إنكار عصمته - صلى الله عليه وسلم - بدعوى أنها فكرة نصرانية (*)
مضمون الشبهة:
ينكر بعض المغالطين عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - ويزعمون أنها مستوحاة من النصرانية التي تؤمن بعصمة المسيح؛ بوصفه صورة لله ولا يجوز له أن يخطئ، ويرون أن ما قيل في عصمته - صلى الله عليه وسلم - إنما هو مما روجه علماء الكلام المسلمون؛ تنزيها للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأخطاء. ويرمون من وراء ذلك إلى نفي عصمته صلى الله عليه وسلم؛ بغية اتهامه باقتراف ما يقترفه العامة من الذنوب والآثام، وإدخاله في جملة العصاة من البشر، إيذانا لتجريده مما اختص به من الرسالة.
وجوه إبطال الشبهة:
1) تعريف العصمة وبيان معناها يؤكد أنها مبدأ قرآني، وينفي أن تكون فكرة مستوحاة من النصرانية، أو أن تكون مما روج له الكلاميون المسلمون.
2) معلوم أن الله - عز وجل - عصم أنبياءه جميعا، بما فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لكن عصمته - صلى الله عليه وسلم - كانت أسمى وأعلى؛ لكونه خاتم النبيين، ولعموم رسالته إلى البشرية جمعاء.
3) إن المسيح عيسى ابن مريم معصوم من الله عصمة لا تبعد عن عصمة سائر الأنبياء؛ وذلك ليؤدي مهمته التي بعث من أجلها؛ وليس لأنه صورة لله، فالله - عز وجل - ليس كمثله شيء في ذاته أو في صفاته وأفعاله.
التفصيل:
أولا. تعريف العصمة وبيان معناها يؤكد أنها مبدأ قرآني، وينفي أن تكون فكرة مستوحاة من النصرانية، أو أن تكون من ابتداع علم الكلام:
العصمة لغة: المنع، والحفظ، واصطلاحا: حفظ الله تعالى أنبياءه من الذنوب كبيرها وصغيرها، أي أن الله تعالى لا يعطي للنبي الذي يرسله فرصة اقتراف الذنب؛ إذ يحفظه من ذلك.
وقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم في مواضع عديدة، منها حوار نوح - عليه السلام - مع ابنه، حينما خاطبه قائلا: )يا بني اركب معنا( (هود: 42)، فأجابه ابنه: )سآوي إلى جبل يعصمني من الماء( (هود: 43)، فكلمة "يعصمني" الواردة في هذه الآية تأتي من فعل "عصم" ومعناه "حفظ"، وأجاب نوح - عليه السلام - ابنه بجواب جاءت فيه كلمة من الاشتقاق نفسه، إذ قال: )لا عاصم اليوم من أمر الله (هود: 43)، وسواء أجاءت كلمة عاصم بنفس معناها أم بمعنى معصوم، فالأمر لا يختلف كثيرا؛ إذ هناك عاصم، وهناك معصوم، والمعنى يدور حول العصمة.
وعندما شرحت "زليخا" امرأة العزيز عفة يوسف - عليه السلام - قالت: )( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم( (يوسف: 32)، ومعنى كلمة استعصم هنا: امتنع، وصان نفسه ولم يقرب، وكلمة "اعتصموا" الواردة في الآية: )واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا( (آل عمران: 103) تأتي بمعنى استمسكوا بحبل الله المتين لكي تحفظوا أنفسكم من الوقوع في الانحراف، أي بمعنى الاستمساك بشيء قوي ومنيع، ومعنى المنع والحفظ يلاحظ في كلمة "يعصمك" الواردة في الآية: )والله يعصمك من الناس( (المائدة: 67)[1].
قال صاحب اللسان: العصمة في كلام العرب المنع، وعصمة الله عبده: أن يعصمه مما يوبقه، يقال: يعصمه عصما: أي: يمنعه ويقيه.
وبهذا المعنى جاءت الكلمة في القرآن والسنة المطهرة، قال تعالى: )قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة( (الأحزاب: 17)، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم، وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله» [2]. والعصمة: القلادة، وفي اللسان - أيضا - أصل العصمة: الحبل، وكل ما أمسك شيئا فقد عصمه.
من خلال ما سبق نجد أن العصمة لها عدة معان، هي:
1. المنع.
2. الحفظ.
3. القلادة.
4. الحبل.
