اتهام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخالفة ما شرعه من تحريم الرشوة (*)
مضمون الشبهة:
يتهم بعض المغالطين النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه خالف ما شرعه من تحريم للرشوة؛ مستدلين على ذلك بتقديمه - صلى الله عليه وسلم - رشوة لمالك بن عوف - أحد زعماء ثقيف - حين رد عليه - صلى الله عليه وسلم - ماله وأهله وأعطاه مائة من الإبل بعد غزوة حنين، في حين كان - صلى الله عليه وسلم - يحرم الرشوة،ومن ذلك: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي».[1] ويرمون من وراء ذلك إلى إثبات أنه - صلى الله عليه وسلم - ناقض نفسه وخالف بعض ما شرع؛ بغية التنفير من شرع لم يتبعه مبلغه، وهو أولى الناس باتباعه.
وجها إبطال الشبهة:
1) العطاء لتأليف القلوب كان تشريعا ربانيا نص عليه القرآن الكريم، وقد أثبتت الأيام مدى حكمة هذا التشريع خاصة في بداية ظهور الدعوة الإسلامية وانتشارها.
2) إذا كانت الرشوة تدفع من الضعيف إلى من يملك القدرة والقوة، فهل هذا حال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع مالك بن عوف؟! وهل اقتصر عطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه وحده؟
التفصيل:
أولا. العطاء لتأليف القلوب تشريع إلهي حكيم:
مما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام بيان رأي العلماء في العطاء لتأليف القلوب، إذ يرى الإمام ابن القيم أنه قد يتعين على الإمام أن يتألف أعداءه؛ لاستجلابهم إليه ودفع شرهم عن المسلمين، فيقول: الإمام نائب عن المسلمين يتصرف لمصالحهم وقيام الدين، فإن تعين ذلك - أي التأليف - للدفع عن الإسلام والذب عن حوزته واستجلاب رءوس أعدائه إليه، ليأمن المسلمون شرهم، ساغ له ذلك، بل تعين عليه... فإنه وإن كان في الحرمان مفسدة، فالمفسدة المتوقعة من فوات تأليف هذا العدد أعظم، ومبنى الشريعة على دفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما، وتحصيل أكمل المصلحتين بتفويت أدناهما، بل بناء مصالح الدنيا والدين على هذين الأصلين[2].
والتأليف - بإعطاء المال - لحديث العهد بالكفر إنما هو من قبيل الإغراء والتشجيع في أول الأمر؛ حتى يخالط الإيمان بشاشة القلب، ويتذوق حلاوته[3].
لقد كان الهدف من هذا العطاء المجزي لمالك بن عوف ولغيره هو تحويل قلوبهم من حب الدنيا إلى حب الإسلام، أو كما قال أنس بن مالك: «إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها».
وهذا ما عبر عنه صفوان بن أمية حين قال: «لقد أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلي، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي»،[4] [5] فكان هذا العطاء من البواعث على إسلامه.
لقد نفل[6] النبي - صلى الله عليه وسلم - رءوس القبائل والعشائر ليتألفهم وقومهم به على الإسلام؛ لما فيه من تقوية الإسلام وشوكته وأهله واستجلاب عدوه إليه، وما ظنك بعطاء قوى الإسلام وأهله، وأذل الكفر وحزبه، واستجلب به قلوب رءوس القبائل والعشائر الذين إذا غضبوا غضب لغضبهم أتباعهم، وإذا رضوا رضي أتباعهم لرضاهم، فإذا أسلم هؤلاء لم يتخلف عنهم أحد من قومهم، فما أعظم هذا العطاء، وما أجداه وأنفعه للإسلام وأهله.
