياهما وأنسجتهما، ويسبب الشعور بضيق الصدر وحشرجة الموت.
كذلك تبدأ الغازات الذائبة في جميع سوائل الجسم وأنسجته في الانفصال والتصاعد إلى خارج حيز الجسد، وأهمها غاز النيتروجين الذي يصل حجمه في جسم الفرد البالغ إلى نحو اللتر موزعة بين الدم وأنسجة الجسم المختلفة، وتخرج هذه الغازات على هيئة فقاعات تندفع إلى الخارج بسرعة فائقة؛ الأمر الذي يزيد من تمزق الخلايا والأنسجة، ويؤدي إلى حدوث آلام مبرحةبكل من الصدر والمفاصل، وإلى ضيق شديد في التنفس نتيجة لتصاعد فقاعات النيتروجين من أنسجة الرئتين، ومن داخل الشعيرات الدموية، ومن الأنسجة المحيطة بها،ومن الجلد، ومن أنسجة الجهاز العصبي وخلاياه، فتتأثر رؤية الشخص، ويختل توازنه، ويصاب بصداع شديد، ثم إغماء كامل أو صدمة عصبية، أو بشلل جزئي أو كلي، وزرقة بالجسم تنتهي بالوفاة بسبب توقف كل من القلب والرئتين، وانهيار الجهاز العصبي، وفشل كامل في وظائف بقية الجسم([7]).
مما سبق يتبين لنا أن هنالك تدرجًا في كثافة الهواء ووزنه وضغطه كلما ارتفعنا إلى أعلى حتى نصل إلى حدود الغلاف الجوي؛ حيث تنعدم تقريبًا كثافة الهواء وينعدم ضغطه، نتيجة لنقصان نسبة الأكسجين، فكلما ارتفعنا في الجو أخذ العلماء الاحتياطات في أثناء سفرهم عبر السماء، حتى إن متسلقي الجبال نراهم يضعون على أكتافهم أوعية مليئة بغاز الأكسجين ليتنفسوا منه في الارتفاعات العالية؛ حيث تنخفض نسبة الأكسجين في أعالي الجبال الأمر الذي يؤدي إلى ضيق التنفس([8]).
صورة بالأقمار الاصناعية لسلسلة جبال الهملايا، وهي أعلى قمم في العالم، وقد وجد العلماء أننا كلما صعدنا إلى أعلى انخفضت نسبة الأكسجين، حتى نصل إلى منطقة ينعدم فيها الأكسجين
2) التطابق بين ما أثبته العلم وبين ما أشارت إليه الآية:
قال تعالى: )فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ((الأنعام: 125)، إن الإنسان ليشهد بهذا التشبيه القرآني المعجز الذي يقابل بين ضيق صدر العازفين عن الهداية الربانية كلما ذكروا بها، وضيق صدر الذي يصعد في السماء بغير وسيلة واقية، وهي حقيقة لم يدركها الإنسان فيأبعادها الصحيحة إلا بعد ريادته للفضاء.
· الدلالات اللغوية لبعض ألفاظ الآية الكريمة:
بالنسبة إلى الفعل "يشرح" في قوله تعالى: )يشرح صدره((الأنعام: 125)، فإن الشرح في اللغة هو: الكشف والبسط وإظهار الغامض والخافي من المعاني. يقال: شرح المشكل أو الغامض من الأمر يشرَحه شرحًا؛ أي: فسره، وبسطه، وأظهر ما خفي من معانيه، وشرح الله صدره للإسلام فانشرح؛ أي انبسط في رضا وارتياح للأنوار الإلهية، والسكينة الروحية التي أنزلها ربنا عز وجل في محكم كتابه، وفي سنة خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم؛ لأن من معاني شرح الصدر توسعته، وهي كناية عن القبول والرضا.
أما عن "الصدر الضيق الحرج"، فأصل الحرج والحراج مجتمع الأشياء من مثل الشجر ونحوه، وانطلاقًا من ضيق ما بينهما قيل للضيق حرج، وللإثم حرج، ومن ثم كان استعمال فعل التحريج بمعنى التضييق، وكانت تسمية الغيضة الملتفة -الأشجار التي يصعب دخولها- حرجة، وعلى ذلك فإن الحرج في اللغة هو الضيق بصفة عامة، وضيق الصدر بصفة خاصة، يقال: مكان حرج بكسر الراء وفتحها ـ أي: ضيق كثير الشجر.
