دعوى أن بعض المحدثين ردوا مرويات أبي هريرة (*)
مضمون الشبهة:
يدعي بعض الطاعنين أن كبار المحدثين ردوا أحاديث كثيرة من مرويات أبي هريرة - رضي الله عنه - لكثرة ما وجه إليه من نقد، ويستدلون على ذلك بقول "إبراهيم النخعي": "دعني من أحاديث أبي هريرة، إنهم كانوا يتركون كثيرا من حديثه"، وبأنه أكثر في الرواية، وانفرد بما لم يرو عن الصحابة مهاجرين وأنصارا، وبأن الغالب على رواياته الطابع القصصي.
ويتساءلون: كيف نثق في أحاديثه ونقبلها،وقد ردها كبار المحدثين؟!
رامين من وراء ذلك إلي الطعن في عدالة أبي هريرة - رضي الله عنه - خلوصا إلى هدم جزء كبير من السنة النبوية.
وجوه إبطال الشبهة:
1) إن قول إبراهيم النخعي المذكور - إن صح - لا يعني رد أحاديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وإنما يريد بعض الكوفيين المخالفين لإجماع الأمة، وأخذه بحديث أبي هريرة يؤيد ذلك، بالإضافة إلى أن ثناء النبي - صلى الله عليه وسلم - وكبار الصحابة والتابعين على أبي هريرة ينفي دعوى المدعين.
2) إن إكثار أبي هريرة من الحديث والرواية، وانفراده بأحاديث لم يروها غيره,يرجع لملازمته الدائمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسماعه من كبار الصحابة، وكثرة الطرق والأسانيد عنه، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - اختصه بأحاديث كما اختص غيره من الصحابة.
3) ليس عيبا أن تكون بعض أحاديث أبي هريرة فيها الطابع القصصي، طالما صح سندها، ووافقت القرآن الكريم وفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
التفصيل:
أولا. قول النخعي لا يصح عنه ويرده إجماع الأمة:
إن القول المنسوب إلي النخعي - رحمه الله - غير متصل الإسناد ويرده إجماع الأمة على صحة أحاديث أبي هريرة، فمما لا شك فيه أن أبا هريرة من كبار الرواة الذين شهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعلم والصدق، عندما سأله أبو هريرة عن الشفاعة، فقال: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك علي الحديث...»[1].
تلك شهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي تكفي للرد على دعوى الطاعنين، على الرغم من ذلك فإن تلك المقولة التي رويت عن النخعي غير متصلة الإسناد فلا تصح أن تكون دليلا على الطعن في صحابي جليل مجمع على عدالته، إذ كيف نترك الإجماع المتصل المتواتر لأجل قول منقطع واه لا سند له، إضافة إلى أن أبا هريرة - رضي الله عنه - صحابي عدل بتعديل الله ورسوله له كواحد من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - الذين رضي الله عنهم أجمعين، فلا يقبل أي قول ينتقص من عدالته.
ومما ينفي الشبهة أن إبراهيم النخعي نفسه أخذ بحديث أبي هريرة، وأخذه به يدل على ثقته في حديث أبي هريرة، ثم نقول إن صحت تلك الكلمات أو بعضها، فقوله "كان أصحابنا" يريد بهم بعض الكوفيين وإليهم يرجع الضمير في قوله "كانوا"، وحق هذه الكلمات إن صحت عن إبراهيم - أن تنتقد عليه لا على أبي هريرة - ثم إن التابعين من أهل الحجاز وعلمائها وهم أبناء علماء الصحابة وتلاميذهم والذين حضروا مناظراتهم لأبي هريرة وعرفوا حقيقة رأيهم فيه - أطبقوا هم وعلماء البصرة والشام وسائر الأقطار على الوثوق التام بأبي هريرة وحديثه.
وعلى كل حال فقد انحصر مذهب أهل العراق في أصحاب أبي حنيفة، وقد علم أن أبا هريرة عندهم عدل ضابط، والأحاديث التي يخالفونها من مروياته سبيلها سبيل ما يخالفونه من مرويات غيره من الصحابة والحق أحق أن يتبع.
