مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

الطعن في حديث "تقارب الزمان" (*)

مضمون الشبهة:

يطعن بعض المغالطين في حديث:«لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان...»، مدعين أنه يتعارض مع الواقع والحقائق العلمية، مستدلين على ذلك بأن الحديث يخالف السنن الكونية الظاهرة منذ بدء الخليقة، فالزمان عبارة عن مجموعة الأيام والأسابيع والشهور والسنين، وكلها أوقات محددة معلومة البداية والنهاية، وعلى هذا فكيف يمكننا أن نتصور "تقارب الزمان" وليس هناك دليل مادي واحد يثبت لنا هذا التصور؟!

وهم يرمون من وراء ذلك إلى نقض بناء العقيدة الإسلامية في قلوب المسلمين، من خلال إسقاط الأحاديث الصحيحة الثابتة التي يقوم عليها هذا البناء.

وجها إبطال الشبهة:

1) لا تعارض بين حديث تقارب الزمان والواقع؛ لأن شراح الحديث لم يصرفوا لفظ "تقارب الزمان" عن حقيقته، وإنما اختلفوا في المقصود من "تقارب الزمان"؛ لأنه أمر غيبي، وقد حملت طائفة من أهل العلم لفظ (تقارب الزمان) على حقيقته، وهو الراجح من أقوالهم، لاسيما أن الحديث صحيح وثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، وجاء شاهد مفسر له في مسند الإمام أحمد.

2) لفظ "تقارب الزمان" المراد به: نقص عدد ساعات اليوم نتيجة لسرعة دوران الأرض، وقد حدث هذا في أول الخلق، وسيحدث في منتهاه، وهذا ما تؤكده الحقائق العلمية، والنظريات الكونية، وقبل ذلك الآيات القرآنية الخالدة.

التفصيل:

أولا. الواجب حمل معنى (تقارب الزمان) على الحقيقة، فهو القول الراجح من أقوال أهل العلم:

إن الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان الستة في الشريعة الإسلامية، وأركان الإيمان هي الأسس التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية، فلابد للمسلم من أن يؤمن باليوم الآخر، وبما جاء عنه في الكتاب والسنة الصحيحة، واليوم الآخر يبدأ بقيام الساعة، وللساعة مقدمات وعلامات أخبر عنها الله وحيا - في الكتاب والسنة - وإنما جعل الله هذه العلامات؛ لتكون له الحجة البالغة على خلقه يوم القيامة، حيث أعطى المكذبين بالساعة علامات سابقة لها حتى لا يتعلقوا أمام الله بحجة يوم القيامة، كما أعطى العلامات ذاتها للمؤمنين به؛ ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، ويقينا مع يقينهم، وحتى تكون هذه الآيات والعلامات معينا لهم يثبتهم، ويؤكد لهم صدق ما يعتقدون عندما تشتد عليهم الفتن.

إن من آيات وعلامات الساعة التي يؤمن بها المسلم "تقارب الزمان"؛ لثبوت صحة الحديث الذي تضمن هذا الإخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم- بوروده في صحيحي البخاري ومسلم؛ أصح كتابين بعد كتاب الله، وقد روياه عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي، صلى الله عليه وسلم.

فقد رواه البخاري بلفظ:«لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض»[1]، ومسلم بلفظ: «يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل»[2].

يتكلم الحديث إذن عن تقارب الزمان، ويعده علامة من العلامات السابقة لقيام الساعة.

هذا عن لفظ الحديث، فما هو المقصود بتقارب الزمان الوارد في الحديث؟

وقد قام الدكتور سليمان الدبيخي بجمع آراء أهل العلم في هذه المسألة ورجح بينها، فقال: "اختلف أهل العلم في معنى هذا الحديث على أقوال:

القول الأول: حمل الحديث على ظاهره، فيكون المراد: أن الزمان نفسه يتقارب حقيقة، وذلك بنقص أيامه ولياليه.

نقل هذا الشيخ مرعي بن يوسف عن أهل الحديث، واحتمله الخطابي حيث قال: "ويحتمل أن يكون أراد به قصر مدة الأزمنة ونقصها عما جرت به العادة فيها، وذلك من علامات الساعة إذا طلعت الشمس من مغربها، وهو معنى الحديث الآخر: الذي رواه أحمد بسنده، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، حتى تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السعفة[3]»[4] [5].

