توهم أن الصحابة لم يكن لديهم معرفة بأصول الدين(*)
مضمون الشبهة:
يتوهم بعض المغالطين أن الصحابة لم يكن لديهم علم أو معرفة بموضوعات علم الكلام، لا لأنه حرام أو مبتدع، لكن لأنهم كانوا مشغولين بالغزو والجهاد عن تناول أمهات أصول الدين، والتعرف عليها واحتوائها. ويرمون من وراء ذلك إلى وصم الصحابة بالجهل الشديد حتى إنهم لا يدركون الأصول؛ بغية الطعن في عدالتهم وفيما جاء عنهم من مرويات.
وجوه إبطال الشبهة:
1) لقد أسهم القرآن والسنة بشكل واضح في وضع أسس الاستدلال العقلي والمناظرة المشروعة حول مسائل العقيدة بهدف البحث عن الحقيقة، وبنظرة في سورة من سور القرآن الكريم كسورة الأنعام من جهة، وفيما كان الصحابة يوردونه على النبي - صلى الله عليه وسلم - من أسئلة وشبهات ليجيب عنها من جهة أخرى - ما يبرهن على صحة ما ذهبنا إليه.
2) لم يكن الصحابة الكرام بمنأى عن نهج القرآن والسنة فيما يتعلق بالاستدلال العقلي والعلم بأصول الدين وقضايا علم الكلام، وهم الذين وقفوا حياتهم على تلقيهما وفهمهما واستيعابهما استيعابا جيدا، بل وحملوا أمانة إبلاغهما بتمامهما.
3) إن الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - وإن كانوا قد قطعوا بالاستدلال والقياس شوطا إلا أنهم وقفوا بالعقل عند حدوده، ولم يتجاوزوا به فيما لا شأن له به، وقصة ابن عباس مع الخوارج، وجعفر مع النجاشي خير شاهد على ذلك.
التفصيل:
أولا. بالنظر في القرآن والسنة وهما مصدر التشريع نجدهما قد وضعا أسس الاستدلال العقلي والمناظرة المشروعة:
لقد انبثق علم الكلام من مصادر إسلامية حقيقية، وهو بهذا نتاج خالص للمسلمين، وقد بقي في جوهره العام إسلاميا بحتا حتى القرن الخامس الهجري[1].
ولقد كان للقرآن الكريم أثر على الدراسات الإسلامية عامة، وعلى علم الكلام خصوصا، وذلك لما يأتي:
1. بين القرآن الكريم مسائل العقائد الإسلامية في الألوهيات والنبوات والسمعيات، مع الاستدلال عليها بالبراهين التي تقنع العقل السليم.
2. ناقش القرآن العقائد الخاطئة لدى الدهرية والوثنية واليهودية والمسيحية وغيرها لبيان العقيدة الصحيحة.
3. دعا القرآن العقول أن تنظر وتفكر دعما للإيمان وطمأنة للقلب.
4. كان وجود المتشابه في القرآن من أهم الأسباب الرئيسة لنشأة علم الكلام؛ فقد أعطى فرصة لبيان الرأي فيه ومناقشة ما يرد عليه من وجوه المعاني، هذا بعكس المحكم الذي لا يجوز إبداء الرأي فيه[2].
وقد أورد القرطبي في مقدمته لتفسير سورة الأنعام ما نصه: "قال العلماء: هذه السورة أصل في محاجة المشركين وغيرهم من المبتدعين، ومن كذب بالبعث والنشور، وعليها بنى المتكلمون أصول الدين؛ لأن فيها آيات بينات ترد على القدرية"[3].
وكانت السنة النبوية العامل الثاني من عوامل نشأة علم الكلام؛ فقد كان المسلمون وغير المسلمين يوردون أسئلة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يجيب على تلك الأسئلة مع التوجيه الرشيد.
يقول ابن القيم: "كان الصحابة يوردون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يشكل عليهم من الأسئلة والشبهات، فيجيبهم عنها بما يثلج صدورهم، وقد وردت عليه - عليه السلام - الأسئلة من أعدائه للتعنت والمغالبة، ومن أصحابه للفهم والبيان وزيادة الإيمان، وهو يجيب كلا عن سؤاله إلا ما لا جواب عنه، كسؤال عن وقت الساعة. ثم قال: وفيه إثبات القياس في أدلة التوحيد والمعاد، والقرآن مملوء منه"[4].