ومما سبق يتضح أن النخعي لم يرد أحاديث أبي هريرة كما زعم الطاعنون؛ لأن هذا القول لم يصح عنه، وإن صح فلربما كان يقصد بعض الكوفيين المخالفين لإجماع الأمة فقولهم مردود عليهم، وشهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - كافية لرد الشبهات عن أبي هريرة رضي الله عنه، وزيادة في التوكيد نورد بعض أقوال الصحابة والتابعين وأهل العلم في الثناء على هذا الصحابي الجليل، ومن ذلك ما قاله ابن عمر: "أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث"، وجاء رجل إلي زيد بن ثابت فسأله، فقال له زيد: "عليك بأبي هريرة فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو الله ونذكر ربنا إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إلينا فسكتنا، فقال: عودوا للذي كنتم فيه، قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي هذان وأسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمين، فقال زيد وصاحبه: يا رسول الله ونحن نسأل الله علما لا ينسى، فقال: سبقكم بها الغلام الدوسي"، وقال ابن كعب: "إن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أشياء لا يسأله عنها غيره"[4].
وقال سعيد ابن أبي الحسن - أخو الحسن البصري -: "لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبي هريرة".
وقال الحاكم: "كان من أحفظ صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وألزمهم له، صحبه على شبع بطنه، فكانت يده على يده، يدور معه حيثما دار إلي أن مات صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك كثر حديثه".
وقال أبو نعيم: "وكان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا بأن يحببه إلي المؤمنين".
وقال ابن حجر: "أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا"[5].
وقد شهد له الإمام الذهبي قائلا: "كان أبو هريرة وثيق الحفظ,ما علمنا أنه أخطأ في حديث"[6].
وجملة القول: أن الطاعنين استغلوا اسم النخعي للطعن في أحاديث أبي هريرة، وربما نسبوا إليه تلك المقولة كذبا، وعلى الرغم من ذلك فإن شهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين تنفي دعوى الطاعنين.
ثانيا. سبب كثرة أحاديث أبي هريرة:
إن كثرة أحاديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ترجع للملازمة الدائمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتفرغه التام لسماع الأحاديث من النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة طرقه، وسماعه من الصحابة.
ولقد اتفق "العلماء على أن سبعة من الصحابة أكثروا من الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى زادت أحاديثهم عن الألف، وهؤلاء السبعة هم: أبو هريرة وابن عمر وأنس وعائشة وابن عباس وجابر وأبو سعيد الخدري، وليس بعد ذلك في الصحابة - رضي الله عنهم - من يزيد حديثه على ألف.
وقد كان أكثرهم حديثا أبو هريرة، فقد روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا، اتفق الشيخان على ثلاثمائة وخمسة وعشرين حديثا منها، وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين، ومسلم بمائة وتسعة وثمانين"[7].
وهكذا نجد أن أبا هريرة - رضي الله عنه - لم يكن بدعا حين أكثر الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان غيره من الصحابة كثيري الحديث أيضا، فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا وجه النقد إليه دون غيره من الصحابة المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم؟! وهل يعاب على الرجل كثرة علمه، أو يعاب عليه جهله؟!
ويجدر بنا في هذا السياق أن نوضح أن الطاعنين ربما تعجبوا من تحمل أبي هريرة هذه الأحاديث الكثيرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلال ثلاث سنوات فقط، وقد غاب عن ذهنهم أن أبا هريرة صاحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - في سنوات ذات شأن عظيم، جرت فيها أحداث اجتماعية وسياسية وتشريعية مهمة، ولقد تفرغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تلك السنوات للدعوة والتوجيه بعد أن هادنته قريش، ففي السنة السابعة انتشرت رسله في الآفاق، ووفدت إليه القبائل من جميع أطراف جزيرة العرب، وأبو هريرة في هذا كله يرافق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويرى بعينه، ويسمع بأذنيه، ويعي بقلبه.