القول الثاني: أن المراد بتقارب الزمان: قربه من الساعة ويوم القيامة. وإلى هذا ذهب القاضي عياض والنووي.

القول الثالث: أن المراد بتقارب الزمان: نزع البركة منه، بحيث يصير الانتفاع من اليوم - مثلا - بقدر الانتفاع من الساعة الواحدة.

وإلى هذا ذهب الخطابي، وابن الأثير، والعراقي، وابن حجر، وهو ظاهر صنيع ابن كثير، حيث عنون لهذا الحديث بقوله: "إشارة نبوية إلى نزع البركة من الوقت قبل قيام الساعة[6]".

وقال ابن حجر: "والحق أن المراد نزع البركة من كل شيء، حتى من الزمان، وذلك من علامات قرب الساعة"، وقال: "الذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا، فإنا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا"[7].

القول الرابع: أن المراد بذلك: استقصار مدته لما يحصل من استلذاذ العيش.

وهذا مروي عن أبي سنان؛ حيث سئل عن معنى الحديث، فقال: ذلك من استلذاذ العيش، قال الخطابي معقبا على كلامه: "يريد - والله أعلم - زمان خروج المهدي ووقوع الأمنة في الأرض بما يبسطه من العدل فيها، فيستلذ العيش عن ذلك، وتستقصر مدته، ولا يزال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء وإن طالت وامتدت، ويستطيلون أيام المكروه، وإن قصرت وقلت"[8].

القول الخامس: أن المراد: تقارب أحوال أهله في قلة الدين، حتى لا يكون فيهم من يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، لغلبة الفسق وظهور أهله.

وإلى هذا ذهب ابن بطال، والقرطبي، وغيرهما، وذكر ابن حجر أنه اختيار الطحاوي.

القول السادس: ما ذهب إليه بعض العلماء المعاصرين من أن المراد بتقارب الزمان ما هو حاصل في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم، وقصر زمن المسافة بينها؛ بسبب اختراع وسائل المواصلات المتنوعة - البرية والبحرية والجوية - حيث تقطع المسافات البعيدة في الزمن القصير، ومثلها وسائل الاتصال الصوتية كالهاتف والإذاعة وغيرهما، فإنها قربت البعيد.

وممن ذهب إلى هذا القول سماحة الشيخ ابن باز، والشيخ حمود التويجري، والشيخ محمد رشيد رضا، وغيرهم، عليهم رحمة الله.

قال الشيخ ابن باز في تعليقه على الفتح: "الأقرب تفسير التقارب المذكور في الحديث بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم، وقصر زمان المسافة بينها، بسبب اختراع الطائرات والسيارات والإذاعة وما إلى ذلك، والله أعلم".

وقال الشيخ حمود التويجري: "والظاهر - والله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم- أن ذلك إشارة إلى ما حدث في زماننا من المراكب الأرضية والجوية، والآلات الكهربائية التي قربت كل بعيد، والمعنى على هذا: يتقارب أهل الزمان"، إلى أن قال بعد حديثه عن وسائل المواصلات: "وأعظم من ذلك الآلات الكهربائية التي تنقل الأصوات، كالإذاعات والتليفونات الهوائية، فإنها قد بهرت العقول في تقريب الأبعاد، بحيث كان الذي في أقصى المشرق يخاطب من في أقصى المغرب كما يخاطب الرجل جليسه، وبحيث كان الجالس عند الراديو يسمع كلام من في أقصى المشرق، ومن في أقصى المغرب، ومن في أقصى الجنوب، ومن في أقصى الشمال وغير ذلك من أرجاء الأرض في دقيقة واحدة، كأن الجميع حاضرون عنده في مجلسه، فالمراكب الأرضية والجوية قربت الأبعاد من ناحية السير، والآلات الكهربائية قربت الأبعاد من ناحية التخاطب وسماع الأصوات، فسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم"[9].

وقال الشيخ محمد رشيد رضا: "ويرى بعض أهل هذا الزمان أن المراد قد يكون ما هو حاصل من تقارب المواصلات، وقطع المسافات البعيدة في الزمن القصير برا وبحرا وجوا، وهذا أظهر من كل ما قالوه، وأليق بكونه إخبارا عن غيب لا مجال للرأي فيه، ولا يعرف إلا بوحي من الله تعالى"[10].