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستخدم حجج القرآن الكريم، وأحيانا يضيف إليها حججا أخرى، كما في قصة المباهلة الواردة في سورة آل عمران[5].
قال ابن قيم الجوزية: "والمقصود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يزل في جدال الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم إلى أن توفي، وكذلك أصحابه من بعده، وقد أمره الله - سبحانه وتعالى - بجدالهم بالتي هي أحسن في السور المكية والمدنية، وأمره أن يدعوهم بعد ظهور الحجة إلى المباهلة، وبهذا قام الدين"[6].
والخلاصة أن السنة النبوية قد أسهمت في وضع أسس الاستدلال العقلي والمناظرة المشروعة حول مسائل العقيدة، بهدف البحث عن الحقيقة مع الاسترشاد بنور الوحي دائما[7].
ومن ثم نعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أوضح لصحابته ولسائليه ما يشكل عليهم، وما تساءلوا عنه بالأدلة والبراهين العقلية والاستدلالات المنطقية المسترشدة بنور الوحي.
قال ابن تيمية: "إن أصول الدين الحق الذي أنزل الله به كتابه وأرسل به رسوله، وهي الأدلة العقلية والبراهين اليقينية التي بها يعلمون المطالب الإلهية، وبها يعلمون إثبات ربوبية الله ووحدانيته وصفاته، وصدق رسوله، والمعاد، وغير ذلك مما يحتاج إلى معرفته بالأدلة العقلية، بل وما يمكن بيانه بالأدلة العقلية وإن كان لا يحتاج إليها، فإن كثيرا من الأمور تعرف بالخبر الصادق، ومع هذا فالرسول بين الأدلة العقلية الدالة عليها، فجمع بين الطريقين: السمعي والعقلي.
ودلالة الكتاب والسنة على أصول الدين ليست بمجرد الخبر، كما تظنه طائفة من المغالطين من أهل الكلام والحديث والفقهاء والصوفية وغيرهم، بل إن الكتاب والسنة دلا الخلق وهدياهم إلى الآيات والبراهين والأدلة المبينة لأصول الدين"[8].
وفي مرحلة مبكرة حين كان الإيمان غضا طريا والقلوب والعقول مشتغلة بتثبيت أركان الدين وبناء حضارته الجديدة، طرحت أسئلة ومشاكل واجهت العقل السليم واقتضتها ظروف الجماعة المسلمة وتجاربها الصحيحة والخاطئة، كما اتخذت بعض الفئات فيها مواقف متطرفة إذا قيست بما جاء في الكتاب والسنة، وقد تصدى لهؤلاء علماء الصحابة والتابعين بالبيان والإرشاد، وسلكوا معهم طريق الحوار والإقناع.
وقد حركت هذه الأحداث العقول نحو البحث والتدقيق في مسائل مهمة، مثل عصاة المؤمنين وبصفة خاصة أصحاب الكبائر: هل هم باقون على إيمانهم أم هم كفار، فيخلدون في النار؟!
ومثل ذلك مسألة حرية الإنسان في أعماله: هل الإنسان مجبر بحسب ما قدر وسجل له في اللوح المحفوظ؟! أم هو حر مطلقا؟ إلى غير ذلك من مسائل وقضايا[9].
قال ابن تيمية: "وما جاء به الكتاب والسنة يدل بالإخبار تارة، ويدل بالتنبيه تارة، والإرشاد والبيان للأدلة العقلية تارة، وخلاصة ما عند أرباب النظر العقلي في الإلهيات من الأدلة اليقينية والمعارف الإلهية قد جاء به الكتاب والسنة، مع زيادات وتكميلات لم يهتد إليها إلا من هداه الله بخطابه، فكان فيما جاء به الرسول من الأدلة العقلية والمعارف اليقينية فوق ما في عقول العقلاء من الأولين والآخرين"[10].
ثانيا. اقتفى الصحابة نهج القرآن في الاستدلال والنظر وتأسوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحد الذي جعلهم أعلم الناس بأصول الدين:
إن جميع الشواهد والقرائن لتدلنا على أن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم أعلم الناس بأمهات أصول الدين، ويكفيهم فضيلة الصحبة التي اختصوا بها، والتي لا تعدلها فضيلة أخرى عند غيرهم من الناس، فهم صفوة مختارة، وثلة مجتباة.
