الزعم أن السنة مقتبسة من اليهودية وبعض الديانات
الهندية(*)
مضمون الشبهة:
يزعم بعض المغرضين أن السنة مأخوذة من التوراة، وبعض الديانات الهندية القديمة، ويستدلون على ذلك بأن ما دعت إليه السنة من فضائل عامة كالحق، والعدل، وحب الخير، هو نفس ما دعت إليه تلك الديانات. ويمثلون من السنة ببعض الأحاديث: منها حديث معاذ: "إن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا". زاعمين أن هذا الحديث مستوحى من النص التوراتي: "وراء الرب إلهكم تسيرون، وإياه تتقون، ووصاياه تحفظون، وصوته تسمعون، وإياه تعبدون" (التثنية 13: 4). بل إن كلمة "سنة" نفسها معربة عن "مشناه" العبرانية، وكذلك كلمة "حديث" معربة عن "هداش"، وأطلق المسلمون الأول كلمة "سنة" على ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أطلق اليهود "مشناة " على مجموعة من الروايات الإسرائيلية. رامين من وراء ذلك إلى الطعن في أصل السنة النبوية ومصدرها.
وجوه إبطال الشبهة:
1) إن التشابه بين السنة والتوراة تشابه مزعوم للبون الشاسع، والفرق الكبير بينهما في العقائد والشرائع، فلقد تعددت الأرباب في التوراة، ووصفت بما لا يليق من صفات تناقض صفات الله - عز وجل - في عقيدة التوحيد تناقضا تاما، وإذا كان ثمة ملامح تشابه، فما هذا إلا لأن التوراة قبل التحريف - في الأصل نبعت من المشكاة التي نبعت منها السنة النبوية وهي الوحي الإلهي.
2) إن الفضائل العامة كالحق، والعدل، وحب الخير, من لوازم الفطرة السليمة وإن غاب التدين, فمعرفة أصحاب الديانات المختلفة نابع من هذه الفطرة، ومن بقايا آثار الأديان السماوية قبل تحريفها، ومجيء تلك الفضائل في السنة دليل حجيتها وأنها وحي من عند الله لأن الإسلام دين الفطرة.
3) إن معاجم اللغة ومصادرها الأصيلة تثبت أن كلمتي السنة والحديث عربيتا الأصل، وليستا معربتين عن "مشناة " و"هداش"، وذلك لاختلاف كل منهما في الحروف والبنية، كما أنه لم يثبت اتصال ثقافي بين العرب الأميين واليهود، ليسمح لهم بالتعريب عن لغتهم.
التفصيل:
أولا. التشابه المزعوم بين الإسلام واليهودية:
إن التشابه بين اليهودية والإسلام، أو بين السنة والتوراة تشابه باهت، ينكره واقع اليهودية المحرف, قال الله - عز وجل - حكاية عنهم: )يحرفون الكلم عن مواضعه( (المائدة: 13), وما ادعاه المغرضون من تشابه ظاهري بين حديث معاذ، الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد... أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا"[1]. وبين النص التوراتي: "وراء الرب إلهكم تسيرون، وإياه تتقون، ووصاياه تحفظون، وصوته تسمعون، وإياه تعبدون" (تثنية 13: 4) - نقول إن ما زعموه من وجود تشابه بين النصين يزول بمعرفة معنى الرب عند اليهود؛ إذ إن الرب عندهم ذو صفات بشرية غير ثابتة، فهو مخلوق يراه البشر رأي العين، فلقد رآه يعقوب وصارعه وانتصر عليه، وهوـ الرب - يكل ويتعب ففي سفر التكوين: "وبارك الله اليوم السابع وقدسه؛ لأنه فيه استراح من جميع عمله" (التكوين 2: 3)، كما إن الرب عندهم مخرب مفسد يأمر بالسكر، وهو أيضا كذاب لص، والشيطان أصدق منه؛ ولذلك انتصر عليه، وتسلل ودخل الجنة، الرب كذلك يأمر بالسرقة؛ لأنه زعيم عصابة، وإضافة لما سبق فهو غير رحيم وغير عادل، ويندم على ما فعل، جاهل علميا لا يجيد الحساب، وخائن مخادع، ولذلك فهو يضرب ويستهزأ به، وأخيرا فالرب عندهم ملعون[2].