والحرج أيضًا الإثم، يقال: أحرجه، بمعنى: آثمه، وتحرَّج؛ أي: تأثم، وحرج عليه الشيء؛ أي: حرمه عليه، والمحرج: المتجنب من الحرج والإثم، ويقال: حرج صدره حرجًا، فهو حَرِج؛ أي: ضاق ضيقًا شديدًا([9]).
· شروح المفسرين للآية الكريمة:
في تفسير قوله تعالى:)فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون (125)((الأنعام).
ذكر ابن كثير رحمه الله ما مختصره: أن معنى قول الله تعالى: )فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام((الأنعام: 125)،أي: ييسره له وينشطه ويسهله لذلك، فهذه علامات على الخير، كقوله تعالى: )أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه((الزمر: 22)، وقوله: )ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم((الحجرات: ٧)، وقال ابن عباس: معناه يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وهو ظاهر.
وقوله تعالى: )ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا((الأنعام: ١٢٥)، حرجًا بفتح الحاء والراء، وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء من الإيمان ولا ينفذ فيه، قال ابن المبارك: (ضيقا حرجا) بلا إله إلا الله حتى لا تستطيع أن تدخل في قلبه، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلكعليه([10]).
ويتساءل الطاعن: أي علاقة للضيق النفسي بالضيق الجسدي؟ وأي صلة للأمور الروحية بالأمور المادية؟
والجواب عن هذا السؤال أن الضيق النفسي هنا هو عدم قبول هداية الله إلى الإسلام، والضيق الجسدي هو حرج الصدر وضيقه كأنما يصعد في السماء، وأداة التشبيه الكاف واضحة وضوح الشمس؛ فهي حالة نفسية تجسم في حالة حسية، من ضيق النفس، وكربة الصدر، والرهق المضني في التصعد إلى السماء، "فالتصوير هو الأداة المفضلة في أسلوب القرآن، فهو يعبر بالصورة المحسوسة المتخيلة عن المعنى الذهني والحالة النفسية، وعن الحادث المحسوس والمشهد المنظور، وعن النموذج الإنساني والطبيعة البشرية؛ ثم يرتقي بالصورة التي يرسمها فيمنحها الحياة الشاخصة أو الحركة المتجددة، فإذا المعنى الذهني هيئة أو حركة، وإذا الحالة النفسية لوحة أو مشهد، وإذا النموذج الإنساني شاخص حي، وإذا الطبيعة البشرية مجسمة مرئية. فأما الحوادث والمشاهد، والقصص والمناظر، فيردها شاخصة حاضرة، فيها الحياة وفيها الحركة، فإذا أضاف إليها الحوار، فقد استوت لها كل عناصر التخييل"([11]).
ونحن في حياتنا اليومية نجد العامة يقولون -على سبيل المثال-: "فلان طاير من الفرح" أو "فلان مات من الحزن أو الخوف"، فلا الأول طار ولا الثاني مات، لكنه تشبيه لحال الشخص المسرور بحال ارتفاع الذي انطلق طائرًا، ولحال الذي خيم عليه الحزن أو الخوف من سكون الأركان وارتخاء الأعصاب بحال الميت، وهكذا.. ولله المثل الأعلى.
ثم إن في قوله تعالى: )كأنما يصعد في السماء(إشارة واضحة إلى إمكانية صعود الإنسان إلى السماء؛ حيث شبه المولى عز وجل حال ضيق صدر الكافر عن قبول الإيمان بحال الذي يتصعد في السماء، وذكر وجه الشبه وهو الصفة المشتركة بينهما "ضيقا حرجا"، وجاء بأداة التشبيه "كأن" ليقع بعدها المشبه به في صورة حسية واضحة، وقد ثبتت بيقين هذه الصورة الحسية الناصعة في هذا الزمان؛ حيث صعد الإنسان إلى طبقاتالجو العليا، وأول شيء يحس به الإنسان في أثناء صعوده إلى أعلى ضيق في صدره وانقباض في رئتيه؛ حتى يصل إلى حدود حرجة فيختنق ويموت.
لقد زود الله الإنسان بالرئتين وسخر له الهواء في الغلاف الجوي للأرض، كذلك أنزل له القرآن، وفيه تعاليم السعادة في الدنيا والآخرة، فعندما يبتعد الإنسان عن تعاليم هذا الدين فكأنما ترك هذه الأرض وصعد إلى طبقات الجو العليا حيث لا هواء، ومن ثم سيضيق صدره ولن يهنأ له عيش، وربما يختنق ويموت
ومن ثم؛ فالتشبيه بعد تحقق المشبه به في الواقع أصبح ظاهرًا وواضحًا أشد الوضوح، فهو تشبيه مرسل مفصل ذكرت فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، وهو تشبيه تمثيلي حيث وجه الشبه منتزع من أشياء متعددة مركبة من الضيق المتدرج، يليها مرحلة الانغلاق وهي أضيق الضيق([12]).