وليس من شك في أن هذه الخيرية يدخل فيها كمال العلم، وتمام الفهم عن الله ورسوله، وصحة الدين، وصدق العزم في الدعوة إلى الله وإلى شرعه وما إلى ذلك.
يقول شيخ الإسلام: "وكل من له لسان صدق من مشهور حلم أو دين معترف بأن خير هذه الأمة هم الصحابة"[11].
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوما اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"[12].
لقد توافر للصحابة من الفهم والمعرفة لأصول الدين ما لم يتوافر لغيرهم، وكان ذلك منهم امتثالا للآيات القرآنية التي حثتهم على التدبر في غير ما موضع من القرآن الكريم، ومنها قوله سبحانه وتعالى: )كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب (29)( (ص).
ولقد ثبت عن أصحاب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما، أنهم نقلوا من التفسير ما لا يحصيه إلا الله. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته"[13].
وجاء التابعون فتعلموا التفسير من الصحابة، قال مجاهد: "عرضت المصحف على ابن عباس من أوله إلى آخره، أقف عند كل آية وأسأله عنها، لهذا قال سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به"[14].
لقد كان الصحابة حريصين على الفهم والاستيعاب الدقيق الكامل لكل ما يتعلمونه من القرآن والحديث، فإن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما كانوا إذا تعلموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فقالوا: "فتعلمنا العلم والعمل جميعا"، وقام عبد الله بن عمر بحفظ سورة البقرة في ثمان سنين لاستغراقه في المعرفة والفهم[15]. وكانت أم الدرداء تصف زوجها بأن أفضل عمله التفكر[16].
ونحن لو مضينا في دراسة الأنشطة العلمية لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخرجنا بصورة كاملة عن حقيقة عقائدهم؛ إذ توصلوا إليها في كافة أوجه أصول الدين من عقيدة التوحيد إلى الصفات الإلهية إلى مسألة القضاء والقدر الإلهي إلى الإنسان وحقيقته وغايته وأخلاقه إلى المجتمع ومكوناته والحياة الإنسانية بكافة جوانبها، حتى قال الإمام أحمد: "لقد حدثت أجناس الأعمال في عصر الصحابة".
وقال أيضا: "إنه ما من مسألة إلا وقد تكلم فيها الصحابة أو في نظيرها، فإنه لـما فتحت البلاد وانتشر الإسلام حدثت جميع أجناس الأعمال، فتكلموا فيها بالكتاب والسنة، وإنما تكلم بعضهم بالرأي في مسائل قليلة"[17].
وقال ابن قيم الجوزية: "إن الصحابي إذا قال قولا، أوحكم بحكم، أو أفتى بفتيا، فله مدارك ينفرد بها عنا، ومدارك نشاركه فيها، فأما ما يختص به، فيجوز أن يكون قد سمع القول من النبي - صلى الله عليه وسلم - شفاها، أو من صحابي آخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن ما انفردوا به من العلم عنه أكثر من أن يحاط به... وأما المدارك التي شاركناهم فيها من دلالات الألفاظ والأقيسة؛ فلا ريب أنهم كانوا أقرب إلى أن يوفقوا فيها لما لم نوفق له نحن، لما حباهم الله به من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم"[18].
وقال شارح العقيدة الطحاوية: "وكيف يتكلم في أصول الدين من لا يتلقاه من الكتاب والسنة، وإنما يتلقاه من قول فلان؟! وإذا زعم أنه يأخذه من كتاب الله، ولا يتلقى تفسير كتاب الله من أحاديث الرسول، ولا ينظر فيها، ولا فيما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان، المنقول إلينا عن الثقات النقلة، الذين تخيرهم النقاد، فإنهم لم ينقلوا نظم القرآن وحده، بل نقلوا نظمه ومعناه، ولا كانوا يتعلمون القرآن كما يتعلم الصبيان، بل يتعلمونه بمعانيه، ومن لا يسلك سبيلهم، فإنما يتكلم برأيه، ومن يتكلم برأيه، وما يظنه دين الله، ولم يتلق ذلك من الكتاب والسنة، فهو مأثوم وإن أصاب"[19]. فكيف يقال بعد ذلك: إن الصحابة شغلهم الجهاد عن تناول أمهات أصول الدين"؟!