والذي يترجح - والله تعالى أعلم بالصواب - أن الزمان نفسه يتقارب حقيقة تقاربا حسيا، وذلك بنقصه وقصره عما هو معتاد - على ما جاء في القول الأول - وذلك في آخر الزمان، لكن لا يصح الجزم بأن ذلك إنما يكون إذا طلعت الشمس من مغربها.

ومما يدل على هذا القول ما يلي:

·   أن هذا هو ظاهر الحديث، وقد جاء ما يؤيده ويبين مراده، كما عند الإمام أحمد وغيره من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة» [11].

فهذا الحديث صريح في بيان المراد، ولذا قال الكرماني: "تقارب الزمان مجمل، وبيانه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة...».

وحكى ابن حجر عن ابن أبي جمرة قوله: "يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان: قصره على ما وقع في حديث:«لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر»، وعلى هذا فالقصر يحتمل أن يكون حسيا، ويحتمل أن يكون معنويا، فأما الحسي فلم يظهر بعد، ولعله من الأمور التي تكون قرب قيام الساعة، وأما المعنوي فله مدة منذ ظهر، يعرف ذلك أهل العلم الديني، ومن له فطنة من أهل السبب الدنيوي"[12].

·   ما أخرجه مسلم من حديث النواس بن سمعان، رضي الله عنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- ذكر الدجال، قال النواس: قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله: فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره»[13].

ففي هذا الحديث أن الأيام تطول حقيقة، وإذا كان ذلك كذلك فما المانع من كونها تقصر حقيقة كما في حديث تقارب الزمان، وذلك لاختلال نظام العالم وقرب زوال الدنيا.

وكون الطول في أيام الدجال حقيقيا ظاهرا، يدل عليه قوله، صلى الله عليه وسلم: «وسائر أيامه كأيامكم»، وكذا سؤال الصحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في اليوم الذي كسنة يدل على أنهم فهموا كون الطول في الأيام حقيقيا، وجوابه لهم بقوله: «اقدروا له قدره» يدل على موافقته لهم على هذا الفهم.

قال القاضي عياض: "قوله: «يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة»: ما جاء بعد يفسر أنه على ظاهره غير متأول"[14].

وقال النووي: "قوله صلى الله عليه وسلم: «يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم»، قال العلماء: هذا الحديث على ظاهره، وهذه الأيام الثلاثة طويلة على هذا القدر المذكور في الحديث، يدل عليه قوله، صلى الله عليه وسلم: «وسائر أيامه كأيامكم»[15].

وقال أبو العباس القرطبي: "ظاهر هذا: أن الله تعالى يخرق العادة في تلك الأيام، فيبطئ بالشمس عن حركتها المعتادة في أول يوم من تلك الأيام، حتى يكون أول يوم كمقدار سنة معتادة، ويبطئ بالشمس حتى يكون كمقدار شهر، والثالث حتى يكون كمقدار جمعة، وهذا ممكن، لا سيما وذلك الزمان تنخرق فيه العوائد كثيرا"[16].

·   أن آخر الزمان يختل فيه نظام العالم، وتكثر فيه خوارق العادات: فالدابة تتكلم، والشمس تطلع من مغربها... وعلى هذا فما المانع من أن يكون من جملة ذلك أيضا تقارب الزمان وقصره، والله تعالى مصرف الكون ومدبره، وهو سبحانه على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فكما أنشأ الأيام والليالي على هذا النظام الذي نعرفه، فهو قادر على تغيير ذلك.

قال ابن العربي: "فإن قيل: في هذا الحديث إبطال للهيئة، وإفساد للطبيعة، وتغيير للتكوين الذي به قامت الخليقة... قلنا: اتئدوا، فإنكم نظرتم إلى جريان اليوم في المخلوقات، وأغفلتم النظر في قدرة الخالق، وما له من الحكم في المصنوعات، والإشكال الذي أشرتم إليه ينحل عنكم بالنظر في معان:

الأول: قد تقرر عقلا وشرعا، وثبت دليلا أن الباري تعالى خالق كل شيء، لا يشذ ذرة عن خلقه، فما كان من سبب أو مسبب، أو علة ومعلول فإنه فطره وأنشأه، وكون ذلك كله على هذا النظام المشاهد ليس بواجب لا يمكن سواه، بل هو على مجرى الإرادة وبعض العادة.