ومعلوم أن الأنفال لله ولرسوله، يقسمها رسوله - صلى الله عليه وسلم - حيث أمره لا يتعدى الأمر، فلو وضع الغنائم بأسرها في هؤلاء لمصلحة الإسلام العامة، لما خرج عن الحكمة والمصلحة والعدل، ولله - سبحانه وتعالى - أن يقسم الغنائم كما يحب، وله أن يمنعها الغانمين جملة كما منعهم غنائم مكة، وقد أوجفوا عليها بخيلهم وركابهم، وله أن يسلط عليها نارا من السماء تأكلها، وهو في ذلك كله أعدل العادلين، وأحكم الحاكمين، وما فعل ما فعله من ذلك عبثا، ولا قدره سدى، بل هو عين المصلحة والحكمة والعدل والرحمة، مصدره كمال علمه وعزته وحكمته ورحمته[7].
إذن فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ما هو إلا منفذ لأوامر الله - عز وجل - والله أعلم بما يصلح العباد، وله - عز وجل - في كل تشريع حكمة، فهل يتهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمخالفته للتشريع؟! إن الأمر عكس ما يدعيه القوم؛ إذ ليس لأمر تأليف القلوب علاقة بما ادعاه المغالطون من أنها رشوة، فأية مصلحة شخصية للرسول - صلى الله عليه وسلم - يحققها من وراء إسلام هؤلاء؟!
لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم أن بعض النفوس عبيد الإحسان فتألفهم بذلك، وهو ضرب من ضروب السياسة الشرعية الحكيمة، ولهذا جعل الشارع الحكيم للمؤلفة قلوبهم سهما في الزكاة، ونعما فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن كثيرين ممن لم يسلموا قد أسلموا، وكثيرين ممن أسلموا ولم تشرب قلوبهم حب الإيمان قد صاروا بعد من أجلاء المسلمين، وأعظمهم نفعا للإسلام[8].
ويتضح من هذا التفصيل أن إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم - لحديثي العهد بكفر - كان لتأليف قلوبهم، وأن ذلك لم يكن من تلقاء نفسه - صلى الله عليه وسلم - عن هوى، وإنما كان تشريعا إلهيا وحكمة رائعة ظهر أثرها القوي في بداية الدعوة، وكان هذا التشريع من أسباب الانتشار السريع للإسلام في القلوب والوجدان قبل الأراضي والبلدان، وصدق الله العظيم إذ يقول سبحانه وتعالى: )وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى( (4) (النجم).
ثانيا. إذا كانت الرشوة تدفع من الضعيف إلى من يملك القدرة والقوة، فهل هذا هو حال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع مالك بن عوف؟! وهل اقتصر عطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه وحده؟
قبل أن نشرع في الإجابة عن هذا السؤال، يحسن بنا أن نذكر تلك المناسبة التي استغلها هؤلاء، وراحوا يخلطون الأمور، ويثيرون الشكوك حول تشريع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومصداقيته في تنفيذه.
فبعد أن انتصر النبي - صلى الله عليه وسلم - على هوازن وثقيف وأحلافهما في غزوة حنين، وقتل منهم من قتل، أمر بجمع السبي من النساء والذراري، والغنائم من الإبل والغنم والمال، وأمر أن تساق إلى الجعرانة[9]، فتحبس ريثما تقسم.
ثم اتجه النبي - صلى الله عليه وسلم - صوب الطائف مطاردا الفلول المنهزمة من هوازن وثقيف، فحاصر الطائف بضعا وعشرين ليلة، وقيل: سبع عشرة ليلة.
على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد إلى الجعرانة من غير أن يفتح الطائف، حيث وجد الغنائم والسبايا ليقسمها، فوافاه بها وفد هوازن وقد جاءوا مسلمين، فقالوا: "يا رسول الله، إنا أهل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك، وقام إليه خطيبهم زهير بن صرد فقال: يا رسول الله، إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، ثم أنشد بعض الشعر.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعرف الناس بالجميل، وأرحم الناس بكليم[10] القلب، وكسير الجناح، فرد إلى هوازن نساءها وذراريها.
وأكمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بره وصلته، فسأل وفد هوازن عن رئيسهم مالك بن عوف، فقالوا: هو بالطائف مع ثقيف، فلما بلغ ذلك مالكا، انسل من ثقيف خفية، وركب فرسه حتى أتى رسول الله بالجعرانة أو بمكة، فأسلم فرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهله وماله، وأعطاه المائة، مما جعل لسانه ينطلق بمدح النبي - صلى الله عليه وسلم - واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على من أسلم من قومه، وقد أسرت هذه المعاملة الكريمة مالكا، فكان يقاتل بمن أسلم من قومه ثقيفا[11].