وعليه فإن الزعم بأن الجهاد شغل الصحابة - رضي الله عنهم - عن معرفة أمهات أصول الدين حجة داحضة؛ لأننا لا يمكن أن نفسر الانتصارات المذهلة للصحابة إلا في ضوء استجابتهم لعقيدة الإسلام، وفهمها حق الفهم، وتطبيقها عمليا؛ فاجتذبوا غيرهم من الشعوب ذات الحضارات التليدة. إن هذا الفهم الممتزج بالإيمان هو الدافع الحقيقي لجهاد الصحابة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع الخلفاء من بعده[20].
وإذا عبرنا بلغة فلسفة التاريخ لفهم تاريخ المسلمين عثرنا على الرباط الوثيق بين تنفيذ قواعد الشرع، وفهم الإسلام من واقع مصدريه وبين النصر والظهور للمسلمين، وبلوغ حضارتهم إلى الذروة، ففي العصور الأولى عندما كان الصحابة والتابعون يسيرون على طريق الشرع بفهم ووعي، انتصروا في الغزوات، وقهروا الأعداء، وحققوا مجتمعا إنسانيا مثاليا لم تر البشرية مثله، ولكن لما أصاب الوهن المجتمعات الإسلامية ظهر الضعف في أوصالها على إثر ضعف العقيدة في النفوس وظهور البدع.
ثم بعد ذلك كله: هل يتصور أن أهل العصور التالية أكثر فهما للدين وأصوله من الصحابة؟!! أو أنهم أفقه وأورع منهم؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم[21].
ثالثا. لقد عرف الصحابة أن للعقل حدودا يقف عندها فأفادوا منه ولم يتجاوزوا تلك الحدود حسبما نهوا:
لقد استخدم الصحابة - رضي الله عنهم - العقل وأعملوا الفكر، واستدلوا بالاستدلالات العقلية والمنطقية في المسائل الشرعية والأصولية، يقول الإمام أحمد: "إنه ما من مسألة إلا وقد تكلم فيها الصحابة أو في نظيرها، فإنه لما فتحت البلاد وانتشر الإسلام حدثت جميع أجناس الأعمال فتكلموا فيها بالكتاب والسنة"[22].
وينبغي أن يعلم أن الصحابة أوضحوا وأظهروا مسائل الدين وأصوله وبينوها للناس، ومنها إظهار الدلائل العقلية، قال أبو بكر الرازي في تفسيره لقوله سبحانه وتعالى: )إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159)( (البقرة).
قال: أما قوله: )ما أنزلنا من البينات( فالمراد كل ما أنزله على الأنبياء كتابا وحيا دون أدلة العقول، وقوله تعالى: )والهدى( يدخل فيه الدلائل العقلية والنقلية، فثبت أنه تعالى توعد على كتمان الدلائل السمعية والعقلية، وجمع بين الأمرين في الوعيد، فهذه تدل على أن من أمكنه بيان أصول الدين بالدلائل العقلية لمن كان محتاجا إليها ثم تركها أو كتم شيئا من أحكام الشرع مع شدة الحاجة إليها - فقد لحقه الوعيد العظيم[23].