الثاني: أن عاقبة الشمس والقمر التكوير، وآخر السموات والأرض الانفطار والتدمير، وكما يعدمها خالقها فلا تسير، يجوز أن يبطئها عن سرعتها وينقص من حركاتها، فما كانت تقطعه في يوم تقطعه في جمعة، ثم في شهر، ثم في سنة، أو بعكسه، وهذا قريب ممن وفقه الله لعلمه"[17].

وبهذا يتبين ضعف بقية الأقوال وبعدها عن ظاهر الحديث، لأنها: إما أن تجعل التقارب الوارد في الحديث تقاربا معنويا لا حقيقيا، كالقول بأن المراد من ذلك نزع البركة - وهو القول الثالث - وكذا القول: بأن المراد من ذلك ما يحصل من استقصار الزمان بسبب استلذاذ العيش، وهو القول الرابع.

وإما أن تجعل التقارب المذكور ليس للزمان نفسه وإنما لأهل الزمان، كالقول بأن المراد: تقارب أحوال أهله في قلة الدين - وهو القول الخامس - وكذا القول السادس - وإن كان أظهر وجاهة من غيره - وهو أن المراد: ما حصل من تقارب أهل هذا الزمان بسبب ما استجد من مخترعات حديثة.

وأما القول الثاني: وهو أن المراد بتقارب الزمان: قربه من الساعة، فقول غريب، لأنه وإن احتمله الحديث الذي أول لفظه: "يتقارب الزمان..."، فإنه لا يحتمله اللفظ الآخر - كما عند البخاري: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان»؛ لأن المعنى سيكون حينئذ: لا تقوم الساعة حتى تقرب الساعة، وهذا ليس فيه فائدة، بل هو تحصيل حاصل، ولهذا قال الكرماني بعد أن ذكر هذا القول عن النووي: "حاصل تفسيره: أنه لا تكون القيامة حتى تقرب القيامة، وهذا كلام مهمل، لا طائل تحته"[18][19].

فالراجح إذن من أقوال أهل العلم حمل الحديث على حقيقة لفظه؛ ويشهد لذلك حديث صحيح الإسناد خرجه الإمام أحمد في مسنده، وهذا هو أولى الأقوال بالصواب. ويؤمن المسلمون بحقيقة لفظ الحديث؛ لأنه إخبار بالغيب، والمسلمون يؤمنون بالغيب الذي يقتضيه إيمانهم بالشهادة؛ ولأن الحديث ثابت عن النبي، صلى الله عليه وسلم.

إذن لا مجال كما قلنا للقدح في الحديث، فالحديث ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ونحن نؤمن بما جاء عن رسول الله على مراده - صلى الله عليه وسلم- فالزمان يتقارب حتى تكون الساعة أقل من مقدارها الزمني الحالي بكثير، وأن هذا سيحدث قبيل قيام الساعة، وأن الله على كل شيء قدير.

ثانيا. تقارب الزمان ينشأ نتيجة لقرب الأرض من الشمس، وسرعة دورانها حولها:

إن الشمس ستكون قرب نهايتها نجما عملاقا شديد الجاذبية، يجذب الأرض نحوه فتقرب الأرض من الشمس، فيتسارع دورانها حول الشمس، فكلما قرب الكوكب من الشمس ازدادت سرعة دورانه، فعطارد أقرب الكواكب إلى الشمس؛ لذلك يدور دورة كاملة حول الشمس كل ثلاثة شهور، وبلوتو أبعد الكواكب عن الشمس؛ لذلك يدور دورة كاملة حول الشمس كل 250سنة.

فعندما تنجذب الأرض في المستقبل - قرب قيام الساعة في زمن حدده الله عز وجل- وتقرب من الشمس جدا، فسوف تتسارع في دورانها حول الشمس، وتصير السنة على الأرض كالشهر، ويصير الشهر كالأسبوع، ويصير الأسبوع كاليوم، ويصير اليوم كالساعة[20].

"فالزمن إذن مرتبط بالحركة، والحركة مرتبطة بالزمن، فلا توجد حركة بدون زمن، ولا تتم حركة إلا في زمن معين، وكل حركة تتم في سرعة معينة... وسرعة الحركة تحدد المدة الزمنية، فالزمن نسبي، يحدد نسبيته مقدار القوة المحركة، والمسافة، والسرعة"[21].