هذا عن صفات الرب عند اليهود، أما صفات الرب في الإسلام: فهو الواحد الأحد، العدل الرحيم الحكيم العالم المحيط، المتصرف في الكون بقدرته, المحيط بالعباد ولا يحيطون به، الذي لا تدركه الأبصار، وهو يدركها، الذي يقول للشيء كن فيكون، الذي لا يمسه تعب أو لغوب، المتفرد بالكمال، المنزه عن النقص، الذي له منتهى الكمال في كل ما نسب لنفسه من صفات.
قال تعالى: )الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم (255)( (البقرة).
وقال تعالى: )لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير (103)( (الأنعام)، وقال تعالى: )ولقد خلقنا السماوات والأرض ومـا بينهمــا في ستـة أيـام ومـا مسنـا مـن لغـوب (38)( (ق)، وقال تعالى: )هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم (22) هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون (23) هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (24)( (الحشر)، وغير ذلك من الأيات.
ومن ثم فلا وجه للتشابه بين عقائد المسلمين وعقائد اليهود، وعليه فلا تشابه بين حديث معاذ السابق، وهذا النص التوراتي.
ونستطيع أن نقول - بكل اطمئنان - إن السنة جاءت نقية من الإسرائيليات؛ إذ سخر الله تعالى لها من العلماء من سهر على تنقيحها، ومعرفة صحيحها من سقيمها، وألفوا في ذلك مؤلفات عظيمة، فجاءت السنة نقية خالية من أية إسرائيليات، قد تتسرب إليها. ويمكننا أن نمثل لبعض تلك الجهود في مصنفات أولئك الجهابذة بما كان من ابن الجوزي في "الموضوعات"، ومن السيوطي في "الآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. وينبغي أن ندرك أن عدم قبول علماء الحديث هذه الروايات ليس لأنها في ديانة غير ديانتنا، ولكن
لأنها لم تثبت صحتها علميا.
وإذا وجدنا - فرضا - بعض التشابه بين ما جاءت به السنة وما جاء في التوراة، فذلك لأنها من مشكاة واحدة، وهي الوحي الإلهي، ولا يلزم - أبدا - من هذا التشابه أن تكون السنة قد اقتبست من التوراة، خاصة وأن السنة أشمل، وأعم، وأغنى، وأصح، فهل يأخذ الصحيح من السقيم[3]؟!
ومعلوم أن البون شاسع بين الإسلام والديانات التي سبقته، وبعيد جدا بين الأمة الإسلامية التي قامت به، والأمم الأخرى التي عاصرتها، أو تقدمت عنها؛ إذ إن الدين الذي أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم - أوسع أقطارا وأرحب آفاقا مما سبقه، فكيف يتصور أن يأخذ الغني من الفقير، وأن يستعين القادر بالعاجز؟! ثم إن التوراة لم تتحدث عن الدار الآخرة - نعني الصحف التي بين يدي اليهود الآن - فهل ما حفل به الإسلام من حديث عن الدار الآخرة، وعن الجنان وما فيها من مثوبة، والنيران وما فيها من عقوبة، مأخوذة من التوراة؟!
إن الملامح العلمية التي تفرد بها الإسلام، والتي تميز معالمه تمييزا حاسما، لا حصر لها في أصليه العظيمين الكتاب والسنة، فكيف يحاول أصحاب هذه الشبهة إيهام الناس بأن الإسلام ناقل عمن سبقوه؟!
وكيف يصدق العقل السليم هذا؟! وأي منطق استندوا عليه في حكمهم بعدم أصالة السنة ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟! ولو قلنا لهؤلاء - مثلا - إن أرسطو أخذ أفكاره عن خباز يوناني قديم، لقامت الدنيا ولم تقعد[4]، ولاتهمونا بالجهل، ونكران شيء معلوم لدى الجميع، علما بأن أفكار أرسطو لم تصل إلينا موثقة كالسنة، ولم ينص على اتباعها كتاب مقدس كالقرآن، ولكن هذا هو شأنهم يقلبون الحقائق، ما دام هذا سيساعدهم على هدم الإسلام.