ومن ثم فإن ابن عباس أبى إلا أن يذهب إلى الخوارج ليكلمهم حين خرجوا على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مع أن عليا قال:«إني أخاف عليك، فقال: كلا، وذهب إليهم ورد عليهم ما احتجوا به، قال ابن عباس: فخرجت آتيهم، ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن، فأتيتهم وهم مجتمعون في دار، وهم قائلون فسلمت عليهم، فقالوا: مرحبا بك يا ابن العباس، فما هذه الحلة؟ قال: قلت: ما تعيبون علي، لقد رأيت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن ما يكون من الحلل، ونزلت: )قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق( (الأعراف: ٣٢)، قالوا: فما جاء بك؟ قلت: أتيتكم من عند صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون، وتخبروني بما تقولون، فعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بالوحي منكم، وفيهم أنزل، وليس فيكم منهم أحد، فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشا فإن الله يقول: )بل هم قوم خصمون (58)( (الزخرف: ٥٨)، قال بعضهم: لنكلمنه ولننظرن ما يقول. قلت: أخبروني ماذا نقمتم على ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصهره والمهاجرين والأنصار؟ قالوا: ثلاثا، قلت: ما هن؟ قالوا: أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله، قال الله تعالى: )إن الحكم إلا لله( (يوسف: ٤٠)، وما للرجال وما للحكم؟ فقلت: هذه واحدة. قالوا: أما الأخرى فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم، فلئن كان الذين قاتل كفارا لقد حل سبيهم وغنيمتهم، وإن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم، قلت: هذه ثنتان، فما الثالثة؟ قالوا: إنه محا اسمه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين. قلت: أعندكم سوى هذا؟ قالوا: حسبنا هذا. فقلت لهم: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله، ومن سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ما يرد به قولكم أترضون؟ قالوا: نعم، فقلت لهم: أما قولكم: حكم الرجال في أمر الله، فأنا أقرأ عليكم ما قد رد حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب ونحوها من الصيد، قال سبحانه وتعالى: )يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم( (المائدة: ٩٥)، فنشدتكم بالله تعالى، أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وإصلاح ذات بينهم، وأنتم تعلمون أن الله تعالى لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال؟
قالوا: بل هو أفضل. قال ابن عباس: وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل: )وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا (35)( (النساء)، فجعل الله حكم الرجال سنة ماضية، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.
قال: وأما قولكم: قاتل فلم يسب ولم يغنم، أفتسبون أمكم عائشة، وتستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم؟ فإن قلتم: إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم، ولئن قلتم: ليست بأمنا فقد كفرتم؛ لأن الله تعالى يقول: )النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم( (الأحزاب: ٦)، فأنتم تدورون بين ضلالتين، فأتوا منها بمخرج، قلت: فخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.
قال: أما قولكم: محا اسمه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بمن ترضون؟ وأراكم قد سمعتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي رضي الله عنه: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال المشركون: لا والله، ما نعلم أنك رسول الله، لو نعلم أنك رسول الله لأطعناك، فاكتب: محمد بن عبد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امح يا علي رسول الله، اللهم إنك تعلم أني رسول الله، امح يا علي، واكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله، فوالله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير من علي، وقد محا نفسه - يقصد اسمه صلى الله عليه وسلم - ولم يكن محوه ذلك يمحوه من النبوة. قلت: فخرجت من هذه؟ قالوا: نعم، فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم وقاتلوا على ضلالتهم، فقتلهم المهاجرون والأنصار»[24].
وكان الصحابة - رضي الله عنهم - إذا سئل أحدهم عن مسألة من مسائل الاعتقاد أجاب بنصوص الكتاب والسنة، كما فعل جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - مع النجاشي حينما سأله عن حقيقة عيسى بن مريم - عليه السلام - فأجاب جعفر بما ورد من آيات كريمة في سورة مريم فعقل النجاشي ذلك عنه، وكان سببا في إسلامه[25].
فالعقل - إذن - دليل من أدلة المعرفة عامة والدينية منها خاصة، والوحي جاء بالأدلة العقلية الصافية من كل كدر، وفي المسائل العقدية وردت النصوص الشرعية وعضدتها الدلائل العقلية، وما على العقل إلا فهمها وعقلها[26].
ومن هنا فإن جمهور المتكلمين قالوا: إن الجدال في الدين طاعة عظيمة،
واحتجوا بقوله سبحانه وتعالى: )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن( (النحل: ١٢٥). ويقول حكاية عن الكفار أنهم قالوا لنوح: )قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين (32)( (هود). ومعلوم أنه ما كان الجدال إلا لتقرير أصول الدين، إذا ثبت هذا، فنقول: لا بد من التوفيق بين هذه النصوص[27]، فنحمل الجدل المذموم على الجدل في تقرير الباطل وطلب المال والجاه، والجدل الممدوح على الجدل في تقرير الحق ودعوة الخلق إلى سبيل الله والذب عن دين الله[28].
ومن هذا المنطلق فقد جوز الصحابة والسلف الصالح إعمال العقل والفكر فيما يؤدي إلى إظهار الدين والعمل بمقتضى النقل، والرد على المخالفين للكتاب والسنة، ولم يجوزوا أن يكون النقل مطية للعقل[29].