إن دوران الأرض حول نفسها وحركتها الدائمة ينتج عنها أمران، أولهما: تعاقب الليل والنهار، والآخر: تحديد مدة اليوم على الأرض، ولا شك في أن الحركة إذا كانت سريعة ستكون مدة الليل والنهار قصيرة (وهو ما يسمى بتقارب الزمان) وإذا كانت بطيئة ستكون مدة الليل والنهار طويلة.

لقد كانت الأرض في بداية الخلق تدور حول محورها بسرعة رهيبة، وقد أثبت ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: )إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين (54)( (الأعراف).

يقول الإمام ابن كثير في تفسيره للآية السابقة: "أي: يذهب ظلام هذا بضياء هذا، وضياء هذا بظلام هذا، وكل منهما يطلب الآخر طلبا حثيثا أي سريعا، لا يتأخر عنه، بل إذا ذهب هذا جاء هذا وعكسه"[22].

وقد جاءت الحقائق العلمية الكونية بعد أربعة عشر قرنا من الزمان لتؤكد كل لفظة قالها القرآن الكريم، حيث "أثبت العلم الحديث أن الأرض عقب خلقها كانت سرعة دورانها حول نفسها كبيرة، ثم نقصت تدريجيا، حتى وصلت أخيرا إلى سرعتها الحالية في إحداث دورة كاملة حول نفسها كل أربع وعشرين ساعة"[23].

يقول الدكتور زغلول النجار: "يتساءل قارئ القرآن الكريم عن الوصف "حثيثا" الذي جاء في الآية (رقم 54) من سورة الأعراف في وصف تغشية الليل النهار، ولم يذكر في آية سورة الرعد رقم (3) والتي جاءت بنفس النص دون ذكر الوصف حثيثا، كذلك لم يرد هذا الوصف في آيات أخرى ذكرت التغشية بغير تحديد، وللإجابة على ذلك أقول: إن آية سورة الأعراف مرتبطة بالمراحل الأولى من خلق السموات والأرض، بينما بقية الآيات تصف الظاهرة بصفة عامة، واللفظة (حثيثا) تعني مسرعا حريصا، يقال: (حثه) على أمر ما بمعنى: شجعه وحضه عليه أو رده إليه، و(استحثه) على الشيء أي: حضه عليه، (فاحتث) تحثيثا و(حثحثة) بمعنى: حضا، و(تحاثوا) بمعنى: تحاضوا.

والدلالة الواضحة للآية الكريمة (رقم 54) من سورة الأعراف هي التسارع الشديد في حركة تتابع الليل والنهار (أي حركة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس) في بدء الخلق، والتي لابد وأنها كانت سريعة متعاقبة بمعدلات أعلى من سرعتها الحالية، وإلا ما غشي الليل النهار يطلبه حثيثا.

وقد ثبت ذلك أخيرا عن طريق دراسة مراحل النمو المتتالية في هياكل الحيوانات، وفي جذوع الأشجار المعمرة والمتأحفرة، وقد انضوت دراسة تلك الظاهرة في جذوع الأشجار تحت فرع جديد من العلوم يعرف باسم " علم تحديد الأزمنة بواسطة الأشجار"، أو (Dendrochronoligy)، وقد بدأ هذا العلم بدراسة الحلقات السنوية في جذوع الأشجار، والتي تظهر عند عمل قطاعات مستعرضة، فيها ممثلة مراحل النمو المتتالية في حياة النبات من مركز الساق حتى طبقة الغطاء الخارجي المعروفة باسم اللحاء، وذلك من أجل التعرف على الظروف المناخية والبيئية التي عاشت في ظلها تلك الأشجار، حيث إن الحلقات السنوية في جذوع الأشجار تنتج بواسطة التنوع في الخلايا التي يبنيها النبات بدرجات متفاوتة في فصول السنة المتتابعة (الربيع، الصيف، والخريف، والشتاء)، فترق رقة شديدة في فترات الجفاف، وتزداد سمكا في الآونة المطيرة.

