دعوى أن هجرة المسلمين إلى الحبشة كانت لأسباب اقتصادية وسياسية (*)
مضمون الشبهة:
يدعي بعض المشككين أن هجرة المسلمين الأوائل إلى بلاد الحبشة كانت لدوافع اقتصادية وسياسية، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما سمح لأصحابه بالهجرة للحبشة كان يريد لهم أن ينخرطوا في سلك التجارة، وأن يحاولوا فتح طريق تجاري بديل عن طريق مكة، يتجه من الجنوب إلى الإمبراطورية البيزنطية، حتى يكسر الاحتكار الذي يمارسه المكيون عن طريق التجارة في هذه البقاع، مما يؤدي إلى إضعافهم اقتصاديا، كما كان رغبة منه في الحصول على مساعدة عسكرية من بلاد الحبشة تمكنه من السيطرة على مكة، ومهاجمة تجارتها وقتما يرغب.
هذا فضلا عن أن محمدا حاول بهذه الهجرة أن يحل الخلافات الحادة في الرأي داخل صفوف المجتمع الإسلامي، بين مجموعة يتزعمها أبو بكر الصديق، ومجموعة معارضة يتزعمها عثمان بن مظعون، وخالد بن سعيد.
ويرمون من وراء ذلك إلى تشويه حقيقة الهجرة إلى بلاد الحبشة، ووصفها بأنها كانت لأغراض دنيوية خلت من الأهداف الدينية والعقدية.
وجوه إبطال الشبهة:
1) الإيذاء والاضطهاد الديني من أهم العوامل الداعية إلى الهجرة في كل زمان ومكان، والقيادة الحكيمة هي التي توجه أتباعها إلى المكان الآمن الذي يحفظ لهم عقيدتهم ونفوسهم، ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - حينما اختار الحبشة مهجرا للمسلمين ركز على ذلك ونص عليه.
2) إذا كان المسلمون في هذا الوقت يواجهون حرب إبادة عقدية، وتصفية جسدية، فهل يعقل أن يكون بين كبار هذه الجماعة - على ضعفها وقلة حيلتها - شحناء وبغضاء تجعل قائدها الأعلى محمدا - صلى الله عليه وسلم - يهجر بعضهم إلى أرض الحبشة ويبقي آخرين؛ ليحل خلافا بينهم؟!
3) الغرض الرئيس من هجرة المسلمين إلى الحبشة، كان حماية الدعوة الناشئة، والبحث عن مكان آمن يحتضن الدعوة الإسلامية، ويكون قاعدة احتياطية لانطلاق الدعوة إذا سقطت القاعدة الأساسية (مكة).
التفصيل:
أولا. الإيذاء والاضطهاد الديني من العوامل الداعية إلى الهجرة في كل زمان ومكان، والقيادة الحكيمة هي التي تختار لأتباعها المكان الملائم لحفظ الدين وحماية كوادره:
إن العقيدة الصحيحة هي التي تنبثق منها العبادة الصحيحة، والسلوك القويم، وهي التي تضمن في الوقت نفسه الثبات على الحق، وتحمل التضحيات في سبيله عندما يطلب من المسلم أن يؤديها، وكل ما نراه من التراجع والتذبذب والنفاق، والتخلي عن طريق الحق مرده ضعف هذه العقيدة، وتزعزعها وعدم تمكنها من القلب السليم[1]، لذا فالبقاء بين براثن الشرك حتى يتمكن الشرك من إبادة المسلمين عملية خرقاء، بيد أن مهمة القيادة الأساسية هي حماية جنودها من الخطر، غير أن هذه الحماية لا تكون على حساب العقيدة والشريعة، في هذا الإطار تتحرك القيادة، ومن أجل هذا نرى سيد القادة محمدا - صلى الله عليه وسلم - يبحث في الأرض كلها عن مكان آمن، لا تستطيع يد الشرك أن تطاله، وكان هذا المكان هو أرض الحبشة[2].
ولم يكن محمد - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون بدعا في ذلك - الهجرة عند الاضطهاد الديني - فالإنجليز حينما عم الإيذاء والاضطهاد الديني إنجلترا، بعد اعتناقها المذهب الإنجليكاني، هاجروا وأسسوا أربع مستعمرات من ثلاث عشرة مستعمرة أطلقوا عليها "إنجلترا الجديدة"، وكانت منتشرة على طول الساحل الشرقي لما نسميه اليوم الولايات المتحدة الأمريكية[3].