فقد يعجز العقل عن إدراك حقائق الشرع لكنه لا يحيلها؛ لأن عدم العلم ليس علما بالعدم، بل إن كل ما أخبر به الشارع وأمر به، فهو إما أن يكون معقول المعنى والكيف، أو يكون معقول المعنى دون الكيف، وهذا الأخير (معقول المعنى دون الكيف) مما اختص الله بعلمه وتأويله.
وإذا كنا نقر بمجال العقل فيما يتصل بالعلوم الضرورية والمكتسبة؛ فإن دوره في العلوم الغيبية منعدم، لأنه إنما تعرف حقيقتها من جهة خبر الشارع، فمن أحال غير المعتاد من العلوم على المعتاد منها لمعرفتها وكشف حقيقتها، فقد يقع في التكذيب والتشكيك، وهذا هو الذي وقع من طوائف المبتدعة، الذين أنكروا المعجزات وأخبار الصفات وأحوال المعاد والحساب[30].
فالإدراك المطلوب إنما يتعلق من تلك الحقائق بإثبات وجودها، أو وجود ما أثبت لها، وما يترتب عليه من آثار وصفات دون تقحم إلى ما وراء ذلك بتعقل الكيفيات التي عليها هذه الأشياء الغيبية؛ لأن العقل قاصر عن التكييف الصحيح لهذه الأشياء؛ بحكم أنها خارجة عن نطاق الزمان والمكان والمادة، المحدود بها عقل الإنسان، والذي لا يستطيع تجاوزها مهما حلق به الخيال؛ لأنه سيركب تصورا لماهية هذه الأشياء من الأجزاء التي يأخذها من عالم المادة، ولهذا نهى الشرع والسلف عن ذلك، كما قال سبحانه: )ليس كمثله شيء( (الشورى: ١١)، وقال: )ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (85)( (الإسراء)، وكما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: «تفكروا في آلاء الله يعني عظمته - و لا تفكروا في الله»[31].
وهكذا أفاد الصحابة بالعقل ووظفوه لصالح الدين بالقدر الذي أمروا به، وضربوا في ذلك أروع النماذج حين لم يفرطوا ولم يفرطوا على نحو ما وقع غيرهم بعد ذلك في أي من هاتين الهلكتين - الإفراط والتفريط.
ونحن إذ نشيد بعدم تجاوزهم حدود العقل إنما نمدح إفادتهم منه بالأصالة، ولا يعني هذا أنهم طرحوه جانبا، والشواهد على ذلك تغني عن كثير كلام في هذا الشأن، وفيما أسلفنا ما يبرهن على صحة ما قلنا.
وبناء على ما سبق مما تقدم يتضح أن الصحابة كانوا يمارسون موضوعات علم الكلام، وكانوا على معرفة بالقضايا الكلامية من خلال المناقشات في المسائل الاعتقادية، وإلا لما عبدوا الله على حق ويقين راسخ، ولكن مصطلح علم الكلام لم يكن قد ظهر بعد، وهذه طبيعة كل علم، ودأب كل مجال من المجالات المعرفية.
وكان استدلالهم بالعقل والمنطق في ضوء القرآن والسنة، مع عدم الخوض فيما لا يدركه العقل من الغيبيات وما شابهها؛ إذ إن للعقل حدودا لا يتخطاها.
الخلاصة:
· إذا كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يورث دينارا ولا درهما، وإنما ورث العلم، فإن أعظم الناس حظا من هذا الميراث المبارك هم الصحابة - رضي الله عنهم - فإنهم صحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعايشوه وجاهدوا معه وسمعوا منه، وتلقوا العلم على يديه، وكان الوحي ينزل بين أظهرهم فوقفوا على أسباب نزوله.
· لقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - حريصين كل الحرص على الفهم والاستيعاب الدقيق الكامل لكل ما يتعلمونه من القرآن والحديث؛ لذا نجدهم قد ألموا بجميع
العلوم الشرعية، والشواهد التي يستدل بها في هذا الموضع أكثر من أن تحصى؛ فمنهم من فسر القرآن الكريم، ومنهم من تفقه، ومنهم من اختص بالإفتاء والاجتهاد، والأمثلة كثيرة.