ثم إن ما رواه لم يكن جميعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل روى عن الصحابة رضي الله عنهم، ورواية بعض الصحابة عن بعض مشهورة مقبولة ولا مأخذ عليها، فإذا عرفنا هذا، زال العجب العجاب الذي قد تصوره الطاعنون.
ولا شك أن المتفرغ للشيء المهتم به والمتتبع له، يجتمع له من أخباره والعلم به في أمد قليل ما لا يجتمع لمن لم يكن كذلك، ونحن نعلم من أحوال بعض التلاميذ مع أساتذتهم ما يجعل بعضهم - على تأخره في التلمذة والصحبة - مصدرا موثوقا لكل أخبار أستاذه ما دق منها وما جل، وقد يخفى من ذلك على كبار تلاميذه وقدمائهم ما لا يشكون معه في صدق ما يحدثهم به متأخرهم صحبة وتلمذة. فأي غرابة في هذا الموضوع؟ المهم عندنا هو الصدق؛ وصدق أبي هريرة لم يكن محل شك عند إخوانه من الصحابة، ولا عند معاصريه، وتلاميذه من التابعين، فهذا هو حكم التاريخ الصحيح الصادق[9].
نضيف إلي ما سبق أن الطاعنين قد خفي عليهم سبب كثرة أحاديث أبي هريرة - رضي الله عنه - لكونهم ليسوا من أهل الحديث؛ إذ إن من الأسباب أن المحدثين يطلقون على الإسناد المستقل والاختلاف في الألفاظ "أحاديث"، وإذا علمت أن أبا هريرة - رضي الله عنه - رزق البركة في التلاميذ فقد روى عنه ما يربو على الثمانمائة (800) من الصحابة والتابعين - وتبين من ذلك أن هذا العدد الضخم الذي أورده الطاعنون (8740) من الكتب التسعة ما هو في حقيقة أمره إلا الطرق والأسانيد، واختلاف الألفاظ، مع ما في ذلك من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لا يمكن أن تنسب إلي أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد قام الشيخ "محمد ضياء الرحمن الأعظمي الهندي" بدراسة مسند أبي هريرة من مسند الإمام أحمد مع ما رواه أصحاب الكتب الستة فلم يبلغ ذلك كله إلا (1336) حديثا فقط، ثم قال:"نعم توجد مرويات أخرى في مستدرك الحاكم وسنن البيهقي والدارقطني ومصنف عبد الرزاق وغيرها من كتب الحديث، ولكني جازم بأن هذا العدد لن يبلغ العدد الذي ذكره العلماء، بل لا يتجاوز ألفي حديث على أكبر تقدير"[10].
وبالإضافة إلي ما سبق فإن انفراد أبي هريرة - رضي الله عنه - بأحاديث لم ترو عن الصحابة مهاجرين وأنصارا، ليس من العيب الذي يستوجب النقد، فهو ليس بدعا في ذلك؛ فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختص بعض أصحابه بأشياء دون الآخرين، ومن هذا حديثه لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا، وأخبر بها معاذ عند موته تأثما»[11]، وخوفا من أن يكون قد كتم العلم، وهكذا نجد أن أبا هريرة كان كغيره من الصحابة الذين خصهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض الأحاديث، فلماذا الطعن في أبي هريرة دون غيره من الصحابة؟![12].
وتأكيدا لما سبق نذكر ما رواه أشعث عن أبيه، قال: "أتيت المدينة، فإذا أبو أيوب الأنصاري يحدث عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: إنه قد سمع، وأن أحدث عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من أن أحدث عن النبي " صلى الله عليه وسلم [13].
وبهذا يتضح: أن كثرة روايات أبي هريرة، وانفراده بأحاديث؛ يرجع لملازمته الدائمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسماعه من أصحاب النبي، وكثرة الطرق والأسانيد كما يطلق أهل الحديث.