وأخيرا.. إن السنة وحي الله غير المتلو المنزل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - والتي نقلت إلينا بطرق لم يعرف العالم مثلها في التوثيق وتحري الدقة، والمصونة بعناية ممن سخرهم الله لها من علماء الحديث وصيارفته، حتى وصلت إلينا سليمة من كل عيب منزهة عن أي نقص، صحيحة من أي سقم، وهذا كله مما يزيد ثقتنا في نقائها وخلوصها للتشريع في مقابل ما يحاوله أعداؤها من الطعن في مصدرها والتشكيك في حجيتها.
ثانيا. وحدة القيم الأخلاقية في الديانات السماوية:
ومن نافلة القول أن نشير إلى أن القيم الأخلاقية، كالحق، والعدل، والمساواة، قيم خالدة لا تتغير، عامة لا تختص بأمة دون أمة، فالعدالة التي هي القيمة الأساسية العامة في مجال القانون والتشريع، قيمة مطلقة مثل البدهيات الرياضية، ولذلك وجدنا أمم الأرض تدين الظلم والظالمين، ولم نجد أمة تزعم أن العدالة قيمة سلبية، أو أن الظلم قيمة إيجابية، وكذلك القيم الأخلاقية من الوفاء بالعهد والأمان، والشجاعة، وبر الوالدين، فكل هذه قيم إنسانية سامية بالفطرة، توجد في الإنسان لكونه إنسانا، وليس لكونه ينتمي لدين معين صحيحا كان هذا الدين أم غير صحيح[5]، فالإنسان مفطور على الخير ولكنه يلوث فطرته باتباعه لشياطين الإنس والجن الذين قال الله فيهم: )يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا( (الأنعام: ١١٢).
ولقد أقرت السنة كل هذه الصفات النبيلة؛ وذلك لأن الوحي لا ينافي الفطرة بأي حال، وهذه الصفات هي المقصودة بالعرف في قوله تعالى: )خذ العفو وأمر بالعرف( (الأعراف: 199). فالعرف هنا ما كان عند العرب من عادات وصفات نبيلة كالكرم، والشجاعة وغيرها.
وعليه فوجود تلك الصفات والقيم الأخلاقية في غير الإسلام، نابع من الفطرة السليمة وأيضا من بقايا آثار الأديان السماوية قبل تحريفها أو العدول عنها. ووجود القيم السامية في السنة نابع من الوحي الذي هو دين الفطرة )فطرت الله التي فطر الناس عليها( (الروم: ٣٠)، وذلك لحكمة إلهية عظيمة، وهي تحقيق شمولية الإسلام، ومناسبته لكل الشعوب والأفراد التي تختلف فيما بينها، فناسب ذلك أن يكون الإسلام متسقا مع ما هو مرتكز في كل النفوس البشرية جامع بينها، وهذا ما يطلق عليه - كما سلف الذكر - "الفطرة"[6].
واستنادا إلى ما سبق نجد أن وجود الفضائل والقيم التي تدعو السنة إليها في غير الإسلام من ديانات، لا يلزم عنه أن تكون السنة مقتبسة من هذه الديانات، ولكن لأن السنة وحي من عند الله )إن هو إلا وحي يوحى (4)( (النجم). والله هو الأعلم بالنفوس البشرية وما يصلحها، فأنزل إليها ما يناسبها ولا يختلف معها، ويحقق لدينه ما أراد من العالمية والشمولية، والامتداد عبر الزمان والمكان.
ثالثا: الفرق بين الألفاظ العربية والعبرية:
إن معاجم اللغة العربية ترفض أن تكون كلمتي "السنة" و"الحديث" معربتين عن لفظي "مشناة" و"هداش" العبريتين، كما أنه لم يكن هناك اتصال بين العرب وأهل الكتاب يسمح بالتعريب عن لغتهم، ويمكننا أن نلخص اعتراض المغرضين على كلمتي سنة وحديث ملخص في نقطتين؛ أن المسلمين عربوهما من كلمتي "مشناة" و"هداش" العبرانيتين، أو أن المسلمين أطلقوا كلمة "سنة" على الروايات المحمدية في مقابل ما صنعه اليهود من إطلاقهم كلمة "مشناة" على مجموعة الروايات الإسرائيلية التي شرحت التوراة.