وبالإمعان في هذه المعاني جميعها ترى أنها ترجع إلى المعنى الأول الذي هو المنع، فالحفظ منع للشيء من الوقوع في المكروه أو المحظور، والقلادة تمنع سقوط الخرز منها، والحبل يمنع من السقوط والتردي.
وعلى المعنى الأول دار كلام حذاق المفسرين؛ قال الإمام الطبري في تفسيره لقوله تعالى: )ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم (101)( (آل عمران): "وأصل العصمة: المنع؛ فكل مانع شيء فهو عاصمه، والممتنع به معتصم به"... وقد عرف المتكلمون والمحدثون من أهل السنة العصمة في الشرع بتعريفات بعضها يختلف عن بعض لفظا إلا أن المعنى واحد، وقد يختلف بعضها لفظا ومعنى، والاختلاف في المعنى يعود إلى من سلب اختيار المعصوم في أفعاله، ومن أوجبه.
وهذه التعريفات وإن اختلفت مناحيها في التعبير، وتنوعت جوانب تناولها لمعنى عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - فإنها جميعها تنتهي إلى حفظ الله تعالى إياهم من مواقعة الذنوب والمخالفات بعد البعثة باتفاق المحققين، وقبل البعثة على التحقيق، ولعل من أحسن تعريفات العصمة وأسلمها ما ذكره صاحب كتاب "نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض" من أنها: "لطف من الله تعالى يحمل النبي على فعل الخير، ويزجره عن الشر، مع بقاء الاختيار تحقيقا للابتلاء".
ومن المستحسن في تعريفها أيضا أنها "حفظ الله - عز وجل - للأنبياء بواطنهم وظواهرهم من التلبس بمنهي عنه، ولو نهي كراهة، ولو في حال الصغر، مع بقاء الاختيار تحقيقا للابتلاء".
إن العصمة تعني حفظ الله تعالى لأنبيائه عن مواقعة الذنوب الظاهرة والباطنة، وأن العناية الإلهية لم تنفك عنهم في كل أطوار حياتهم قبل النبوة وبعدها، فهي محيطة بهم تحرسهم من الوقوع في منهي عنه شرعا أو عقلا، وصدق القائل حين قال:
وإذا العناية لاحظتك عيونها
نم فالمخاوف كلهن أمان
فقد كان أنبياء الله تعالى ورسله - عليهم السلام - محفوظي الظواهر والبواطن من التلبس بمنهي عنه، ولو نهي كراهة أو خلاف أولى.
فهم محفوظون ظاهرا من الزنا، وشرب الخمر، والكذب، والسرقة، وغير ذلك من المنهيات المستقبحات في الخارج، ومحفوظون في الباطن من الحسد، والكبر، والرياء، وغير ذلك من منهيات الباطن[3].
وبهذا يثبت أن العصمة أصل من أصول النبوة أنعم الله بها على أنبيائه جميعا؛ وذلك لشرف الرسالة التي بعثوا من أجلها، ولما سيلاقون من مشاق ومتاعب، وهذا ينفي أن تكون العصمة مستوحاة من النصرانية، أو مأخوذة من علم الكلام، كما يدعي الطاعنون.
ثانيا. الأنبياء جميعا معصومون من الوقوع في الذنوب والآثام:
لقد حدثتنا آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي الخاتم - صلى الله عليه وسلم - عن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - حديثا مستفيضا جلى حياتهم من جوانبها المختلفة، فوضحت للناس متلألئة مشرقة، كلها رشد واهتداء.
ومجمل القول فيهم: أن تربتهم طيبة، وأحسابهم أصيلة، ومعادنهم نقية، وأصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم طاهرة، وبواطنهم صافية، وظواهرهم صادقة، ونشأتهم قويمة، ومنهجهم في طفولتهم رشيد، وسلوكهم بعد أن بلغوا الرشد حميد، وتصرفهم بعد النبوة حكيم، وموقفهم فيما يأتون وما يذرون سليم.
فهم في القمة من الفضائل، وفي الذروة من الكمال البشري الذي يشهد ببراءتهم من كل ذنب، وينطق بنزاهتم عن كل خطأ[4].
فكل الأنبياء معصومون؛ ولن تجد في حياة أي منهم انحرافا مقصودا، فهم أناس مختارون ومخلوقون بشكل استثنائي وهم ليسوا أخيارا فحسب، بل هم مصطفون من بين أفضل الأخيار، وهؤلاء لا يقترفون طوال حياتهم أي شيء يلقي ظلا على اصطفائهم هذا وعلى قدسية المهمة التي بعثوا من أجلها.