ثالثا. لقد استخدم القرآن الكريم الأسلوب القصصي، وجاءت بعض الأحاديث فسارت على منواله، فلا عجب - إذن - أن يروي أبو هريرة أحاديث من هذا النوع:
من الأمور التي استنكرها الطاعنون أن الغالب في رواية أبي هريرة هو الطابع القصصي، وهذا مما يدل على جهلهم المفرط، فما الضير في ذلك إذا صح الإسناد إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - بها؟!
وقد حدثنا القرآن الكريم عن عديد من القصص، وضرب لنا بها من الأمثلة والعبر، فذكر لنا ما حدث لأبي البشر آدم مع أبنائه وما دار بينهم، وكذلك تناول القرآن الكريم جميع الأنبياء والأحداث التي دارت مع أقوامهم وكان تناوله في صورة قصصية، وإذا نظر المدعون إلي القرآن الكريم وتصفحوه بعناية ودقة، لوجدوا بين طياته قصص موسى وعيسى - عليهما السلام - وما حدث لمريم - عليها السلام، وكذلك إبراهيم الخليل، وغيرها من القصص[14].
ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما يعلم أصحابه بطريق القصص والوقائع التي يصدقهم بها عن الأقوام الماضين، فيكون لها في نفوس سامعيها أطيب الأثر وأفضل التوجيه، وتحظى منهم بأوفى النشاط والانتباه، وتقع على القلب والسمع أطيب ما تكون؛ إذ لا يوجه فيها المخاطب بأمر أو نهي، وإنما هو الحديث عن غيره، فتكون له منه العبرة والموعظة والقدوة والائتساء، وقد سن الله - عز وجل - هذا الأسلوب الكريم في تعليمه لنبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال عز وجل: )وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين (120)( (هود)، وفي هذا القصص الحق والخبر اليقين من التوجيه ترغيبا وترهيبا، وتنفيرا وتحذيرا ما هو غني عن الشرح والبيان"[15].
وهكذا نجد أن القصص في روايات أبي هريرة - رضي الله عنه - ليس عيبا ليوجه لراوية الإسلام النقد فيه، طالما صح هذا التحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ولم يكن موضوعا باسمه، فالقصص في أحاديث النبي منهج وضعه صلى الله عليه وسلم.
وبذلك نخلص إلى أن الجانب القصصي في روايات أبي هريرة ليس عيبا طالما وافق القرآن الكريم والسنة المطهرة، وقد أجرى الشيخ الأعظمي دراسة فاحصة على مرويات أبي هريرة وخرج بنتيجة حاسمة ترد على المفترين ادعاءاتهم الباطلة، فيقول:
"...فإنهم لم يدرسوا هذا الموضوع دراسة فحص دقيق وإلا لما وقعوا في هذه الشبهة الواهية، فإن أبا هريرة لم يرو الأحاديث الغريبة التي لا يقبلها العقل والمنطق، بل إن هذه الغرائب نسبت إليه على رغمه، فهو بريء من هذا كله، وإذا وجد هناك حديث يصعب فهمه وهو صحيح فإن أبا هريرة لم يكن منفردا بروايته، بل شاركه فيه جماعة من الآخرين، فتكون المسئولية مجزأة بين هؤلاء جميعا"[16].
الخلاصة:
· لقد استغل الطاعنون اسم "النخعي" ومكانته بين المحدثين، ونسبوا إليه القول برد أحاديث أبي هريرة - رضي الله عنه - حتى يطعنوا في راوية الإسلام.
· إن هذه المقولة التي نسبت إلى إبراهيم النخعي لم يتصل إسنادها إليه - وإن صحت عنه - فهي لا تعني رده أحاديث أبي هريرة، وإنما تعني أن بعض الكوفيين المخالفين لإجماع الأمة هم الذين ردوا أحاديثه، وكيف ترد أحاديثه وهو المزكى بتعديل الله ورسوله وإجماع الأمة له.