وفيما يتعلق بالنقطة الأولى أقول: إن معاجم اللغة العربية ومظان التعريب ترفض القول بتعريب "مشناة" إلى "سنة"، أو "هداش" إلى "حديث". فقواعد التعريب لا تجيز ذلك لاختلافهم في الحروف والبنية، فضلا عن أن كتب المعرب لم تشر إليها ألبتة في سياق ذكرها للكلمات المعربة، ثم إننا نلحظ عدم وجود دليل تاريخي يثبت التقاء العرب الأميين باليهود، ذلك أن العرب أمة أمية، وقبل الإسلام كانت وثنية الدين، ولم تكن هناك دلائل اتصال ثقافي بين العرب واليهود، من حيث التقاليد والعادات، ولا من حيث نظام الأسرة، ولا من حيث الطقوس الدينية، فمن أين توصل العرب للتعرف على "مشناة" العبرية، ليعربوا عنها كلمة "سنة"، أو يعربوا "حديث" عن لفظة "هداش" العبرية[7]؟!
وإضافة لما سبق فنحن نجد كلمتي "سنة" و "حديث" موجودتين في أصول اللغة قرآنا وسنة وقبلهما في شعر العرب؛ إذ هو يمثل مرجعية لغوية عليا لا تدانيها مرجعية إلى أن جاء القرآن، كما أنهما صالحتان لتطبيق كل القواعد الصرفية للغة العربية.
أما كلمة "سنة" فمن معانيها في اللغة: الطريقة المتبعة، حسنة كانت أم "قبيحة". قال خالد بن زهير الهذلي:
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها
فأول راض سنة من يسيرها[8]
وفي التنزيل: )وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهـم إلا أن تأتيهـم سنـة الأوليـن أو يأتيهـم العـذاب قبـلا (55)( (الكهف)، وقال تعالى: )سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا (77)( (الإسراء).
وفي الحديث الشريف، قال صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا، وذراعا ذراعا...»[9]. وقال: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ»[10].
كما أنها قابلة للاشتقاق طبقا لقواعد اللغة، فـ: سن، يسن، سنا، وسنة، وهو سان، واسم المفعول مسنون.
وكلمة "الحديث": أيضا موجودة في أصول اللغة، والحديث هو: كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع، أو الوحي في يقظة أو منام[11]، قال عز وجل: )وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا( (التحريم: 3)، وقال: )هل أتاك حديث الغاشية (1)( (الغاشية)، وسمى الله تعالى كتابه حديثا، فقال: )فليأتوا بحديث مثله( (الطور: ٣٤)، وقال: )ومن أصدق من الله حديثا (87)( (النساء).
وقال عنترة بن شداد:
ولي في كل معركة حديث
إذا سمعت به الأبطال ذلوا
وعليه فكلمتا سنة وحديث عربيتان غير معربتين عن أي لغة.
هذا عن النقطة الأولى، وأما عن النقطة الثانية: وهي أن المسلمين أطلقوا كلمة "سنة" علما على الروايات المحمدية، كما أطلق اليهود "مشناة" على مجموعة الروايات الإسرائيلية التي شرحت التوراة.
نقول: إن المسلمين الأوائل لم يطلقوا كلمة "سنة" علما على شيء من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن السنة لم تأخذ حظها من التدوين الرسمي إلا بعد المائة الأولى من الهجرة، ولكنهم استعملوا كلمة "سنة" في توضيح حياتهم السلوكية على نظام ما كان يسلكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم إن السنة النبوية لم تكن مجموعة الروايات المحمدية فقط، بل هي ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول، أو فعل، أو تقرير لعمل الصحابة في سلوك معين يتفق مع مبادئ الإسلام.
والفرق كبير بين السنة الإسلامية والمشناة اليهودية التي لا تتعدى أن تكون مجموعة شروح للتوراة، بيد أنها المصدر الأول للتشريع عند اليهود، وأما السنة الإسلامية فغير ذلك؛ إذ لا دخل لأحد من المسلمين فيها إلا بالعناية والحفظ والتنفيذ، وهي عندنا - المسلمين - المصدر الثاني للتشريع.
وبهذا يتضح لنا أن الكلمتين "سنة" و"حديث" عربيتان، ومن المستحيل أن يكون المسلمون قد عربوا كلمة "سنة" من كلمة "مشناة"، أو كلمة "حديث" من كلمة "هداش"[12].
وبذلك تتهاوى هذه الشبهة وتنهار دعائمها أمام هذا البيان الوافرالمفند لأدلتها، الداحض لافتراءاتهم.