3) وجه الإعجاز:
إن المتأمل في هذه الآية الكريمة يرى كم هي بليغة وكم هي معجزة، فهي بليغة؛ إذ تصور حال الكافر المعاند الذي يكابر ويعاند ويرفض هداية الله، واتباع الوحي الذي أنزل على خاتم الرسل والأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ـ تصويرًا دقيقًا، فهذا الكافر المعاند المكابر يضيق صدره كلما ابتعد عن هدى الله؛ أي: كلما ضل عن الطريق الإسلامي، وقد سبق أن أشرنا إلى "الحرج" بأنه أضيق الضيق، فهل تجد بعد هذا بلاغة وقوة في التعبير والتشبيه؟! كما أنها آية معجزة؛ إذ أشارت إلى ظاهرة جوية وحقيقة فضائية لم يتوصل العلماء إلى معرفتها إلا في القرنين التاسع عشر والعشرين، وهي الضيق والاختناق كلماارتفع الإنسان في طبقات الجو، أي: في السماء، والسماء هي كل ما علاك، وهو من المعاني الصحيحة لهذه الكلمة القرآنية([13]).
ثانيًا -الفعل "يصعد" في الآية بمعنى الصعود:
يقول الطاعن: إن لفظ "يصعد" لا علاقة له إطلاقًا بالصعود، وإنما يعني: محاولة عمل شيء مستحيل مع مشقة فيهما كما تخبر بذلك المعاجم والتفاسير.
ونحن نقول للطاعن: مادمت أنك احتكمت إلى المعاجم والتفاسير وارتضيتها حكمًا، فإننا لن نحتكم إلا لما احتكمت إليه، ولندع المعاجم والتفاسير تحكم في الأمر.
· الدلالة اللغوية للفظ "التصعُّد":
التصعد والتصاعد والصعود، هو الذهاب إلى المكان العالي؛ أي: الارتفاع، وهو ضد الحدور، يقال: صعِد –بالكسر- يصعد صعودًا في السلم؛ أي: ارتقاه ارتقاء، وصعد وتصعد ويتصعد في الجبل؛ أي: ارتفع عليه وعلاه، وأصعد في الأرض صعودًا؛ أي: مضى وسار في مناكبها. والصعود أيضًا العقبة الشاقة الكئود، ويستعار لكل شاق، وأصعد الوادي وصعد فيه تصعيدًا؛ أي: انحدر معه، ولو أن الصعود أصلاً ضد الهبوط، والصعد والصعيد واحد، ويقال: عذاب صعد؛ أي: شديد، والصعيد هو أيضًا ما يصعد إليه، والصعداء: تنفس ممدود، ويقال: تصعد النفس، بمعنى: صعب مخرجه، ويقال: يصعد وأصلها يتصعد؛ أي: يتكلف الصعود فلا يستطيعه، وتصعد أيضًا تستعمل بمعنى شق من المشقة، والإصعاد هو الإبعاد من الأرض سواء كان في صعود أو حدور (هبوط)، والصعد: الشاق أو المشقة، ويقال: تصعدون؛ أي: تذهبون إلى المرتفعات هربًا من عدوكم، من الإصعاد، وهو الذهاب في صعيد الأرض والإبعاد فيه، يقال: أصعد في الأرض إذا أبعد في الذهاب وأمعن فيه فهو مصعد.
وقال الأزهري: "قال الليث: صعد إذا ارتقى، واصعد يصعد إصعادا فهو مصعد، إذا صار مستقبل حدور أو نهر أو وادٍ أو أرض أرفع من الأخرى، قال: وصعد في الوادي إذا انحدر، قلت: والاصعاد عندي مثل الصعود، قال تعالى: )كأنما يصعد في السماء((الأنعام: ١٢٥) يقال: صعد واصعد واصاعد بمعنى واحد"([14]).
ونعتقد أن كلام الأزهري لا يحتاج إلى تعليق (والاصعاد مثل الصعود).
ولقد جاء الفعل "صعد" بمشتقاته في تسعة مواضع من كتاب الله عز وجل بمعنى: الارتفاع، والقبول، والرضا منه عز وجل ، وبمعنى الذهاب، والمضي هربًا، وبمعنى تكلف الصعود بمشقة بالغة فلا يستطيعه، وبمعنى الشدة والصعوبة، وبمعنى العقبة المرتفعة الشاقة المصعد، وبمعنى وجه الأرض البارز سواء كان ترابًا أو غيره، وقيل: التراب ذاته([15]).