وقد تمكن الدارسون لتلك الحلقات السنوية من متابعة التغيرات المناخية المسجلة في جذوع عدد من الأشجار الحية المعمرة، مثل أشجار الصنوبر ذات المخاريط الشوكية المعروفة باسم (Pinus aristata)، والتي تعيش لأعمار تمتد إلى أكثر من ثمانية آلاف سنة، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى دراسة الأحافير عبر العصور الأرضية المتعاقبة، وطوروا تقنياتهم من أجل ذلك، فتبين لهم أن الحلقات السنوية (Annual Rings) في جذوع الأشجار، وخطوط النمو في هياكل الحيوانات (Lines of growth) يمكن تصنيفها إلى السنوات المتتالية، بفصولها الأربعة وشهورها القمرية الاثني عشر، وأسابيعها وأيامها، ونهار كل يوم وليلة، كما تبين لهم أن عدد الأيام في السنة يتزايد باستمرار مع تقادم عمر العينة المدروسة، ومعنى ذلك أن سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس كانت في القديم أسرع منها اليوم، حيث يتزايد عدد أيام السنة بتقادم عمر الأرض، وهنا تتضح روعة التعبير القرآني (يطلبه حثيثا) في وصف إغشاء الليل والنهار عند بدء الخلق، كما جاء في الآية رقم (54) من سورة الأعراف، وعلاقته بالسرعة الفائقة لدوران الأرض حول محورها أمام الشمس عند بدء الخلق، كما أثبت ذلك أحدث الدراسات العلمية.

ففي دراسة الظروف المناخية والبيئية القديمة - كما هي مدونة في كل من جذوع النباتات، وهياكل الحيوانات القديمة - اتضح للدارسين أنه كلما تقادم الزمن بتلك الحلقات السنوية (أو خطوط النمو) زاد عدد الأيام في السنة، وزيادة عدد الأيام في السنة هو تعبير دقيق عن زيادة سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس، وبتطبيق ذلك على الأحافير (البقايا الصلبة للكائنات البائدة) بدقة بالغة - اتضح أن عدد أيام السنة في العصر الكمبري (Cambrian Period)، أي: منذ حوالي ستمائة مليون سنة مضت - كان 425 يوما، وفي منتصف العصر الأوردوفيشي (Ordovician Period) أي: منذ حوالي 450 مليون سنة مضت - كان 415 يوما، وبنهاية العصر التراياسي (Triassic Period)، أي: منذ حوالي مائتي مليون سنة مضت - كان 385 يوما، وهكذا استمر التناقص في عدد أيام السنة (والذي يعكس التناقص التدريجي في سرعة دوران الأرض حول محورها) حتى وصل عدد أيام السنة في زماننا الراهن إلى 365.25 يوما تقريبا. وباستكمال هذه الدراسة اتضح أن الأرض تفقد من سرعة دورانها حول محورها أمام الشمس واحدا من الألف من الثانية في كل قرن من الزمان؛ بسبب كل من عمليتي المد والجزر، وفعل الرياح المعاكسة لاتجاه دوران الأرض حول محورها، كما يظن كثير من أهل العلم، أن كلا من هذين العاملين يعمل عمل الكابح (الفرامل)، التي تبطئ من سرعة دوران الأرض حول محورها، وبمد هذه الدراسة إلى لحظة تيبس القشرة الخارجية للأرض (أي: قريبا من بداية خلقها على هيئتها الكوكبية)، منذ حوالي 4.600 مليون سنة مضت وصل عدد الأيام بالسنة إلى 2200 يوم تقريبا، وهذه الأيام كانت قصيرة المدى جدا، فلم يكن طول الليل والنهار معا يصل إلى حوالي الأربع ساعات، ومعنى هذا الكلام أن سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس كانت ستة أضعاف سرعتها الحالية..!! فسبحان الله الذي أنزل في محكم كتابه من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: )إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا( (الأعراف: ٥٤).

وسبحان الله الذي أبقى لنا في هياكل الكائنات الحية والبائدة ما يؤكد تلك الحقيقة الكونية، حتى تبقى هذه الإشارة القرآنية الموجزة )يطلبه حثيثا( مما يشهد بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وبأنه كلام الله الخالق، وبأن خاتم الأنبياء والمرسلين - صلى الله عليه وسلم - الذي تلقاه عن طريق الوحي كان موصولا برب السماوات والأرض، كما وصفه ربه –سبحانه وتعالى- بقوله الحق: )وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى (5)( (النجم).