ولنا أن نتساءل: هل ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - مع مالك بن عوف يعد رشوة؟
من المعروف أن الرشوة تعطى من الضعيف أو المحتال؛ لينال شيئا لا يستحقه في الأعم الأغلب، كما أن من المعروف - أيضا - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي هزم هوازن وثقيفا، فهو - إذن - في موقف القوة والقدرة، بينما هوازن وثقيف بقيادة مالك بن عوف في موقف الضعف، ومع ذلك فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرد عليهم أهلهم وأموالهم، ولكن لماذا كل هذا؟!
إن ثمة بونا شاسعا بين الرشوة وما يعطى لتأليف القلوب، أو بعبارة أخرى هناك بون شاسع بين المرتشين والمؤلفة قلوبهم. أما المرتشون فقد عرفناهم من تعريف الرشوة.
وأما المؤلفة قلوبهم فقد ذكر د. محمد بلتاجي أنهم كانوا ثلاثة أنواع:
1. مشركون بعيدون بقلوبهم عن الإسلام، يعطون ليكفوا أذاهم عن المسلمين، وللاستعانة بهم على غيرهم من المشركين عند الحاجة كذلك، لئلا يتكتل المشركون كلهم في معركة واحدة ضد القوة الإسلامية الناشئة.
2. مشركون من رؤساء القوم، عندهم استعداد نفسي لإعادة النظر في الدعوة، فيعطيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الصدقات، ويقربهم ليتصلوا بمبادئ الدعوة ورجالها اتصالا مباشرا، فإما آمنوا بها وإما ضعف عداؤهم لها، فلم يمنعوا من أسلم من قومهم من الثبات على الإسلام.
3. مسلمون حديثو عهد بكفر، وإيمانهم ما زال ضعيفا، وما زالت تسيطر عليهم المفاهيم المادية التي سادت حياتهم من قبل، فيعطون لئلا يرجعوا إلى الكفر بسبب الحاجة؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم تماما أن الرجل الجائع ضعيف الإيمان يصعب عليه الإيمان بأي شيء.
ولم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدخر جهدا أو مالا في سبيل الإسلام، قال أنس بن مالك: «ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام شيئا إلا أعطاه، قال: فجاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم، أسلموا، فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة» [12] [13].
"إن استخدام المال في تأليف القلوب مما جرت عليه البشرية على مر العصور، وتأليف النبي - صلى الله عليه وسلم - لقلوب هؤلاء لم يكن بدعا. ألا نجد شبيها لذلك فيما تفعله بعض الدول الآن، من إعطاء المعونات المادية للدول التي تخالفها في العقيدة ونظام الحكم وفي السياسة؛ وذلك لأهداف معينة، كمحاولة الاجتذاب العقائدي، ومنع الاشتراك في أحلاف معادية، وغير ذلك من الأهداف التي تحقق مصالحها الخاصة أولا" [14]؟!
على أن هناك أمرا تجدر الإشارة إليه، وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعط مالك بن عوف وحده، وإنما أعطى لزعماء قريش وتميم، عطاء عظيما؛ إذ كان عطية الواحد منهم مائة من الإبل.
ومن هؤلاء أبو سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، وحكيم بن حزام، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن الفزاري، والأقرع بن حابس، ومعاوية ويزيد ابنا أبي سفيان، وقيس بن عدي، وكان الهدف من هذا العطاء المجزي هو تحويل قلوبهم من حب الدنيا إلى حب الإسلام، أو كما قال أنس بن مالك: «إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها».[15] [16] ويبدو هذا واضحا جليا عندما وزع النبي - صلى الله عليه وسلم - الغنائم، ولم يعط الأنصار منها، فشكا بعضهم ذلك، وبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قالوه، فجمعهم وقام فيهم خطيبا، وكان فيما قال: «أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة[17] من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، أفلا ترضون؟!»[18] [19] وفي هذا تأكيد على أن العطية كانت لمجرد تأليف القلوب حديثة العهد بالإسلام.