· من أقوال المفسرين:
في قوله تعالى: )كأنما يصعد في السماء(قال الطبري نقلاً عن أبي جعفر: وهذا مثل من الله تعالى ذكره، ضربه لقلب الكافر في شدة تضييقه إياه عن وصوله إليه، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه عنه، ثم ذكر عدة قراءات لذلك؛ فقال: (كأنما يصعد)، بمعنى: يتصعد، فأدغموا التاء في الصاد؛ فلذلك شددوا الصاد، قراءة أهل المدينة والعراق. وقرأ ذلك بعض الكوفيين: يصاعد، بمعنى: يتصاعد، فأدغم التاء في الصاد، وجعلها صادًا مشددة. وقرأ ذلك بعض المكيين: )كأنما يصعد في السماء(.
وكل هذه القراءات متقاربات المعاني، وبأيها قرأ القارئ فهو مصيب، غير أني أختار القراءة في ذلك بقراءة من قرأ: )كأنما يصعد في السماء(بتشديد الصاد من غير ألف، بمعنى: "يتصعد" لكثرة القراءة بها، ولقول عمر رضي الله عنه: "ما تصعدني شيء ما تصعدتني خطبة النكاح"([16]).
· وقال ابن كثير: قال عطاء الخراساني: )كأنما يصعد في السماء(، يقول: مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد إلى السماء([17]).
· وقال القرطبي: قوله تعالى: )كأنما يصعد في السماء(قرأه ابن كثير بإسكان الصاد مخففًا، من الصعود وهو الطلوع. شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه، كما أن صعود السماء لا يطاق، وكذلك يصاعد وأصله يتصاعد، أدغمتالتاء في الصاد، وهي قراءة أبي بكر والنخعي، إلا أن فيه معنى فعل شيء بعد شيء، وذلك أثقل على فاعله. وقرأ الباقون بالتشديد من غير ألف، وهو كالذي قبله، معناه: يتكلف ما لا يطيق شيئًا بعد شيء. وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (كأنمايتصعد)، قال النحاس: ومعنى هذه القراءة وقراءة من قرأ يصعد ويصاعد واحد([18]).
ومن ثم فكلمة "يصعد" معناها الصعود لا مراء في ذلك، وهكذا شأن القراءات القرآنية يختلف معها المعنى متقاربًا ومتباعدًا، ومحال أن ينشأ عنها تناقض أو اضطراب.
· يقول الشيخ الطاهر ابن عاشور: إن حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه فيتأمل في دعوة الإسلام، كحال الصاعد، فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود([19]).
· ويقول الدكتور محمد محمود حجازي في التفسير الواضح: من فسدت فطرته وساءت نفسه، إذا طلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإنه يجد في صدره ضيقًا، وكأنه كلف من الأعمال ما لا يطيق، أو أمر بصعود السماء وأصبح حاله كحال الصاعد في طبقات الجو([20]).
ومن ثم؛ فإن أقوال المفسرين تؤكد -في وضوح صريح- على أن "يصعد" من الصعود، وهو في الآية الصعود في السماء.
وبالنظر في كلمة "يصعد" المستعملة في الآية نجدها تتناسب مع تغير السرعة في أثناء الصعود إلى أعلى، فنحن نعلم أن الجسم الذي يسقط من أعلى إلى أسفل لا يسقط بسرعة منتظمة، بل بسرعة متغيرة بسبب التسارع الذي تمارسه الجاذبية الأرضية على هذا الجسم، وكذلك عملية الصعود من أسفل إلى أعلى بعكس جاذبية الأرض تتم بسرعة متغيرة، وهذا يتناسب مع كلمة "يصعد" –بالتشديد- للدلالة على صعوبة الصعود وقوة الجاذبية الأرضية وتغير سرعة الصعود باستمرار([21]).
ومن ثم؛ فإن المراد من قوله تعالى: )كأنما يصعد في السماء(هو الارتفاع المتدرج البطيء، ويؤيده قول القرطبي -الذي ذكرناه آنفًا- أن يصعد من الصعود وهو الطلوع، وأن يتصاعد فيه معنى فعل شيء بعد شيء.
