الطعن في أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف(*)
مضمون الشبهة:
يطعن بعض المغرضين في صحة أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف، بدعوى أنها ليست من الوحي في شيء، وأن هذه القراءات ما هي إلا نتيجة لتطور الزمن واختلاف الأجناس.
مستدلين على ذلك بأن القرآن قد نزل بلغة واحدة أو لهجة واحدة هي لغة قريش ولهجتها، ولم يكد يتناولها القراء من القبائل المختلفة حتى كثرت قراءاته، وتعددت اللهجات فيه، وتباينت تباينا كبيرا بسبب اختلاف لهجات القراء، ويضيفون سببا آخر في التعدد والاختلاف وهو خلو المصاحف العثمانية من النقط والشكل مدة زمنية كبيرة.
ويزعمون أن هذه الأحاديث تتعارض مع قوله تعالى )أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (82)( (النساء).
إذ إن هذه الأحاديث تدل على أن في القرآن اختلافا كثيرا، بينما ينفي الله عن هذا القرآن الاختلاف، لذلك وجب رد مثل هذه الأحاديث.
رامين من وراء ذلك إلى إسقاط هذه الأحاديث الصحيحة التي أثبتت نزول القرآن على سبعة أحرف.
وجوه إبطال الشبهة:
1) إن أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف أحاديث صحيحة متواترة المعنى، رواها أكثر من عشرين صحابيا، وهذه الأحرف السبعة وحي من عند الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وليست من اختراع القراء كما زعم هؤلاء.
2) لو كان اختلاف القراءات بسبب خلو المصاحف من الشكل والإعجام لكان القارئ الذي يقرأ الكلمة وفق رسم معين يلتزمه في أمثاله ونظائره في القرآن كله، والحاصل غير ذلك، فهناك كلمات ترد وفق رسم ما في سياق، ثم تأتي برسم آخر في سياق آخر في نفس القراءة، ولو لم تتعلق القراءة بالوحي لما اختلف الرسم، أما القول بأن اختلاف لهجات القبائل هو السبب في تنوع القراءات فهذا مردود؛ إذ إن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم قد اختلفا في القراءة، وهما من قبيلة واحدة هي قريش، وأقر النبي - صلى الله عليه وسلم - كل واحد منهما على حرفه.
3) إن نزول القرآن على الأحرف السبعة كان لحكم جليلة، تدل على أنها وحي من عند الله تبارك وتعالى، منها: التيسير على الأمة، ومكافأة الفروع اللسانية المختلفة للعرب، وتعدد المعجزات بتعدد القراءات، والاصطفاء من اللهجات المختلفة لتهذيبها وجمعها في القرآن.
4) الاختلاف الذي أثبتته الأحاديث النبوية، والذي ينفيه القرآن، ليسا على مدار واحد، فالأحاديث تثبت التنوع في طرق الأداء للألفاظ، والقرآن ينفي التناقض والتدافع في المعنى.
التفصيل:
أولا. أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف صحيحة ثابتة، والأحرف السبعة وحي من عند الله:
لقد أنزل القرآن الكريم على سبعة أحرف ورويت لنا - هذه الأحرف - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متواترة؛ إذ إن الصحابة الكرام رووا القرآن لنا «على طرق مختلفة في بعض ألفاظه وكيفيات الحروف في أدائها، وتنوقل ذلك واشتهر إلى أن استقرت، منها سبع طرق معينة تواتر نقلها أيضا بأدائها، واختصت بالانتساب إلى من اشتهر بروايتها من الجم الغفير فصارت هذه القراءات السبع أصولا للقراءة"[1].
وقد تواترت الأحاديث التي تثبت نزول القرآن على سبعة أحرف في معانيها؛ روى البخاري بعضها في صحيحه وترجم لها بقوله «باب أنزل القرآن على سبعة أحرف» وذكر منها بسنده عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أقرأني جبريل - عليه السلام - على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف»[2].
وروى عن عمر بن الخطاب قال: «سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: كذبت، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أقرأنيها على غير ما قرأت. فانطلقت به أقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله، اقرأ يا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أنزلت. ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف. فاقرأوا ما تيسر منه»[3].
وبوب الإمام النووي على صحيح مسلم في صحيحه بابا بعنوان «باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه»؛ وذكر فيه حديث ابن عباس وحديث عمر السابقين، وروى أحاديث أخرى تثبت ذلك، منها ما رواه عن أبي بن كعب «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عند أضاة بني غفار[4] قال فأتاه جبريل - عليه السلام - فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: «أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك»، ثم أتاه فقال: «إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: «إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك» ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا»[5].
وهناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي تثبت ذلك في غير الصحيحين. ولقد جاء هذا النقل الصحيح من طرق مختلفة كثيرة، وروي هذا الحديث عن جمع كبير من الصحابة، منهم عمر بن الخطاب، وعثمان، وابن مسعود، وابن عباس، وأبو هريرة، وأبو بكر، وأبو جهم، وأبو سعيد الخدري، وأبو طلحة الأنصاري، وأبي بن كعب، وزيد بن أرقم، وسمرة بن جندب، وسلمان بن صرد، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن أبي سلمة، وعمرو بن العاص، ومعاذ بن جبل، وهشام بن حكيم، وأنس، وحذيفة، وأم أيوب امرأة أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنهم - أجمعين. فهؤلاء أحد وعشرون صحابيا، ما منهم إلا رواه وحكاه[6].
ومن هذه الروايات المتفق على صحتها يظهر إفك من زعم بأن روايات نزول القرآن على سبعة أحرف مكذوبة، بل هي في غاية الصحة باتفاق صيارفة الحديث.
وظهر في الروايات السابقة أن اختلاف القراء إنما حدث في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما تلاه عليهم وسمعوه منه مشافهة، ولم يأت هذا الخلاف نتيجة النظر في المصحف المكتوب المقروء الخالي من النقط والشكل كما زعم هؤلاء المشككون.
ولذلك فالقراءات قرآن أيضا نزل من عند الله - عز وجل - وما كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضيق على أمته واسعا يسر به الله تعالى على عباده، بل هو الذي كان يطلب من الله هذا التيسير وقد أعطاه الله ما أراده.
ولما كانت هذه الحروف السبعة وحيا من عند الله - عز وجل - إلى نبيه الكريم نقلها لنا العدول في كل طبقة حتى وصلت إلينا كما أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد كان الصحابة الكرام يختلفون في الأخذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنهم من أخذ القرآن عنه بحرف واحد، ومنهم من أخذه عنه بحرفين، ومنهم من زاد على ذلك، حتى تفرقوا بعد ذلك في الأمصار، وهم على هذا الحال، فاختلف بسبب ذلك أخذ التابعين عنهم، وأخذ تابعي التابعين، وهكذا حتى وصلت هذه القراءات إلى الأئمة الذين تخصصوا وانقطعوا للقراءات يتلونها وينشرونها، وإن كان الاختلاف يرجع إلى أمور يسيرة بالنسبة إلى مواضع الاتفاق الكثيرة، لكنه اختلاف في حدود الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن الكريم، وكلها من عند الله - عز وجل - لا من عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا أحد من القراء أو غيرهم[7].
ولقد وضع العلماء ضوابط وأركانا للقراءة التي تعتبر صحيحة ومقبولة وهي:
1. التواتر، وهو: نقل جماعة عن جماعة تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، من أول السند إلى منتهاه.
2. موافقة أحد المصاحف العثمانية.
3. موافقة وجه من أوجه اللغة العربية.
ولقد تحققت هذه الأركان في قراءات الأئمة العشرة، الذين نسبت إليهم وجوه اختلاف ألفاظ القرآن الكريم، نقلا عن التابعين، عن الصحابة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل - عليه السلام - عن رب العزة جل وعلا.
وذكر الإمام القرطبي أنه قد أجمع المسلمون في جميع الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب، وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب. وعلى هذا الأئمة المتقدمون والفضلاء المحققون كابن جرير الطبري والقاضي أبي بكر بن أبي الطيب وغيرهما[8].
وقال الإمام المحقق ابن الجزري، والعلامة ابن السبكي: القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي، والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر، وقراءة يعقوب، وقراءة خلف، متواترة معلومة من الدين بالضرورة، وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل، وليس تواتر شيء من ذلك مقصورا على من قرأ بالروايات، بل هي متواترة عند كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولو كان مع ذلك عاميا ولا يحفظ من القرآن حرفا، وحظ كل مسلم وحقه أن يدين لله - تبارك وتعالى - وتجزم نفسه بأن ما ذكرناه متواتر معلوم باليقين، لا تتطرق إليه الظنون ولا الارتياب إلى شيء منه[9].
وبعد هذا العرض ماذا تعني هذه الحروف السبعة؟!
ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد، على معنى أنه حيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي منزلا بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى، وحيث لا يكون هناك اختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر، واختلفوا في تحديد اللغات السبع؛ فقيل: هي لغات: قريش، وهذيل، وثقيف، وهوازن، وكنانة، وتميم، واليمن.
فالقراءة على سبعة أحرف أي أن يقرأ القاريء على سبعة أوجه يجوز أن يقرأ بكل وجه منها، وليس المراد أن كل كلمة أو جملة منه تقرأ على سبعة أوجه، بل المراد أن غاية ما انتهى إليه عدد القراءات في الكلمة الواحدة إلى سبعة، فإن قيل فإنا نجد بعض الكلمات يقرأ على أكثر من سبعة أوجه، فالجواب أن غالب ذلك إما لا يثبت الزيادة، وإما أن يكون من قبيل الاختلاف في كيفية الأداء كما في المد والإمالة ونحوهما[10].
فالمراد إذن أن القرآن أنزل على هذه التوسعة بحيث لا يتجاوز وجوه الاختلاف سبعة أوجه في الحرف الواحد.
ويقول الدكتور عماد السيد الشربيني: «المراد بالأحرف في الأحاديث السابقة وجوه في الألفاظ وحدها لا محالة بدليل أن الخلاف الذي صورته لنا الروايات المذكورة كان دائرا حول قراءة الألفاظ لا تغير المعنى"[11].
وننبه إلى أن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم ليست هي القراءات السبع المنقولة عن الأئمة السبعة المعروفين عند القراء. فهذا خطأ كبير، غالبا ما يقع فيه الكثير من عامة الناس، ممن لم يأخذوا من علوم القرآن والحديث بحظ ولا نصيب، فإن ذلك لا يصح؛ لأن الأحرف التي نزل بها القرآن، أعم من تلك القراءات المنسوبة إلى الأئمة السبعة القراء، عموما مطلقا، وأن هذه القراءات أخص من تلك الأحرف السبعة النازلة خصوصا مطلقا. ذلك؛ لأن الوجوه التي أنزل الله عليها كتابه، تنتظم كل وجه قرأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقرأه أصحابه، وذلك ينتظم القراءات السبع المنسوبة إلى هؤلاء الأئمة السبعة القراء، كما ينتظم ما فوقها إلى العشرة وما بعد العشرة، وما كان قرآنا ثم نسخ، ولم يصل إلى هؤلاء القراء جميعا؛ ولهذا نصوا في المذهب المختار على أنه يشمل كل وجوه القراءات صحيحها وشاذها.
كما أن السبعة لم يكونوا قد خلقوا، ولا وجدوا حين نطق الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث الشريف، ومحال أن يفرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - على نفسه وعلى أصحابه ألا يقرءوا بهذه الأحرف السبعة النازلة إلا إذا علموا أن هؤلاء القراء السبعة قد اختاروا القراءة بها، على حين أن بين العهدين بضعة قرون! وعلى حين أن هؤلاء القراء وسواهم إنما أخذوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن طريق أصحابه، ومن أخذ عنهم إلى أن وصلوا إليهم، فهذه الشبهة تستلزم الدور الباطل فهي باطلة[12].
ومن خلال ما ذكرناه يتيبن أن نزول القرآن على الأحرف السبعة هو من شرع الله، وأن هذه الأحرف كلها من عند الله، وليست من تأليف البشر، وليست بسبب اختلاف لهجات القراء الذين كانوا من قبائل مختلفة كما زعموا، وذلك لتواتر الأحاديث وثبوتها واجتماع الأمة على الأخذ بها والعمل عليها.