ويكمل الدكتور زغلول النجار كلامه، فيقول:

بمعرفة كل من سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس في أيامنا الراهنة، ومعدل تباطؤ سرعة هذا الدوران مع الزمن، توصل العلماء إلى الاستنتاج الصحيح: أن أرضنا سوف يأتي عليها وقت تجبر فيه على تغيير اتجاه دورانها بعد فترة من الاضطراب، فمنذ اللحظة الأولى لخلقها إلى اليوم - وإلى أن يشاء الله - تدور أرضنا من الغرب إلى الشرق، فتبدو الشمس طالعة من الشرق، وغائبة في الغرب، فإذا انعكس اتجاه دوران الأرض حول محورها طلعت الشمس من مغربها، وهو من العلامات الكبرى للساعة، كما أخبرنا المصطفي - صلى الله عليه وسلم- فعن حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه- أنه قال: «قد اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قلنا: نذكر الساعة، فقال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، فذكر: الدخان، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم»ه عنهما- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أول الآيات خروجا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبا"[24].

وفي حديث الدجال الذي رواه النواس بن سمعان - رضي الله عنه- قال: «ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدجال قلنا: يا رسول الله: وما لبثه في الأرض؟ قال، صلى الله عليه وسلم: أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة. أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال - صلى الله عليه وسلم-: لا، اقدروا له قدره...»[25] الحديث.

ومن الأمور العجيبة أن يأتي العلم التجريبي في أواخر القرن العشرين ليؤكد أنه قبل تغيير اتجاه دوران الأرض حول محورها أمام الشمس ستحدث فترة اضطراب؛ نتيجة لتباطؤ سرعة دوران الأرض حول محورها، وفي فترة الاضطراب تلك ستطول الأيام بشكل كبير ثم تقصر[26].

مما سبق يتبين لنا أن قصر الزمن، أو "تقارب الزمان" حقيقة علمية وحتمية فيزيائية يقر بها العلماء[27]، أما عن السؤال الذي قد يطرح نفسه الآن، ألا وهو: هل سيكون تقارب الزمان قياسا على الوقت المتباطئ الذي يسبقه قبل أو بعد خروج الشمس من مغربها، أم قياسا على الوقت الذي نعيشه الآن؟

وللإجابة عن هذا السؤال نقول: هذا غيب لا سبيل إلى الجزم أو القطع به الآن، لكن المسلم به أنه سيكون هناك تقارب في الزمان، أي قصر فيه، سواء بالنسبة لما يسبقه من تباطؤ، أو بالنسبة للوقت الذي نعيشه، وهو ما تؤكده الحقائق، وهو ما يهمنا في إطار هذا السياق، حيث تصدق الآيات القرآنية على الأحاديث الصحيحة التي أخبر فيها النبي - صلى الله عليه وسلم- عن أمور غيبية وحقائق كونية ستحدث، وكان هذا الإخبار قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، وها هي حقائق العلم تؤكد صحة الحديث، وتبرهن علميا على صدق ما جاء فيه، وقد صدقت على هذا الحديث آيات القرآن الحكيم التي ذكرنا في موضع الاستشهاد قبل أن يثبت العلم بالحقائق والبراهين الدامغة صدق ما تضمنه الحديث بقرون عديدة.

فسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله وسلم على الصادق الأمين الذي بلغ عن ربهعز وجل.

الخلاصة

·   إن من الآيات والعلامات التي يؤمن بها المسلم "تقارب الزمان"؛ لثبوت صحة الحديث الذي تضمن هذا الإخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم.

·   الراجح من أقوال أهل العلم حمل الحديث على حقيقة لفظه، وإن وقع بينهم خلاف، فهو خلاف في فهم الحديث، وهذا أمر سائغ، ولم يصرف أحد منهم لفظ الحديث عن حقيقته استشكالا أو تكذيبا لما فيه، إذ حمل الحديث على ظاهر لفظه تؤيده أحاديث كثيرة وواضحة الدلالة، وهي أحاديث صحيحة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

·   إننا نؤمن بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالزمان يتقارب حتى تكون الساعة أقل من مقدارها الزمني الحالي بكثير، ونوقن أن هذا سيحدث قبيل قيام الساعة.

·   إن تقارب الزمان ينشأ نتيجة قرب الأرض من الشمس، وبه تزداد سرعتها حول الشمس، وكلما زادت السرعة قل الزمن، فتصبح السنة كالشهر، والشهر كالأسبوع...إلخ.

