الزعم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ساحرا ولم يكن نبيا (*)
مضمون الشبهة:
يزعم بعض المغرضين أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان إلى سمات السحرة أدنى من المعهود من خصال الأنبياء؛ مبرهنين على ذلك بما يزعمونه من أن كلامه - صلى الله عليه وسلم - إنما هو من جنس أسجاع الدجالين والمشعبذين، وبما ادعوه من أنه - صلى الله عليه وسلم - كان على صلة بالجن حتى حبس جماعة منهم في تمثال له. ويرمون من وراء ذلك إلى صرف الناس عن اتباعه - صلى الله عليه وسلم - ونسبة ما بعث به إلي سحر السحرة ودجل الدجالين.
وجها إبطال الشبهة:
1) أعداء الرسول - صلى الله عليه وسلم - نفوا عنه السحر, وإن كانوا قد كابروا وتمادوا في تكذيبهم له, كما أن السحر يختلف عن النبوة والوحي, ولا يصح أن يوصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2) شدد النبي - صلى الله عليه وسلم - في النهي عن اتخاذ الأوثان والتصاوير، أما أنه - صلى الله عليه وسلم - حبس جماعة من الجن في تمثال له فلا دليل عليه، ولا يعرفه المسلمون ولا يثبتونه.
التفصيل:
أولا. انتفاء السحر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نشير بداية إلى أن هذا المسلك الذي يسلكه خصوم الإسلام للنيل من النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما ضاق بهم التفكير، واستبد بهم القلق، وسيطر عليهم الفزع، فأطلقوا ألسنتهم بالسوء، وزعموا مزاعم باطلة فنسبوا السحر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم - قد سلكه من قبلهم مشركو مكة [1] فقد روت كتب السيرة: أنه عندما اقترب موسم الحج، اجتمع مشركو مكة في دار الوليد بن المغيرة ليتشاوروا في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال الوليد: إنه قد حضر هذا الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فأجمعوا فيه رأيا واحدا، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا، قالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل، وأقم لنا رأيا نقل به.
قال: بل أنتم فقولوا أسمع. قالوا: نقول: كاهن. قال: لا، والله، ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة[2] الكاهن ولا سجعه. قالوا: فنقول: شاعر. قال: ما هو بشاعر، لقد عرفنا أنواع الشعر فما هو بالشعر. قالوا: فنقول: ساحر. قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السحار فما هو بنفثهم ولا عقدهم. ولكن قولوا: ساحر؛ جاء بقول هو سحر يفرق بين المرء وزوجه، وبين الولد وأبيه، وكلام محمد - القرآن - يفرق بين المرء وزوجه، وبين الولد وأبيه، فقولوا ساحر.
واعترف المشركون في دخيلة نفوسهم بصحة تلك الملاحظات، فكلهم قد أحسوا - في قليل أو كثير - أنه قد غزا قلوبهم ذلك الكلام العجيب، الصادر من أعماق قلب الرسول الموحى إليه، وكلهم كثيرا ما كانوا على وشك الخضوع لتلك الألفاظ الأخاذة التي ألهمها إيمان سماوي، ولم يمنعهم عن الإسلام إلا قوة حبهم لأعراض الدنيا، ولملذاتهم وميولاتهم التي حاربها الدين الجديد حربا شعواء[3].
وذهب عتبة بن ربيعة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول له: أأنت خير أم عبد الله؟ أأنت خير أم عبد المطلب؟! إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك، فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم، فقل يسمع لقولك، لقد فضحتنا في العرب حتى طار فيهم أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا، ما تريد إلا أن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى..!! فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها؛ لعلك تقبل منها بعضا، فقال صلى الله عليه وسلم: "قل يا أبا الوليد أسمع".
فقال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا؛ جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا؛ سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا؛ ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا[4] تراه لا تستطيع رده عن نفسك؛ طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه - أو كما قال له - حتى إذا فرغ عتبة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أوقد فرغت يا أبا الوليد"؟ قال: نعم، قال: "فاسمع مني"، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: )حم (1) تنزيل من الرحمن الرحيم (2) كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (3) بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4)( (فصلت). ثم مضى رسول الله فيها فقرأها عليه، وقد أنصت عتبة لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما، يسمع منه، ثم انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قوله سبحانه وتعالى: )فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود (13)( (فصلت).
فأمسك عتبة على فيه - صلى الله عليه وسلم - وناشده الرحم أن يكف عن ذلك، ثم انتهى إلى السجدة فيها فسجد، ثم قال: "قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك"!!
فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني سمعت قولا، والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة. يا معشر قريش، أطيعوني فاجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه. قال: هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم.
وهذا الفكر الجاهلي هو فكر كل مجتمع ضال منحرف، يصم آذانه عن دعوة الحق، ويغمض عينه دون نور الهداية[5].