ثانيا. لم يكن خلو المصاحف من الشكل والإعجام أو اختلاف اللهجات سببا في تنوع القراءات واختلافها:
أما زعمهم أن خلو المصاحف من الشكل والإعجام، كان سببا في تنوع القراءات واختلافها، فهذا مردود، إذ لو كان صحيحا لكان القاريء الذي يقرأ الكلمة وفق رسم معين، يلتزمه في أمثاله ونظائره حيث وقع في القرآن الكريم، والحاصل غير ذلك، فهناك كلمات ترد وفق رسم ما في سياق، ثم تأتي برسم آخر في سياق آخر في نفس القراءة, ولو لم تتعلق القراءة بالوحي لما اختلف الرسم، وإليك مثالا واحدا، قوله تعالى في فاتحة الكتاب: )مالك يوم الدين (4)( (الفاتحة)، وقوله سبحانه )قل اللهم مالك الملك( (آل عمران: 26) وقوله تعالى في سورة الناس )ملك الناس (2)( (الناس)، فلو تأملت المواضع الثلاثة في المصحف لوجدت الكلمة فيها كلها هكذا "ملك" بالميم واللام والكاف فقط، ولكن حفصا يقرأ عن عاصم في الفاتحة "مالك" بالألف بعد الميم، وكذلك يقرأ آية آل عمران، أما في سورة الناس فيقرأ "ملك" من دون الألف، ولو كان حفص يقرأ وفق رسم المصحف لقرأ في المواضع الثلاثة "ملك"، ولكنه يقرأ بالرواية المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك قد تختلف القراءات أحيانا لغة ونحوا، وهكذا يبدو للناس في ظاهر الأمر، ولكن الاختلاف في الحقيقة راجع إلى التلقي والرواية لا إلى القاعدة اللغوية أو النحوية.
وهذا مثال واحد: قال الله تعالى: )وكلا وعد الله الحسنى( (الحديد: ١٠)، جاءت هذه الآية في موضعين[13]، ويقرأ القراء جميعا "كلا" بالنصب في الآيتين، لكن ابن عامر يقرأ آية النساء بالنصب كسائر القراء، أما آية سورة الحديد فيقرأها وحده "وكل" بالرفع، وللنحويين في توجيه الرفع والنصب كلام.
فلو كان ابن عامر يقرأ وفق القاعدة النحوية لقرأ الآيتين بالرفع، ولكنه قرأ بالرواية التي تلقاها هو بالتواتر عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة بالنصب، ومرة بالرفع، مع أن تركيب الآية واحد في الموضعين.
ومن هذين المثالين يتبين أن القراء يختلفون ويتفقون بحسب الرواية والتلقي، وليس بحسب رسم المصحف أو الوجه النحوي أو اللغوي، صحيح أن هذين في الاعتبار، ولكن بعد ثبوت الرواية بالتواتر، والسند الصحيح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وموافقة الرسم العثماني، وأن يكون للقراء وجه صحيح من العربية[14].
أما القول بأن القراءات نشأت بسبب لهجات القبائل المختلفة، وأنها مجرد لهجات استحدثها القراء بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا مردود يبطله ما روي عن اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم في قراءة سورة الفرقان والذي سقناه في الوجه الأول من رواية البخاري؛ إذ إن كلا منهما قرأ سورة الفرقان بحرفين مختلفين، وكانا جميعا بني عم قرشيين من قريش البطاح، من قبيلة واحدة جاران ساكنان في مدينة واحدة، وهي مكة، لغتهما واحدة، وهما عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قريط بن رزاح ابن عدي بن كعب، وهشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن كلاب بن مرة ابن كعب، ويجتمعان جميعا في كعب بن لؤي، وبين كل منهما وبين كعب بن لؤي ثمانية آباء فقط.
فظهر بذلك كذب من ادعى أن اختلاف الأحرف، إنما كان لاختلاف لغات قبائل العرب، ولا يبقى إلا أن يسلم هؤلاء بأن هذه القراءات وحي من عند الله، قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن بها جميعا، وسمعها الصحابة من فم النبي - صلى الله عليه وسلم - ونقلها التابعون، ثم خلفهم من بعدهم حتى أتقنها القراء، وليست من وضع أحد[15].
ثالثا. الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف:
ذكرنا أن الأحرف السبعة وحي من عند الله تعالى أنزلها على عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فما الحكمة منها؟!
إن الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف تتلخص في عدة أمور منها:
1. تيسير القراءة والحفظ على قوم أميين:
لقد كانت الجزيرة العربية متعددة اللهجات؛ إذ كان لكل قبيلة لهجة مغايرة، وظهرت لهجات عربية ضالة لا يمكن أن تلتقي على أصول واحدة إلا مع استثناءات كثيرة تفوق الحصر وتخرج عن المنهج المطرد.
لذلك لم يكن من السهل أن تجمع هذه الجموع الغفيرة على لهجة واحدة منذ البداية، لاسيما وأنه لا عهد لهم بحفظ الشرائع، فضلا عن أن يكون ذلك مما ألفوه، فكان لابد أن يكون القرآن على أكثر من حرف حتى يستطيع الجميع القراءة به، وهذه الحكمة نصت عليها الأحاديث الكثيرة، فعن حذيفة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لقيت جبريل - عليه السلام - عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل إني أرسلت إلى أمة أمية، الرجل، والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني الذي لا يقرأ كتابا قط. قال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف»([16]).