· إن الناظر إلى أنشطة الصحابة العلمية يخرج بصورة كاملة عن حقيقة عقائدهم؛ إذ توصلوا إليها في كافة أوجه أصول الدين من عقيدة التوحيد إلى الصفات الإلهية إلى مسألة القضاء والقدر الإلهي إلى الإنسان وحقيقته وغايته وأخلاقه إلى المجتمع ومكوناته والحياة الإنسانية بكافة جوانبها - فكيف يقال بعد ذلك: إن الصحابة شغلهم الجهاد عن تناول أمهات أصول الدين؟!
· لقد كان للقرآن الكريم دور كبير في نشأة علم الكلام بما بينه من المسائل الاعتقادية، وبما ناقشه من العقائد الباطلة مع بيان ذلك بالاستدلالات العقلية والمنطقية، وكذلك دعوته العقول إلى التفكر والنظر عن التقليد الأعمى.
· كان للسنة النبوية أيضا دور كبير في نشأة علم الكلام؛ حيث كان الصحابة - رضي الله عنهم - يوردون الأسئلة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيجيبهم بما يثلج صدورهم، وكذلك كانت إجابات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على غير المسلمين، أو من أتى يريد الإسلام كوفد بني نجران مثلا.
· لما كانت دلالة الكتاب والسنة على أصول الدين ليس بالخبر فقط، وإنما بالآيات والبراهين والأدلة العقلية، كان استخدام الصحابة للعقل واتباع هذا المنهج، وتوضيح أصول الدين، والتصدي للمواقف المتطرفة كل ذلك بالبيان والإرشاد بطريقة الحوار والإقناع العقلي.
· عرف الصحابة موضوعات علم الكلام وإن لم يكن هذا الاسم قد ظهر، وهذا ما دفع المدعين إلى تجهيل الصحابة بهذه الموضوعات، في حين أنهم كانت لهم مباحث ومناقشات في المسائل الاعتقادية تعتمد على الأدلة العقلية والمنطقية في ضوء القرآن والسنة وحدود العقل دون تخطي هذه الحدود.
· الجدل المذموم في الإسلام ما كان لتقرير الباطل، أما الممدوح فهو ما كان لتقرير الحق ودعوة الخلق إلى سبيل الله، ولذا جوز الصحابة إعمال العقل والفكر فيما يؤدي إلى إظهار الدين والعمل بمقتضى النقل والرد على المخالفين، ولم يجوزوا أن يكون النقل مطية للعقل.
· لا ريب أن للعقل خطوطا وحدودا لا يتخطاها، ولذا ضل من تخطاها أو حاول؛ ذلك أن أمور الغيبيات وما شابهها لا يدركها العقل؛ لأنه قاصر عن تكييفها، بحكم أنها خارجة عن نطاق الزمان والمكان والمادة المحدود بها عقل الإنسان.
· عدم ظهور مصطلح علم الكلام عند الصحابة لا يدل على عدم معرفتهم بموضوعاته، ومن ربط بين عدم ظهور المصطلح عندهم وعدم معرفتهم بهذه الموضوعات على علاقة المقدمة بالنتيجة كان مخطئا مخالفا لطبيعة الأشياء، وشأن العلوم في بدايتها.
(*) مصادر التشريع ومنهج الاستدلال والتلقي، حمدي عبد الله، مكتبة أولاد الشيخ للتراث، القاهرة، ط1، 2006م.
[1]. ضحى الإسلام، أحمد أمين، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط6، 1961م، ص3. وانظر: نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، د. علي سامي النشار، دار المعارف، القاهرة، ط2، 1965م، ص1: 30.
[2]. مواقف كلامية، د. عبد اللطيف محمد العبد، دار الهاني للطباعة والنشر، القاهرة، ط1، 1428هـ/ 2007م، ص43.
[3]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، (6/ 383).
[4]. زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط8، 1405هـ/ 1985م، (3/ 680، 681).
[5]. انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، (4/ 104، 105).
[6]. زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط8، 1405هـ/ 1985م، (3/ 642).
[7]. المدخل إلى دراسة علم الكلام، د. حسن شافعي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1411هـ/ 1991م، ص58: 60.