ومما يزيد الأمر وضوحا أن الإيذاء والاضطهاد الديني العنيف الذي نزل بالمسلمين، كان نتيجة حقد الكفار على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، يحدثنا عن ذلك الشيخ أبو زهرة فيقول: "جاءت الدعوة المحمدية، وحاول أهل العصبية الجاهلية الذين ينفسون على البيت الهاشمي مكانته، والذين من دأبهم أن يحسدوا الناس على ما آتاهم الله، والذين ألفوا رجس الجاهلية من عبادات، وتحريم الطيبات من الرزق، وقد حاول كل أولئك مجتمعين ومنفردين الوقوف في وجهها، وهي تنمو وتزيد، تسعى قدما، ولا تتأخر، وإذا كان السير بطيئا، فهو متواصل من غير توان ولا قصور، وكلما انبلج نوره واتسعت دائرته، ظنوا أنها دعوة قابلة للانطفاء، فحاولوا إطفاءها بالحيلة والعرض الذي يشبه الرشوة، فما أجدى ذلك فتيلا، وحاولوا الإعجاز بالجدل فارتدوا على أدبارهم خاسئين وقامت الحجة عليهم، وحاولوا أن يشوشوا على القرآن الكريم وهو يتلى، وتعاهدوا أن يلغوا في القرآن الكريم، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يتلو.
حاولوا كل هذا، ولم يجد شيء منه والإسلام سائر في طريقه، وإن كانت العقبات، فهي لا تعوق السير، وإن أبطأته، ولم يجدوا سبيلا إلا إلى أمرين هما:
1. الإيذاء المستمر لمن لا حول له ولا قوة، ولمن آثر السلام والعافية، وهذب قلبه الإيمان، فاعتقد أن الإيمان يوجب عليه الصبر على البلاء، وألا يقاوم السيئة بمثلها ولو قدر عليها، وعلى رأس هذا الفريق صاحب الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ومعه صديقه أبو بكر رضي الله عنه، ومع هؤلاء العبيد والفقراء الذين لا يملكون سطوة، ولا عشيرة لهم.
2. الاستعانة بمن يحسبون أن له سلطانا أدبيا على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أبو طالب؛ لأنه عمه الذي كفله صغيرا، وهو رأس بني هاشم، وهو الذي يحميه كبيرا.
فلما لم يجدوا واحدا من الأمرين زادوا في الإيذاء وجعلوه جماعيا، ولم يجعلوه أحاديا فقط، ووجدوا بني هاشم مؤمنهم وكافرهم مع محمد - صلى الله عليه وسلم - يحميه بأنفة العشيرة، إلا من كتب الله تعالى عليه أن يكون لهبا في جهنم وهو أبو لهب، فقد كفر بالله، وكفر بالقرابة، وكفر بالحمية، حمية العشيرة، والنصرة، وأسلم ابن أخيه، فضل ضلالا بعيدا.
لقد تفنن المشركون في إيذاء من أسلم - فمن لم يكن له من يحميه من أهل وعشيرة يؤذنونه - بالتعذيب والضرب الشديد، ولقد بلغت النذالة بأبي جهل اللعين أن يضرب امرأة بالرمح في موضع عفتها، حتى ماتت، من غير أي تحرج من أدب إنساني، أو عروبة نبيلة، هذا شأن من لم تكن له عشيرة تذود عنه، أو تمنعه.
ومن كان له عشيرة أخذوا بالتشنيع عليه، وكان يتولى ذلك أبو جهل سفيههم، وشيخ أراذلهم، وقد حكى ابن إسحاق في سيرته ذلك، فقال: "كان أبو جهل الفاسق الذي يغري بهم في رجال قريش إذا سمع بالرجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وأخزاه، وقال له: تركت دين أبيك، وهو خير منك، لنسفهن حلمك، ولنفيلن رأيك، ولنضعن شرفك، وإن كان تاجرا، قال: والله لنكسدن تجارتك، ولنهلكن مالك، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به".
لقد أسلم رجال، فأراد بنو مخزوم - عشيرة أبي جهل - أن يلوموهم على الطريقة التي أشرنا إليها من تسفيه أحلامهم، ولكنهم خشوا شر قومهم فاستأذنوهم وأذنوا، قالوا: إنا أردنا أن نعاتب هؤلاء الفتية على هذا الدين الذي أحدثوا، فإنا نأمن بذلك غيرهم.
قالوا ذلك لهشام بن الوليد حين أسلم أخوه فقال لهم: هذا لكم فعليكم به فعاتبوه، وإياكم ونفسه، احذروا على نفسه، فأقسم بالله لئن قتلتموه لأقتلن به أشرفكم رجلا، فقالوا في أنفسهم: اللهم العنه، فوالله لو أصيب في أيدينا لقتل أشرفنا رجلا، فتركوه، ونزعوا عنه.