وبما أن القرآن الكريم يستمد تشبيهاته من عناصر الكون ومشاهده من أجل تحقيق غايته في تثبيت ما يهدف إليه من ربط الشعور بالحس، وأن حالة المشبه هي من الأمور المعنوية التي تثبت في الذهن بتثبيتها بصورة محسوسة، حيث إن التشبيه لا تكتمل أركانه ولا يكون وجه الشبه في المشبه به أقوى منه في المشبه إلا بحمل النص على ظاهره من التصعد في السماء على الحقيقة، وأن ألفاظ كل المشاهد في القرآن الكريم تتميَّز بدقة اختيارها ومطابقتها للمعنى؛ فإن الألفاظ في هذا المشهد أيضًا تجمع بين دقة الدلالة ووضوح العبارة ؛ إذ لا توجد قرينة في النص تصرف دلالة اللفظ الظاهر عن معناه ـ فبذلك يثبت أن لفظ "يصعد" يعني الصعود، وأن في الآية دلالة واضحة على إمكانية صعود الإنسان إلى أجواء الفضاء([22]).
وعليه؛ فإن المعاجم والتفاسير أوضحت معنى "يصعد"؛ أي: يصعد من الصعود، وقد أخفى الطاعن جانبًا من المعنى وأبرز الآخر، وكان حريًّا به أن يبرز الجانبين؛ ليكون منصفًا مع نفسه ومع الآخرين.
(*) موقع: الكلمة www.alkalema.net.
[1]. توريشيللي، إيفانجيليستا ( Evangelista Torricelli) (1608م-1647م): فيزيائي، وعالم رياضي إيطالي، اخترع البارومتر عام 1643م، له كتاب في علم الميكانيكا أسماه "في الحركة".
[2]. آيات الإعجاز العلمي من وحي الكتاب والسنة، عبد الرحمن سعد صبي الدين، مرجع سابق، ص67.
[3]. تحاط الأرض بغلاف غازي تقدر كتلته بنحو خمسة آلاف مليون مليون طن (5,2 × 10 15 طنًّا)، ويقدر سمكه بعدة آلاف من الكيلو مترات فوق مستوى سطح البحر، وإن كان لا يكاد يدرك بعد ألف كيلو متر؛ نظرًا لتناقص ضغطه من نحو الكيلو جرام على السنتيمتر المربع عند مستوى سطح البحر إلى واحد من المليون من ذلك في الجزء العلوي منه.
[4]. )كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ((الأنعام: ١٢٥)، ، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.
[5]. ظاهرة نقصان الأكسجين (هيبوكسيا): تحدث هذه الظاهرة لراكب الطائرة بسبب نقصان الأكسجين في الأنسجة عند فشل الأجهزة في ضبط الضغط داخل الطائرة حينما تكون في الارتفاعات العالية، ويعبر عن هذا بانخفاض الضغط الجوي للأكسجين؛ إذ تنخفض كمية الأكسجين في الهواء المستنشَق، ولا تنضبط كميته.
[6]. ظاهرة انخفاض الضغط الجوي (ديسباريزم): وفيها تحدث مجموعة من الأعراض التي تنتج عن تمدد حجم الغازات وزيادتها في جسم الإنسان عند تعرضه لانخفاض الضغط الجوي في الارتفاعات العالية، وتحدث لركاب الطائرات عندما تفشل أجهزة ضبط الضغط داخل الطائرة.
[7]. من آيات الإعجاز العلمي: السماء في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص396-403.
[8]. )كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ((الأنعام: 125)، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaaheel7.com.
[9]. انظر: لسان العرب، تاج العروس، مادة: شرح، وحرج.
[10]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، مرجع سابق، ج3، ص241- 243.
[11]. التصوير الفني في القرآن، سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط4، 1413هـ/ 1993م، ص36.
[12]. ضيق الصدر والتصعُّد في السماء، د. عبد الجواد الصاوي، بحث منشور بموقع: الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.nooran.org.
[13]. التصوير القرآني لأضرار الصعود في الفضاء، كارم غنيم، بحث منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.quran-m.com.
[14]. انظر: تهذيب اللغة، لسان العرب، تاج العروس، مادة: صعد.
[15]. من آيات الإعجاز العلمي: السماء في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص392- 393 بتصرف.
[16]. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، الطبري، مرجع سابق، ج12، ص109- 110.
[17]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، مرجع سابق، ج3، ص234.
[18]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج7، ص82.
[19]. التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، مرجع سابق، مج3، ج5، ص60.
[20]. التصوير القرآني لأضرار الصعود في الفضاء، د. كارم غنيم، بحث منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.quran-m.com.
[21]. )كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ(، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.
[22]. ضيق الصدر والتصعُّد في السماء، د. عبد الجواد الصاوي، بحث منشور بموقع: الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.nooran.org.
click
read dating site for married people