الطعن في أحاديث الفتنة من المشرق(*)
مضمون الشبهة:
يطعن بعض منكري السنة في صحة أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الواردة في بيان أن ظهور الفتن يكون من المشرق، ومن هذه الأحاديث:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام إلى جنب المنبر، فقال: «الفتنة هاهنا، الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان، أو قال: قرن الشمس». وكذلك ما ورد عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مستقبل المشرق، يقول: ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان».
وقد فهم هؤلاء أن المقصود بالمشرق هنا هو الجزيرة العربية (نجد) لا غيرها.
ويستدلون على ذلك بأن أحاديث مجيء الفتن من قبل الشرق - نجد - قد جاءت صريحة بذلك، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله؟، فقال عبد الله بن عمر: أظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان»، ولم تظهر أي فتنة من أهل نجد، فكيف يكونون أهل الشر والفتنة.
رامين من وراء ذلك إلى الطعن في السنة النبوية وإبطال أخبارها.
وجها إبطال الشبهة:
1) أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الواردة في بيان أن الفتن ستظهر من الشرق أحاديث صحيحة في أعلى درجات الصحة سندا ومتنا، وقد ظهر من تلك الفتن الكثير، وهناك فتن لم تظهر بعد كخروج الدجال الأعور وغيرها.
2) لقد أجمع علماء الحديث وشراحه على أن المقصود من لفظ «نجدنا»في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس المقصود منها بلاد "نجد" المعروفة بهذا الاسم؛ لكن المقصود منها هو ما ارتفع من الأرض؛ وقد ذكر الحديث في المدينة، فمن كان في المدينة فالعراق نجده؛ وبذلك فالمقصود من تلك اللفظة هو (بلاد العراق).
التفصيل:
أولا. أحاديث مجيء الفتن من قبل المشرق أحاديث صحيحة في أعلى درجات الصحة، وما ظهر منها دليل على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى ما لم يظهر بعد:
لقد وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث تبين أن المشرق سوف يكون مصدرا لظهور الفتن والقلاقل؛ ومن هذه الأحاديث: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام إلى جنب المنبر، فقال: الفتنة هاهنا، الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان" أو قال: قرن الشمس»[1].
وفي رواية أخرى أوردها الشيخان عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مستقبل المشرق يقول: ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان»[2].
والحديثان صحيحان في أعلى درجات الصحة، ولهما شواهد من طرق أخرى كثيرة، منها:
· ما جاء في صحيح مسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما؛ «أن رسول الله قام عند باب حفصة، فقال بيده نحو المشرق: "الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشمس" قالها مرتين أو ثلاثا»[3].
· وأورد مسلم عن ابن عمر - أيضا - قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر من هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان» يعني: المشرق[4].
· وفي رواية أخرى لابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشير بيده نحو المشرق، ويقول: ها إن الفتنة هاهنا، ها إن الفتنة هاهنا، ها إن الفتنة ها هنا، حيث يطلع قرن الشمس»[5].
· وعن سالم بن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - يقول: «يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة، وأركبكم للكبيرة! سمعت أبي - عبد الله بن عمر - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الفتنة تجيء من هاهنا - وأومأ بيده نحو المشرق - من حيث يطلع قرنا الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض...»[6].
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يوضح لنا - وهو الصادق المصدوق - أننا سوف يلحق بنا كثير من الشرور والفتن من قبل الشرق، وقد تواترت الأحاديث في هذا الشأن، وكلها أحاديث صحت نسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ذكرت تلك الأحاديث في أصح كتب الأحاديث مثل صحيح البخاري، وصحيح مسلم وغيرهما.
وجدير بالذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقصد بقوله: «الفتن من الشرق»بلدا معينا، وإنما المقصود الشرق كله على امتداده.
وقد بين شراح الحديث النبوي ذلك عند شرحهم لأحاديث الباب، فقد عقب ابن حجر العسقلاني على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأس الكفر نحو المشرق...»[7] بقوله: "وفي ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس؛ لأن مملكة الفرس، ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة، وكانوا في غاية القسوة والتكبر والتجبر، حتى مزق ملكهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم"[8].
وذكر ابن حجر في الفتح - أيضا: "وقال غيره - يعني الخطابي: كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر، فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الفتنة تكون من تلك الناصية، فكان كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأول الفتن كان من قبل المشرق، فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة"[9].
وقال ابن بطال: "وكذلك كانت الفتنة الكبرى التي كانت مفتاح فساد ذات البين، وهي مقتل عثمان - رضي الله عنه - وكانت سبب وقعة الجمل وصفين، ثم ظهور الخوارج في أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرق، ومعلوم أن البدع إنما ابتدأت من المشرق، وإن كان الذين اقتتلوا بالجمل وصفين بينهم كثير من أهل الشام والحجاز، فإن الفتنة وقعت في ناحية المشرق، وكان ذلك سببا في افتراق كلمة المسلمين، وفساد نيات كثير منهم إلى يوم القيامة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحذر من ذلك ويعلمه قبل وقوعه، وذلك دليل نبوته" [10].
