ادعاء أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان منافقا مستبدا بالرأي(*)
مضمون الشبهة:
يزعم بعض المتقولين أن الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان على حظ من النفاق؛ حيث جسد المثل المسيحي في الفقر المقدس بدرجة تفوق إخلاص بعض المسيحيين. وفي نفس الوقت كان حاكما ديكتاتوريا مستبدا برأيه من دون الناس في عظائم الأمور العامة.
وجها إبطال الشبهة:
1) لم يكن زهد عمر - رضي الله عنه - تجسيدا للمثل المسيحي في الفقر المقدس؛ بل كان انعكاسا لمعايشته القرآن الكريم، وتطبيقا لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي تجرر من سيطرة الدنيا وسطوة زخرفها، وأسلم نفسه لربه ظاهرا وباطنا حين استقر في قلبه ما استخلصه من القرآن من الحقائق، وشتان بين زهده - رضي الله عنه - ذي الطابع الإسلامي وبين الفقر المقدس.
2) أفاضت مصادر التاريخ في ذكر وقائع استمساك عمر بالشورى، منهجا لإدارة الدولة ونظام الحكم وشئون المجتمع، ونظرة من هؤلاء في سيرته تقف بهم على هذه الحقيقة.
التفصيل:
أولا. زهد عمر - رضي الله عنه - خلاصة معايشة للقرآن ولا علاقة له بالفقر المقدس:
فلقد أيقن - رضي الله عنه - يقينا تاما بأننا في هذه الدنيا أشبه بالغرباء، أو عابري سبيل مصداقا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»[1].
· وأن هذه الدنيا لا وزن لها ولا قيمة عند رب العزة إلا ما كان منها طاعة لله، مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء»[2].
· ويقول صلى الله عليه وسلم: «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، أو عالما، أو متعلما»[3].
· وأن عمرها قد قارب على الانتهاء؛ حيث أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصبعيه السبابة والوسطى وقال: «بعثت أنا والساعة كهاتين»[4].
· وأن الآخرة هي الباقية، وهي دار القرار، كما قال مؤمن آل فرعون: )يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار (39)( (غافر).
قال الإمام ابن القيم: والقرآن مملوء من التزهيد في الدنيا، والإخبار بخستها، وقلتها، وانقطاعها، وسرعة فنائها، والترغيب في الآخرة، والإخبار بشرفها ودوامها، فإذا أراد الله بعبد خيرا أقام في قلبه شاهدا يعاين به حقيقة الدنيا والآخرة، ويؤثر منهما ما هو أولى بالإيثار.
وها هو النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه وأمته نعمة القناعة؛ ليعلموا أن الدنيا لا تستحق أن ينشغل العبد بحطامها الزائل. قال صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»[5].
ووضح النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الزهد في الدنيا من أعظم أسباب صلاح هذه الأمة؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل»[6].
كل هذه الحقائق استقرت في قلب عمر رضي الله عنه، فترفع عن الدنيا، وزهد فيها وإليك شيئا من مواقفه التي تدل على زهده في هذه الحياة الفانية بما يتوافق والمنهج القرآني والنبوي الإسلاميين، ويتجافى - كليا وجزئيا - مع الفقر المقدس المزعوم؛ فعن أبي الأشهب، قال: مر عمر - رضي الله عنه - على مزبلة فاحتبس عندها، فكأن أصحابه تأذوا بها، فقال: هذه دنياكم التي تحرصون عليها[7].
· وعن سالم بن عبد الله: «أن عمر بن الخطاب كان يقول: والله ما نعبأ بلذات العيش أن نأمر بصغار المعزى أن تسمط لنا، ونأمر بلباب الخبز فيخبز لنا، ونأمر بالزبيب فينبذ لنا في الأسعان، حتى إذا صار مثل عين اليعقوب أكلنا هذا وشربنا هذا، ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا، لأنا سمعنا الله يقول: )أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا( (الأحقاف: 20)»[8].
· وقد قال عمر: نظرت في هذا الأمر، فجعلت إن أردت الدنيا أضر بالآخرة، وإن أردت الآخرة أضر بالدنيا، فإذا كان الأمر هكذا فأضر بالفانية.
· ودخلت عليه أم المؤمنين حفصة - رضي الله عنها - مرة وقد رأت ما هو فيه من شدة العيش، والزهد الظاهر عليه - فقالت: إن الله أكثر من الخير، وأوسع عليك من الرزق، فلو أكلت طعاما أطيب من ذلك، ولبست ثيابا ألين من ثوبك؟ قال: سأخصمك إلى نفسك،[9] فذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان يلقى من شدة العيش، فلم يزل يذكرها ما كان فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت معه حتى أبكاها، ثم قال: إنه كان لي صاحبان سلكا طريقا، فإن سلكت الشديد لعلي أن أدرك معهما عيشهما الرخي[10] [11].
ذلكم هو زهد عمر، وهذان هما منبعه؛ فهمه للقرآن الكريم، ومعايشته للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا مجال للزعم إذن أن زهده كان تجسيدا للمثل المسيحي في الفقر المقدس، وشتان بين زهده الذي بيناه، والفقر المقدس الذي يخضع ممارسوه أجسادهم لإماتات تتجاوز الحدود، ويحرمون أنفسهم من النوم، فضلا عن تسولهم، وطلبهم الصدقة!! أما عمر فكان لا يشغله زهده عن إدارة الدولة وتطويرها بدقة متناهية.
هذا وخير شاهد على بعد زهد الفاروق عن الفقر المقدس وامتثاله لسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن زهده لم يكن مفرطا على نحو ما عرف في ما يسمى بالفقر المقدس بل كان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «... أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني»[12].
ثانيا. شورى عمر في إدارة الدولة ونظام الحكم وشئون المجتمع:
ومعلوم أنه من قواعد الدولة الإسلامية: ضرورة تشاور قادة الدولة وحكامها مع المسلمين، والنزول على رضاهم ورأيهم، وإمضاء نظام الحكم بالشورى؛ قال عزوجل: )فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين (159)( (آل عمران)، وقال عزوجل: )والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون (38)( (الشورى)، فقد قرنت الآية الكريمة الشورى بين المسلمين، بإقامة الصلاة، فدل ذلك على أن حكم الشورى، كحكم الصلاة، والصلاة واجبة شرعا، فكذلك الشورى واجبة شرعا.
وقد اعتمد عمر - رضي الله عنه - مبدأ الشورى في دولته؛ فكان - رضي الله عنه - لا يستأثر بالأمر دون المسلمين، ولا يستبد عليهم في شأن من الشئون العامة، فإذا نزل به أمر لا يبرمه حتى يجمع المسلمين ويناقش الرأي معهم فيه ويستشيرهم؛ ومن مأثور قوله رضي الله عنه: "لا خير في أمر أبرم من غير شورى"، وقوله: "الرأي الفرد كالخيط السحيل، والرأيان كالخيطين المبرمين، والثلاثة مرار لا يكاد ينتقض"، وقوله: "الرجال ثلاثة؛ رجل ترد عليه الأمور فيسددها برأيه، ورجل يشاور فيما أشكل عليه، وينزل حيث يأمره أهل الرأي، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشدا، ولا يطيع مرشدا"[13].
وكان مسلك الفاروق في الشورى جميلا؛ إذ كان يستشير العامة أول أمره فيسمع منهم، ثم يجمع مشايخ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحاب الرأي منهم، ثم يفضي إليهم بالأمر ويسألهم أن يخلصوا فيه إلى رأي محمود، فما استقر عليه رأيهم أمضاه.
هذا وعمله - رضي الله عنه - هذا يشبه الأنظمة الدستورية في كثير من الدول النظامية الحديثة؛ إذ يعرض الأمر على "مجلس النواب" مثلا، ثم بعد أن يقرر بالأغلبية يعرض على مجلس آخر يسمى في بعضها "مجلس الشيوخ"، وفي بعضها "مجلس اللوردات"، فإذا انتهى المجلس من تقريره أمضاه الملك[14].
ومصادر التاريخ وتجربة دولة الخلافة الراشدة، قد أفاضت في ذكر وقائع استمساك عمر بن الخطاب بالشورى نهجا لإدارة الدولة، ونظام الحكم وشئون المجتمع، والنماذج في هذا الشأن أكثر من أن يتسع هذا المقام لذكرها جميعا؛ ومنها:
· أرض الجابية بالشام التي فتحت سنة 17هـ: يذكر البلاذري أن عمر قدم الجابية، فأراد قسمة الأرض بين المسلمين؛ لأنها فتحت عنوة، فقال له معاذ بن جبل: والله لئن قسمتها ليكونن ما نكره، ويصير الشيء الكثير في أيدي القوم، فقد يبيدون فيبقى ذلك لواحد، ثم يأتي من بعدهم قوم يسدون من الإسلام سدا وهم لا يجدون شيئا، فانظر أمرا يسع أولهم وآخرهم، فصار عمر إلى قول معاذ[15].
· أرض سواد العراق: يروي البلاذري عن حارثة بن مضرب، أن عمر بن الخطاب أراد قسم السواد بين المسلمين، فأمر أن يحصوا، فوجد الرجل منهم يصيبه ثلاثة، فشاور أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فقال له على: دعهم يكونوا مادة للمسلمين.
ويفصل أبو يوسف أمر شورى عمر حول هذه الأرض فيقول: لما افتتح السواد شاور عمر - رضي الله عنه - الناس فيه فرأى عامتهم أن يقسمه، وكان رأي عثمان، وعلي، وطلحة، وابن عمر رأي عمر، وكان رأي عمر أن يتركه ولا يقسمه - بعد المشورة الأولى - فاستشار المهاجرين الأولين فاختلفوا، فأرسل إلى عشرة من الأنصار - خمسة من الأوس وخمسة من الخزرج - من كبرائهم وأشرافهم، ثم قال لهم: إني لم أدعكم إلا لأن تشتركوا في أمانتي فيما حملت من أموركم، فإني واحد كأحدكم، وأنتم اليوم تقرون بالحق، خالفني من خالفني ووافقني من وافقني، ولست أريد أن تتبعوا هذا الذي هو هواي. معكم من الله كتاب ينطق بالحق، فوالله لئن كنت نطقت بأمر أريده، ما أردت به إلا الحق. وبعد سماعهم وجهتي النظر قالوا جميعا: الرأي رأيك، فنعم ما قلت وما رأيت.
هذا هو عمر الذي يصوره هؤلاء مستبدا برأيه دون الصحابة جميعا!
ثم إن هذه الشورى واسعة النطاق، كانت ديدن عمر في مختلف شئون الدولة، حتى في الشئون الصحية؛ فعن عبد الله بن عباس «أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرع - مكان أول الحجاز وآخر الشام - لقيه أمراء الأجناد - أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه - فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام، فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا؛ فقال بعضهم: قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعوا لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء؛ فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه»[16].
إننا بإزاء خليفة يسلك إلى الشورى نهجا يحكمه نظام؛ فقد بدأ بشورى المؤسسات؛ مؤسسة المهاجرين الأولين، ثم مؤسسة النقباء - من الأنصار - فلما لم تحسم المؤسسات الأمر، وسع نطاق الشورى باستشارة مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، ثم نزل على أمر المشيرين[17].
الخلاصة:
· فهم عمر ما أكده القرآن الكريم في أكثر من موضع بشأن الدنيا الفانية ذات البهرج الزائف، ووعى توجيهات النبي - صلى الله عليه وسلم - بهجر الدنيا وملاذها، فجاءت حياته - رضي الله عنه - مثالا للزهد في الدنيا على هذين النهجين بعيدة كل البعد عن الفقر المقدس الذي اشتهرت به المسيحية.
· لم يكن زهده هذا تجسيدا للمثل المسيحي للفقر المقدس، وشتان ما بين زهده - رضي الله عنه - والفقر المقدس لدى المسيحيين؛ فليس في زهده ما في فقرهم المقدس من غلو ومبالغة وإفراط.
· اعتمد عمر - رضي الله عنه - مبدأ الشورى في دولته، فكان لا يستبد برأي دون المسلمين في شأن من الشئون العامة، وقد أفاضت مصادر التاريخ في ذكر وقائع استمساكه بالشورى نهجا لإدارة الدولة، ونظام الحكم وشئون المجتمع، كاستشارته في تقسيم أرض الجابية بالشام وأرض السواد بالعراق، وكذلك استشارته في دخول الشام، وقد نزل الوباء بأهلها.
(*) القدس: مدينة واحدة وعقائد ثلاث، كارين أرمسترونج، ترجمة: د. فاطمة نصر، د. محمد عناني، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1998م. سقوط الغلو العلماني، د. محمد عمارة، دار الشروق، القاهرة، ط2، 1422هـ/ 2002م.
[1]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" (6053).
[2]. صحيح: أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الزهد، باب هوان الدنيا على الله عزوجل (2320)، والحاكم في مستدركه، كتاب الرقاق (7847)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5292).
[3]. حسن: أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الزهد، باب من هوان الدنيا على الله عزوجل (2322)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 265) برقم (1708)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1609).
[4]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "بعثت أنا والساعة كهاتين" (6139)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة (7593).
[5]. حسن: أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الزهد (2346)، وحسنه الألباني في صحيح الترهيب والترغيب (833).
[6]. حسن: أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد، ص10، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 427) برقم (10845)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3845).
[7]. أخرجه أحمد في الزهد، ص18.
[8]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم (6873)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض أو سفر (968).
[9]. سأخصمك إلى نفسك: سأجعلك حكما على نفسك.
[10]. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 79) برقم (34334).
[11]. عمر بن الخطاب، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص161: 164. ولمزيد انظر: من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ، محمود المصري، دار التقوى، القاهرة، ط1، 1428هـ/ 2007م، ص406: 410.
[12]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح (4776).
[13]. أخرجه ابن أبي دنيا في الإشراف في منازل الأشراف، ص227 برقم (267).
[14]. عمر بن الخطاب، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص120: 122 بتصرف.
[15]. أخرجه القاسم بن سلام في الأموال (138)، وابن زنجويه في الأموال (191).
[16]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الطب، باب ما يذكر في الطاعون (5397)، ومسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها (5915).
[17]. سقوط الغلو العلماني، د. محمد عمارة، دار الشروق، القاهرة، ط2، 1422هـ/ 2002م، ص61: 63 بتصرف.
click
read dating site for married people