· لقد أخذ النخعي بحديث أبي هريرة، وأخذه بحديثه - رضي الله عنه - يؤكد ثقته في أحاديثه، مما يبطل زعم المشككين ويرد عليهم دعواهم.
· لقد أثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي هريرة رضي الله عنه، ودعا له أن يحببه الله إلى عباده المؤمنين، فكيف لا يقبل حديثه الإمام النخعي، وهو المعروف بالتقوى والصلاح؟!
· لقد أثنى الصحابة والتابعون وكبار المحدثين على أبي هريرة بما هو أهله، فهل خفي هذا على الطاعنين أو أنهم قد تجاهلوه، أم أن شغلهم الشاغل هو الطعن والافتراء على الصحابة الكرام؟!
· لقد أخرجت أحاديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في الكتب الستة "البخاري ومسلم - وهما أصح كتب الحديث - وابن ماجه وأبو داود والترمذي والنسائي"، فهل كل هؤلاء لا يدرون صدق أبي هريرة، وهم الخبراء برجال الحديث؟!
· إن كثرة روايات أبي هريرة؛ ترجع لملازمته الدائمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - إذ لازمه ثلاث سنوات كانت حافلة بالأحداث، كما أنه سمع لكبار الصحابة، وترجع كذلك إلى كثرة الطرق والأسانيد عنه؛ فقد كان متفرغا بعكس كثير من الصحابة، بالإضافة إلى اختصاص النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا هريرة ببعض الأحاديث كما اختص - صلى الله عليه وسلم - كثيرا من الصحابة سواه.
· إن الطابع القصصي ليس عيبا في روايات أبي هريرة - رضي الله عنه - طالما وافق القرآن والسنة الصحيحة، وكان سنده صحيحا؛ وذلك لأن القرآن نفسه قد استخدم الطابع القصصي في كثير من سوره، فلماذا العجب من رواية أبي هريرة لمثل هذه الأحاديث؟!
(*) الحديث النبوي في الفكر الإسلامي الحديث,محمد حمزة, المركز الثقافي العربي، المملكة المغربية، ط1، 2005م. الرد على الطاعن في أبي هريرة رضي الله عنه, الحسن بن علي الكتاني.
[1]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: الحرص على الحديث، (1/233)، رقم (99).
[2]. الأنوار الكاشفة, عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني, المكتب الإسلامي، دمشق، ط2، 1405هـ/ 1985م، ص175، 176.
[3]. الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1383هـ/ 1970م، (7/ 438).
[4]. الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1383هـ/ 1970م، (7/ 433).
[5]. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1383هـ/ 1970م، (7/ 432: 434).
[6]. سير أعلام النبلاء،الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/ 621).
[7]. تدريب الراوي، جلال الدين السيوطي، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، مكتبة دار التراث، القاهرة، ط2، 1392هـ/ 1972م، (2/ 217).
[8]. السنة قبل التدوين, د. محمد عجاج الخطيب, مكتبة وهبة، مصر، ط4، 1425هـ/ 2004, ص450.
[9]. السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، د. مصطفى السباعي، دار السلام، القاهرة، ط3، 1427هـ/ 2006م، ص314.
[10]. الرد على الطاعن في أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، الحسن بن علي الكتاني، ص17.
[11]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: من خص بالعلم قوما دون قوم، (1/272)، رقم (128).
[12]. السنة قبل التدوين, د. محمد عجاج الخطيب, مكتبة وهبة، مصر، ط4، 1425هـ/ 2004, ص453.
[13]. سير أعلام النبلاء, الذهبي, تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م, (2/ 606).
[14]. الرد على الطاعن في أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ, الحسن بن علي الكتاني، ص20.
[15]. الرسول المعلم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأساليبه في التعليم، عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإسلامية، القاهرة، ط3، 1424هـ/ 2003م, ص194.
[16]. الرد على الطاعن في أبي هريرة، الحسن بن علي الكتاني، ص20.
why do men have affairs
redirect why men cheat on beautiful women