وقال ابن حجر عند تعقيبه على قوله - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: «أشرق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أطم من آطام المدينة[11]، فقال: هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا، قال: فإني لأرى الفتن خلال بيوتكم كوقع القطر»[12].
فقال ابن حجر: "وإنما اختصت المدينة بذلك؛ لأن قتل عثمان - رضي الله عنه - كان بها، ثم انتشرت الفتن في البلاد بعد ذلك، فالقتال بالجمل وبصفين كان بسبب قتل عثمان، والقتال بالنهروان كان بسبب التحكيم بصفين، وكل قتال وقع في ذلك العصر إنما تولد عن شيء من ذلك، أو عن شيء تولد عنه، ثم إن قتل عثمان كان أشد أسبابه الطعن على أمرائه... وأول ما نشأ ذلك من العراق، وهي من جهة المشرق، فلا منافاة بين حديث الباب - الحديث السابق - وبين الحديث الآتي أن الفتنة من قبل المشرق"[13].
وقال ابن تيمية: وتجد الإسلام والإيمان كلما ظهر وقوي كانت السنة وأهلها أظهر وأقوى، وإن ظهر شيء من الكفر والنفاق ظهرت البدع بحسب ذلك... إلى أن قال: إنه لما انتشرت الدولة العباسية، وكان أنصارها من أهل المشرق والأعاجم طوائف من الذين نعتهم النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «الفتنة هاهنا»؛ ظهر حينئذ كثير من البدع وعربت - أيضا - إذ ذاك طائفة من كتب الأعاجم من المجوس الفرس، والصابئين الروم، والمشركين الهند..."[14].
ومن خلال ما سبق يتبين أن حديث ظهور الفتن من المشرق حديث صحيح، بل هو دليل على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد حدث ما يصدق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
ثانيا. اتفق علماء الحديث على أن المقصود من لفظة: «نجدنا»في الحديث الشريف هو "بلاد العراق"، وليس بلاد "نجد" المعروفة بهذا الاسم:
إن ما يدعيه بعض الطاعنين بأن المقصود من تلك الأحاديث هو مجيء الفتن من "نجد" تحديدا، وسندهم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان» [15].
وعلى هذا؛ فهم يظنون في الدعوة السلفية العظمى المقامة في الجزيرة العربية هي تلك الفتن التي أشار إليها الحديث النبوي الشريف، وذلك كله كلام باطل، لا يقوم على دليل؛ وإنما هو فهمهم الخاطئ لهذا الحديث.
ولكي نبين ذلك لابد أن نعرف المقصود بـ (نجد) في الحديث الشريف.
نقول: إن جميع العلماء على أن المقصود بـ «نجدنا»في الحديث الشريف ليس هو بلد بعينها سواء كانت نجد أو غيرها؛ إنما المقصود من لفظة "نجد": المكان المرتفع من الأرض، وهو خلاف الغور، ولم يأت شراح الحديث بشيء غير ذلك، فقد جاء في معجم "الصحاح في اللغة": "النجد ما ارتفع من الأرض، والجمع نجاد ونجود وأنجد"[16]، وهذا ابن حجر العسقلاني ينقل عن الإمام الخطابي قوله: "نجد من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهل المدينة، وأصل نجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور؛ فإنه ما انخفض منها، وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة"[17].
إن كلمة (نجد) المقصود بها العراق:
وهذا ما صرح به الشيخ الألباني في تعليقه على لفظة «نجدنا»بعد أن ذكر روايات الحديث وصححه، فقال: "وإنما أفضت في تخريج هذا الحديث الصحيح وذكر طرقه وبعض ألفاظه؛ لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية، ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد "نجد" المعروفة اليوم بهذا الاسم، وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث، وإنما هي العراق، كما دل عليه أكثر طرق الحديث، وبذلك قال العلماء قديما كالإمام الخطابي، وابن حجر العسقلاني وغيرهم"[18].
"وقد نص جمع من الحفاظ وشراح الحديث على أن المراد بنجد في الحديث نجد العراق، ومن هؤلاء الخطابي، والكرماني، وابن عبد البر، وأبو العباس ابن تيمية وابن حجر وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين"[19].
ومما يؤكد ذلك ما رواه الطبراني في معجمه وغيره، عن سالم بن عبد الله عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا، فقال: «اللهم بارك لنا في مكتنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، فقال رجل: يا رسول الله! وفي عراقنا؟ فأعرض عنه، فرددها ثلاثا، كل ذلك يقول الرجل: وفي عراقنا، فيعرض عنه، فقال: بها الزلازل والفتن، وفيها يطلع قرن الشيطان»[20].
وعلق الألباني - رحمه الله - على الحديث بقوله: "(صحيح)، وروي بلفظة «نجدنا» مكان عراقنا، والمعنى واحد، أخرجه البخاري وغيره، وروي أيضا بلفظ «مشرقنا» مكان عراقنا، وزاد في آخره:«وبها تسعة أعشار الشر»، ووردت الزيادة بلفظ آخر: «وبه تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال»... وذكر - أيضا - أن بلاد نجد المعروفة اليوم بهذا الاسم ليست هي المقصودة بهذا الحديث، وإنما هو العراق، وما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام: أما بعد؛ فإن الأرض المقدسة لا تقدس أحدا، وإنما يقدس الإنسان عمله"[21].
وقد عقب فضيلة الشيخ عبد العزيز عبد الله الراجحي على أحاديث الفتن من المشرق، بقوله: "وقد وقع ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن الفتن كلها جاءت من الشرق الأقصى والأدنى، الفتنة الشيوعية جاءت من الصين، والتتار والصليبيون جاءوا من الشرق من وراء خراسان، وقبل ذلك البدع، بدعة الجهمية والمعتزلة والخوارج، وكلها من الشرق، والدعوة إلى حزب البعث في العراق والشام، وكذلك فتنة الرافضة في العراق وإيران، وكذلك الدجال آخر الزمان خارج خلة بين الشام والعراق، وكذلك الشرق الأدنى ارتد العرب وبنو حنيفة، والتفوا حول مسيلمة وصدقوه في دعوى النبوة، وكذلك ربيعة ومضر أهل الإبل عندهم الكبر والخيلاء.
وليس معنى الأحاديث أن الفتن لا تأتي إلا من الشرق؛ بل إن الفتن تأتي من الشرق ومن الغرب، ولكن الفتن من الشرق أكثر"[22].
وقد دل الواقع التاريخي على هذا كله، فقد هبت من العراق رياح فتن كثيرة منها:
o الجماعة الذين تألبوا على قتل ذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وقد استتبع ذلك حرب الجمل وصفين.
o قتل الحسين - رضي الله عنه - شهيدا بكربلاء بعد أن خذله الشيعة، وتخلوا عنه.
o تحزب الخوارج والحرورية.
o ظهور القدرية والجهمية والمعتزلة.
o فتنة ابن الأشعث وثورة الزنج.
o فتنة المختار الذي ادعى النبوة.
o ما جرى في ولاية الحجاج من القتال، وسفك الدماء والاعتزال، والنسك الفاسد، وحركة القرامطة من البصرة.
o غزو التتار للمسلمين في القرن السابع بقيادة هولاكو.
أما فتن العصر الحديث فمنها:
o قتال العراق وإيران الذي دام ثماني سنوات.
o غزو "صدام حسين" الكويت، وما جرى من بلايا ومحن للمسلمين.
o تسلط الرافضة على أهل السنة في العراق، وإراقة دمائهم.
أما الفتن التي تخرج في المستقبل إن شاء الله:
o المقتلة التي تقع عندما يحسر الفرات عن جبل من ذهب.
o خروج الدجال ويأجوج ومأجوج[23].
وبعد؛ فقد تبين أن لفظة «نجدنا»في الحديث الشريف ليس المقصود بها "نجد" المعروفة الآن بهذا الاسم؛ ولكن المقصود ما ارتفع عن الأرض، ومن كان بالمدينة كان نجده العراق، فالمقصود إذا العراق؛ باتفاق جمهور علماء الحديث وشراحه.
وقولهم: إنه كان أولى بنبينا - صلى الله عليه وسلم - أن يصرح بأن الفتن تظهر من الغرب وليس من الشرق، قول ضال؛ لأن الفتن من الشرق أكثر منها في الغرب، فمنها ما ظهر مثل: القتال بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما، وبين الخوارج وعلي، وبين علي وعائشة - رضي الله عنهما، وما نتج عن ذلك من ظهور طوائف عديدة ما زالت حتى يومنا هذا تسبب القلاقل والفتن والاضطرابات في البلاد، ومنها ما لم يظهر بعد: كخروج الدجال وغيرها من علامات الساعة الكبرى كما بينا.
الخلاصة:
· إن الأحاديث التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيان مجيء الفتن من قبل المشرق أحاديث صحيحة سندا ومتنا؛ وقد أجمع علماء الحديث وشراحه على أن كثيرا من هذه الفتن قد ظهر، وهناك فتن أخرى لم تظهر بعد كفتنة الدجال.
· لقد اتفق شراح الحديث وعلماؤه على أن المقصود من لفظة: «نجدنا»في الحديث الشريف هي "بلاد العراق"، وليس "بلاد نجد" المعروفة بهذا الاسم؛ لأن النجد: هو ما ارتفع من الأرض، ومن كان بالمدينة فالعراق نجده.
· لقد ظهرت فتن كثيرة من العراق قديما وحديثا، ومنها ما سيظهر في المستقبل مما يؤكد صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر وبلغ.
(*) مشكلات الأحاديث النبوية، عبد الله القصيمي، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، ط2، 2006م. ضلالات منكري السنة، د. طه حبيشي، مطبعة رشوان، القاهرة، ط2، 1427هـ/ 2009م.