ففطرة الأنبياء صافية طاهرة، وأرواحهم علوية سامية، وإرادتهم صلبة قوية، وقلوبهم نيرة وضيئة؛ فالتجليات الإلهية تتبلور وتنعكس في قلوبهم بأبعادها الحقيقية؛ فقلوبهم ونفوسهم مثل مرآة صافية نقية تعكس الأنوار على حقيقتها، فلا يوجد هناك أي انحراف أو تحول في أي لون[5].
وإذا نحن أردنا أن نمثل لعصمة بعضهم كموسى - مثلا - أوردنا قوله تعالى في معرض امتنانه عليه عليه السلام: )وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني (39)( (طه)، فيفهم من هذه الآية أن الله تعالى لم يدع تربية موسى - عليه السلام - في قصر فرعون إلى فرعون ولا إلى أمه؛ بل رباه هو، فكيف لا يكون مثل هذا النبي معصوما وهو منذ طفولته تحت رعاية الله وعنايته وتربيته؟! وفي عصمة عيسى - عليه السلام - يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها» [6] [7].
وبهذا تكون عصمة عيسى - عليه السلام - من الله، ليتحمل أعباء رسالته، وليس لكونه صورة من الله كما يدعي هؤلاء الطاعنون.
ومع إقرارنا لكافة الأنبياء بالعصمة إلا أن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان أسمى عصمة؛ ولم لا وهو سلطان الأنبياء وغاية الخلق، وأحب الخلق لله تعالى، وقد أرسل كل نبي لفترة من الزمن، ولمكان معين، بينما أرسل محمد - صلى الله عليه وسلم - للناس كافة حتى قيام الساعة، لذا فلا غرو أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أمير المعصومين، وإمامهم الذي فاقت عصمته عصمتهم وعفته عفتهم[8].
وقد ظهرت عصمته - صلى الله عليه وسلم - عن الجهل بالله وصفاته، أو كونه على حالة تنافي العلم بشيء من ذلك كله جملة، بعد النبوة عقلا وإجماعا، وقبلها سماعا ونقلا، ولا بشيء من أمور الشرع، التي أداها عن ربه من الوحي قطعا، وعقلا، وشرعا، وعصمته عن الكذب وخلف القول منذ نبأه الله وأرسله قصدا أو غير قصد، واستحالة ذلك عليه شرعا وإجماعا، وعن الصغائر تحقيقا، وعن استدامة السهو والغفلة، واستمرار الغلط والنسيان عليه فيما شرعه للأمة، وعصمته في كل حالاته من رضى وغضب وجد ومزح[9].
ومن دلائل عصمته - صلى الله عليه وسلم - حفظ الله له من أقذار الجاهلية:
فلقد نشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجتمع جاهلي يعج بالمفاسد والانحرافات، تعبد فيه الأوثان وتشرب فيه الخمور، وينتشر فيه الظلم، وما إلى ذلك من المفاسد التي اعتاد العرب ممارستها في جاهليتهم، إلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انسلخ عن هذا المجتمع انسلاخا تاما، وإن كان يعيش فيه، فلم ينغمس في هذه المفاسد، ولم يشارك قومه في عاداتهم السيئة، بل سما وارتفع عن ذلك كله؛ لأنه كان محفوفا بعناية إلهية خاصة تحفظه وتحميه من هذه الأقذار منذ صغره، لم يهم بعمل شيء مما عليه أهل الجاهلية إلا وصرفه الله عنه، وهذا من رحمة الله بعبده ورسوله الذي اصطفاه؛ حتى تكون سيرته بيضاء نقية لا غبار عليها؛ تهيئة له لحمل الأمانة العظمى.
وهكذا عصم الله نبيه من ضلالات الجاهلية، ومن عبادة الأصنام، إعدادا له للنبوة[10].
ومن عصمة الله له (كونه محفوظ اللسان):
"يذكر الإمام أبو الحسن الماوردي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - محفوظ من تحريف في قول واسترسال في خبر يكون إلى الكذب منسوبا وللصدق مجانبا، فإنه لم يزل مشهورا بالصدق في خبره فاشيا وكثيرا حتى صار بالصدق مرقوما[11]، وبالأمانة مرسوما، وكانت قريش بأسرها تتيقن صدقه قبل الإسلام فجهروا بتكذيبه في استدعائهم إليه، فمنهم من كذبه حسدا ومنهم من كذبه عنادا، ومنهم من كذبه استبعادا أن يكون نبيا أو رسولا، ولو حفظوا عليه كذبة نادرة في غير الرسالة لجعلوها دليلا على تكذيبه في الرسالة، ومن لزم الصدق في صغره كان له في الكبر ألزم، ومن عصم منه في حق نفسه كان في حقوق الله تعالى أعصم، وحسبك بهذا دفعا لجاحد وردا لمعاند" [12].
وعلى هذا فالعصمة ملازمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - منذ بداية بعثته حتى توفاه الله، هذا بشهادة القرآن الكريم، وبشهادة سيرته العطرة، فلا يحق لأحد أن يزعم أن هذه العصمة وليدة علم الكلام، أو أنها مقتبسة من النصرانية.
ثالثا. المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ معصوم من الله كعصمة الله لأنبيائه جميعا؛ وذلك ليؤدي مهمته التي بعث من أجلها، وليس لأنه صورة لله:
إن الله - عز وجل - ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله: )ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (11)( (الشورى)، ويؤكد ذلك اعتراف المسيح نفسه بوحدانية الله، وبما ينفي عنه صفة الألوهية أو كونه صورة لله. ولقد ورد في الأناجيل اعترافات كثيرة على لسان المسيح، تؤكد أنه كان يدعو إلى عبادة الله الواحد منها:
"فأجابه يسوع: أن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد. وتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى". (مرقس12: 29، 30).
وأقر المسيح - عليه السلام - أيضا بأنه رسول من عند الله: "أجابهم يسوع وقال: تعليمي ليس لي، بل للذي أرسلني". (يوحنا 7: 16).
فإن كان المسيح - عليه السلام - يعترف بأن الله واحد، وهو الذي أرسله، فكيف يدعى أنه إله أو أن له نفس صورة الله، فهذا لا يجوز، فالله عز وجل: )ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (11)( (الشورى) وهو الواحد، الذي لا شبيه له في صفاته وأفعاله، حتى ولو كان هذا الشبيه ملكا، أو رسولا مرسلا.
ويؤكد ذلك قوله تعالى: )يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا (171)( (النساء)، وقوله تعالى: )ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل( (المائدة: 75).
وهذا يؤكد أن المسيح كان كغيره من الأنبياء في كل شيء حتى في العصمة فهو معصوم من الله؛ لكونه نبيا مرسلا من الله، وليس لكونه "صورة من الله" فهذا زعم باطل[13].
الخلاصة:
· إن العصمة في اللغة تعني: المنع والحفظ، وهي في الاصطلاح: لطف من الله يحمل النبي على فعل الخير، ويزجره عن الشر، مع بقاء الاختيار تحقيقا للابتلاء، وهي بهذا المعنى أصل من أصول النبوة، التي أنعم الله بها على أنبيائه جميعا من لدن آدم - عليه السلام - حتى محمد صلى الله عليه وسلم.
· إن سيرة الأنبياء جميعا كلها رشد واهتداء، فبواطنهم صافية، وظواهرهم صادقة، ولقد عصمهم الله تعالى من الوقوع في الذنوب كبيرها وصغيرها، فصاروا القمة في الفضائل والذروة من الكمال البشري، ولقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - في قمة العصمة، ولم لا؟ وهو سيد الأنبياء وخاتمهم، ورسالته كانت عامة إلى البشر جميعا.
· إن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ نشأته حتى توفاه الله تشهد بعصمة الله له من أقذار الجاهلية، وما فيها من شرك ووثنية، وما فيها من شرور وآثام، حتى إنه - صلى الله عليه وسلم - قد اشتهر في قومه منذ صباه بالصادق الأمين، وعرف عنه سمو الأخلاق، وبعده عن كل ما يمكن أن يشين رجلا عاديا فضلاعن أن يكون نبيا بعث قدوة للعالمين.
· إن الله - عز وجل - عصم المسيح عيسى ابن مريم لكونه نبيا مرسلا، مثله في ذلك مثل سائر الأنبياء والمرسلين، وليس كما يزعمون لكونه صورة الله؛ لأن الله - عز وجل - ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله، وقد ورد في الأناجيل اعترافات كثيرة على لسان المسيح، تؤكد دعوته لعبادة الله الواحد الذي لا يشبهه شيء.
(*) سقوط الغلو ا