إنهم يغالطون أنفسهم، ويغالطون قومهم لستر مكابرتهم، ولدفع ما ظهر من الغلبة عليهم، وهذا شأن المغلوب المحجوج أن يتعلق بالمعاذير؛ ذلك لأن هناك فروقا أساسية واضحة بين النبوة والسحر، في مصدرهما، والموصوف بهما والأثر الناتج عنهما:
1. فمصدر النبوة هو الله تعالى الذي يصطفي من يشاء من عباده، والله هو أهل التقوى وأهل المغفرة، وهو - سبحانه وتعالى - نور السماوات والأرض، وهو - عز وجل - الرحمن الرحيم، قال سبحانه وتعالى: )وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم (84)( (الزخرف).
أما مصدر السحر فهو شياطين الجن المتمردون على الطاعة، المتربصون بالإنسان، وشعارهم قول إبليس الأول: )قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم (16) ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين (17)( (الأعراف).
2. وصاحب النبوة هو الإنسان الكامل والنموذج الرفيع للبشرية، وسيرته أنقى سيرة يعرفها التاريخ.
أما الساحر فهو الأفاك الأثيم، همته دنيئة، وسلوكه منحرف، وغايته سلب أموال الناس وهتك أعراضهم.
3. وأثر النبوة هو صلاح المجتمع وكرامة الإنسان في الدنيا وسعادته في الآخرة، وأثر السحر هو تفريق الشمل، وتمزيق الوحدة والإفساد في الأرض. وقد أكد القرآن كل هذه المعاني في أكثر من آية، فقال في مصدر الوحي: )وما تنزلت به الشياطين (210) وما ينبغي لهم وما يستطيعون (211) إنهم عن السمع لمعزولون (212)( (الشعراء)، وقال في صاحب السحر: )هل أنبئكم على من تنزل الشياطين (221) تنزل على كل أفاك أثيم (222) يلقون السمع وأكثرهم كاذبون (223)( (الشعراء).
وقال في أثر السحر: )ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم( (البقرة: ١٠٢)، فما أبعد النبوة عن السحر!! وما أرفع مكانة الأنبياء[6]!
وعند تفسير قوله عز وجل: )أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين (2)( (يونس).
يقول الشيخ الشعراوي: "وقد قال الكافرون هذا الاتهام أكثر من مرة، فمرة يقولون عن القرآن: إنه سحر، ومرة يقولون عن محمد صلى الله عليه وسلم: إنه ساحر، ولنسأل: ما معنى كلمة ساحر؟ إن الساحر هو الذي يصنع أشياء، ويوهمك أنها حقيقة؛ وهي ليست بحقيقة، فهو لا يغير حقيقة الأشياء، بل يوهم من يراها بأنها تغيرت، والسحر يقتضي ساحرا، ويقتضي مسحورا، ويقتضي عملية السحر ذاتها، أما عن الساحر فهو الذات التي تقوم بعملية السحر، ويقول الحق - عز وجل - عن السحرة: )سحروا أعين الناس( (الأعراف: ١١٦)، أي: سحروا الأعين التي ترى الأمر المسحور على غير حقيقته، رغم بقاء الشيء المسحور على حقيقته.
فهم إذن قد أوهموا الناس بغير واقع، لكن المعجزة ليست كذلك؛ لأنها لا توهم الرائي بل تغير من حقيقة المرئي فعلا، وقد دلنا القرآن على حقيقة هذه المسألة بالتجربة العملية في قصة عصا موسى عليه السلام.
فالحبال والعصي التي ألقاها السحرة لم تتغير حقيقتها ولم تسع، وما إن رمى موسى عصاه حتى تحولت إلى حية فعلية تلقف ما صنعوا، وهذا ما جعل السحرة يسجدون ويعلنون الإيمان؛ لأنهم رأوا حقيقة واضحة وهي أن العصا قد تحولت بالفعل إلى حية.
إذن: فالساحر يرى الشيء على حقيقته، والمسحور هو الذي تتغير رؤيته، فيخيل إليه أنه شيء آخر.
فالتخييل إذن إنما يحدث في عيني المسحور، أقول ذلك حتى نفهم غباء كفار قريش حين اتهموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه ساحر يسحر الناس، فيخرج الولد على أبيه وأهله ويجعل العبيد يتمردون على سادتهم، ولو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساحرا، فلماذا لم يسحر من قالوا هذا الاتهام، وبقاء من يقول بمثل هذا الاتهام دليل على أن مسألة الإيمان بالمنهج وبالرسول لا علاقة لها بالسحر[7].
ويوضح سيد قطب في "الظلال" خطورة هذا القول في هدم الدين من أساسه: "والمسافة قصيرة بين هذا القول، والقول بأن الدين من صنع البشر، فالنتيجة النهائية واحدة.
والمزلق خطر وخطير للغاية، والمنهج بجملته يستوجب الحذر الشديد منه ومن نتائجه القريبة والبعيدة، ومع وضوح قضية الوحي على هذا النحو؛ فإن الكافرين يستقبلونها كما لو كانت أمرا عجيبا: )قال الكافرون إن هذا لساحر مبين(.
ساحر؛ لأن ما ينطق به معجز، وأولى لهم - لو كانوا يتدبرون - أن يقولوا: نبي يوحى إليه؛ لأن ما ينطق به معجز، فالسحر لا يتضمن من الحقائق الكونية الكبرى ومن منهج الحياة والحركة، ومن التوجيه والتشريع ما يقوم به مجتمع راق، وما يرتكز عليه نظام منفرد.