ومن كان له دين لا يعطونه، ويماطلونه إذا أسلم، بل لا يؤدون الدين.
ومن هؤلاء خباب بن الأرت، كانوا يعذبونه، وينزلون به الأذى؛ لأنه لم يكن ذا عشيرة تحميه، ومع ذلك كانوا يحاربونه في صناعته فلا يعطونه أجر ما صنع.
وجاء عن خباب بن الأرت - رضي الله عنه - أنه قال: «كنت رجلا قينا[4]، فعملت للعاص بن وائل فاجتمع لي عنده فأتيته فجئت أتقاضاه، فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: أما والله، حتى تموت ثم تبعث فلا. قال: وإني لميت ثم مبعوث قلت: نعم فإنه سيكون لي ثم مال وولد. فأقضيك، فأنزل الله عز وجل: )أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا (77) أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا (78) كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا (79) ونرثه ما يقول ويأتينا فردا (80)( (مريم)»[5][6].
وهكذا اشتد العذاب علي المسلمين رجالا ونساء، وصار أذى المشركين الوثنيين لا يطاق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين: «إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه»[7].
بيد أننا نتساءل: لماذا اختار القائد محمد - صلى الله عليه وسلم - الحبشة دون غيرها لتكون الموطن الذي يهاجر إليه المسلمون؟! ولـم لم تكن الهجرة إلى إحدى القبائل العربية في داخل جزيرة العرب؟!
وللرد على هذين التساؤلين يقول د. شوقي أبو خليل: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفكر أن تكون الهجرة إلى إحدى القبائل العربية؛ لأنها كانت ترفض دعوته في مواسم الحج إما مجاملة لقريش، أو تمسكا بدينها الوثني.
كما أنه لم يفكر في أن تكون الهجرة إلى موطن أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين؛ لأن كلا من الجاليتين اليهودية والمسيحية، كانت تنازع الأخرى وتنافسها على النفوذ الأدبي ببلاد العرب. فهما والحالة هذه لا تقبلان منافسا ثالثا لا سيما إذا كان من العرب الذين كانوا يحتقرونهم ويقولون فيهم: )ليس علينا في الأميين سبيل( (آل عمران: ٧٥).
أما اليمن، فقد كانت مستعمرة فارسية، ولم يكن الفرس يدينون بدين سماوي، فلم يطمئن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الالتجاء إليهم، وقد برهنت الأيام على بعد نظره عليه السلام، فإن كسرى كتب إلى باذان عامله على اليمن بعد ذلك: "ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين جلدين من عندك فليأتياني به".
وكذلك كانت للحيرة - البعيدة غاية البعد عن مكة - محاذيرها، حيث كان لقريش صلات وثيقة معها، ومصالح متبادلة، وزيارات في أوقات منتظمة، فإذا علمت قريش بوجودهم فيها طلبتهم، كما حاولت ذلك مع النجاشي الذي رفض تسليمهم لتسامحه وحسن خلقه.
ولا ننسى أن رد الفعل عند قريش كان إرسال رجلين لإرجاع المهاجرين من الحبشة، والرجلان هما: عبد الله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص، ولما فشلا في ذلك، قاطعت قريش بني هاشم وبني المطلب، وبقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وقومه ومن آمن معه في شعب من شعاب مكة ثلاث سنوات، لاقوا فيها ما لاقوا[8].
مما سبق يتضح لنا أن العقيدة هي قوام حياة المسلم، بها يعيش ومن أجلها يضحي بالغالي والنفيس، يهجر أرض الآباء والأجداد، والمال، والتجارة للحفاظ عليها، وعلي القيادة الحكيمة أن تختار المكان المناسب الذي في كنفه تنمو العقيدة، ويأمن أصحابها على أنفسهم وعقائدهم، فضلا عن كون هذه القيادة متمتعة بما يسمى فقه الواقع وقراءة الأحداث المحيطة قراءة واعية.
وتجلى ذلك في محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قادة البشر - حينما اختار لأصحابه الحبشة موطنا للهجرة.
ولعل مغرضا آخر ينفث سم فكره قائلا: اختار محمد - صلى الله عليه وسلم - الحبشة لهجرة أتباعه إليها طمعا في التجارة والدعم العسكري.
ونحن بدورنا نزيل خبث هذا الفكر، ونذكره بأن الحبشة لم تكن السوق التجاري لقريش، وإنما كانت تجارتها إما إلى الشام، وإما إلى اليمن، فلو كان هؤلاء تجارا لذهبوا إلى إحدى هاتين الجهتين لا إلى الحبشة، وهب أن المهاجرين إلى الحبشة ذهبوا من أجل التجارة، فما الذي يضر قريشا؟ ولماذا أرسلت رجلين منها لاستدعاء المهاجرين إن لم يكن العداء عداء فكر وعقيدة؟!
أما عن القول بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يتطلع إلى التوصل إلى طريق تجاري بديل يتجه من الجنوب إلى الإمبراطورية البيزنطية فهو قول لا سند له من تاريخ أو منطق، فلم تكن إمكانات المسلمين المحدودة في ذلك الوقت تسمح للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالتفكير في مشروع كبير كهذا، ثم إنه لو صح هذا الافتراض لما تطلب الأمر هجرة إلى الحبشة واستقرارا فيها، بل كان من الممكن تحقيق هذه الغاية من خلال بعثة محدودة تبلغ الرسالة ثم تعود لا من خلال أسر كاملة مهاجرة!
أما ما يقال عن الدعم العسكري فمرفوض أيضا، فلو أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - دعما عسكريا لأرسل وفدا من اثنين أو ثلاثة، ثم عادوا بما طلب سلبا أو إيجابا، ولكن الهجرة شملت أسرا بأطفالها ونسائها، ومكث الجميع هناك سنوات، فلو طلب الدعم العسكري لتحدد الموقف - في الأيام أو الأشهر الأولى - بالرفض أو الإيجاب، ولسجل لنا التاريخ في محادثة جعفر بن أبي طالب والنجاشي لمحات من طلب معونة عسكرية، وهذا ما لم يكن[9].
ثانيا. إذا كان المسلمون يواجهون حرب إبادة عقدية، فهل يعقل أن يكون بين كبار المسلمين شحناء وبغضاء، تصل بهم إلى حد الانقسام إلى مجموعتين متنازعتين؟!
ما قيل من أن خلافا حدث بين أبي بكر وعثمان بن مظعون؛ فهجر النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان وأبقى الصديق، ادعاء مرفوض لأسباب عديدة منها:
· أنه ليس من المعقول أن يوجد مثل هذا الصراع، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بين ظهرانيهم، لا سيما وأن الشارع قد بين بصراحة أن الأمة الإسلامية أمة واحدة، ربها واحد، قال تعالى: )وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون (52)( (المؤمنون).
وكيف نقبل أن يكون هناك صراع ما بينهم، وقد وصفهم الله تعالى بقوله: )محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم( (الفتح: 29)؟ فنحن نجزم أنهم - لشدة تراحمهم وتآلفهم - ما كانوا ليزعجوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بخلاف.
وكيف نقبل وجود فكرة الزعامة بين المسلمين وقد عرض الباحثون صورا شتى من زهد المؤمنين بمناصب الحكم والسلطة، كما ظهر في سير الكثير منهم أنهم تنازلوا عنها إلى من هم أكفأ منهم؟!
· وإذا كان مثل هذا الخلاف على الزعامة موجودا فلم لم يظهر أثر له بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟!، وإذا جاز للمتشكك أن يذكر بأن المصالحة تمت سريعة نسبيا، فهل يقبل أن قوما يضطرون إلى الهجرة إثر نزاع أو خلاف، ثم يعودون ببساطة متناهية فيقبلون بمكانة خصومهم؟
وهل للمتشكك أن يظهر لنا لماذا عاد ابن مظعون "وجماعته"؟ وكيف قبلوا بزعامة محمد وبمنزلة الصديق بين المسلمين؟ وهم الذين لم يقبلوها من قبل كما يدعي، أما إذا كان المتوهم يبني أحكامه على الظن دون التحقيق، فإن رأيه مرفوض بحسب المنهج العلمي للتاريخ.
هذا.. وإن لدينا دليلا يقطع على المتوهم حجته، وذلك أن أبا بكر نفسه خرج مهاجرا، وكان من الممكن أن يغادر أرضه ودياره في سبيل الله لولا أن رده ابن الدغنة.
تقول السيدة عائشة - رضي الله عنها -: "فلما ابتلي المسلمون، خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد[10]، لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي. قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل[11]، وتقري[12] الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، ارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين علي نوائب الحق؟ فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة، وقالوا له: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، فليصل فيها وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك، لا يستعلن به؛ فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا..." [13].
وبعد.. فمن ذا الذي يرضى بهذه الفرية على أبي بكر، وابن مظعون؟ وأي خلاف بينهما، وقد شرع الأول باللحاق إلى حيث هاجر الثاني"[14]. ومن ثم فهذه لعمر الله دعوى عريضة عارية لا تستند إلى دليل عقلي أو نقلي.
ثالثا. الهدف الرئيس من هجرة المسلمين إلى الحبشة، كان حماية الدعوة الإسلامية الناشئة، والبحث عن مكان آمن للدعوة، وصياغة قواعد جديدة للانطلاق بالرسالة:
لقد قصد النبي - صلى الله عليه وسلم - حماية الدعوة عن طريق الهجرة، ومما يؤكد ذلك ويوضحه ما ورد في بعض الروايات أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للمسلمين: «إن بأرض الحبشة ملكا لا ينال أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا أو مخرجا مما أنتم فيه»[15].
فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة وفرارا إلى الله بدينهم، فكانت أول هجرة في الإسلام.
وكان خروجهم في رجب من السنة الخامسة من المبعث، فأقاموا بالحبشة شعبان ورمضان، وخرجت قريش على آثارهم حتى جاءوا البحر فلم يدركوا منهم أحدا، ثم رجعوا إلى مكة في شوال لما بلغهم أن قريشا صافوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكفوا عنه...
ولما استمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سب آلهتهم عادوا إلى شر ما كانوا عليه، وازدادوا شدة على من أسلم، فلما قرب مهاجرة الحبشة من مكة وبلغهم أمرهم توقفوا عن الدخول، ثم دخل كل رجل في جوار رجل من قريش، ثم اشتد عليهم البلاء والتعذيب من قريش، وسطت عليهم عشائرهم، وصعب عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره، فأذن لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخروج إلى الحبشة مرة ثانية فخرجوا، فكان خروجهم الثاني أشق عليهم وأصعب، فكان عدة من خرج في هذه المرة ثلاثة وثمانين رجلا إن كان فيهم عمار بن ياسر، فإنه يشك فيه، قال ابن إسحاق: ومن النساء تسع عشرة امرأة.
وهكذا نجد أن الثقل الكبير للمسلمين قد انتقل إلى الحبشة، فأن يغادر مكة ثلاثة وثمانون رجلا وتسع عشرة امرأة يعني هذا أن قوة ضخمة وتجمعا كبيرا قد قام في قطر آخر وبعيد عن مكة وعن متناول يدها، يستطيع أن ينتشر ويتضخم ويهدد وجود مكة ذاتها.
وهذا المنطلق لم يكن ليغيب عن ذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم:البحث عن قاعدة صلبة ومكان آمن آخر للدعوة غير مكة، حيث لا تستطيع قريش - مهما بلغ من عتوها ـ[16] أن تنهي الوجود الإسلامي في الأرض، وهذا ما يحسن أن تنتبه الحركة الإسلامية إليه في تخطيطها، حيث لا تضع كل طاقاتها البشرية والمادية في أرض واحدة، تكون معرضة فيها للإبادة، بل تعدد أماكن تجمعها وتواجدها، بحيث تستطيع لو فقدت موقعا معينا أن تنتقل إلى موقع ثان تنطلق منه وتواجه الجاهلية من خلاله.
ولا شك أن مغادرة الشباب الإسلامي مواقعه وأماكنه إلى أرض جديدة يعاني فيها آلام الغربة والوحشة عن الأهل والوطن - هو أمر صعب وتضحية كبيرة، لا تتحقق إلا إذا كان هذا الشباب على مستوى من الإيمان العظيم يتجاوز به هذه العقبات، وأن تكون عقيدته وحبه لها أكبر من حبه لوطنه، وحنينه لقومه، وارتباطه بأرضه. أن تكون رابطة العقيدة أعمق غورا في نفسه، وأشد أثرا في قلبه من أية رابطة أخرى مهما سمت وارتفعت: )قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين (24)( (التوبة) وخاصة أن الهجرة لهذه الأرض النائية، والمعيشة بين قوم غير قومهم يتكلمون بلغة غير لغتهم، ولهم عادات وتقاليد ودين غير عاداتهم ودينهم وتقاليدهم، هي أشق على النفس، وأقسى على الروح فإن لم يكن جنود الحركة الإسلامية على المستوى المذكور من الإيمان، فلن تنجح القيادة في تنفيذ خطتها ومخططاتها.
إنه لا بد أن يتربى الشباب المسلم على أن تكون عقيدته أغلى عليه من كل شيء في حياته، وأن يكون ارتباطه بدينه أقوى من أية رابطة أخرى من أهل، أو زوج، أو ولد، أو عشيرة، أو أرض، أو مال، أو وطن، أو مصلحة.
وهذا المستوى الإيماني العظيم هو الذي جعل هذه الأعداد الكبيرة تهاجر إلى هذه الأرض النائية البعيدة.
إننا ونحن اليوم في العصر الحديث، وفي وسائل المواصلات الضخمة التي اختصرت الأشهر بالساعات، وبالارتباط العالمي القائم في دول الأرض من حيث الاتصال، لو دعينا إلى الهجرة إلى الحبشة لأحسسنا بثقل ذلك وصعوبته، ووجدنا من يتلكأ عن الإجابة. وسماعنا بالحبشة بالذات يجعل الوحشة والرهبة هي المسيطرة على كياننا لو دعينا لذلك.
فكم يا ترى هو المستوى الإيماني الرفيع لدى تلك العصبة المؤمنة في الأرض، وهم يعرفون الأحباش وينظرون إليهم من عل على أنهم عرب أقحاح، وأولئك عجم سود كأن رأس كل منهم زبيبة، كانوا يترفعون عنهم نسبا وشرفا، وهم يرون في صفوفهم بلال بن رباح الحبشي العبد الأسود، إنها - لعمر الحق - هجرة نادرة في التاريخ، وتعال عن كل قيم الأرض وروابطها في سبيل الله، وحق لهؤلاء أن يقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للناس هجرة (أي لمهاجري يثرب) ولكم هجرتان». (أي لمهاجري الحبشة)[17] [18].
وقد كان ثمة هدف آخر من وراء الهجرة إلى الحبشة غير هدف الحماية لجنود الدعوة وأفرادها، وهذا ما أشار إليه - سيد قطب - رحمه الله - إذ يقول: " ومن ثم كان بحث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن قاعدة أخرى غير مكة، قاعدة تحمي هذه العقيدة وتكفل لها الحرية، ويتاح لها فيها أن تخلص من هذا التجميد الذي انتهت إليه في مكة، حيث تظفر بحرية الدعوة وبحماية المعتنقين لها من الاضطهاد والفتنة، وكان هذا هو السبب الأول والأهم للهجرة.
ولقد سبق الاتجاه إلى يثرب، لتكون قاعدة للدعوة الجديدة، عدة اتجاهات، سبقها الاتجاه إلى الحبشة، حيث هاجر إليها كثير من المؤمنين الأوائل. والقول بأنهم هاجروا إليها لمجرد النجاة بأنفسهم لا يستند إلى قرائن قوية؛ فلو كان الأمر كذلك لهاجر إذن أقل الناس جاها وقوة ومنعة من المسلمين.
غير أن الأمر كان على الضد من هذا، فالموالي المستضعفون الذين كان ينصب عليهم معظم الاضطهاد والتعذيب والفتنة لم يهاجروا، إنما هاجر رجال ذوو عصبيات، لهم من عصبيتهم - في بيئة قبلية - ما يعصمهم من الأذى، ويحميهم من الفتنة، وكان عدد القرشيين يؤلف غالبية المهاجرين، منهم جعفر بن أبي طالب، وأبوه وفتيان بني هاشم معه هم الذين كانوا يحمون النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم الزبير بن العوام، وعبد الرحمن ابن عوف، وأبو سلمة المخزومي، وعثمان بن عفان الأموي وغيرهم، وهاجرت نساء كذلك من أشرف بيوتات مكة ما كان الأذى لينالهن أبدا.. وربما كان وراء هذه الهجرة أسباب أخرى كإثارة هزة في أوساط البيوت الكبيرة في قريش، وأبناؤها الكرام المكرمون يهاجرون بعقيدتهم، فرارا من الجاهلية، تاركين وراءهم كل وشائج[19] القربى، في بيئة قبلية تهزها هذه الهجرة على هذا النحو هزا عنيفا، وبخاصة حين يكون من بين المهاجرين مثل أم حبيبة بنت أبي سفيان، زعيم الجاهلية، وأكبر المتصدين لحرب العقيدة الجديدة وصاحبها.
ولكن مثل هذه الأسباب لا ينفي احتمال أن تكون الهجرة إلى الحبشة أحد الاتجاهات المتكررة في البحث عن قاعدة حرة - أو آمنة على الأقل - للدعوة الجديدة، وبخاصة حين نضيف إلى هذا الاستنتاج ما ورد عن إسلام نجاشي الحبشة، ذلك الإسلام الذي لم يمنعه من إشهاره نهائيا إلا ثورة البطارقة عليه، كما ورد في روايات صحيحة"[20].