وعندما «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عند غدير بني غفار وأتاه جبريل - عليه السلام - فقال له: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك»... وظل - صلى الله عليه وسلم - يطلب التخفيف من الله تعالى حتى قال له جبريل: «إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه، فقد أصابوا»[17].
وهذان الحديثان فيهما دلالة صريحة على أن السبب في طلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك من الله - عز وجل - هو التيسير على الأمة الإسلامية.
قال الشيخ عبد الفتاح القاضي: «إن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم، ألسنتهم مختلفة، ولهجاتهم متباينة، ويتعذر على الواحد منهم أن ينتقل من لهجته التي درج عليها، ومرن لسانه على التخاطب بها، فصارت هذه اللهجة طبيعة من طبائعه، وسجية من سجاياه، واختلطت بلحمه ودمه، بحيث لا يمكنه التغاضي عنها، ولا العدول إلى غيرها، ولو بطريق التعليم والعلاج، خصوصا الشيخ الكبير والمرأة العجوز والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط.
فلو كلفهم الله تعالى مخالفة لهجاتهم والعدول عنها لشق ذلك عليهم، ولكان ذلك من قبيل التكليف بما لا يدخل تحت الطاقة، فاقتضت رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن يخفف عليها وأن ييسر لها حفظ كتابها وتلاوة دستورها كما يسر لها أمر دينها»[18]، وكان هذا التيسير عن طريق قراءة القرآن على أكثر من حرف كما بينا.
2. إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب:
لقد تعددت مناحي التأليف الصوتي للقرآن تعددا يكافيء الفروع اللسانية التي عليها فطرة اللغة عند العرب، حتى يستطيع كل عربي أن يوقع بأحرفه وكلماته على لحنه الفطري ولهجة قومه مع بقاء الإعجاز الذي تحدى به الرسول العرب، ومع اليأس من معارضته لا يكون إعجازا للسان دون آخر، وإنما يكون إعجازا للفطرة اللغوية نفسها عند العرب.
3. إعجاز القرآن في معانيه:
إن تقلب الصور اللفظية في بعض الأحرف والكلمات يتهيأ معه استنباط الأحكام التي تجعل القرآن ملائما لكل عصر، ولهذا احتج الفقهاء في الاستنباط والاجتهاد بقراءات الأحرف السبعة[19].
4. جمع الأمة الإسلامية الجديدة على لسان واحد يوحد بينها:
وهو لسان قريش الذي نزل به القرآن الكريم، والذي انتظم كثيرا من مختارات ألسنة القبائل العربية التي كانت تختلف إلى مكة في موسم الحج وأسواق العرب المشهورة.
فكان القرشيون يستملحون ما شاءوا، ويصطفون ما راق لهم من ألفاظ الوفود العربية القادمة إليهم من كل صوب وحدب، ثم يصقلونه ويهذبونه ويدخلونه في دائرة لغتهم المرنة التي أذعن جميع العرب لها بالزعامة، وعقدوا لها راية الإمامة. وعلى هذه السياسة الرشيدة نزل القرآن على سبعة أحرف، يصطفي ما يشاء من لغات القبائل العربية؛ على نمط سياسة القرشيين بل أوفق. من هنا صح أن يقال: إنه نزل بلغة قريش؛ لأن لغات العرب جمعاء تمثلت في لسان القرشيين بهذا المعنى، وكانت هذه حكمة إلهية سامية، فإن وحدة اللسان العام من أهم العوامل في وحدة الأمة، خصوصا أول عهدها بالتوثب والنهوض[20].
5. الحروف السبعة دليل على أن القرآن كلام الله:
إن هذه الاختلافات في القراءة على كثرتها لا تؤدي إلى تناقض في المقروء، ولا إلى تهافت وتخاذل، بل القرآن كله على تنوع قراءاته، يصدق بعضه بعضا، ويبين بعضه بعضا، ويشهد بعضه لبعض، وعلى نمط واحد في علو الأسلوب والتعبير، وهدف واحد من سمو الهداية والتعليم، وذلك من غير شك، يفيد تعدد الإعجاز بتعدد القراءات والحروف.