·   إن تقارب الزمان حقيقة علمية وحتمية فيزيائية يثبتها العلم الحديث، ويقدم على ذلك البراهين الواضحة التي تؤكد صدق ما جاء في حديث "تقارب الزمان" وذلك بذكر أمثلة وأبحاث من التاريخ تؤكد أن الزمن في حالة انكماش دائمة.

 


(*)أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، د. سليمان بن محمد الدبيخي، دار المنهاج، الرياض، ط1، 1427هـ.

[1]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاستسقاء، باب: ما قيل في الزلازل والآيات، (2/ 605)، رقم (1036).

[2]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: العلم، باب: رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، (9/ 3786)، رقم (6666).

[3] . السعفة: مفرد سعف، وهو جريد النخل وورقه.

[4]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة رضي الله عنه، (10956). وصححه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند.

[5] . أعلام الحديث، الخطابي، تحقيق: محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود، جامعة أم القرى، د. ت، (3/ 2182).

[6] . النهاية في الفتن والملاحم، ابن كثير، تحقيق: محمد أحمد عبد العزيز، دار الجيل، بيروت، د. ت، (1/ 234).

[7]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (13/ 19).

[8]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (13/ 19).

[9]. إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، الشيخ: حمود بن عبد الله التويجري، دار الصميعي، الرياض، ط2، 1414هـ، (2/ 195).

[10]. تفسير المنار، محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1342هـ، (9/ 485، 486).

[11]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة رضي الله عنه، (10956). وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: صحيح على شرط مسلم.

[12]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (13/ 19).

[13]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الفتن، باب: ذكر الدجال وصفته، (9/ 4031، 4032)، رقم (7239).

[14] . إكمال المعلم بفوائد مسلم، عياض بن موسى اليحصبي، تحقيق: د. يحيى إسماعيل، دار الوفاء، مصر، ط1، 1419هـ/ 1998م، (8/ 483).

[15] . شرح صحيح مسلم، النووي، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط2، 1422هـ/ 2001م، (9/ 4036).

[16] . المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، أبو العباس القرطبي، تحقيق: محيي الدين مستو وآخرين، المكتبة العصرية، بيروت، 1411هـ، (7/ 297).

[17] . عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي، ابن العربي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1418هـ، (9/ 64) بتصرف.

[18] . الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري، الكرماني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2، 1401هـ، (6/ 123).

[19]. انظر: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، د. سليمان بن محمد الدبيخي، دار المنهاج، الرياض، ط1، 1427هـ، ص594: 602.

[20]. موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، دار نهضة مصر، القاهرة، ط1، 2003م، (3/ 105) بتصرف.

[21]. موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، دار نهضة مصر، القاهرة، ط1، 2003م، (3/ 128، 129).

[22]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، دار المعرفة، بيروت، 1400 هـ/ 1980م، (2/ 220، 221).

[23]. الموسوعة الذهبية في إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية، د. أحمد مصطفي متولي، دار ابن الجوزي، القاهرة، ط1، 1426هـ/ 2005م، ص97.

[24]. صحيح مسلم (بشرح النووي) كتاب: الفتن، باب: في خروج الدجال ومكثه في الأرض، (9/ 4044)، رقم (7249).

[25]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الفتن، باب: ذكر الدجال وصفته، (9/ 4031، 4032)، رقم (7239).

[26]. السماء في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، دار المعرفة، بيروت، ط4، 1428هـ/ 2007م، ص175: 178.

[27]. انظر: نسبية الزمن بين البراهين العلمية وإعجاز الآيات القرآنية، محمد ترياقي، مقالة بموقع، http://www.alhasebat.net.

wives that cheat women who want to cheat read here
click read dating site for married people
signs of a cheater why women cheat website
husbands who cheat women who cheat on husband my boyfriend cheated on me with a guy
husbands who cheat open my boyfriend cheated on me with a guy
reasons wives cheat on their husbands what is infidelity why do men have affairs
viagra vison loss buy viagra online read
viagra vison loss viagra uk buy online read
why wife cheat cheat on my wife why women cheat in relationships
website wifes cheat redirect
husband cheat my husband almost cheated on me online affair
read here my husband cheated on me why women cheat on men
مواضيع ذات ارتباط
العلم زائر
حقا العلم نور يمحى ظلام الجهل فبارك الله فى العلماء


أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  8190
إجمالي عدد الزوار
  38397930

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع