إنكار حادثة الحصار الاقتصادي على بني هاشم وبني المطلب في شعب أبي طالب(*)
مضمون الشبهة:
ينكر بعض المتوهمين حادثة الحصار الاقتصادي الذي ضربه المشركون على بني هاشم وبني المطلب مسلمهم وكافرهم، لما اجتمعوا على حياطة محمد ورفضوا أن يسلموه إليهم، وهو الحصار الذي ظل ثلاث سنوات كاملة، حتى رفع الحصار.
ويراد بذلك الحط من التضحيات التي قدمها المسلمون السابقون.
وجها إبطال الشبهة:
1) أجمعت المصادر التاريخية على إثبات حادثة الشعب بما يجعل إنكارها محض مغالطة وتقولا لا يستند على قوي دليل ولا ضعيفه.
2) إن الواقف على الدوافع المؤدية بالمسلمين إلى الوقوع في ذاك الحصار الاقتصادي - من انتشار الإسلام وزيادة ثقله - ليؤمن منطقيا - قبل أي شيء - بحتميته كرد فعل مضاد لحالة المسلمين تلك.
التفصيل:
أولا. الحصار واقعة تاريخية متفق عليها:
لقد أجمعت المصادر التاريخية[1] على صحة ثبوت المقاطعة الاقتصادية من قبل تجار مكة لقرابة النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حصروا بشعب أبي طالب، وأن هذا الحصار شمل بني هاشم وبني المطلب مسلمين وكافرين سوى أبي لهب.
وإن قراءة سريعة لكتب التاريخ الصحيحة - التي أرخت لفترة الدعوة الإسلامية في مكة - لتظهر صحة حادثة المقاطعة الاقتصادية التي فرضها مشركو مكة وتجارها على المسلمين في الشعب لحماية النبي - صلى الله عليه وسلم - من القتل، فقد علموا سعي المشركين لقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما بدأت دعوته في الانتشار بين الناس.
يقول صاحب كتاب "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد": "فلما عرفت قريش أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قد منعه قومه؛ أجمع مشركوهم على منابذتهم وإخراجهم من مكة إلى الشعب، وأجمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب؛ على ألا ينكحوهم ولا ينكحوا إليهم، ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم، ولا يقبلوا منهم صلحا ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للقتل، فلما اجتمعوا لذلك كتبوا صحيفة، ثم تعاهدوا وتعاقدوا على ذلك، واختلف فيمن كتب الصحيفة؛ فقال ابن اسحاق: منصور بن عكرمة، وقال ابن هشام: ويقال النضر بن الحارث. فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشلت بعض أصابعه، وقال غيره: بغيض بن عامر. فشلت يده. وقال غيره: هشام بن عمرو بن الحارث العامري وأسلم بعد ذلك.
ويجمع بين هذه الأقوال باحتمال أن يكون كتب منها نسخ، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم، وقطعوا عنهم الأسواق ولم يتركوا طعاما ولا إداما ولا بيعا إلا بادروا إليه واشتروه دونهم.
غير أن قريشا حين فعلت ذلك انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب فدخلوا معه في شعبه مؤمنهم وكافرهم، فالمؤمن دينا والكافر حمية، وخرج من بني هاشم أبو لهب إلى قريش فظاهرهم وانضم إليهم، وكان يساعدهم في هذا الحصار، وقال ابن عباس قال: حصرنا في الشعب ثلاث سنين وقطعوا عنا الميرة حتى إن الرجل ليخرج بالنفقة فما يباع له حتى يرجع، حتى هلك من هلك"[2].