ومعنى هذا أن القرآن يعجز إذا قريء بهذه القراءة، ويعجز أيضا إذا قريء بهذه القراءة الثانية، ويعجز أيضا إذا قريء بهذه القراءة الثالثة، وهلم جرا، ومن هنا تتعدد المعجزات بتعدد تلك الوجوه والحروف.
وبعد هذه الحكم الجليلة التي سقناها يتبين أن هذه الأحرف السبعة وحي من عند الله أنزلها على رسوله بهذه الطريقة حتى يتأكد إعجاز هذا القرآن لكل من يقرؤه، ويتأكد أنه من كلام الله حقا.
رابعا. الاختلاف الذي تثبته تلك الأحاديث غير الاختلاف الذي ينفيه القرآن:
إن الاختلاف الذي تثبته تلك الأحاديث غير الاختلاف الذي ينفيه القرآن عن القرآن، وهذا كاف في دفع التعارض، فكلاهما صادق، وبيان ذلك: أن الأحاديث الشريفة تثبت الاختلاف بمعنى التنوع في طرق أداء القرآن والنطق بألفاظه في دائرة محدودة لا تعدو سبعة أحرف، وبشرط التلقي فيها كلها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أما القرآن فينفي الاختلاف الذي بمعنى التناقض والتدافع بين معاني القرآن وتعاليمه، مع ثبوت التنوع في وجوه التلفظ والأداء السابق، ومعنى ذلك أن نزول القرآن على سبعة أحرف لا يلزم منه تناقض، ولا تخاذل ولا تضاد، ولا تدافع بين مدلولات القرآن ومعانيه، وتعاليمه ومراميه، بعضها مع بعض، بل القرآن كله سلسلة واحدة متصلة الحلقات، محكمة السور والآيات، متآخذة المبادئ والغايات، مهما تعددت طرق قراءته، ومهما تنوعت فنون أدائه[21].
ولابن الجزري كلام نفيس في ذلك؛ إذ ذكر أن هذه الأحرف السبعة تشتمل على عدة معان:
· أحدها: ما اختلف لفظه واتفق معناه سواء كان الاختلاف اختلاف كل أو جزء، نحو كلمة «أرشدنا، واهدنا» وكلمة «العهن والصوف» وكلمة «هزوا وهزا وهزؤا».
· الثاني: ما اختلف لفظه ومعناه؛ نحو، «قال رب، وقل رب، ولنبوئنهم ولنثوينهم، ويخدعون ويخادعون، وكذبوا وكذبوا».
· الثالث: ما اتحد لفظه ومعناه مما يتنوع صفة النطق به كالمدات، وتخفيف الهمزات، والإظهار، والإدغام، والروم، والإشمام، وترقيق الراءات، وتفخيم اللامات، ونحو ذلك، وهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ أو المعنى؛ لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا. وهو الذي أشار إليه أبو عمرو بن الحاجب بقوله: والسبعة متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمز ونحوه[22].
وذكر الزرقاني أمثلة على ذلك فقال: إن قوله تعالى: )وظنوا أنهم قد كذبوا( (يوسف:110) قريء بالتشديد والتخفيف في لفظ: «كذبوا» المبني للمجهول، فأما وجه التشديد، فالمعنى: وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم، وأما وجه التخفيف، فالمعنى: وتوهم المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم أي كذبوا عليهم فيما أخبروهم به فالظن في الأولى يقين، والضمائر الثلاثة للرسل، والظن في القراءة الثانية شك والضمائر الثلاثة للمرسل إليهم.
ومن هذا القبيل قوله تعالى: )وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال (46)( (إبراهيم). بفتح اللام الأولى ورفع الأخرى في كلمة: «لتزول» وبكسر الأولى وفتح الثانية فيها أيضا. فأما وجه فتح الأولى ورفع الثانية من «لتزول» فهو أن تكون كلمة «إن» مخففة من الثقيلة أي وإن مكرهم كامل الشدة تقتلع بسببه الجبال الراسيات من مواضعها. وفي القراءة الثانية «إن» نافية أي ما كان مكرهم - وإن تعاظم وتفاقم - ليزول منه أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - ودين الإسلام، ففي الأولى تكون الجبال حقيقة، وفي الثانية تكون مجازا[23].
ثم يقول الإمام ابن الجزري معلقا: فليس في شيء من القرآن تناف ولا تضاد ولا تناقض، وكل ما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك فقد وجب قبوله ولم يسع أحدا من الأمة رده ولزم الإيمان به، وأنه كله منزل من عند الله؛ إذ كل قراءة منها مع الأخرى بمنزلة الآية مع الآية، يجب الإيمان بها كلها واتباع ما تضمنه علما وعملا، ولا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى ظنا أن هذا تعارض[24].
وقد أكد الإمام القرطبي في تفسيره أنه لا تعارض ولا تناقض بين نزول القرآن على سبعة أحرف وبين قوله تعالى )ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (82)( (النساء)، فقال: "قوله تعالى: «اختلافا» أي تفاوتا وتناقضا، وهذا ما قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد، ولا يدخل في هذا اختلاف ألفاظ القراءات، وألفاظ الأمثال، والدلالات، ومقادير السور والآيات، وإنما أراد اختلاف التناقض والتفاوت"[25].
وخلاصة القول أن الاختلاف الناشئ عن الأحرف السبعة هو اختلاف في طرق الأداء في دائرة محددة لا تعارض بين معانيها ولا تضارب بين أحكامها، ولذلك فلا تعارض بين نصوص السنة النبوية وبين القرآن الكريم فيما يتعلق بهذا الأمر خاصة وغيره بصفة عامة.
الخلاصة:
· إن أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف أحاديث صحيحة رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما، وكذلك أصحاب السنن والمسانيد، وبوبوا عليها أبوابا تنص على نزول القرآن على سبعة أحرف.
· الأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات العرب، حيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني فيأتي القرآن منزلا بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد، وليعلم الجميع أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المعروفة بيننا، وإنما القراءات جزء منها.
· لو كان تعدد القراءات بسبب خلو المصاحف من الشكل والإعجام في البداية لكان القارئ الذي يقرأ الكلمة وفق رسم معين يلتزمه في أمثاله ونظائره في القرآن كله، والحاصل غير ذلك، فهناك كلمات ترد وفق رسم ما في سياق، ثم تأتي برسم آخر في سياق آخر في نفس القراءة، ولو لم تتعلق القراءة بالوحي لما اختلف الرسم، فكلمة «مالك» كلها في المصحف ترسم هكذا «ملك» لكن حفصا ينطقها في مواضع «ملك» وفي مواضع أخرى «مالك» فلماذا لم يلتزم بالرسم الموجود في كل الحالات؟! إن عدم التزامه بنطق واحد دليل على التزامه بالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
· أما القول بأن القراءات القرآنية وقعت بسبب لهجات القراء الذين كانوا من قبائل مختلفة فهو لا يصح؛ إذ إن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم من قبيلة واحدة وهي قبيلة قريش، ومع ذلك اختلفا في القراءة واحتكما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الاثنين على قراءتهما؛ فدل ذلك على بطلان أدلتهم، ولم يبق إلا أنها وحي من الله تعالى.
· إن نزول القرآن على سبعة أحرف كان لحكم جليلة أرادها الله - عز وجل - وهذه الحكم تدل دلالة قاطعة على أن هذه الأحرف وحي من عند الله، ومنها: التيسير على الأمة؛ إذ كان العرب مختلفي اللهجات واللغات ومن الصعب جمعهم على حرف واحد؛ لذلك كانت الأحرف السبعة حتى يتيسر للكل قراءة القرآن دون صعوبة.
· من الحكم التي نزل القرآن على سبعة أحرف لأجلها بيان إعجاز القرآن للفطرة اللغوية؛ إذ قد تعدد التأليف الصوتي للقرآن ليكافئ الفروع اللسانية التي عليها فطرة اللغة عند العرب وكي يستطيع كل عربي أن يوقع بأحرفه وكلماته على لحنه الفطري.
· تقلب الصور اللفظية في بعض الأحرف والكلمات يتهيأ معه استنباط الأحكام التي تجعل القرآن ملائما لكل عصر.
· جمع الأمة الإسلامية الجديدة على لسان واحد هو لسان قريش الذي جمع مختارات ألسنة القبائل العربية، كذلك القرآن اصطفى ما شاء من لغات القبائل وخرج بهذه الحروف.
· إن القرآن يعجز إذا قرئ بهذه القراءة، ويعجز إذا قرئ بالثانية، وكذلك الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، ومن هنا تتعدد المعجزات بتعدد تلك الحروف، فدل ذلك على أن هذه الأحرف من عند الله تعالى.