[8]. معارج الوصول على أن الدين قد بينه الرسول صلى الله عليه وسلم، ابن تيمية، مكتبة المسلم، القاهرة، ط1، 1425هـ/ 2004م، ص9.
[9]. مواقف كلامية، د. عبد اللطيف محمد العبد، دار الهاني للطباعة والنشر، القاهرة، ط1، 1428هـ/ 2007م، ص55 بتصرف.
[10].منهاج السنة النبوية، ابن تيمية، تحقيق: محمد أيمن الشبراوي، دار الحديث، القاهرة، 1425هـ/ 2004م، (2/ 47).
[11]. شرح العقيدة الأصفهانية، ابن تيمية، تحقيق: إبراهيم سعيداي، مكتبة الرشد، الرياض، ط1، 1415هـ، ص128.
[12]. جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر، تحقيق أبي الأشبال الزهيري، مكتبة التوعية الإسلامية، مصر، 1428هـ/ 2007م، (2/ 947)، رقم (1810).
[13]. تاريخ دمشق، ابن عساكر، تحقيق: علي شيري، دار الفكر، بيروت، د. ت، (42/ 400). وانظر: مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: عامر الجزار وأنور الباز، دار الوفاء، مصر، ط3، 1426هـ/ 2005م، (5/ 159).
[14]. مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: عامر الجزار وأنور الباز، دار الوفاء، مصر، ط3، 1426هـ/ 2005م، (13/ 332).
[15]. مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: عامر الجزار وأنور الباز، دار الوفاء، مصر، ط3، 1426هـ/ 2005م، (13/ 331).
[16]. مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: عامر الجزار وأنور الباز، دار الوفاء، مصر، ط3، 1426هـ/ 2005م، (4/ 103).
[17]. مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: عامر الجزار وأنور الباز، دار الوفاء، مصر، ط3، 1426هـ/ 2005م، (19/ 200).
[18]. أعلام الموقعين، ابن القيم، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، دار الجيل، بيروت، 1973م، (4/ 147).
[19]. شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز الحنفي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، وكالة الطباعة والترجمة في الرئاسة العامة والإفتاء والدعوة والإرشاد، السعودية، د. ت، (1/ 155).
[20].شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز الحنفي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، وكالة الطباعة والترجمة في الرئاسة العامة والإفتاء والدعوة والإرشاد، السعودية، د. ت، ص393 بتصرف.
[21].شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز الحنفي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، وكالة الطباعة والترجمة في الرئاسة العامة والإفتاء والدعوة والإرشاد، السعودية، د. ت، ص394 بتصرف.
[22]. معارج الوصول على أن الدين قد بينه الرسول صلى الله عليه وسلم، ابن تيمية، مكتبة المسلم، القاهرة، ط1، 1425هـ/ 2004م، ص40.
[23]. مفاتيح الغيب، الرازي، عند تفسيره الآية (159) من سورة البقرة.
[24]. صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب: قتال أهل البغي، (2/ 164)، رقم (2656). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
[25]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند آل البيت، مسند جعفر بن أبي طالب، (3/ 180: 185)، برقم (1740). وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند.
[26]. مصادر التشريع ومنهج الاستدلال والتلقي، حمدي عبد الله، مكتبة أولاد الشيخ للتراث، القاهرة، ط1، 2006م، ص180.
[27]. أي: النصوص التي تمدح الجدال كهذه الآيات ثم النصوص التي تذم الجدال مثل قوله تعالى: ) ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون (69) ( (غافر).
[28]. مفاتيح الغيب، الرازي، عند تفسيره الآية (197) من سورة البقرة.
[29]. مصادر التشريع ومنهج الاستدلال والتلقي، حمدي عبد الله، مكتبة أولاد الشيخ للتراث، القاهرة، ط1، 2006م، ص178.
[30]. مصادر التشريع ومنهج الاستدلال والتلقي، حمدي عبد الله، مكتبة أولاد الشيخ للتراث، القاهرة، ط1، 2006م، ص237.
[31]. حسن: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، كتاب: من شعب الإيمان، باب: في الإيمان بالله عز وجل، فصل: في الإشارة إلى أطراف الأدلة في معرفة الله ـ عز وجل ـ في حديث العالم، (1/ 126)، رقم (120). وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1788).
why do wife cheat on husband
website reasons why married men cheat