ترى.. هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد كل هذا راشيا هؤلاء؟! أم كان يعطيهم ليتألف قلوبهم إلى حب الإسلام؟! بالطبع كان يعطيهم ليتألف قلوبهم إلى حب الإسلام، وظل هذا العطاء حتى وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفي خلافة أبي بكر جاء رجلان من المؤلفة قلوبهم إلى الخليفة، وطلبا منه أرضا قائلين: إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة، فإن رأيت أن تعطيها لنا، فكتب لهما كتابا بذلك - وليس في القوم عمر - فانطلقا إليه ليشهدهما، فلما سمع عمر ما في الكتاب تناوله من أيديهما، وتفل فيه فمحاه، وقال لهما: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتألفكما، والإسلام يومئذ قليل، وإن الله قد أغنى الإسلام وأعزه اليوم، فاذهبا فأجهدا جهدكما كسائر المسلمين، فالحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فرجعا إلى أبي بكر متذمرين وقالا مقالة سيئة، فوافق أبو بكر عمر - رضي الله عنهما - على ما فعله ورجع إليه، فقالا له: الخليفة أنت أم عمر؟! قال أبو بكر هو إن شاء[20].
أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - إذن مالك بن عوف مائة من الإبل - بعد أن رد عليه أهله وماله - بدافع تأليف قلبه، لا كما زعم هؤلاء المغالطون، كما أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعط مالكا وحده، وإنما أعطى عطاء جزيلا لغيره من زعماء القبائل. وما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في حاجة إلى رشوة هؤلاء، ولا سيما أنه كان منتصرا عليهم، ولا حاجة له بهم، إلا أن يدخلوا في الإسلام.
وتلك سياسة حكيمة من النبي - صلى الله عليه وسلم - تدل على معرفته بمعادن الرجال، وما يصلح لاستمالتهم.
وبهذا التفصيل يتبين أن عطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لتأليف القلوب وليس رشوة، وأنه تشريع رباني حكيم مؤثر ناجح.
الخلاصة:
· إن العطاء لتأليف القلوب تشريع رباني أمر الله - عز وجل - به وحث عليه في كتابه؛ حيث جعل للمؤلفة قلوبهم نصيبا من الزكاة، وقد أثبتت الأيام مدى الحكمة في تأليف القلوب ودوره في انتشار الإسلام.
· هناك فرق بين تأليف القلوب والرشوة؛ فتأليف القلوب يكون لصالح من يأخذ العطاء، فالعطاء هنا إنقاذ لنفسه من ضلال فكره وفساد عقيدته، في حين أن الرشوة تعطى من ضعيف أو محتال لينال شيئا لا يستحقه في الأعم الأغلب.
· لم يأت مالك بن عوف مع وفد هوازن حينما جاءوا يعلنون إسلامهم - بعد أن انتصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون عليهم في حنين، وإنما ظل مع ثقيف بالطائف، فأراد الرسول أن يتألف قلبه ويدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه رسالة مع وفد هوازن، إن هو جاء مسلما رد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل، وهذا التأليف ليس له أدنى علاقة بالرشوة كما ذكرنا.
· إن المطالع لتاريخ هذا الحدث وهو تأليف قلوب المشركين يجد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعط مالك بن عوف وحده، وإنما أعطى غيره من زعماء العرب؛ ليتألف قلوبهم إلى حب الإسلام، فهل هذه رشوة؟! وأين المصلحة التي حققها الرسول - صلى الله عليه وسلم - من وراء هذه الرشوة المدعاة إلا إسلام هؤلاء؟! ما المصلحة الشخصية للرسول صلى الله عليه وسلم؟ وقد بلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما على الرسول إلا البلاغ المبين، أفيخالف الرسول ويعصي أمر ربه وشرعه فيما يتعلق بتحريم الرشوة من أجل أناس هم في موقف الضعف والعوز، وهو في موقف القوة؟! وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال في صلح الحديبية: «إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري»[21].
(*) بلاد