· ليس ثمة تعارض بين الأحاديث التي فيها «نزول القرآن على سبعة أحرف» وبين القرآن الكريم؛ لأن الاختلاف الذي في الأحاديث إنما هو في تعدد وتنوع طرق أداء القرآن مما لا يقتضي تعارضا في المعنى أو الحكم، أما الاختلاف الذي ينفيه القرآن عن نفسه فهو الاختلاف في المعنى وتناقضه، وهذا ما تنفيه السنة النبوية الشريفة أيضا وتدفعه بل وتثبت أن القرآن الكريم يصدق بعضه بعضا، فلا تعارض إذن بين السنة النبوية وبين القرآن الكريم، فكلاهما حق يؤيد بعضه بعضا.
(*) النشر في القراءات العشر، ابن الجزري، تحقيق: علي محمد بن الضباع، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، 1952هـ. مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، الرياض، ط1، 1417هـ/ 1992م. دراسات في علوم القرآن، د. محمد بكر إسماعيل، دار المنار، القاهرة، ط2، 1419هـ/ 1999م . السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام، د. عماد السيد الشربيني، دار اليقين، مصر، ط1، 1423هـ/ 2002م.
[1]. مقدمة ابن خلدون، ابن خلدون، دار القلم، بيروت، ط6، 1406هـ/ 1986م، ص437.
[2]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: فضائل القرآن، باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف، (8/ 639)، رقم (4991). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه، (4/ 1403)، رقم (1871).
[3]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: فضائل القرآن، باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف، (8/ 640)، رقم (4992). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: بيان أن القرآن على سبعة أحرف، (4/ 1403)، رقم (1868).
[4]. أضاة بني غفار: بفتح الهمزة في أضاة وبكسر العين في غفار: مستنقع الماء كالغدير وكان بموضع من المدينة المنورة ينسب إلى بني غفار، لأنهم نزلوا عنده ]انظر: لسان العرب، مادة «أضأ»[.
[5]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناها، (4/ 1404)، رقم (1875).
[6]. شرح صحيح مسلم، النووي، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط2، 1422هـ/ 2001م، هامش (4/ 1405).
[7]. مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، الرياض، ط1، 1417هـ/ 1992م، (1/ 333) بتصرف.
[8]. دراسات حول القرآن والسنة، د. شعبان محمد إسماعيل، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، ص20: 28 بتصرف.
[9]. دراسات حول القرآن والسنة، د. شعبان محمد إسماعيل، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، ص28.
[10]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (8/ 640).
[11]. السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام، د. عماد السيد الشربيني، دار اليقين، مصر، ط1، 1423هـ/ 2002م، (2/ 198).
[12]. مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، الرياض، ط1، 1417هـ/ 1992م، (1/ 162).
[13] . جزء من الآية (95) من سورة النساء، وجزء من الآية (10) من سورة الحديد.
[14] . السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام، د. عماد السيد الشربيني، دار اليقين، مصر، ط1، 1423هـ/ 2002م، (2/ 194).
[15]. السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام، د. عماد السيد الشربيني، دار اليقين، مصر، ط1، 1423هـ/ 2002م، (2/ 196).
[16]. صحيح لغيره: أخرجه أحمد في المسند، باقي مسند الأنصار، حديث حذيفة بن اليمان، رقم (23446). وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: صحيح لغيره، إسناده حسن.
[17]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: بيان أن القرآن نزل على سبعة أحرف، (4/ 1404 )، رقم (1875).
[18]. الوافي في شرح الشاطبية، عبد الفتاح القاضي، دار السلام، القاهرة، ط1، 1413هـ / 2003م، ص7.
[19]. مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، مكتبة وهبة، القاهرة، ط13، 1425هـ/ 2004م، ص160، 161.
[20]. الأحرف السبعة وارتباطها بالقراءات، فتحي بن الطيب خماسي، دار المعرفة، دمشق، ط1، 1415هـ/ 1995م، ص88.
[21]. مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، الرياض، ط1، 1417هـ/ 1992م، (1/ 157).
[22]. النشر في القراءات العشر، ابن الجزري، تحقيق: علي محمد بن الضباع، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، 1952هـ، (1/ 29، 30).
[23]. مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، الرياض، ط1، 1417هـ/ 1992م، (1/ 158).
[24]. النشر في القراءات العشر، ابن الجزري، تحقيق: علي محمد بن الضباع، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، 1952هـ، (1/ 37) بتصرف.
[25]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1405هـ/ 1985م، (5/ 290).
why do men have affairs
redirect why men cheat on beautiful women
why do wife cheat on husband
website reasons why married men cheat
husband cheat
online online affair
read here
website why women cheat on men