الخلاصة:
· لا شك أن هناك اختلافا كبيرا بين الديانة اليهودية والنصرانية المحرفتين وباقي الديانات الوضعية من جهة، وبين ما جاء به الإسلام من جهة أخرى.
· لقد تفرد الإسلام - في قرآنه وسنته - بملامح تميز معالمه تميزا فاصلا عما سبقه من ديانات لما أصابها من تحريف في مجال العقيدة والتشريع.
· إن التشابه بين ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين ما جاءت به الديانات الأخرى، إنما هو - أي التشابه - في الفضائل والقيم والمبادئ العامة التي لا تختص بدين معين، ولا تنحصر في وطن محدود، ولكنها من لوازم الفطرة السليمة. التي فطر الله عليها عباده كما قال تعالى: )فطرت الله التي فطر الناس عليها( (الروم: ٣٠).
· وجود الفضائل العالية والقيم السامية في السنة دليل حجيتها، وأنها وحي من عند الله تعالى لأن الإسلام دين الفطرة.
· إن كلمتي "سنة" و"حديث" عربيتا الأصل، وليست معربتين عن "مشناة"، و"هداش"، لاختلافهم في الحروف والبنية، كما أن عدم ثبوت اتصال ثقافي بين العرب واليهود يسمح لهم بالتعريب عن لغتهم، يدفع هذه الفرية.
· إن وجود كلمتي "سنة" و"حديث" في القرآن الكريم والسنة النبوية والشعر العربي - بوصفهم المرجعية اللغوية - ليشهد بأصالة هاتين الكلمتين في العربية، ويعضد هذا قابلية الكلمتين لتطبيق قواعد اللغة عليهما صرفا ونحوا.
(*) السنة الإسلامية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين, د. رءوف شلبي، دار الطباعة الحديثة، مصر، 1987م. الوحي القرآني في المنظور الاستشراقي ونقده, د. محمود ماضي، دار الدعوة، مصر، ط1، 1416هـ/ 1996م. كيف ولماذا التشكيك في السنة "دراسة نقدية", د. أحمد عبد الرحمن، مكتبة وهبة، مصر، ط1، 1428هـ/ 2005م. السنة النبوية بين كيد الأعداء وجهل الأدعياء, د. حمدي عبد العظيم الصعيدي، مكتبة أولاد الشيخ، مصر، ط1، 2007م.
[1]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: التوحيد، باب: ما جاء في دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمته إلى توحيد الله، (13/ 359)، رقم (7373).
[2]. انظر: أضواء على المسيحية دراسة تحليلية للكتاب المقدس "الإنجيل", أحمد ديدات، ترجمة: عادل جلول، دار القارئ، بيروت, ط1، 1425هـ/ 2004م، ص255.
[3]. انظر: دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين، محمد الغزالي، دار نهضة مصر، القاهرة، ط1، 2002م، ص56: 58 بتصرف.
[4]. دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين، محمد الغزالي، دار نهضة مصر، القاهرة، ط1، 2002م، ص58.
[5]. كيف ولماذا التشكيك في السنة، د. أحمد عبد الرحمن، مكتبة وهبة، مصر، ط1، 1428هـ/ 2005م، ص28 بتصرف.
[6]. انظر: الإسلام دين الفطرة والحرية، عبد العزيز جاويش، دار الهلال، القاهرة، د. ت، ص42: 52 بتصرف.
[7]. السنة الإسلامية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين, د. رءوف شلبي، دار الطباعة الحديثة، مصر، 1987م، ص24: 28 بتصرف.
[8]. لسان العرب، مادة "سنن".
[9]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: قـول النبـي ـ صلى الله عليه وسلـم ـ لتتبعـن سنـن مـن كــان قبلكــم، (13/ 312)، رقم (7320).
[10]. صحيح: أخرجه أبو داود في سننه (بشرح عون المعبود)، كتاب: السنة، باب: في لزوم السنة، (12/ 234)، رقم (4594). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (4607).
[11]. كتاب الكليات، أبو البقاء أيوب بن موسى الكفومي، تحقيق: عدنان درويش ومحمد المصري، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1419هـ/ 1998م، ص555.
[12]. انظر: السنة الإسلامية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين, د. رءوف شلبي، دار الطباعة الحديثة، مصر، 1987م، ص27، 28 بتصرف.