هذه اللفتة العظيمة من صاحب الظلال - رحمه الله - لها من السيرة ما يعضدها ويساندها، وأهم ما يؤكدها هو الوضع العام الذي انتهى إليه أمر مهاجرة الحبشة، فلم نعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بعث في طلب مهاجرة الحبشة حتى مضت هجرة يثرب، ثم غزوة بدر، وأحد، والخندق، وصلح الحديبية.
فلقد بقيت يثرب معرضة لاجتياح كاسح من قريش خمس سنوات، وكان آخر هذا الهجوم والاجتياح في الخندق حيث قدم عشرة آلاف مقاتل لاستئصال شأفة المسلمين هناك، وبعد رد الكافرين بغيظهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآن نغزوهم ولا يغزونا، نحن نسير إليهم»[21].
فلقد انتهى الخطر في اجتياح المدينة بعد الخندق - كما في النص النبوي الآنف الذكر - وجاء صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة ليؤكد هذا المعنى، ويؤكد الاعتراف الرسمي من قريش بدولة المدينة، وحين اطمأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن المدينة قد أصبحت قاعدة آمنة للمسلمين، وانتهى خطر اجتياحها من المشركين، عندئذ بعث في طلب المهاجرين من الحبشة، ولم يعد ثمة ضرورة لهذه القاعدة الاحتياطية التي كان من الممكن أن يلجأ إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو سقطت يثرب في يد العدو.
إنه الفقه السياسي الأعظم، والتخطيط النبوي الأعمق من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو يمضي في بناء دولة الإسلام، ويدرس كافة الاحتمالات المتوقعة، ويبحث في كل مكان عن الأرض المناسبة لقيام دولة الإسلام، أو حماية العقيدة فيها، وفعلا وصل المهاجرون من الحبشة إلى المدينة فوجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خيبر، فمضوا إليه هناك والتحقوا به، ووصلوا بعد فتح خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أدري بأيهما أنا أسر؛ بفتح خيبر أو بقدوم جعفر»[22][23].
مما سبق يتبين لنا أن هجرة المسلمين إلى الحبشة كانت بسبب شدة إيذاء قريش للصحابة، ولما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن البلاء يشتد على المسلمين أمرهم بالهجرة إلى الحبشة؛ لأن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهو النجاشي الذي أحسن وفادتهم.
إذن فلم تكن هجرتهم لأسباب اقتصادية أو سياسية - كما يدعون -، ولكنها كانت هجرة خالصة لوجه الله عز وجل، والدليل على ذلك أنه لما أصبحت المدينة دارا آمنة للمسلمين، بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - في طلبهم، والعودة إليه في المدينة. فأي تجارة كانوا يردونها؛ وأي سياسة كانوا يبغونها في تلك البلاد البعيدة عنهم؟!!
الخلاصة:
· الإيذاء والاضطهاد الديني في كل زمان ومكان من أهم أسباب الهجرة، ولم يكن المسلمون وقائدهم بدعا في ذلك، وما شأن المستعمرات الإنجليزية - إنجلترا الجديدة - علينا ببعيد.
· لقد استقبل ملك الحبشة المسلمين استقبالا حافلا، وحظوا لديه بكل عناية ورعاية، ولو كان الغرض من هجرة المسلمين الرغبة في تحويل الحبشة إلى قاعدة لمهاجمة تجارة مكة، فإن ملك الحبشة لم يكن ليقبل ببساطة أن تتحول بلاده إلى مركز لمهاجمة تجارة المكيين رغم حسن علاقاته معهم؛ لأن قبوله ذلك كان يعني تعريض بلاده لأزمات اقتصادية، وسياسية هي في غنى عنها، فضلا عن أن وضع المسلمين في ذلك الوقت لم يكن ليسمح لهم بالدخول في مثل هذه المواجهة.
· لو كان الغرض من هجرة المسلمين إلى الحبشة رغبة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحصول على مساعدة عسكرية من الحبشة للسيطرة على مكة، لما تطلب ذلك هجرة المسلمين للإقامة هناك، بل كان يكفي أن يرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعثة من شخص، أو عدة أشخاص لتؤدي المهمة ثم تعود، ولم يكن الرسول - بكل ما أوتي من فطنة وبعد نظر - ليتوقع من ملك الحبشة أن يقبل القيام بمغامرة غير محسوبة ويلبي طلبا كهذا.
· أما عن وجود خلافات حادة في الرأي بين مجموعة أبي بكر الصديق، ومجموعة عثمان بن مظعون - رضي الله عنهما - فليس في مصادرنا المعتمدة ما يشير إلى انقسام السابقين إلى الإسلام إلى مجموعتين، فضلا عن وجود خلافات حادة بينهما، وكيف لنا أن نتصور أن السابقين الأولين سمحوا لأنفسهم أن يتمزقوا في وقت كان فيه مشركو قريش يقعدون لهم كل مرصد يتوعدونهم، ويصدونهم عن سبيل الله؟! لقد كانت معركة المسلمين مع المشركين معركة حياة أو موت، ومن المستحيل أن يتطوع بعض المسلمين في تلك الظروف ليعينوا المشركين على أنفسهم.
· التفسير المقبول لهجرة المسلمين إلى الحبشة هو ما قدمته المصادر التاريخية؛ وهو أن الهدف من ورائها كان حماية الدين والنفس في ظروف جاوز فيها اضطهاد قريش للمسلمين حدود الاحتمال، وفي مثل هذه الظروف كان لا بد أن يبحث القائد الحكيم عن أرض جديدة وأمل جديد وأفق أكثر سماحة وإشراقا، لتنطلق منه الدعوة الناشئة ولتجد ثم بيئة صالحة لها تنمو وتنتشر، فاختار أرض الحبشة التي لا يظلم حاكمها أحدا ولا يحجر على رأي أحد أو فكره، فكانت الهجرة، وكان النجاح.
(*) محمد في مكة، مونتجمري وات، ترجمة: د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ، حسين عيسى، مراجعة د. أحمد شلبي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م.
[1]. المنهج الحركي للسيرة النبوية، د. منير محمد الغضبان، دار الوفاء، مصر، ط15، 1427هـ/2006م، ص25 بتصرف.
[2]. المنهج الحركي للسيرة النبوية، د. منير محمد الغضبان، دار الوفاء، مصر، ط15، 1427هـ/2006م، ص48 بتصرف يسير.
[3]. الإسلام في قفص الاتهام، د. شوقي أبو خليل، دار الفكر، دمشق، ط6، 1425هـ/ 2004م، ص282 بتصرف.
[4]. القين: الحداد أو الصائغ.
[5]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإجارة، باب هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب (2155)، وفي موضع آخر.
[6]. خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، الإمام محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة، 1425هـ/ 2004م، ج1، ص349 : 354 بتصرف.
[7]. صحيح: أخرجه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب السير، باب الإذن بالهجرة ( 17512)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3190).
[8]. الإسلام في قفص الاتهام، د. شوقي أبو خليل، دار الفكر، دمشق، ط6، 1425هـ/ 2004م، ص289، 290 بتصرف يسير.
[9]. الهجرة حدث غير مجرى التاريخ، د. شوقي أبو خليل، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، ط5، 1423هـ/ 2002م، ص35، 36 بتصرف.
[10]. برك الغماد: موضع بين مكة وزبيد.
[11]. الكل: الضعيف.
[12]. تقري: تكرم.
[13]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه إلى المدينة (3292)، وفي موضع آخر.
[14]. الإسلام في قفص الاتهام، د. شوقي أبو خليل، دار الفكر، دمشق، ط6، 1425هـ/ 2004م، ص286: 289.
[15]. صحيح: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، كتاب السير، باب الإذن بالهجرة (17512)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3190).
[16]. العتو: التجبر والتكبر.
[17]. إسناده صحيح: أخرجه أبو يعلي في مسنده، حديث ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (7233)، وابن حبان في صحيحه، كتاب إخباره ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر ( 7194)، وصحح إسناده الأرنؤوط في تعليقات صحيح ابن حبان (7194).
[18]. المنهج الحركي للسيرة النبوية، د. منير محمد الغضبان، دار الوفاء، مصر، ط15، 1427هـ/2006م، ص48، 49.
[19]. الوشائج: جمع وشيجة، وهي الصلة.
[20]. في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط13، 1407هـ/1987م، ج1، ص29.
[21]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب (3884).
[22]. حسن: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل، باب ما ذكر في جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ( 32206)، والطبراني في الكبير، باب الجيم، جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة ـ رضي الله عنه ـ يكنى أبا عبد الله وأمه (1470)، وحسنه الألباني في فقه السيرة (1/ 347).
[23]. في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط13، 1407هـ/1987م، ص51 بتصرف.
why do men have affairs
redirect why men cheat on beautiful women
husband cheat
online online affair