وكان أبو طالب - كما هو معلوم - من أكثر الناس دفاعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن دعوته، ولم يجب قريشا عندما طلبت منه تسليم النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم؛ كي يقتلوه مقابل أن يأخذ أبو طالب فتى آخر مكانه، فتحصن نتيجة لذلك في الشعب، وناصره بنو هاشم وبنو المطلب، ولكنه لما رأى شدة الحصار الذي فرضه تجار مكة عليهم عاتبهم على ذلك في مجموعة من الأبيات الشعرية، وكان مما قاله:
أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى
ويصبح من لم يجن ذنبا كذي ذنب
ولا تتبعوا أمر الوشاة وتقطعوا
أواصرنا بعد المودة والقرب
وتستجلبوا حربا عوانا وربما
أمر على من ذاقه جلب الحرب
فلسنا ورب البيت نسلم أحمدا
لعزاء من عض الزمان ولا كرب[3]
واشتد الحصار على بني هاشم وبني المطلب حتى اضطروا إلى أكل ورق الشجر، حتى إنهم أصيبوا بضيق العيش، إلى حد أن أحدهم يخرج ليتبول فيسمع بقعقعة شيء تحته فإذا هي قطعة جلد بعير يابسة، فيأخذها ويغسلها، ثم يحرقها، ثم يسحقها ثم يستفها ويشرب عليها الماء، ويتقوى بهذه الجلدة ثلاثة أيام وكانت قريش تسمع صوت أطفال الشعب وهم يبكون من شدة الجوع.
واستمر حال المحاصرين في الشعب على هذا السوء طوال فترة الحصار، إلى أن استنكر بعض المشركين هذا الحال على بني عمومتهم وأقاربهم، وحاولوا نقض نصوص الصحيفة التي كتبتها قريش، وعلقتها في الكعبة، وكان من بين هؤلاء المستنكرين هشام بن عمرو، وزهير بن أبي أمية، والمطعم بن عدي وغيرهم، فاجتمعوا وانطلقوا إلى الكعبة لكي يقطعوا الصحيفة، فقابلهم أبو جهل ورفض تنفيذ ما اتفقوا عليه وقال: هذا أمر قضي بليل، تشوور فيه في غير هذا المكان، وكان أبو طالب جالسا في ناحية من المسجد لا يتكلم، وقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقها، فوجد الأرضة - دابة صغيرة تأكل الخشب والحبوب وتعرف في مصر بالسوس - قد أكلتها إلا اسم الله - عز وجل - الذي كان فيها، وفي رواية أن الأرضة أكلت اسم الله وتركت ما دونه من كلمات الشرك والظلم والقطيعة[4].
ويستمر صاحب كتاب "سبل الهدى والرشاد" في سرد أحداث الحصار فيذكر أن الله أطلع رسوله على ذلك - خبر الأرضة - فذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمه أبي طالب، فقال عمه أبو طالب: أربك أخبرك بهذا؟ قال: "نعم". قال: فوالله ما يدخل عليك أحد - وفي رواية قال: لا والثواقب[5] ما كذبتني -، فانطلق بعصابة[6] من بني هاشم وبني المطلب حتى أتوا المسجد - وهم خائفون - لقريش، فلما رأتهم قريش في جماعة أنكروا ذلك وظنوا أنهم خرجوا من شدة البلاء ليسلموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برمته إلى قريش، فتكلم أبو طالب فقال: جرت أمور بيننا وبينكم لم نذكرها لكم. فأتوا بصحيفتكم التي فيها مواثيقكم، فلعله أن يكون بيننا وبينكم صلح. وإنما قال ذلك أبو طالب خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها.
فأتوا بصحفيتهم مجمعين لا يشكون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدفع إليهم، فوضعوها بينهم وقالوا لأبي طالب: قد آن لكم أن ترجعوا عما أحدثتم علينا وعلى أنفسكم.
فقال أبو طالب: إنما أتيتكم في أمر هو نصف بيننا وبينكم: إن ابن أخي أخبرني ولم يكذبني أن هذه الصحيفة التي في أيديكم قد بعث الله تعالى عليها دابة فأبقت اسم الله وأكلت غدركم وتظاهركم علينا بالظلم، فإن كان كما قال فلا والله لا نسلمه حتى نموت من عند آخرنا، وإن كان الذي يقول باطلا دفعنا إليكم صاحبنا فقتلتم أو استحييتم. فقالوا: قد رضينا بالذي تقول، ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر بخبرها قبل أن تفتح.
فلما رأت قريش صدق ما جاء به أبو طالب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: هذا سحر ابن أخيك. وزادهم ذلك بغيا وعدوانا. فقال أولئك النفر من بني هاشم وبني المطلب: إن أولانا بالكذب والسحر غيرنا، فإنا نعلم أن الذي اجتمعتم عليه من قطيعتنا أقرب إلى الجبت والسحر.
وقال أبو طالب: يا معشر قريش، علام نحاصر ونحبس وقد بان الأمر وتبين أنكم أولى بالظلم والقطيعة والإساءة، ثم دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة، فقال: اللهم انصرنا على من ظلمنا، وقطع أرحامنا، واستحل ما يحرم عليه منا، ثم انصرفوا إلى الشعب[7].
وبناء على ما تقدم من نصوص وأدلة تثبت لدينا واقعة الحصار الاقتصادي تلك في شعب أبي طالب، ذلك الحصار الذي جمع بني هاشم وبني المطلب مسلمهم وكافرهم.
ويقف هذا الثبوت القطعي المعلوم من التاريخ بالضرورة أمام ضعف حجة المنكرين والرفض المطلق لا لشيء إلا هوى النفس والنوايا المبيتة، ولا دخل لتلك - لو أنصفوا - في إثبات حدث تاريخي أو نفي آخر.
ثانيا. قوة الدوافع المؤدية إلى فرض الحصار الاقتصادي تثبت وقوعه بما يقتضيه المنطق، فضلا عما تثبته مصادر التاريخ:
معلوم أن هناك عدة أسباب دفعت إلى هذا الحصار؛ فقد طلبت قريش قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرات عديدة، وعندما خاف عليه عمه أبو طالب من القتل تحصن به في شعب أبي طالب، وانضم إليه بنو هاشم وبنو المطلب، وكان أبو طالب في طول مدتهم في الشعب يأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيأتي فراشه كل ليلة حتى يراه من أراد به شرا أو غائلة[8]، فإذا نام أمر أحد بنيه أو إخوته أو بني عمه فاضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليه[9].
وعندما رأت قريش هذا الحال لجأت إلى طريقة جديدة، وهي الحصار الاقتصادي ومنع التبادل التجاري مع بني هاشم وبني المطلب، ولقد فعلت قريش وتجارها ذلك لعلمهم أن التجارة هي المحرك الأول للحياة الاجتماعية والاقتصادية في الحياة، فإذا توقفت التجارة تعطل على إثرها العديد من المصالح الأخرى التي لا تقوم إلا بها.
وفي هذا الشأن يقول د. على الصلابي: وفي النهي عن البيع والشراء منهم - أي من تجار مكة - يظهر جانب اقتصادي بالغ الأهمية، فالبيع والشراء عصب الحياة الاقتصادية، ويقوم عليه تبادل المنافع بين بني البشر، فإذا انعدم ذلك التعامل انهار البناء الاقتصادي، وباتت الحياة الاقتصادية مهددة بالخطر، فيصبح الإنسان مفتقدا لضروريات الحياة، مما يعرضه إلى الرضوخ[10] لأوامر من يملك تلك الضروريات، وأثر ذلك واضح بين على الجماعة والأفراد، فأرادت قريش من ذلك البند تجويع المسلمين، وهذا ما وقع فعلا، فقد جاء: أنهم جهدوا، حتى كانوا يأكلون ورق الشجر والجلود.
وزيادة في الحصار الاقتصادي وضعوا بندا يسد الطريق أمام المسلمين في التعامل مع التجار الوافدين من خارج مكة، فكانوا يغلون عليهم في السعر حتى لا يدرك الصحابة شيئا يشترونه، فيرجعون إلى أطفالهم الذين يتضاغون - يصيحون - جوعا، وليس في أيديهم شيء يشغلونهم به، فكان يسمع بكاء الأطفال من بعيد، كل هذا التضييق بسبب البند الذي يقول: "ولا يدعوا شيئا من أسباب الرزق يصل إليهم"، كما أن هذا البند يفوت الحجة على من أراد أن يهدي شيئا لأهل الشعب، بحجة أنه لا يبيع وإنما يهدى، وحتى لا تبقى ذريعة [11] لإيصال الطعام إليهم تحت أي مسمى، من أجل ذلك كله وضعت قريش هذا البند[12].
ولكي يعطي تجار مكة لهذه الصحيفة - التي تنص على مقاطعة من في شعب أبي طالب - نوعا من القدسية علقوها في الكعبة؛ ليلتزم كل تجار مكة بتنفيذ ما جاء فيها.
ولكن هذا الحصار كان سببا في خدمة الدعوة الإسلامية بمقدار ما كان مواجهة قوية لها؛ فقد ذاع الخبر في كل القبائل العربية من خلال موسم الحج، وأثار ذلك في نفوسهم أن هذه الدعوة حق، ولولا ذلك لما تحمل صاحب الرسالة وأصحابه كل هذا الأذى والعذاب[13].
ولم يكن حصار تجار مكة للمسلمين في شعب أبي طالب من قبيل الصدفة، بل كان هذا نتيجة لعدة أسباب منها:
1. أن المسلمين ما هاجروا إلى مكان خارج مكة إلا قوبلوا بالترحاب والأمان، وكان هذا يغيظ الكفار، وما كان من النجاشي ملك الحبشة أصدق دليل على ذلك.
2. إسلام بعض الشخصيات المهمة في المجتمع المكي، والذين ترتب على إسلامهم أن تحصن بهم المسلمون الضعفاء، وكان من بين هؤلاء عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنهما -، وإسلامهما - كما يقول د. منير الغضبان - كان هو بمثابة انقلاب عسكري في وقتنا الحاضر، من شأنه أن يهيئ للإسلام مناخا جديدا للدعوة والعبادة[14].
3. انتشار الإسلام في ربوع الجزيرة العربية؛ وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحسن اختيار سفرائه إلى المناطق المجاورة لمكة، وترتب على هذا دخول خلق كثير في الإسلام، فكان هذا دافعا لقريش لكي تفرض الحصار الاقتصادي على من بقي في شعب أبي طالب، لمنع هذا الزحف الكاسح للإسلام.
فكانت الدعوة الإسلامية تحقق انتصارات رائعة في الحبشة وفي نجران، وفي أزد شنوءة وفي دوس وفي غفار، وكانت تتم في خط واضح سيكون سندا للإسلام والمسلمين ومراكز قوى يمكن أن تتحرك في اللحظة الحاسمة، وامتدادات للدعوة تتجاوز حدود مكة الصلدة المستعصية[15].
ومما يؤكد هذا ما أجمله الإمام محمد بن يوسف الصالحي من الدوافع فيقول: روي أن قريشا لما رأت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نزلوا بلدا أصابوا فيه أمنا وقرارا، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم، وأن عمر قد أسلم، وكان رجلا ذا شكيمة[16] لا يرام ما وراء ظهره امتنع به أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبحمزة حتى عازوا[17] قريشا، فكان هو وحمزة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وجعل الإسلام يفشو في القبائل، فأجمعوا رأيهم واتفق رأيهم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: قد أفسد علينا أبناءنا ونساءنا فقالوا لقومه: خذوا منا دية مضاعفة وليقتله رجل من غير قريش ويريحنا وتريحون أنفسكم، فأبى قومه بنو هاشم من ذلك وظاهرهم[18] بنو المطلب بن عبد مناف[19]. وإلى جانب هذه الدوافع توجد دوافع أخرى شجعت تجار مكة على فرض هذا الحصار التجاري على المسلمين في شعب أبي طالب، مما كان له أثر عظيم على مسيرة الدعوة الإسلامية فيما بعد.
الخلاصة:
· لقد أجمعت المصادر التاريخية الصحيحة على أن حادثة حصار تجار مكة للمسلمين في شعب أبي طالب حادثة حقيقة لا شك فيها، وأن هذا الحصار شمل بني هاشم وبني المطلب من أسلم منهم ومن لم يسلم؛ فأما من أسلم فنصرة لدين الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ومن لم يسلم فحمية ونصرة لعادات القبيلة التي توارثها العرب على مر الزمان.
· التجارة هي عصب الحياة في كل العصور، ولذلك لجأ إليها تجار مكة؛ لإضعاف شوكة المسلمين والقضاء عليهم، وكان نتيجة لشدة هذا الحصار أن أكل المسلمون ورق الشجر وجلود الحيوانات اليابسة.
· لقد اجتمعت مجموعة من الأسباب كان من الطبيعي أن تؤدي بدورها في ظل المناخ المكي إلى فرض هذا الحصار الظالم على المسلمين، ومن معهم في شعب أبي طالب، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
o المعاملة الحسنة التي عومل بها المسلمون في البلاد التي هاجروا إليها، وما فعله النجاشي ملك الحبشة دليل واضح على ذلك.
o دخول بعض الشخصيات ذات الثقل السياسي والاجتماعي في الإسلام أمثال: عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنهما -.
o حسن اختيار النبي - صلى الله عليه وسلم - لسفرائه إلى المناطق المجاورة لمكة مثل نجران ودوس وغفار، والذي أسهم في انتشار الإسلام في العديد من تلك المناطق.
· إذا تأملنا تلك الدوافع - وقوية ما هي - أدركنا أن من شأنها أن تخلق رد فعل مضاد من قبل تلك الجبهة المعادية بعيدا عن ثوابت التاريخ وشواهد الواقع.
· يسلمنا هذا إلى رد الفعل المضاد أيا كانت طبيعته، لكن لأثر بالغ يتركه الحصار الاقتصادي باعتباره عصب الحياة، ولرغبة دفينة في نفوس الجاهليين لا تني[20] في استئصال تلك الفئة المسلمة، كان حصار الشعب حقيقة يؤكدها المنطق فضلا عن الواقع والتاريخ.
(*) موجز دائرة المعارف الإسلامية، فريق من المستشرقين، مركز الشارقة للإبداع الفكري، 1418هـ/ 1998م. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/1990م. المنهج الحركي للسيرة النبوية، منير محمد الغضبان، دار الوفاء، مصر، ط 15، 1427هـ/ 2006م. السيرة النبوية، د. علي محمد محمد الصلابي، دار الفجر للتراث، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م. الروض الأنف، السهيلي، دار الفكر، بيروت، 1409هـ/1989م.
[1]. للمزيد عن حصار بني هاشم ينظر: تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي، دار صادر، بيروت، ج2، ص32، 31. الطبقات الكبير، ابن سعد، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م، ج1، ص177: 179. الكامل في التاريخ، ابن الأثير، دار الفكر، بيروت، د. ت، ج2، ص87: 90.
[2]. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/1990م، ج2، ص502، 503 بتصرف.
[3]. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/1990م، ج2، ص503.
[4]. انظر: السيرة النبوية، د. علي محمد محمد الصلابي، دار الفجر للتراث، القاهرة، ط1، 1424هـ/2003م، ج1، ص307، 308 بتصرف.
[5]. الثواقب: جمع الثاقب، وهو المضيء أو ما ارتفع فوق النجوم.
[6]. العصابة: الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين.
[7]. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/1990م، ج2، ص505، 506 بتصرف.
[8]. الغائلة: الفساد أو الشر.
[9]. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/1990م، ص503.
[10]. الرضوخ: الخضوع والإذعان.
[11]. الذريعة: الوسيلة.
[12]. السيرة النبوية، د. علي محمد محمد الصلابي، دار الفجر للتراث، القاهرة، ط1، 1424هـ/2003م، ج1، ص309، 110.
[13]. السيرة النبوية، د. علي محمد محمد الصلابي، دار الفجر للتراث، القاهرة، ط1، 1424هـ/2003م، ج1، ص313 بتصرف.
[14]. المنهج الحركي للسيرة النبوية، منير محمد الغضبان، دار الوفاء، مصر، ط 15، 1427هـ/ 2006م، ص64.
[15]. السيرة النبوية، د. علي محمد محمد الصلابي، دار الفجر للتراث، القاهرة، ط1، 1424هـ/2003م، ج1، ص312.
[16]. الشكيمة: العزيمة والشدة والعزة.
[17]. عازوا: غالبوا.
[18]. ظاهر: عاون.
[19]. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/1990م، ج2، ص502.
[20]. تني: تضعف.