ولقد كان يختلط عندهم الوحي بالسحر؛ لاختلاط الدين بالسحر في الوثنيات كلها، ولم يكن قد وضح لهم ما يتضح للمسلم حين يدرك حقيقة دين الله فينجو من هذه الوثنيات وأوهامها وأساطيرها" [8].
مما سبق يتضح أن خصوم الإسلام الذين نسبوا السحر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - نفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الفرية عندما رجعوا إلي أنفسهم, وصارحوها بالحقيقة؛ لأن الوحي الذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - يختلف في مصدره وخصائصه وطبيعة الإنسان الذي استقبله عن السحر تماما.
ثانيا. النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن اتخاذ التماثيل واقتنائها أشد النهي، فهل يتصور بعد ذلك أن يتخذ تمثالا يحبس فيه الجن؟
القول بأن المسلمين أنفسهم قد قالوا بهذا الهراء وأن مصادرهم قد دون فيها هذا الباطل أمر لا يمكن تصديقه؛ لأن المسلمين يعرفون تماما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حرم التماثيل؛ لأنها تذكر بالأصنام من ناحية، ولأن فيها مضاهاة خلق الله من ناحية أخرى.
وقد وردت أحاديث كثيرة صحيحة تدل على هذا التحريم منها ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير».[9] وقوله: «أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون».[10] فهل يعقل بعد هذا التحذير الشديد أن ينسب المسلمون إلى نبيهم أنه صنع لنفسه تمثالا أو أوعز بصنعه؟!!
وقد ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل الكعبة - في فتح مكة - حتى أخرج كل ما فيها من صور وأصنام، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت،[11] وعن جابر - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عمر بن الخطاب وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها حتى محيت الصور»[12].
وهذه الأحاديث في مجموعها تدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بالرسوم المخطوطة على الجدران فمحيت، كما أمر بالصورة المجسمة القائمة في جوفها فأخرجت، ويبدو أنه حينما دخل بعد ذلك وجد آثارا لتلك الرسوم على بعض جدرانها فدعا بماء وجعل يبالغ في حتها ومحوها.
وهذا يدل بوضوح على حكم الإسلام في التصوير والصور المجسمة وغير المجسمة، ولننقل لك في ذلك نص الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم، قال: "قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد الحرمة، وهو من الكبائر؛ لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث، وسواء صنعه بما يمتهن أم بغيره؛ فصنعه حرام على كل حال؛ لأن فيها مضاهاة بخلق الله سبحانه وتعالى، وسواء ما كان في ثوب أم بساط أم درهم أم دينار أم فلس أم إناء أم حائط أم غيرها.
أما تصوير الشجر ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان، فليس بحرام، هذا حكم نفس التصوير، وأما حكم اتخاذ المصور فيه صورة حيوان، فإن كان معلقا على الحائط، أو ثوبا ملبوسا أو عمامة ونحو ذلك، مما لا يعد ممتهنا، فحرام، وإن كان في بساط يداس ومخدة ووسادة ونحوها مما يمتهن، فليس بحرام [13].
أيكون - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك متخذا أصناما أو تماثيل لنفسه يحبس فيها الجن، وهو الذي كسر الأصنام في البيت الحرام قبل أن يدخله؟! ومن الذي قال هذا؟ وما الدليل على ذلك الزعم الفاسد؟ وكيف يدعي هؤلاء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ لنفسه تمثالا، وقد حرم النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى الصور وجاءت شريعته العصماء للقضاء على تلك التماثيل والأصنام التي تعبد من دون الله.
الخلاصة:
· إن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - تنفي أن يكون ساحرا أو كاهنا؛ حتى لقد شهد له بذلك أعداؤه قبل أصحابه، وشهد القرآن نفسه بقوة أسلوبه، وحسن بيانه، وعجز الإنس والجن أن يأتوا بمثله، فكان ذلك بيانا شافيا كافيا يشف عن مصدره الإلهي، كما أن الساحر لا يصلح أمة ويضع لها حضارة راقية من العدم ولا ينبئ بحقائق علمية وغيبية، ولو كان - صلى الله عليه وسلم - ساحرا فلماذا لم يسحر من لم يؤمنوا به حتى يدخلوا دينه كغيرهم؟!
· إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل الكعبة يوم الفتح إلا بعد تحطيم ما بها من أصنام وتماثيل، وقد حرم النبي - صلى الله عليه وسلم - كل هذه الأشياء على أمته؛ لأنها تذكر الشرك والكفر، فكيف يتخذ لنفسه تمثالا يحبس فيه الجن؟!! إن هذا كذب وافتراء لم يقل به أحد من قبل، ولا تثبته الروايات، فمن أين للمدعي هذه الأضلولات؟!
(*) محمد في مكة، مونتجمري وات، ترجمة: د. عبد الرحمن الشيخ، حسين عيسى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م. الإسلام في تصورات الغرب، د. محمود حمدي زقزوق، مكتبة وهبة، مصر، 1407هـ/ 19